الخميس، 30 يناير 2014

سر الكنيسة "للأمة القبطية " والأفكار الانعزالية ..




"الأمــة القبطية".. ســر الكنيســة "العــلني"


محمد أبو حامد وعلاقته المشبوهة بالكتيبة الطيبية
 أفكار "الأمة القبطية" مثل
 "الكتيبة الطيبية" و"أقباط من أجل مصر" 
و"صوت المسيحي الحر" و"الأقباط الأحرار"،
حيث عملت على إحياء اللغة القبطية بديلا عن العربية، 
وأنشدت ترانيم العزلة ورددت مصطلحات
 مثل "الاحتلال الإسلامي" لمصر،
كما استحدثوا عبارات مرادفة لـ"الأمة القبطية"
 لتجاوز المعنى المجرد للكنيسة مثل "شعب الكنيسة"
. و"الشعب المسيحي". 
"الكتيبة الطيبية يرتدون قمصانًا سوداء 
مرسوم عليها مسلم داخل رأسه مسدس ومسيحي


 محمد أبو حامد وعلاقته المشبوهة بالكتيبة الطيبية




"دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله".. 
هكذا كانت الكنيسة تتعامل مع السياسة لتنأى بنفسها عن معارك ظلت متضادة مع قيم المسيحية التي تبتعد عن صخب الحياة لتغرق في كهنوتها المفضل، وذلك بعد عقود من سيطرة رجال الكنيسة على السياسة في أوروبا الوسطى فأفسدوا الدين والسياسة، لكن يبدو أن تلك الاستراتيجية قد تغيرت منذ زمن. ففي مشهد لا تُخطئه العين، باتت الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية طرفًا فاعلاً في المشهد السياسي، خاصة بعد دعم قياداتها للانقلاب العسكري وحضورهم خطاب وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، وحشدها المعلن للتصويت بالموافقة على وثيقة لجنة الخمسين المطروحة كدستور للبلاد، وهو ما جدد حديثًا قديمًا عن سيطرة جماعة "الأمة القبطية" على الكنيسة المصرية والعمل على تحقيق أهدافها المطروحة منذ نحو قرن من الزمان. ورغم أن البعض يظن أن تاريخ نشأة "الأمة القبطية" يعود إلى ظهورها كرد على جماعة الإخوان المسلمين بعد ثورة (يوليو 1952) فإن الحقيقة أن تأسيسها يعود إلى بدايات القرن العشرين قبل ثورة 1919، وإن لم تكن أفكارها تحمل الاسم ذاته، أو لم تعرف به بشكل رسمي؛ حيث لم يظهر ذلك الاسم إلى العلن إلا في الخمسينيات على يد شاب عشريني، غير أن هناك غموضًا وخلافًا كبيرًا في تحديد هوية المؤسس الفعلي لهذه الجماعة، التي سيطرت فيما بعد على كرسي البابوية، وصارت مسؤولة (رسميًا) عن اختطاف البابا يوساب في الخمسينيات، وضالعة (خفية) في تنحيته وتغيير طريقة اختيار البابا لتنصيب أعضائها على العرش البابوي. ويكتنف الغموض حقيقة نشأة "الأمة القبطية" وعام تأسيسها ومؤسسها الحقيقي، ويعزو مؤرخون مسيحيون نشأة "الأمة القبطية" إلى حبيب جرجس الذي قاد الكنيسة مطلع القرن العشرين، وعمل على تربية أجيال تحمل ما أسماه فكرًا تقدميًا إصلاحيًا داخل الكنيسة، وانتسب إلى هذه الحركة فيما بعد البابا شنودة الثالث ومتى المسكين وغيرهما من رموز الكنيسة.
 . الكتيبـة الطيبيـة .
 وكان حبيب جرجس أول من استعمل تعبير (الأمة القبطية) وكان يعنى به شيئا أكبر من مجرد الكنيسة القبطية، وقد بدأ جرجس حملة واسعة لإعادة بعث اللغة القبطية بدلاً من العربية، وغيرها من الأهداف التي ظلت نصب عين "الأمة القبطية" فيما بعد، بل ورفعها العديد من التنظيمات الأخرى التي ظهرت بمسميات متعددة مثل "الكتيبة الطيبية" و"أقباط من أجل مصر" و"صوت المسيحي الحر" و"الأقباط الأحرار". والحقيقة أن الأهداف التي رفعتها "الأمة القبطية" منذ نشأتها، تُعد أفكارًا مشتركة رفعتها بعد ذلك إلى الجماعات التي يتردد كثيرًا علاقتها بتنظيمات "فرسان المعبد"، حيث اتسمت تلك الجماعات -ومنها "الكتيبة الطيبية"- بنفس الطابع العام من التعصب للكنيسة واستعمال العنف أحيانا والجنوح لانعزال المسيحيين الأرثوذكس عن غيرهم، وإحياء اللغة القبطية في مواجهة العربية.
  جرجس.. أم أنطونيوس؟! 
 غير أن مؤرخين آخرين يخالفون تلك الرواية وينسبون ظهور (الأمة القبطية) إلى راهب يدعى أنطونيوس، (وهو نفس الاسم الذي اختاره الأنبا شنودة في بداية رهبنته قبل تنصيبه بابا)، الذي كان راهبًا من رهبان الأديرة يعمل بقوانين الدير بكل تعاليمه في الصلاة والعمل وغيرها، ولكن مع دخول الإرساليات التبشيرية الكاثوليكية والبروتستانتية مع الاحتلال الأجنبي لمصر وازدياد تواجدها خشي أنطونيوس من تأثر الأقباط بها. وقد صنف أنطونيوس أعداء الكنيسة على الترتيب بأنهم: اليهود، باعتبارهم المسؤولين عن قتل وصلب المسيح - حسب عقيدتهم - ولم يعلنوا توبتهم عن فعلتهم ولم يعترفوا به، والكنيسة الكاثوليكية، باعتبارها ألد أعداء الأقباط النصارى، وكنيسة البروتوستانت واسعة الانتشار، والمسلمون منذ دخولهم مصر وتحول الأقباط النصارى للديانة الإسلامية. ازداد عدد أتباع أنطونيوس، وساهمت سرية تحركاته في تقليص حجم التصدي لها من قبل أجهزة الدولة، لجهلها بتفاصيل المشاكل الكنائسية، وأدى الانشقاق بالراهب انطونيوس بعد اختلافه مع الكنيسة إلى تأسيس دير في أقاصي الصحراء الغربية تنطلق منه كنيسته.
  بأموال الكاثوليك 
 بمرور الوقت بدأت تعاليم جماعة "الأمة القبطية" تلقى قبولًا متزايدًا من الشباب الطموح الذي رأى في الاستفادة من إمكانيات الإرساليات التي كانت تبعث بها الكنيسة الكاثوليكية لينفقونها ببذخ مع الاحتفاظ بالعقيدة الأرثوذكسية للكنيسة المرقسية القبطية، وكانت تلك حيلة ذكية ترضي طموحاتهم، فتخرجت من المدارس الأجنبية التابعة للإرساليات طبقة كبيرة من الأقباط النصارى تميزت عن غيرها من فئات الشعب القبطي، بل والمصري، في إتقانهم للغات واكتساب علوم ومهارات وتقنيات تم تمويلها بأموال الإرساليات الغربية التبشيرية وصلت إلى حد إعفاء معظم الدارسين الأقباط النصارى من المصروفات كمحاولة من الكنيسة الغربية في اجتذاب الأقباط النصارى بعيدا عن كنيستهم الأم. لقد كان الزمن في صالح جماعة "الأمة القبطية" التي كانت تجتذب باستمرار كهنة ورهبانا جددا، وانتسب إلى هذه الجماعة معظم المثقفين الذين اعتلوا مناصب هامة في مصر، ومن بينهم عازر يوسف عطا الذي أصبح فيما بعد البابا (كيرلس السادس)، والدكتور سعد عزيز (الأب متى المسكين) ونظير جيد (الأنبا شنودة) بابا الأقباط السابق وهو أحد التلامذة التسع للأب متى المسكين في دير السريان، وقد أحدثت تلك الحركة تغييرًا كبيرًا لم يحدث من قبل في تاريخ وقوانين الكنيسة القبطية، وبدأ التحول الفكري في تاريخ المسيحية في مصر بمنتهى النعومة دون أن يلحظ كثير من النصارى أنفسهم ما يحدث داخل الكنيسة من صراع فكري وتغيير استراتيجي.
 الظهـــور العلني 
 وفي أواخر عام 1952 منحت وزارة الشئون الاجتماعية المحامي إبراهيم فهمي هلال، الشاب العشريني، ترخيصًا بتكوين جمعية دينية اتخذت لها اسم "جماعة الأمة القبطية" ليكون بذلك أول ظهور رسمي علني لها، وكانت للجمعية بنود قانونية، منها أن تعمل الجماعة في سبيل تحقيق غرضها على: (إصلاح شؤون الكنيسة القبطية، تقديم المساعدة للمحتاجين، نشر تعاليم الكتاب المقدس والتمسك بجميع أحكامه، تعليم "اللغة القبطية" وتاريخ الكنيسة وإحلالها محل اللغات الأخرى والتمسك بعادات وتقاليد "الأمة القبطية"، توجيه الشباب القبطي وجهة صالحة، إصدار جرائد يومية وأسبوعية وشهرية تكون المنبر القوى للدفاع عن الأمة القبطية، الاهتمام بالرعايا الأقباط محليًا ودوليًا، إنشاء دار كبرى تسمى المركز الرئيسي للجماعة وسط القاهرة). وروَّجت الجماعة -عقب ظهورها الرسمي- لنفسها كحركة قبطية مسيحية في مواجهة تنظيم الإخوان المسلمين، ورفعت شعار: "الله ملكنا ومصر بلادنا والعنخ (مفتاح الحياة الذي على شكل صليب) علامتنا والشهادة في سبيل الرب غايتنا".
وأعلنت الجماعة الأمة القبطية عن نفسها، وقد رحب البابا يوساب بالجماعة في بدء القيام بأنشطتها، غير أنه سرعان ما دب الخلاف بينهم وبينه، إلى أن قام أعضاء هذه الجماعة في سنة 1954 بخطفه، في أزمة طاحنة، عصفت بالكنيسة وانتهت بالقبض على رئيس الجماعة وحكم بإدانته وسجن لمدة ثلاث سنين. ويقول مؤرخون: "إن الصدام بدأ بينهما عندما شعر الأنبا يوساب الثاني البطريرك رقم 115 من عام 1946 - 1956 م بنشاطات مريبة من الكاهن متى المسكين؛ فأمر بعزله، وبعدها أصدر المجمع المقدس قرارًا بسحب الاعتراف بدير مار مينا بمصر القديمة حيث كانوا يقيمون".
 التنظيم المسلَّح 
 وفي الخمسينيات بدأ الظهور المسلح الأول لـ"الأمة القبطية" حين قام خمسة شبان أقباط بهجوم مسلح في 1954م على المقر البابوي، واقتحموا بوابة دار البطريركية بشارع "كلوت بك" آنذاك، واختطفوا البطريرك يوساب الثاني وأجبروه على التوقيع على تنازله على العرش البطريركي، ووثيقة أخرى بدعوة المجمع المقدس والمجلس الملي لإجراء انتخابات لبطيرك جديد، ووقع أيضًا على وثيقة ثالثة بتوصيات لائحة انتخاب البطريرك بحيث يشترك في انتخابه جمهور رعاياه.
وقام الشباب بإرسال يوساب الثاني إلى دير وادي النطرون، واعتصموا في مقر البابوية وأصدروا بيانًا وأرسلوه إلى الكنائس والصحف وبعض الجهات الرسمية في الدولة يعلنون فيه تنازل البابا عن العرش ويطلبون من الشعب القبطي أن يقوم بانتخاب بطريرك جديد وتحذر الدولة "من التدخل في شئون الأقباط الداخلية".
ورغم أن تلك المحاولة انتهت بالفشل، وتم القبض على الشبان المتورطين حينها؛ فإن ضغوطا على يوساب أدت إلى تنازله عن محاكمتهم، وتم الإفراج عن إبراهيم فهمي هلال الذين لا يزال يعمل حتى الآن في جامعة السوربون بفرنسا.
ورغم أن هذه هي الحادثة الرسمية الوحيدة آنذاك التي استخدمت فيها "الأمة القبطية" العنف، فإن أصابع اتهام وجهت إليهم في محاولات عديدة لاقتحام مقر البابوية في الخمسينيات في عهد البابا يوساب الثاني، كما تم اتهامها بالتورط في حادث قطار الصعيد الذي راح ضحيته عدد من الكهنة ورجال الدين المعادين لفكر تلك الجماعة وتردد حينها أن من دبَّر الحادث هم أعضاؤها.
العودة إلى السرية بادرت وزارة الداخلية فيما بعد إلى استصدار أمر قضائي بحل تلك الجمعية، فرفعت الجمعية المنحلة معارضة في أمر الحل أمام الدائرة الخامسة المدنية بمحكمة القاهرة الابتدائية، وكان إدوارد غالي الدهبي هو المختص بمباشرة قضايا الحكومة المنظورة أمام هذه الدائرة، وأغضب جماعة الأمة القبطية أن يترافع ضدهم محام قبطي، فأرسلوا خطابات التهديد بالخطف والقتل ففرضت عليه حراسة مشددة، وتقدم للمحكمة بدفاع وزارة الداخلية مبينا أغراض الجمعية في إقامة دولة قبطية باستعمال القوة المسلحة وهو ما يتنافى مع المبادئ المسيحية، وانتهى الأمر برفض معارضة الجمعية وتأييد قرار الحل عام 1954 لتتوارى مجددًا في طي السرية والكتمان. وتصل الاتهامات الموجهة إلى "الأمة القبطية" لدى اعتى معارضيها بأنها مسؤولة عن إبعاد يوساب الثانية بالقوة وإرساله إلى المستشفى القبطي للعلاج -وهو بغير علة– وذلك ليعيش تحت حراسة مشددة لعزله عن العالم رغم أنه ظل بصحة جيدة قيد الحبس الجبري، ولكن بعد مرور وقت قليل أعلن فجأة وفاة البابا يوساب الثاني وسط شكوك لها وجاهتها حول تعرضه للقتل العمد، بينما أكد آخرون أن الرجل كان مخدرا تماما وجرت مراسم الدفن تحت تأثير ذلك المخدر ثم نقل إلى أحد الأديرة ليكمل فيها حياته حتى يتمكنوا من إعلان بابا جديد لأقباط مصر.
 العـرش البــابوي 
 وبعد -غياب أو تغييب- البابا يوساب الثاني؛ تمكَّنت جماعة الأمة القبطية من فرض أحد أعضائها وهو البابا "كيرلس السادس" ليعتلي الكرسي البابوي في 10 مايو 1959 عن طريق ما يسمى القرعة الهيكلية لأول مرة في تاريخ اختيار من يعتلي الكرسي البابوي بطريقة القرعة، وبعد تنصيب كيرلس بدأ نظير جيد (شنودة) طريقه للكهنوت الذي منعه يوساب الثاني منه ليكون بعدها البابا التالي لكيرلس. وفي عهد كيرلس تولى "شنودة" التعليم بالكنيسة وأخرج أجيالا من المؤمنين بفكر جماعة الأمة القبطية والتابعين له شخصيا، وازداد نفوذه في الكنيسة لدرجة أنه تمرد –بعد أن انضم له معلمه متى المسكين- على البابا كيرلس ليبدأ فصلا جديدا من فصول الصراع بين الأمة القبطية والبابا الذي خالف بعض أوامر جماعة الأمة القبطية، فسارع كيرلس بتجريد الراهب متى المسكين وتلاميذه وعلى رأسهم الراهب انطونيوس السرياني (شنودة) من مكانتهم الكهنوتية ثم أصدر قرارا بالتجريس بمتى المسكين وتلاميذه والعزل من رتبهم الكهنوتية ومن انتمائهم إلى الرهبانية وتم نشر القرار في جريدة الأهرام. حينها هاجر بعض النصارى من أبناء الأمة القبطية خارج مصر خوفا من الضربات التي يتعرضون لها من البابا كيرلس، فخرجوا لينشئوا كنائس أرثوذكسية موالية لجماعة الأمة القبطية لتكون بؤر تجمع أخرى إذا انتهت حركتهم في مصر وليحملوا اسمًا شهيرًا ومؤثرًا فيما بعد، وهو اسم "أقباط المهجر".
 القرعة الهيكلية 
مجددا وبعد وفاة "كيرلس" لعبت القرعة الهيكلية لعبتها مجددا لصالح "شنودة الثالث" رغم صغر عمره -الذي لم يتعد 48 عاما- عمن نافسوه، وعلى رأسهم استاذه متى المسكين، وفي عهده ترددت اتهامات عديدة لإدارة الكنيسة بتدريب كشافة الكنيسة بشكل عسكري وتخزين أسلحة في الأديرة شديدة الاتساع التي ترفض الكنيسة الرقابة عليها أو تفتيشها، ورغم أن إدارة الكنيسة تصر على نفي هذه الأنباء فإن صورا للرهبان في واقعة دير أبو فانا بصعيد مصر وهم يشتبكون بالأسلحة مع عرب القرية المجاورة لهم في خلاف على ملكية قطعة أرض طرحت علامات استفهام عديدة حول صدقية كلام الكنيسة. وفي عهد "شنودة الثالث" -الذي يصف الأنبا تواضروس البابا الحالي نفسه بأنه من تلامذته- ظهرت العديد من المسميات المتعددة التي تنادت بأفكار "الأمة القبطية" مثل "الكتيبة الطيبية" و"أقباط من أجل مصر" و"صوت المسيحي الحر" و"الأقباط الأحرار"، حيث عملت على إحياء اللغة القبطية بديلا عن العربية، وأنشدت ترانيم العزلة ورددت مصطلحات مثل "الاحتلال الإسلامي" لمصر، كما استحدثوا عبارات مرادفة لـ"الأمة القبطية" لتجاوز المعنى المجرد للكنيسة مثل "شعب الكنيسة" و"الشعب المسيحي".
ورغم أن أيًا من هذه الجماعات غير رسمي؛ فإنه ما يزال حتى يومنا هذا تظهر مجموعات من الشباب الذين يرتدون قمصانًا سوداء مرسوم عليها مسلم داخل رأسه مسدس ومسيحي داخل رأسه قلب وصليب، وجماعات البلاك بلوك التي تردِّد بين عديدين أنها عبارة عن كشافة الكنيسة التي يشرف عليها آباء ومطارنة لهم نفس الأفكار الانعزالية للأمة القبطية.

المعلم يعقوب" القبطي.. خيانة وطنه


المعلم "يعقوب القبطي" من الشخصيات التاريخية المثيرة للجدل، وُلد في سنة 1745م وذاع صيته إبان الحملة الفرنسية على مصر عام 1798م وقام غلاف الكتاببتنظيم جيش من الأقباط على نفقته الخاصة، وجمع في صفوفه شبابًا من القاهرة ومن الصعيد، البعض اعتبره وطنيًا مخلصًا وثائرًا على الظلم العثماني والمملوكي، وآخرون اعتبروه عميلاً للاحتلال الفرنسي وخائنًا لوطنه.
وهذا الكتاب يميل إلى الرأي الثاني، معتبرًا المعلم يعقوب خائنًا للوطن لتأسيسه "فيلق" قبطي شارك في الحروب مع قوات الاحتلال الفرنسي على مصر بقيادة نابليون بونابرت عام 1798م، بالإضافة إلى مغادرته ورحيله عن مصر مع القوات الفرنسية بعد فشل الحملة على مصر.



الأحد، 26 يناير 2014

«العكاشيون الجدد» يحتلون الإعلام الأمريكى - فيديو




«أوقفوا أسلمة أمريكا»



 فى كتابها «أوقفوا أسلمة أمريكا» 
الكاتبة الأمريكية «باميلا جيلر» تحذر من تحول أمريكا إلى دولة إسلامية! 
بدلا من «المحافظون الجدد ».. 
«العكاشيون الجدد» يحتلون الإعلام الأمريكى
 المجمع المقدس ينفى أكذوبة خطف وأسلمة  القبطيات


■ الكاتبة تتهم الإخوان المسلمين بالسعى إلى أسلمة أمريكا وإقامة دولة الخلافة!
■ هل كان لضغوط المتطرفين فى أمريكا دور فى الإطاحة بحكم الإخوان فى مصر؟
 فى عالم السياسية والدين, يبدو أنه لا يوجد فرق كبير بين ما يحدث فى دول العالم الثالث وما يحدث فى دول العالم المتحضر, فمظاهر التكنولوجيا تتوارى وتختفى, لكى تفسح الطريق أمام التخلف الفكرى المتشح بالتطرف والعنصرية وترويج الشائعات، ومساحيق الليبرالية الجذابة، تتلاشى ليظهر الوجه الإنسانى الدميم على حقيقته بدون أى رتوش تقنية.


لذلك ينبغى علينا أن لا نندهش من ظهور العكاشية المصرية،إذا علمنا أن هناك أيضا عكاشية أمريكية لا تقل فكاهة عن عكاشيتنا وربما تتجاوزها فى كثير من الأحيان.لقد كنا نسخر من تكرار كلمة أجندة خارجية على ألسنة كثير من الساسة والإعلاميين فى المراحل الأولى من ثورة يناير لكن العجيب فى الأمر،أنهم فى الولايات المتحدة الأمريكية يرددون نفس العبارة (أجندة خارجية) ويرددون نفس الاتهامات ضد إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما وضد جماعة الإخوان المسلمين، هذه الاتهامات تتلخص فى أن ثمة مخططا واستراتيجية إخوانية لأسلمة الولايات المتحدة الأمريكية!. لقد وصلت نظرية المؤامرة إلى العقل الغربى أيضا، فأصبح يتوجس هو الآخر من كل ما له علاقة بالعالم الإسلامى.
إنه التشابه فى كل شىء مع اختلاف فى الأسماء فقط،حتى أصبحت هناك عشرات المؤسسات والصحف والإصدارات تتحدث عن ملامح هذه المؤامرة الإسلامية الكبرى للسيطرة على العالم! ولم يعد الأمر قاصرا على التخويف من الجماعات الجهادية المسلحة،بل تعدى ذلك إلى التخويف من الإسلام المعتدل والتحول الناعم الذى بدأ يتسلل إلى ثقافة وفكر الأمريكيين.
ولعله من المفيد إذا أن نمارس تقنية "الفلاش باك" أو الاسترجاع لكى نتذكر معا الاتهامات التى كانت توجه للرئيس الأمريكى باراك أوباما أثناء خوضه انتخابات الرئاسة الأمريكية، بأنه مسلم،يخفى إسلامه،وبأنه يحمل أجندة خارجية للقضاء على التفوق والهيمنة الأمريكية. لقد كنا نظن عندئذ أن تلك الاتهامات من قبيل الحرب النفسية أثناء الحملات الانتخابية التى يمارسها السياسيون لتحقيق بعض المكاسب ولإحراز أكبر عدد من النقاط ضد خصومهم،لكن يبدو أن هذه الفكاهة والمزحة السياسية قد تحولت إلى حقيقة يقف وراء الترويج لها وإشاعتها بعض ممن ينتمون إلى تيار «المحافظون الجدد» أو بالأحرى «العكاشيون الجدد» وغيرهم من الذين لهم مواقف معادية للإسلام،وقد بلغت هذه الاتهامات الكوميدية ذروتها بادعاء أن الإخوان استطاعوا أن يخترقوا العديد من المؤسسات الأمريكية، وذلك تمهيدا لتحويل الولايات المتحدة إلى دولة إسلامية! ومن هذه المنظمات المعادية للإسلام والتى أنشئت مؤخرا منظمة أوقفوا أسلمة أمريكا Stop Islamization of America (SIOA) والتى أسسها كل من الناشطة والكاتبة الأمريكية المعروفة بتعصبها،"باميلا جيلر" Pamela Geller والكاتب المتطرف "روبرت سبنسر" الذى تحدثنا عنه مرات عديدة. ولقد قامت هذه المنظمة منذ نشأتها عام 2010 بعمل دعاية لأنشطتها فى عدة مدن أمريكية حتى اكتسبت شهرة كبيرة.
وقد كانت شعارات وكتابات ومؤتمرات هذه المؤسسة استفزازية وعدائية بدرجة كبيرة،كما أنها لا تفرق بين إسلام معتدل وآخر جهادى، بل تضع الجميع فى سلة واحدة، وتعتبرهم تنظيما واحدا يمارس لعبة توزيع الأدوار، فهذا يفجر، وذلك يدين ويشجب وهم فى النهاية لهم هدف واحد مشترك وهو تدمير الولايات المتحدة.
إن المتابع لخطاب هذه المنظمة يدرك على الفور أن ثمة من يقف وراءها،وخاصة إذا علمنا أن "باميلا جيلر" هذه من أصول يهودية، وهى معروفة بمساندتها لإسرائيل بلا حدود،كما أنها تتبنى خطابا كريها ضد الإسلام حتى اتهمها أحد المراكز القانونية فى الولايات المتحدة بأنها هى والمنظمة التى تديرها مجموعة تحمل خطاب كراهية (hate speech ).

 ويكفى أن نقرأ بعض إعلانات هذه المجموعات المتطرفة لكى تزداد شكوكنا حولها وحول أهدافها،ومن يقف وراءها : "In any war between the civilized man and the savage, support the civilized man. Support Israel. Defeat Jihad. "فى أى حرب بين الرجل المتحضر والهمجى، لابد أن تساند الرجل المتحضر. ادعم إسرائيل. اهزموا الجهاد


». وقد وصل الأمر بهذه المنظمات أن مارست الابتزاز السياسى ضد الرئيس الأمريكى "باراك أوباما " ليس فقط أثناء حملاته الانتخابية،ولكن بعد اختياره رئيسا أيضا وإلى الآن،وذلك من خلال الهجوم المتواصل عليه فى مواقعهم وفى المقابلات التليفزيونية التى يتم استضافتهم فيها،ومن خلال إصدار بعض الدراسات والكتب التى تتهمه بأنه يعادى إسرائيل ويقدم المزيد من التنازلات للإسلام والمسلمين. ومؤخرا قامت "باميلا جيللر" بمساعدة "روبرت سبنسر" أيضا،بإصدار كتاب بعنوان ما بعد الرئاسة الأمريكية،the post American presidency متهمين (أى جيللر وسبنسر ) أوباما بأنه يعمل على تدمير الولايات المتحدة الأمريكية،ومصادرة الحريات، والتعاون مع الأعداء من أجل القضاء على الاقتصاد والثقافة الأمريكية من خلال عدة محاور منها الرعاية الصحية،واقتصاد السوق،والتعليم. أما الكتاب الذى نتعرض له اليوم، وهو من مؤلفات "جيلر" فهو يحمل هذا العنوان الطريف :"أوقفوا أسلمة أمريكا " وعنوان آخر فرعى : "دليل عملى للمقاومة "Stop Islamization of America،practical guide for the resistance A, والذى تطلق فيه صيحات تحذير ضد تسلل الثقافة الإسلامية وقوانين الشريعة إلى المجتمع الأمريكى لتصبغ الحياة هناك بصبغة إسلامية،فى الشوارع وأماكن العمل، والمدارس،حتى إنها زعمت بأن هناك اختراقا إسلاميا لبعض الإدارات الكبرى التى تدير الدولة. كما كان لجماعة الإخوان نصيب كبير من الهجوم والتشويه، وبأنهم لديهم مخطط عالمى لتحويل أمريكا إلى دولة إسلامية بل وإقامة الخلافة الإسلامية العالمية !


وتشرح "باميلا" استراتيجية الإخوان بأنها قائمة على المحاور التالية:
تجريم حرية التعبير عن الرأى لمنع أى نقد ضد الإسلام. توسيع نطاق جرائم الكراهية hate crime إنشاء المساجد الكبرى فى كل أنحاء الولايات المتحدة لنشر الفكر الإسلامى. اختراق مؤسسات الدولة. السيطرة على وسائل الإعلام. القيام بغزو إسلامى ممنهج فى المدارس والجامعات والشوارع وأماكن العمل كما ذكرنا ذلك من قبل. وتقدم"باميلا" روشتة عمل للقضاء على هذا المخطط وفضح أهدافه.
يتكون الكتاب من مقدمة وأحد عشر فصلا، الفصل الأول بعنوان: «الجهاد الأكبر عند الإخوان المسلمين» وتتهم فيه بعض المنظمات الإسلامية الأمريكية بأنها تابعة للإخوان منها : CAIR, MAS, NAIT الفصل الثانى بعنوان «الاختراق». وتتحدث فيه عن طرق الإخوان فى اختراق مؤسسات الدولة حتى وصلوا إلى وزارة الدفاع حسب زعمها..
 ●الفصل الثالث بعنوان «مسيرة بناء المساجد الكبرى»..
 ●الفصل الرابع بعنوان «إسكات خصوم الجهاد».
 ●الفصل الخامس «جرائم الكراهية كسلاح».
وتركز فى بقية الفصول عن الجهاد وأيديولوجيته وتمويله وتحويل المدارس إلى مفرخة جهادية،ثم تختتم بالفصل الأخير الذى يحمل عنوان الكتاب : «أوقفوا أسلمة أمريكا». 
 ومن اللافت للنظر أن هذه المؤلفة العكاشية التى لا تحمل أية قيمة فكرية سوى الردح تحل ضيفا على قنوات مشهورة مثل السى إن إن والفوكس نيوز، وتكتب فى كثير من الصحف أيضا،وهذا لا يثير دهشتنا نحن فقط، بل ويثير دهشة كثير من الكتاب الأمريكيين الذين يعرفون حجمها الطبيعى وأنها لا تجيد سوى التهييج والترويج لمعلومات كاذبة. 
وفى الختام،فإنه من الواضح أن نجاح مثل هذا النوع من الكتاب والإعلاميين التافهين أصبح حصانا رابحا فى توجيه الرأى العام العالمى، وربما نشهد فى الأيام القادمة تصاعدا فى ظاهرة هذا الإسفاف الفكرى والإعلامى الذى ساعد على إيقاف قاطرة الربيع العربى وإعادة الوجوه القديمة والدميمة لتحتل صدارة المشهد بطريقة عبثية، وذلك لضغف جهاز المناعة لدى المشاهد العربى والغربى على السواء، كما أننا لا يمكن أن نغض الطرف عن التأثير السياسى الذى تحدثه مثل هذه الابتزازات والضغوط التى يقودها تيار «المحافظون الجدد» أو «العكاشيون الجدد» وغيرهم ضد المد الإسلامى الذى تشهده أوروبا والولايات المتحدة، بل يمكننا أن نعلن عن قناعتنا بأن مثل هذه الضغوط كان لها أثر واضح فى تبنى الولايات المتحدة لمخطط الإطاحة بالإسلاميين، خوفا من انفلات الدول العربية من قبضة التبعية الأمريكية وتخلصا من كابوس يسمى الخلافة الإسلامية!تسجيل صوتى لجلسة أعضاء المجمع المقدس فى مؤتمر تثبيت العقيدة عام 2006م يعترفون فيه بأن هناك الآلاف يشهرون إسلامهم سنويا فى مصر وأنه لا توجد أى حالات اختطاف لفتيات قبطيات لإجبارهن على اعتناق الإسلام كما يروج صهاينة الأقباط عملاء إسرائيل من عينة مجدى خليل ..فلا يوجد إنسان يستطيع أن يخطف قطة فما بالنا بخطف إنسان ، كما جاء فى التسجيل .. المتحدثون فى التسجيل هم : الأنبا باخوميوس مطران البحيرة و مديرية التحرير و النطرون و الخمس مدن الغربية شمال إفريقيا. 
الأنبا تاوضروس الأسقف العام لمطرانية البحيرة. الأنبا دانيال الأسقف العام. الأنبا موسى الأسقف العام. القمص أنسطاسي الصموئيلي كان سكرتير البابا شنوده يعد هذا التسجيل صفعة على وجه الكنيسة الأرثوذكسية التى يروج كهنتها فى أوروبا وأمريكا أن المسلمين فى مصر يخطفون الفتيات القبطيات ، وذلك من أجل أن تتدخل أمريكا والاتحاد الأوروبى فى شئون مصر .. للمزيد :

المجمع المقدس ينفى
 أكذوبة خطف وأسلمة الفتيات القبطيات