السبت، 12 أبريل 2014

كيف تحمي حساب الفيس بوك من الاختراق


اختـــراق الفيسبوك


قد يظن البعض أن عملية اختراق حسابات «الفيس بوك» بالأمر السهل الهين بحيث يقرر الهاكر أن يخترق حساب فلان فيدخل بعض الأكواد والمعطيات فيتم اختراق الحساب فورًا بدون مشكلة ! وهذا درب من الخيال إذ لو كان هذا متوفرًا لأصبح الفيس بوك فوضى ووقعت حسابات الهيئات والمؤسسات الكبرى بسهولة وبساطة وخسر الموقع سمعته لأنه لا يحمي مستخدميه. لكن حقيقة الأمر أن عملية الاختراق تكون عادة عبر عدة طرق منها: ”التطبيقات – الألعاب – الروابط الخادعة” وهذه تقع مسئوليتها علينا نحن المستخدمين ولا علاقة لإدارة الفيس بوك بها إلا في حالة الإبلاغ عنها.
 في البداية يسلك الهاكر الطريق الأسهل عبر إرسال الروابط المليئة بالنشاطات المشبوهة أو المبرمجة تلقائيًا بتتبع رقم الأيبي أو كشف بعض بيانات وكلمات المرور التي تستعمل عبر الجهاز، وهذه الطريقة تتم عبر رسائل الفيس بوك أو التعليقات وغالبًا ما تفشل أو لا يهتم بها الضحية لأنها مش شخص مجهول. 
  الطريقة الثانية 
والتي تسببت في اختراق العديد من الحسابات، هي متابعة الحساب ونشاط الشخص المطلوب اختراقه عبر متابعيه وأبرز الأصدقاء عبر التعليقات والمشاركة. لتوضيح هذه الفكرة فإن الهاكر يقوم بالبحث في أصدقاء الضحية -إذا كانت قائمة الأصدقاء عامة بحسب خصوصية حسابك-، وإن كانت غير ظاهرة فيقوم بإرسال طلب صداقة لك أو لأحد أصدقائك الذين يعلقون لديك باستمرار كي يتمكن من تمرير ما يريد عن طريقهم مستقبلاً. في حالة قبولك لطلب الصداقة فإنك تسهل عليه مهمة الإختراق فهو من حين لآخر سيقوم باستدراجك عبر الشات ويحاول التعرف عليك ويرسل لك الروابط فيما بعد ولكنه قد لا يجد اهتمامًا فيلجأ إلى الطريقة الأخرى وهي من أكثر الوسائل الشائعة لاختراق الحسابات. اختراق-الفيس-بوك الطريقة هي أن يرسل إليك دعوة إلى تجربة «تطبيق» وعادة تكون هذه التطبيقات بأسماء مغرية وهذه أمثلة: «قم بتأمين حسابك – اعرف مين زار بروفايلك – افتح كاميرا الأصدقاء من غير ما يعرفوا…إلخ». وطبعًا في حالة دخولك على التطبيق سيطلب منك السماح بالدخول على حسابك وغيرها من الصلاحيات، إضافة إلى أن التطبيق نفسه فيه مجموعة أكواد ونوافذ تؤدي في النهاية إلى الوصول إلى بيانات حسابك ومن ثم يتم اختراق حسابك. 
  ألعاب- الفيس - بوك 
أما الألعاب فهي أقل ضررًا من التطبيقات إذا أن الدخول على الألعاب لا يحتاج في أغلبيته إلى تصاريح أو تأكيدات لكن ثق تمامًا أن هناك بعض الألعاب الوهمية التي قد تؤدي إلى نفس نتيجة التطبيقات ووسائله في الاختراق لذا فعليك الحذر في التعامل معها ولا تدخل لعبة غير مشهورة وخصوصًا عندما يدعوك شخص ما إلى اللعب معه فهذه تكون طريقة الاستدراج. 
 الوسيلة الأخرى التي يتم بها اختراق حسابك لا يشترط فيها أن يقوم الشخص بإضافتك إلى حسابه لأنه إذا فشل في إضافتك فسوف يستخدم وسيطًا آخر وهو أحد أصدقائك الذي قام بإضافته من خلال متابعة حسابك وتعليقات أصدقائك على منشوراتك. 
 وأما الكيفية فهو ببساطة يقوم بعمل إشارة لهذا الصديق في صورة خادعة تحمل نفس العناوين البراقة التي ذكرناها سابقًا:”مين زار بروفايلك – اخترق حسابات الآخرين – افتح كاميرا الأصدقاء..إلخ”. 
وقد تدخل على الرابط وتجد مقطع فيديو يوتيوب وفيه فعلا قام الشخص باختراق حساب أو اكتشاف من زار البروفايل أو خلافه لكن هذا الأمر ليس حقيقة وإنما هو عبارة عن فيديو مفبرك يمكن عمله بسهولة إذا كنت محترف فوتوشوب ومونتاج فيديو، ولذلك يغتر البعض عندما يشاهد هذه الفيديوهات ويأخذه الأمر بأن يجرب فيكتشف في النهاية أن حسابه قد سرق. 
معلومة مهمة في نفس السياق.. في بعض الأحيان تكون هذه الإعلانات والتطبيقات الهدف منها أن يستغل حسابك في عمل لايكات لصفحات ومتابعة حسابات ولا يشترط بالضرورة أن يتم اختراق الحساب. نعود إلى ذات الفكرة، حيث يتم الإشارة إلى أصدقائك في هذه التطبيقات المشبوهة وبالتالي سيتصادف ذلك أن يصل هذا البوست إليك وهنا ينتظر أن تقوم بالدخول على الرابط وهو في انتظار ضحاياه الذين قد تكون أن ضمنهم، أو يقع أحد الأشخاص الأهم منك له من أصحاب الصفحات والجروبات الهامة. طرق أخرى عديدة لكنني قصدت أن أكتب عن المشهورة منها على أمل أن أكتب مقالاً آخر إن استلزم الأمر ذلك. لذلك فأختم مقالي بهذه الإرشادات البسيطة التي قد تجنبك عملية اختراق حسابك: 
  عليك بإغلاق السماح بـ”الإشارة”
 إليك وعدم تمكين الآخرين من النشر على حائطك
حتى لا تكون سببًا في اختراق حساب صديقك بدون قصد لأنه في حالة الإشارة إليك في صورة ما أو منشور فإن البعض قد يظن أنك كاتب هذا البوست أو صاحب الصورة ويقع في مصيدة الاختراق.    
شرح إغلاق الإشارات 
- في حالة ظهور أي بوستات فيها هذه إعلانات لتطبيقات أو ألعاب ووسائل مغرية وقد ذكرت بعضًا منها فلا تدخل عليها وقم بحظر من يرسلها لك فورًا أو قم بحذفه من الأصدقاء. 
- أي شخص يدعوك لتجربة التطبيق الفلاني أو اللعبة الفلانية قم بحذفه من الأصدقاء مباشرة لأن معظم هذه التطبيقات تكون سبب رئيسي في اختراق حسابك ولا يمكن دعوتك لتجربة تطبيق أو لعبة إلا إذا كان هذا الشخص في الأصدقاء فعليك بحذفه. 
- عدم الدخول على أية روابط مجهولة يتم إرسالها إليك سواء في الرسائل أو التعليقات، وهنا لا نريد أن نصنع فوبيا الروابط عند الناس ولكن المسألة بسيطة هذه الروابط تكون تابعة لمواقع غريبة وغير موثوقة والإسم يكون غير مألوف لديك، ويمكنك التأكد منها لو كان لها عنوان قم بكتابته في جوجل والدخول عليها إذا كانت هامة ولا تضغط عليها مباشرة في حالة وصولها عبر رسائل الفيس أو التعليقات. 
- تجنب التعامل بالبريد الإلكتروني الذي أنشأت به حساب الفيس بوك وجعله خاصًا جدًا بحيث إذا كنت تتعامل مع الناس في مراسلاتك بإيميل الفيس ببساطة لو تم اختراق الميل سيتم اختراق حسابك للأبد. 
- يقوم البعض بعمل «تاج» جماعي أو ذكرك في تعليقات فيها نفس المواصفات التي تحدثنا عنها من إعلانات خادعة وأيضًا قم بحذف هذا الشخص حتى تتجنب الخطأ وفي بعض الحالات يكون هذا الشخص قد وقع في الفخ ولا يقوم بذكرك في التعليقات بنفسه. 
 كانت هذه مجموعة إرشادات وتوضيحات لا أزعم أنها نهائية ولا يوجد غيرها في عمليات الاختراق، لكنها بالطبع هي المنتشرة والمشهورة جدًا في هذا الوقت وشائعة في الأوساط العربية، حيث أن طرق اختراق الحسابات الأخرى كثغرات الفيس بوك، معقدة ويتم اكتشافها سريعًا ومعالجتها من خلال إدارة الفيس بوك. 
 وكما ذكرت لكم في أول المقال “لو أن طريقة اختراق الحساب تخضع لأداة محددة ومعطيات وأكواد معينة سينتهي الفيس بوك وسوف يتمكن مجموعة من الناس باختراق حسابات المشاهير والهئيات والمؤسسات بكل سهولة وبساطة ولكن يبقى الخداع والحيلة هما العاملين الأساسيين لسرقة الحسابات. 
 ملحوظة: تطبيقات الهاتف المحمول ينطبق عليها نفس مواصفات التطبيقات المذكورة على الفيس وقد يقوم بعض الهاكرز بعمل تطبيق له فائدة عظيمة أو خصائص مغرية ويخترق من خلاله حسابات المستخدمين أو يطلع على بياناتهم ومعلوماتهم. مصطفى الشرقاوي بعض الصور للإعلانات التي تحدثت عنها وهي منتشرة وتتغير من وقت لآخر بعد انكشافها لكنها تتشابه في المضمون والطريقة دائمًا.


الإخوان وعسكر يوليو من التحالف إلى الصدام..فيديو


الإخوان شاركوا في اول عرض عسكري بعد ثورة 52  
عبد الناصر.. ولحظة خشوع أمام قبر حسن البنا!



حكاية الإخوان وعسكر يوليو 
من التحــــالف إلى الصــــدام الدمــــوى



على أية حال، دعونا نفتش فى جذور العلاقة وجوهرها بين عبد الناصر ورفاقه وبين الإخوان خصوصا فى السنوات الأولى من عمر ثورة 1952 الناصرية، ونقصد بها سنوات 1952 - 1954، أى ما قبل الصدام الأول الدامى بين (ناصر) وجماعة الإخوان، فماذا عن تلك السنوات العصيبة والتى تشبه إلى حد بعيد العامين الماضيين من عمر ثورة 25 يناير 2011؟


بداية يحدثنا التاريخ أن الفترة (1952 - 1954) كانت مرحلة تحول كبرى فى تاريخ مصر، لعلها تشبه إلى حد كبير المرحلة التى نعيشها اليوم (2011 - 2013) سواء على مستوى طبيعة الصراعات السياسية أو اتجاهها، وإن اختلفت الأطراف ومواقعها المتبادلة، لقد كانت سنوات صعبة إلى حد أن سمّاها بعض مؤرخى تلك الفترة (مثل أحمد حمروش فى كتابه «قصة ثورة يوليو» الجزء الأول ص135) بسنوات الصدام. وفى هذا الإطار أتت العلاقة بين الإخوان المسلمين والنظام السياسى وقتذاك لتمثل نوعًا متميزًا من الصدام، إذ كان صدامهم مع الثورة، صدامًا تشوبه اللغة الغامضة المتراوحة بين القبول والتعاون من جهة وبين المواجهة والتناطح من جهة أخرى، فالثورة تستثنى الإخوان المسلمين من قرار حل الأحزاب السياسية بل وتعين وزيرين منهم فى وزارة محمد نجيب، والإخوان يعلنون فى أول بيان لهم أن هذه الثورة ثورتنا، وأنها حركة مباركة، لكن الثورة تعلن قانون الإصلاح فى أيامها الأولى، وتعلن إقالة رشاد مهنا، المعروف بانتمائه إلى الإخوان، الذى راهنوا عليه أحيانا باعتباره الجواد الفائز، فيسبب هذا إحساسًا عميقًا بالفتور والقلق من الإخوان. لكن السلوك السياسى للإخوان أيضا لم يكن إلا بنفس الدرجة فى مواجهة الضباط الأحرار، خصوصا حين يخرج الإخوان فى مظاهرات تأييد لمحمد نجيب، أو يتغلغلون داخل صفوف الجيش أو يبحث زعماؤهم مع مستر إيفانز المستشار الشرقى للسفارة البريطانية موضوع الجلاء أو يدعمون جهازهم السرى وقواتهم المسلحة، لغة غامضة إذن، وحرب مستترة كما يرى البعض، لا الإخوان يصارحون بالعداء جهارًا، ولا مجلس قيادة الثورة يهاجم مباشرة الإخوان.
وهى اللغة التى ميزت العلاقة بين الإخوان المسلمين والنظام السياسى الحاكم الجديد وقتها، والتى هى بحاجة إلى تفصيل، إذ هى التى قدمت للصدام الأول الذى بدأ فى 14 يناير 1954 بقرار مجلس قيادة الثورة بحل جماعة الإخوان، ثم تلتها فى مارس 1954 أزمة الصدام الدامى الشهير كمرحلة ثانية حين أطلقت ثمانى رصاصات على عبد الناصر فى الإسكندرية لتعقبها مرحلة السقوط فى تاريخ العلاقة.


.. الإخوان شاركوا في اول عرض عسكري بعد ثورة 52 ..
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو من الارشيف الوطني لجمهورية مصر العربية لأول عرض عسكري بمناسبة مرور عام على ثورة 23 يوليو 52 يظهر فيه مشاركة كتائب الاخوان المسلمين رسميا في العرض. وبحسب الفيديو الذي سجل في 23 يوليو 1953 تظهر كتائب الاخوان المسلمين وهي ترفع راية الاخوان المميزة ومكتوب عليها "الإخوان المسلمون" ويقوم الرئيس محمد نجيب والبكباشي جمال عبد الناصر وقيادات مجلس قيادة الثورة باعطائهم التحية العسكرية. بينما يقوم المذيع بمدح كتيبة الاخوان المسلمين بكلام مميز قائلا: "إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى؛ إنهم الأحرار الأباة من أبناء الوادي الأخضر الخصيب الذين آلوا على أنفسهم أن يعدوا العدة ليتقدموا الصفوف لتطهير الوطن من المستعمر وأقسموا على النصر أو الفناء". شاهد لحظة ظهور كتائب الإخوان في العرض العسكري:



 دفء العلاقــات فى الأيــام الأولى 
 عندما تمكن الضباط الأحرار من الوصول إلى الحكم وانتصرت حركتهم، اعتقد الإخوان أن فى ذلك انتصارا لهم، وكانوا فى ذلك الوقت أحرارا خارج المعتقلات على عكس عديد من الأحزاب والقوى الوطنية التى ضربت بعد حريق القاهرة مثل الحزب الاشتراكى والحزب الوطنى وأنصار السلام والتنظيمات الشيوعية، وفى صباح يوم 23 يوليو 1952 كان حسن العشماوى يتجه إلى مبنى قيادة الجيش فى كوبرى القبة ليجتمع مع عبد الناصر، وكان موضوع اللقاء هو أن يطلب العشماوى من المرشد العام المستشار حسن الهضيبى، إصدار بيان يؤيد الثورة ورفض المرشد العام فى البداية إلى أن عاد إلى القاهرة من مصيفه بالإسكندرية، وبعد أن غادر فاروق البلاد فعليًّا، أصدر بيان تأييد نشر فى صحف 28 يوليو قال فيه «فى الوقت الذى تستقبل البلاد فيه مرحلة حاسمة من تاريخها بفضل هذه الحركة المباركة التى قام بها جيش مصر العظيم، أهيب بالإخوان المسلمين فى أنحاء الوادى أن يستشعروا ما يلقى عليهم الوطن من تبعات كبيرة فى إقرار الأمن وإشاعة الطمأنينة وأخذ السبيل على الناكصين ودعاة الفتنة ووقاية هذه النهضة الصادقة من أن ننسى روعتها وجلالها بأقل أذى أو تشويه، وذلك بأن يستهدفوا على الدوام مثلهم العليا، وأن يكونوا على تمام الأهبة لمواجهة كل احتمال، والإخوان المسلمون بطبيعة دعوتهم خير سند لهذه الحركة يظاهرونها ويشدون أزرها حتى تبلغ مداها من الإصلاح وتحقق للبلاد ما تصبو إليه من عزة، وإن حالة الأمن تطلب منكم بوجه خاص أعينا ساهرة ويقظة دائمة، فلقد أعدتكم دعوتكم الكريمة رجالًا يعرفون عند الشدة ويلبون عند أول دعوة، فكونوا عند العهد بكم، والله معكم، ولن يترككم أعمالكم، وإن الهيئة التأسيسية للإخوان سوف تجتمع فى نهاية الأسبوع لتقرر رأى الإخوان فى ما يجب أن يقترن بهذه النهضة المباركة من خطوات الإصلاح الشامل ليدرك بها الوطن آماله ويستكمل بها مجده».
 وفى اليوم التالى لصدور هذا البيان طلب المرشد العام، أن يلتقى مع أحد رجال الثورة فى منزل صالح أبو رقيق الموظف بجامعة الدول العربية، وفى هذا الاجتماع دار حوار طويل بين المرشد العام وعبد الناصر، طلب فيه المرشد العام أن تطبق الثورة أحكام القرآن الكريم، وعندما أجابه عبد الناصر بأن الثورة قامت حربًا على الظلم والاستبداد السياسى والاجتماعى والاستعمار البريطانى، وهى بذلك ليست إلا تطبيقا لأحكام القرآن، لم يتحمس لهذا الرد، ورأى أن تصدر الثورة قانونًا بفرض الحجاب حتى لا تخرج النساء سافرات بشكل يخالف الدين، وأن تغلق دور السينما والمسرح، ووجد عبد الناصر أنه سوف يدخل فى معركة مع الـ25 مليون مصرى أو نصفهم على الأقل، فأجابه بأنه -أى الهضيبى- يطلب منه طلبًا لا طاقة له به، فكانت إجابة الهضيبى أنه مصمم على طلبه، فقارن له عبد الناصر بين سلوك ابنته التى تذهب إلى كلية الطب سافرة، وأنه فى بيته لا يستطيع أن يفرض على ابنته الحجاب فهل يفرض على المجتمع كله، فصمت الهضيبى، لكنه كان صمتا تشوبه المرارة، فلقد بدأ عبد الناصر يرفض (أخونة) الدولة ويتمرد، وتلك كانت من الإشارات الأولى للصدام القادم!

 ... قانون الإصلاح الزراعى يفجر الخلاف ...
 كان واضحًا أن هذا الاختلاف فى الفكر وفى الرؤية للدين ليس إلا البداية، بين الإخوان ممثلين فى مرشدهم العام وبين نظام ثورة يوليو الجديد ممثلا فى عبد الناصر، وقد بلغ الاختلاف مداه حول «سبل الإصلاح فى العهد الجديد»، كما تضمنها بيان الإخوان حول «تحديد الملكية الزراعية»، وهما التطوران اللذان يقومان هنا كنقطة هامة فى تاريخ العلاقة، التى كَّرست جذور الاختلاف، والتى لم يشفع لها قرارات استثنائهم من الحل مثل جميع الأحزاب السياسية أو إشراكهم فى الحكم. 
وعلى الرغم من لغة التأييد التى صيغت بها بيانات الإخوان وتحديد موقفهم من قضية الإصلاح الاجتماعى فإنها عبرت عن بدايات خلاف مع رؤى الضباط الأحرار، خصوصا عبد الناصر وتحديدا فى مجال الملكية والتربية الدينية والعسكرية والتشريعات الخاصة بالعمال وصغار الملاك، التى صيغت أغلبها فى لغة عامة غير محددة معهم، أما بالنسبة إلى قانون تحديد الملكية الزراعية، فلقد رأى الهضيبى أن يكون الحد الأقصى للملكية خمسمئة فدان، بينما رأى عبد الناصر أن الثورة مصممة على أن يكون هذا الحد مئتى فدان فقط، ويبدو أن المرشد العام لم يقتنع بهذا الرأى، لكنه لم يقتنع فى ذات الوقت بتفجير الصراع مع الثورة، ورأى أن تأييده للثورة ضرورى لاستمرارها، لكنه اشترط على عبد الناصر أن تعرض عليه قراراتها قبل إصدارها، وأن هذا هو شرطه الأول لاستمرار التأييد للثورة، لكن عبد الناصر رد حينئذ «بأن الثورة قامت دون وصاية أحد عليها، وهى لن تقبل أن توضع تحت وصاية أحد، وأن هذا لا يمنع من التشاور فى السياسة العامة مع المخلصين من أهل الرأى دون التقيد بهيئة من الهيئات».
 ..عبد الناصر يعيد التحقيق فى مصرع حسن البنا.. 
 وفى أيامها الأولى وقفت الثورة بقوتها مع جماعة الإخوان المسلمين، وقد تمثل ذلك فى عدد من القرارات التى أصدرتها، ومن بينها إعادة التحقيق فى مصرع حسن البنا، والقبض على المتهمين وتقديمهم للمحاكمة، وقد حكمت المحكمة بالسجن 15 سنة على الأميرالاى محمود عبد الحميد مدير المباحث الجنائية الذى دبر عملية الاغتيال، كما حكمت بمدد مختلفة على آخرين، وفى أكتوبر أصدرت عفوًا خاصًا عن قتلة المستشار أحمد الخازندار وعن بقية المحبوسين فى قضية مقتل النقراشى باشا، وعن المحكوم عليهم من الإخوان فى قضية المدرسة الخديوية. وقد خرج هؤلاء وسط مظاهرة سياسية من السجن إلى مقر الجماعة مباشرة، حيث عقدوا مؤتمرًا كبيرًا، وبعدها أصدرت الثورة قرارًا خاصًا بالعفو الشامل عن كل الجرائم السياسية التى وقعت قبل 1952، وقد بلغ عدد المفرج عنهم 934 مواطنًا معظمهم من الإخوان المسلمين.
... قضـية الـوزارة ... 
اختلفت الثورة فى بدايتها مع على ماهر رئيس الوزراء، وقرر مجلس القيادة أن تتولى الثورة نفسها تشكيل الوزارة برئاسة محمد نجيب على أن يكون للإخوان المسلمين فيها وزيران، واتصل عبد الحكيم عامر ظهر يوم 7 سبتمبر 1952 بالمرشد العام الذى رشح له الشيخ أحمد حسن الباقورى عضو مكتب الإرشاد وأحمد حسنى وكيل وزارة العدل، وبعد ساعات حضر إلى مبنى القيادة بكوبرى القبة حسن العشماوى ومنير الدلة، وقابلا جمال عبد الناصر، وقالا إنهما قادمان ليدخلا الوزارة، فهما موفدان من المرشد العام ليبلغاه أن مكتب الإرشاد قد اختارهما لتمثيل الإخوان فى الوزارة، أما الترشيح الأول فكان ترشيحًا شخصيًّا للمرشد العام. ويقول سليمان حافظ إن حسن العشماوى ومنير الدلة كانا شبابا أكثر مما ينبغى لتولى مسؤولية الوزارة، وأن عبد الناصر أبلغ الشيخ حسن الباقورى، وسوف يحضر فى الساعة السابعة ليحلف اليمين، كما أبلغ أيضا أحمد حسنى، واتصل عبد الناصر بالمرشد العام ليستوضح منه الموقف على ضوء ما وقع فعلا من إبلاغ الشيخ حسن الباقورى بما حدث، ورد المرشد العام أنه سيدعو مكتب الإرشاد للاجتماع فى الساعة السادسة، وسوف يرد على عبد الناصر، ولم يتصل المرشد العام بعبد الناصر، وعاد عبد الناصر واتصل به ليستفسر منه عن الموقف، فقال له إن مكتب الإرشاد قد قرر عدم الاشتراك فى الوزارة، فيقول له عبد الناصر: لكننا فعلا اتصلنا بالباقورى، وسيحضر لحلف اليمين، فيرد الهضيبى قائلا: نحن نرشح بعض أصدقاء الإخوان، ولا نوافق على اشتراك الإخوان فى الوزارة وعندما كانت الصحف تنشر فى اليوم التالى نبأ تشكيل الوزارة الجديدة التى ضمت الشيخ أحمد حسن الباقورى وزيرا للأوقاف كان مكتب الإرشاد يجتمع ويقرر فصل الباقورى من الإخوان.
 استثناء الإخوان من قانون حل الأحزاب السياسية.. 
 كان القانون رقم 179 لسنة 1952 وقرار 17 يناير 1953 المتعلقان بتنظيم وحل الأحزاب السياسية القديمة، نقطة أخرى طيبة تضاف إلى رصيد العلاقات بين الإخوان والثورة، فعندما صدر القانون ورد فى الفقرة الثانية من المادة الأولى «لا يعتبر حزبًا سياسيًّا الجمعية أو الجماعة التى تقوم على محض أغراض علمية أو اجتماعية أو ثقافية أو دينية»، ولقد ترك القانون من خلال النص السابق للإخوان المسلمين حق الاختيار بين أن تعلن الجماعة عن نفسها كجماعة دينية بحتة، وبذلك تكون قد فقدت الحق فى مزاولة النشاط السياسى، ولا تكون فى حاجة بالتالى إلى تقديم إخطار بإعادة تكوينها، وإما الإفصاح عن صبغتها السياسية بصفة علنية، ويكون ذلك بتقديم إخطار بإعادة تكوينها طبقا للقانون، وكان الطبيعى أن يدور النقاش داخل الإخوان حول هذين البديلين، وقد انقسم الرأى، فبينما كان المرشد العام حسن الهضيبى يرى عدم تقديم إخطار لإعادة تكوين الإخوان باعتبارها جمعية بعيدة عن مزاولة النشاط السياسى، فإن معظم أعضاء الهيئة التأسيسية لم يروا هذا الرأى، وقد استقر الرأى على حل وسط يتيح للجماعة مزاولة النشاطين، وهو فصل العمل الدينى عن العمل السياسى، فتحتفظ الجماعة بصفتها الخاصة كجماعة دينية، وتتولى بهذه الصفة العمل الدينى، ويتولى العمل السياسى شطر منها كحزب أو هيئة سياسية تقدم الإخطار باسمها، لهذا سارع الهضيبى فى أواخر عام 1952 بتقديم إخطار عن إيداع مالية الهيئة البالغ قدرها 7.935 (سبعة آلاف وتسعمئة وخمسة وثلاثين جنيها) بالبنك العربى المصرى، قبل أن يبلغ عن قانون الهيئة أو نظامها أو أسماء الأعضاء المؤسسين، (ما أشبه الليلة بالبارحة بشأن موقف الإخوان اليوم من إشهار جمعيتهم الجديدة وحزبهم الجديد «الحرية والعدالة» بعد ثورة يناير التى أتت بهم إلى الحكم!).
ولقد أوجد هذا الرأى انقسامات وردود أفعال متضاربة داخل أوساط الإخوان، وعقدت الجمعية التأسيسية ثلاث مرات، وهدد الهضيبى بالاستقالة الفعلية، إن لم تنفذ وجهة نظره على أن المسألة انتهت بسفر عبد القادر عودة، وكيل الإخوان إلى الإسكندرية لمقابلة الهضيبى ثم عودته منها ليصرح بأن «المرشد باق باق». ويرى المؤرخون لهذه الفترة أن الإخوان قد عبروا فى إخطارهم المقدم إلى مجلس قيادة الثورة عن تصميمهم على التحول إلى حزب سياسى والدخول فى المعترك السياسى بكل ما يحمله ذلك من معان ونتائج، أما بالنسبة إلى عبد الناصر وباقى المجلس فيروى محمد نجيب أن عبد الناصر طلب إليه عدم تطبيق قانون الأحزاب على الجماعة على أساس أنها كانت من أكبر أعوان الثورة قبل قيامها، وأنه لا يصح أن يطبق عليها قانون الأحزاب، لكنه عارضه قائلا إن القوى السياسية يجب أن تكون أمام القانون سواء، ويرى البعض أن هذا الكلام غير مفهوم، إذ يحمل مدلول الحرص من جانب عبد الناصر على جماعة الإخوان بدرجة جعلته لا يريد تعرضها لتطبيق قانون الأحزاب عليها، بيد أن الجماعة قد درست هذا الموضوع فى جلستين متعاقبتين، ورأت من مصلحتها التقدم بإخطارها كهيئة سياسية طبقا للقانون، فهل كان عبد الناصر أحرص على الإخوان منهم على أنفسهم؟! ويساق هنا احتمالان:
 إما أن هذه المحاولة من جانب عبد الناصر قد جاءت بمناسبة قانون حل الأحزاب، فأراد استبعادهم من قانون تنظيم الأحزاب أصلا، وإما أن هذا الاتجاه إلى تكوين حزب سياسى بما يتضمنه من انتشار نشاط الإخوان، ولم يلق رضا منه، فأراد إبعادهم عن مجال السياسة، وبالتالى مجال الوصاية على الثورة. 
وأيا كانت الآراء هنا فإن وضع هذا الاستثناء داخل إطار الرغبة من عبد الناصر فى محاولة إرضاء الطرف الجماهيرى القوى يومذاك، الذى ساند الثورة فى بدايتها ورغبته فى عدم فتح أكثر من جبهة للقتال ضده، خصوصا بعد ضرب القوى السياسية القديمة، وأخيرا رغبته فى عدم تصعيد الخلافات التى بدت على السطح السياسى بعد أزمة تحديد الملكية وأزمة الوزراء، ورؤيته أن يملأ الشارع السياسى يومئذ بعد أن فرغ من قواه المعبرة، قوى أخرى مساندة له، داخل هذا الإطار من الحسابات يمكن فهم تلك البادرة الطيبة التى حدثت فى العلاقة بين الإخوان والثورة خلال تلك السنوات القلقة. واستكمالًا للنوايا الطيبة صدر فى 13 يناير 1953 مرسوم بتشكيل لجنة لوضع مشروع الدستور من خمسين عضوا كان بينهم ثلاثة من الإخوان هم صالح العشماوى، وحسن العشماوى، وعبد القادر عودة، وفى 17 يناير 1953 صدر قانون حل الأحزاب السياسية القديمة، لأنها أفسدت أهداف ثورة 1919، وأرادت أن تسعى ثانية بالفرقة، ولم تتورع عناصر منها عن الاتصال بدول أجنبية وتدبير ما من شأنه الرجوع بالبلاد إلى حالة الفساد السابقة بل الفوضى المتوقعة.
المرحلة الحرجة فى العلاقات بين عبد الناصر والإخوان.. 
 يمكن التأكيد على أن عام 1953 مثَّل فى مجال العلاقة بين الإخوان والثورة المرحلة الحرجة التى تسبق هبوب العاصفة، ويتميز هذا العام بأربعة تطورات هامة كان لها تأثيرها على العلاقات بين الإخوان والثورة وهى: - المباحثات بين الإنجليز والإخوان لحل القضية الوطنية. 
- استعدادات الإخوان فى الجيش والبوليس. 
- مطالبة عبد الناصر للإخوان بحل التنظيم السرى. 
- الاتصالات بين الإخوان واللواء محمد نجيب لعقد تحالف ضد عبد الناصر. 
وفى ما يتصل بالمباحثات بين الإنجليز والإخوان فإن هذه تكاد تكون المرة الأولى التى حاول فيها الإنجليز الدخول فى مباحثات مع حزب شعبى حول القضية المصرية، عندما تعثرت مفاوضاتهم مع الحكومة المصرية القائمة، والتى انتهت بخطاب حاد للدكتور محمود فوزى، أكد فيه للجانب البريطانى انتهاء هذه المفاوضات من قبل الطرف المصرى حتى تتعدل المواقف، وفى هذه الظروف بالذات من تشدد المفاوض المصرى، رأى الإنجليز الاتصال بالإخوان المسلمين فى محاولة للوصول معهم إلى ما عجزوا عن الوصول إليه مع حكومة الثورة، حيث عقد الإخوان مع مستر إيفانز المستشار الشرقى للسفارة البريطانية فى القاهرة عدة اجتماعات استمرت عدة ساعات فى منزل الدكتور محمد سالم، الذى قال إن رأى الإخوان أن تكون عودة الإنجليز إلى القاعدة بناءً على رأى لجنة مشكلة من المصريين والإنجليز، وأن الذى يقرر خطر الحرب هو هيئة الأمم المتحدة، وتمسك الإنجليز بهذا الرأى الذى رفضه الجانب المصرى فى المفاوضات الرسمية، وقد ثبت أن المستر إيفانز التقى أكثر من مرة بالمرشد العام وصالح أبو رقيق ومنير الدلة، ويؤكد الدكتور عبد العظيم رمضان - فى تأريخه لتلك الفترة - أن ما رواه له صالح أبو دقيق الذى جرت معه المفاوضات لا يختلف كثيرا عما ورد فى قرار حل الإخوان أو لسان شهود الإخوان أمام محكمة الشعب، وتتلخص الصورة النهائية فى أن القاضى جراهام فى السفارة البريطانية، اتصل بالدكتور محمد سالم، الموظف فى شركة النقل والهندسة، وطلب منه أن يمهد لمقابلة المستر إيفانز وبعض قادة الإخوان، وقد اتصل محمد سالم بصالح أبو رقيق فى هذا الشأن، فأبلغ حسن الهضيبى الذى طلب إليه أن يقابل إيفانز ليعرف منه ماذا يريد، وقد تمت المقابلة فى بيت محمد سالم بالمعادى، ودار حديث حول القضية الوطنية وعرض فيه إيفانز على صالح أبو رقيق الجلاء بشروط يتم تحديدها فى ما بعد، ولقد تكلم إيفانز -المستشار الشرقى للسفارة البريطانية- بما يرضى الإخوان، وطلب رأى صالح أبو رقيق فى ما عرضه، فاعتذر حتى يعرض الأمر على المرشد العام، وقد طلب هذا إليه وإلى محمد سالم إعداد تقرير بما دار فى المقابلة فعلا، ثم جرت مقابلة ثانية بين إيفانز والمرشد فى بيت الأخير، عرض فيها إيفانز ما سبق أن عرضه على صالح أبو دقيق، كما جرت مقابلتان أخريان بين إيفانز وصالح أبو دقيق حضرهما منير الدلة حول نفس الموضوع. ويجرى الخلاف بين الراويات حول مسائل ثلاث: الأولى ما إذا كان الإخوان قد أبلغوا عبد الناصر بهذه الاتصالات قبل وقوعها أم لا، والثانية: الوقت الذى تمت فيه هذه الاتصالات، والثالثة تفاصيل ما دار من مباحثات بين إيفانز والإخوان، وترى بعض الكتابات أن عبد الناصر لم يكن يعلم بأمر هذه المباحثات، وبالنسبة إلى الوقت تجمع أيضا حول تعدد واتساع نطاق موضوعاتها بدءا بالخبراء ومرورا بحق عودة القوات البريطانية إلى القناة واستخدام القاعدة فى حالة وقوع هجوم مسلح من دولة من الخارج على أى بلد يكون طرفًا فى معاهدة الدفاع المشترك بين دول الجامعة العربية أو على تركيا والتشاور على العودة فى حالة خطر الحرب وانتهاء بطرح فكرة الحياد.
السؤال الغامض
 غير أن السؤال الهام الذى تثيره تلك المباحثات هو ماذا كان غرض الإنجليز من الاتصال بالإخوان المسلمين بشأن القضية الوطنية؟ ويذكر صالح أبو رقيق فى معرض الاجابة عن مثل هذا السؤال أن السبب فى ذلك أن سياسة الإنجليز تختلف عن سياسة الفرنسيين، فالفرنسيون لا يخرجون من البلاد التى يستعمرونها إلا مرغمين، أما الإنجليز فهم يريدون أن يخلفوا وراءهم أصدقاء، وقد أدرك الإنجليز بعد خروج الملك وزوال الفساد ومجىء ضباط عسكريين لا تشوب ماضيهم شائبة، أنهم لا بد سيخرجون، فأرادوا الاتفاق على الجلاء، وقد طلبوا رأينا لهذا الغرض. والدلالة المباشرة لهذا الحديث هى التى تفسر لماذا اتخذ الضباط العسكريون «الذين لا تشوب ماضيهم شائبة» ...
- وفقا لقول صالح أبو رقيق ....
- موقف المجابهة وعدم القبول لتحركات الإخوان، ولماذا شابت علاقاتهم معهم مع نهاية عام 1953 سمات التوتر والصدام المكتوم فالمباشر، ولماذا لم يكن الاتصال بالإنجليز وحده هو السبب فى الوصول إلى هذه النتيجة، بل إن عوامل أخرى كانت تقف خلفها، فما هى؟
 عبد الناصر يرفض الجهاز السرى للإخوان
 يأتى فى مقدمة هذه العوامل محاولات توسيع الجهاز السرى للإخوان، بحيث يضم عددا من ضباط الجيش والبوليس، وكانوا يجتمعون بهم اجتماعات أسبوعية، ويأخذون عليهم عهدا وقسما أن يطيعوا ما يصدر إليهم من أوامر المرشد العام، كما جندوا عددا من ضباط الصف، وعندما تجمعت هذه المعلومات استدعى عبد الناصر حسن العشماوى، وقال له إننى أحذركم فما يحدث سيجنى على مصير البلاد ووضع أمامه ما تجمع لديه من معلومات وسرد عليه قصة الإخوان مع ضباط الجيش، فوعد بأن يتصل بالمرشد العام فى هذا الأمر، لكنه خرج ولم يعد على حد تعبير بيان مجلس الثورة، وفى اليوم التالى استدعى عبد الناصر الشيخ سيد سابق وخميس حميدة، وأبلغهما ما لديه من معلومات، وما أبلغه لحسن العشماوى فى اليوم السابق، فاستنكرا المواقف، ووعدا بأنهما سيعملان على وقف هذا النشاط، لكن النشاط لم يتوقف. ويؤكد بعض المؤرخين لهذه الفترة نفس الرواية السابقة، حيث يرون أن عبد الناصر كان قد استطاع أن يجذب إليه عبد الرحمن السندى رئيس الجهاز السرى، الذى كان على خلاف مع حسن الهضيبى والشيخ سيد سابق منشئ الجهاز السرى، وقد أدى ذلك إلى حدوث انقسام فى تنظيم الجهاز، وشكلت له قيادة جديدة كان على رأسها الذين عارضوا التعاون مع حركة الجيش، وهم إبراهيم الطيب (محام)، ويوسف طلعت (نجار)، والشيخ محمد فرغلى، ومحمد فايز (موظف)، الذى انفجر فيه طرد من حلاوة المولد النبوى، وأدى ذلك إلى زيادة حدة الصراع بين الجناحين، وقد نجح هذا الجناح فى اجتذاب عدد من ضباط الجيش كانوا ينتمون إلى الإخوان المسلمين، كما بدؤوا فى تنظيم عدد من ضباط البوليس.
الاتصال بمحمد نجيب لمساندته ضد عبد الناصر ..
 يبقى بعد ذلك وقبل الوصول إلى 14 يناير 1954 (يوم الصدام الشهير الذى صدر فيه قرار حل جماعة الإخوان)، سبب أخير لحدوث التوتر، وهو محاولات الاتصال التى قام بها الإخوان مع اللواء محمد نجيب، ويذكر أحمد حمروش فى هذا الشأن أن اللقاء مع محمد نجيب لم يتم بشكل شخصى، إنما تم مع قائد حرسه الخاص اليوزباشى محمد رياض الذى قابله حسن عشماوى ومنير الدلة عدة مرات فى ديسمبر 1953، وكانت مطالب الإخوان لمحمد نجيب تدور حول: تعيين رشاد مهنا قائدا عاما للقوات المسلحة الذى كان ينفذ عقوبة السجن المؤبد بعد محاكمته عقب اعتقاله فى 15 يناير 1952، وعودة الأحزاب وعودة الضباط إلى الثكنات وتشكيل وزارة يرضى عنها الإخوان.
وعندما عرض محمد رياض الأمر على محمد نجيب رفض الحديث فى ذلك شكلا وموضوعا، ورفض فكرة الاتصال السرى بالإخوان مطلقًا، ولذا فهو لم يقابل أحدا منهم، وذلك لأنه أدرك أنهم يريدون حكمًا ديكتاتوريًّا، لكن تطورات الأحداث بعد ذلك أثبتت حاجة نجيب إلى الإخوان فقد لعبوا الدور الرئيسى فى إعادته إلى رئاسة الجمهورية حين أطاح به الخلاف المتفجر بينه وبين أعضاء مجلس الثورة فى أحداث 23 - 24 فبراير 1954 الشهيرة، وإذا أضفنا إلى هذه العوامل التى أوجدت حالة التأهب للصدام أنه فى تلك الظروف التى جرت فيها اتصالات محمد نجيب بالإخوان، حدث أن عادت الاتصالات مرة أخرى بين الإخوان والإنجليز، حين زار حسن العشماوى يوم 10 يناير 1954 منزل السير كروين ويل الوزير المفوض البريطانى فى بولاق الدكرور فى الساعة السابعة صباحًا، ثم عاد إلى زيارته أيضا فى نفس اليوم فى مقابلة دامت من الساعة الرابعة بعد الظهر إلى الساعة الحادية عشرة من مساء نفس اليوم، فإن الصورة العامة لما قبل الصدام تزداد وضوحًا. 
حيث كانت هذه الاتصالات الأخيرة هى العامل الحاسم فى العلاقات بين الإخوان وعبد الناصر فبعد ثلاثة أيام فقط أى فى يوم 14 يناير 1954 صدر قرار مجلس قيادة الثورة باعتبار جماعة الإخوان المسلمين حزبا سياسيا يطبق عليها أمر مجلس قيادة الثورة الخاص بحل الأحزاب السياسية.
وهكذا تنتهى مقدمات الصدام الأول
.. بين الإخوان المسلمين ومجلس قيادة الثورة.. 
 التى تراوحت بين علاقات التعاون المحسوب إلى علاقات المواجهة والصدام المحسوب أيضا، والتى كان طبيعيا أن تفقد توازنها فى لحظة قلقة من لحظات التاريخ المصرى وقتئذاك، وهى العلاقات التى يلخصها أحمد حمروش فى عبارة موجزة «كانت حربا مستترة غير معلنة، لا الإخوان يصارحون بالعداء جهارا، ولا مجلس قيادة الثورة يهاجم الإخوان». عبد الناصر والإخوان.. قصة الدم والنار «الحلقة الثالثة» الزعيم الراحل جمال عبد الناصر نشر: 3/5/2013 6:56 ص – تحديث 3/5/2013 6:56 ص هل يعيد التاريخ نفسه فى زمن الربيع العربى؟ مع دخول مصر عام 1954، كان الصراع المكتوم تحت الأرض بين الإخوان المسلمين وبين عبد الناصر ورفاقه، قد بدأ يعبر عن نفسه، بالعنف السياسى والإعلامى تارة وبالعنف الجسدى عبر السلاح والدم تارة أخرى إلى أن وصل إلى رأس النظام السياسى الجديد، إلى جمال عبد الناصر، محاولا عبر ثمان رصاصات، قتله مساء يوم 24 أكتوبر 1954 فى المنشية بالإسكندرية، ليبدأ مع تلك الرصاصات عهدا جديدا فى مصر، وتاريخا جديدا للإخوان، ولعبد الناصر تاريخ من الدم والنار فماذا عنه؟ الإخوان قرروا التخلص من عبد الناصر فى أول أكتوبـــــــــــــــــر 1954.. ووقع الاختيار على سمكرى من إمبابة لتنفيذ الاغتيال من أجل إعادة الجماعة إلى ما كانت عليه قبل يناير 1954 حاول البعض التوسط لرجوعها على أن تمارس نشاطا دينيًّا فقط ويكون مرشدها عبد الرحمن البنا بدلاً من الهضيبى من نتائج أزمة مارس خروج الإخوان المسلمين من السجون فى ظل حالة من الهدوء الحذر والتفجر المكتوم بينهم وبين الثورة.. وهو التفجر الذى كان ينتظر عود الثقاب لإشعاله ثانية عودة وآخرون بدؤوا سلسلة من المحادثات مع الحكومة لاستعادة الشرعية للجماعة.. وطلبوا من الحكومة السماح لهم بزيارة السجون والبحث عن خطط أخرى لإعادتها شملت تأسيس تنظيم دينى جديد تحت قيادة عبد الرحمن البنا..
 صدامات يناير 1954..
 يحدثنا التاريخ أن الفترة من يناير حتى أكتوبر 1954 قد شهدت قمة الصراع الأول بين جماعة الإخوان المسلمين ومجلس قيادة ثورة يوليو 1952، حيث شهدت صدامين مهمين مثَّلا صدعا عنيفا فى علاقة الإخوان بالثورة، ورتبت تصورات دينية وخبرات ذاتية متناقضة لدى طرفى العلاقة، كان حريا بها أن تُحدث صدامات أخرى، ومواجهات أكثر دموية ما زالت مصر تعانى منها إلى اليوم (2013) حتى بعد أن وصل الإخوان للحكم، لكنهم وصلوا إليه محمَّلين بإرث من الكراهية والغضب لعبد الناصر وعصره، إرث نحسبه سيظل قائما لسنوات طويلة مقبلة للأسف ستكون مصر -لا الإخوان أو الناصريين- هم الضحية!!. 
على أى حال.. يحدثنا التاريخ أنه قد سبق قرار حل جماعة الإخوان المسلمين فى 14 يناير 1954 مقدمات عدة مثل الهجوم الضارى الذى قام به الإخوان على هيئة التحرير وتنظيمها الشبابى يوم 12 يناير 1954، وقد بلغت ضراوة القتال بينهما أمام حرم الجامعة حد استخدام الأسلحة والقنابل والعصى وإحراق السيارات فى الجامعة فى ذلك اليوم، وهو اليوم الذى خُصص للاحتفال بذكرى شهداء معركة القناة وكان لوجود الإيرانى نواب صفوى زعيم منظمة فدائيان إسلام محمولا على أكتاف الإخوان تأثيره المباشر على احتداد المواجهة بين الطرفين. 
بعد هذه المواجهة بيوم واحد، ونتيجة لحالة الاضطراب والتخبط التى ميَّزت العلاقة بين الإخوان والثورة يومئذ، أعلن مجلس قيادة الثورة قراره الخاص بحل جمعية الإخوان المسلمين واتخذ القرار بالإجماع، فى ما عدا محمد نجيب الذى اعترض من حيث المبدأ لا لأنه يشايع الإخوان، ولكن عدم موافقة نجيب لم تؤثر فى صدور قرار الحل فقد كان هو الصوت الوحيد المعارض، ورغم أنه لم يكن على صلة بهم، لكن هذا الموقف أوجد فى صدور زملائه الخشية أن يكون هناك تدبير ما بين محمد نجيب والإخوان، ويلخص بيان مجلس قيادة الثورة الاتهامات الموجهة للإخوان المبررة للحل وتمثلت فى الآتى: - التقاعس فى تأييد المرشد العام للحركة إلا بعد خروج الملك.
 - عدم تأييد قانون الإصلاح الزراعى والمطالبة برفع الحد الأقصى للملكية فى حالة التطبيق إلى 500 فدان. - محاولة فرض وصاية على الحركة بعد حل الأحزاب السياسية. - اتخاذ موقف المعارضة من هيئة التحرير. - بدء التسرب إلى ضباط الجيش وضباط البوليس وتشكيل وحدات تحت إشراف المرشد مباشرة. 
 - تشكيل جهاز سرى جديد بعد حل الجهاز السرى الذى كان يشرف عليه عبد الرحمن السندى منذ أيام حسن البنا. 
 - حدوث اتصال عن طريق الدكتور: محمد سالم بين المستشار الشرقى للسفارة البريطانية فى مايو 1953 ومنير الدلة وصالح أبو رقيق ثم حسن الهضيبى بعد ذلك. 
- زيارة حسن العشماوى يوم الأحد 10 يناير 1954، أى قبل قرار الحل بأيام للوزير البريطانى المفوض ثم عودته فى نفس اليوم لزيارة أخرى امتدت سبع ساعات، (وهنا نقول: ما أشبه الليلة بالبارحة).
اعتقــال الهضيبى ..
 لقد صاحب إصدار هذا البيان، اعتقال حسن الهضيبى و450 عضوا بالجماعة فى القاهرة والأقاليم، وفى اليوم التالى ولعدة أيام شنت الحكومة حملة صحفية ضد الهضيبى والمجموعة المحيطة به وليس ضد الإخوان كجماعة فقط، وتركزت الحملة على مجموع الانتقادات التى ظهرت داخل التنظيم ضد الهضيبى وبوجه خاص فشله فى الاقتداء بشخصية البنا، وإساءته وإهماله جوهر الرسالة، ولم يكن هناك ما يتصل بتهمة قلب نظام الحكم، سوى اكتشاف مخبأ للأسلحة فى عزبة يملكها أحد أعضاء الجماعة، وقد انتشرت على نطاق واسع إشاعة تقول بأن تلك الأسلحة هى بعينها الأسلحة التى سبق أن خبأها أعضاء المجموعة العسكرية قبل الثورة بأنفسهم هناك. غير أن تنظيم الاخوان استمر رغم هذه الضربات، ورغم حله على المستوى الرسمى وواصل عمله بشكل غير رسمى تحت القيادة غير الرسمية لعبد القادر عودة، حيث التقى الأعضاء الذين لم يتعرضوا للاعتقال فى جلسات صغيرة، عقدت كل منها فى بيت واحد منهم، كذلك سارعوا بتنظيم شبكة لجمع وتقديم الإعانات لعائلات الأعضاء المعتقلين، ورغم أن الحكومة ألقت القبض بالفعل على بعض الأعضاء، وهم يقومون بتقديم الإعانات فإنها لم تكن راغبة فى عرقلة هذه العملية، وفى فبراير وخلال الاحتفال بالذكرى السنوية للبنا والذى أقيم فى مقبرته، أعلن عبد القادر عودة على الملأ اقتناعه بأن الثورة قد حققت أهداف حسن البنا. وفى ذات الوقت حرص عبد الناصر على أن لا يقطع الصلة نهائيا بالإخوان فقام فى 12 فبراير وفى نفس الذكرى السابقة بزيارة قبر حسن البنا ومعه صلاح سالم وأحمد حسن الباقورى، وخطب قائلا: «أشهد الله أنى أعمل وكنت أعمل لتنفيذ هذه المبادئ وأفنى فيها وأجاهد فى سبيلها»، وبدأ عبد القادر عودة مع آخرين سلسلة من المحادثات الخاصة مع الحكومة لاستعادة الشرعية للجماعة، وقد طلب من الحكومة فى هذا الصدد السماح له بزيارة السجون كما التمس استقالة الهضيبى، وكانت هناك خطط أخرى قيد المناقشة شملت تأسيس تنظيم دينى جديد تحت قيادة عبد الرحمن البنا.
 أزمة مارس والصراع بين الجنرالات على أن كل شىء 
توقف فجأة، بل وتبدل فجأة عشية الأزمة السياسية التى طوقت مصر كلها والتى سميت بأزمة مارس 1954، وكانت بين محمد نجيب وعبد الناصر، وتتلخص أسباب ووقائع هذه الأزمة فى أنها كانت مرتبطة بمطالبة محمد نجيب بسلطات تتناسب مع مكانته وحول الأسلوب الواجب اتباعه فى إدارة شؤون مصر، فمن وجهة نظر محمد نجيب الأكبر سنا أن عملية إبعاد كل القوى الاجتماعية مع استمرار مسيرة الثورة أمر لا يحتمل، ولا بد من مشاركة كل القوى فى هذه المرحلة فى إصلاح البلاد، على الناحية الأخرى كان عبد الناصر وهو ابن جيل آخر وذو اقتناع مختلف ومتطور قد نفد صبره حين أدرك أن مسألة الحفاظ على استمرار عملية التغيير وعمق تأثيرها تعنى أنه لا رحمة مع الذين يعارضونها. ومع تزايد حدة العداء للنظام الجديد من القوى المعارضة تزايدت ضرورة إجراءات القمع، وتصاعد الخلاف بين الرجلين حول من يمتلك سلطة الحسم الأخيرة فى شؤون البلاد، وكيفية استخدام هذه السلطة، ويتصاعد مع استقالة محمد نجيب فى 23 فبراير، وفى الليلة التالية تمت محاصرة منزل محمد نجيب، وفى 25 فبراير حملت الصحف أنباء البوادر الأولى للانقسام داخل مجلس قيادة الثورة، وفى 26 فبراير وبعد تمرد سلاح الفرسان حيث كانت الأفكار الديمقراطية تجد مجالا خصبا للنمو «كنتيجة لوجود خالد محيى الدين ضابطا بمخابرات السلاح وثروت عكاشة أركان حرب السلاح الذى كانت تربطه صلة النسب بأحمد أبو الفتح رئيس تحرير المصرى».
بعد هذا العصيان المسلح وخروج مظاهرات تأييد لنجيب اضطر مجلس قيادة الثورة إلى أن يعلن إعادة تقلد نجيب منصب الرئاسة، ولم تنته الأزمة لأن المشكلة الأساسية والخاصة بمن الذى يملك السلطة وأسلوب استخدامها، ظلت دون حل، وفى التاسع من مارس أعلنت الحكومة أن نجيب سوف يسند إليه ثانية منصب رئيس الوزراء ورئيس مجلس قيادة الثورة، فى ذلك الوقت كتب الهضيبى رسالة إلى محمد نجيب من السجن يطلب فيها الإفراج عن الإخوان المسلمين حتى تتم موازنة الموقف، وانضمت إليه مجلة «الدعوة» الناطقة وقتذاك بلسان حسن العشماوى ومجموعة المطالبين بالإفراج عن الإخوان واصفة قرار الحل الذى صدر فى يناير بأنه كان خطأ. وفى يوم 25 مارس 1954 أعلن مجلس قيادة الثورة، فى ما اتضح بعد ذلك أنه كان مناورة بارعة من عبد الناصر أن الثورة قد اقتربت من إنهاء مهمتها، وأن البلاد سوف تستأنف الحياة البرلمانية السوية، وفى ذات الوقت وتحت ظروف وتدخلات متعددة كان آخرها وساطة الملك سعود، أمرت وزارة الداخلية بالإفراج عن الهضيبى والإخوان المسلمين تطبيقا لقرار صدر بإلغاء قرار يناير 1953 بشأن إلغاء الأحزاب السياسية، ورفعت الرقابة تماما عن الصحف وأصبح فى إمكان أى شخص أن يقول ما يشاء يومئذ. 
وفى الثامن والعشرين من مارس وبعد ثلاثة أيام من الحرية الكاملة وغير المحدودة للمعارضة تحرك عبد الناصر وامتلأت الشوارع يومئذ بالمظاهرات الشعبية التى تطالب بالحفاظ على الثورة وأهدافها وباستمرار إلغاء الأحزاب السياسية، واندفعت حشود ضخمة من أعضاء اتحادات العمال والنقل التى خرجت فى ذلك اليوم ومعها الشباب المنتمى للمنظمات الشبابية الحكومية، تحملهم عربات النقل الخاصة بهيئة النقل يعربون عن أن الثورة قد جاءت لتبقى، وكان الاعتداء على جريدة «المصرى»، وعلى مجلس الدولة، من أبرز ما حدث فى هذه الأثناء، وتم تدعيم هذه التحركات من الجيش، وتحديدا من ضباط الصف، والضباط المؤيدين لعبد الناصر أمثال كمال الدين رفعت، وأحمد أنور ومجدى حسنين ووجيه أباظة وحسن التهامى، ومحمد أبو الفضل الجيزاوى وسعد زايد وغيرهم. 
وفى ذات المساء -29 مارس 1954- أصدرت الحكومة أوامر بحظر التظاهر منذ الآن فصاعدا، وفى اليوم التالى واستجابة للإرادة الشعبية السابقة قرر مجلس قيادة الثورة مرة أخرى أن يأخذ على عاتقه مسؤولية الحكم كاملة، وألغيت مرة ثانية كل الأحزاب السياسية باستثناء جماعة الإخوان المسلمين الذين وعد قادتهم بحسن التصرف، والذين اتفقوا على أن يجنحوا للسلبية فى هذه الأيام الحرجة، وأن يبتعدوا عن الاشتراك فى أى مظاهرة معادية للمجلس، وباتت البلاد فى قبضة مجلس قيادة الثورة مرة أخرى. وهكذا أخرجت أزمة مارس الإخوان المسلمين من السجون، وخلقت حالة من الهدوء المشوب بالحذر والتفجر المكتوم بينهم وبين الثورة، وهو التفجر الذى كان ينتظر عود الثقاب لإشعاله ثانية.
السعودية تتوسط والهضيبى يهاجم الثورة مجددا 
 سبق أن رأينا أن الجهود كانت تبذل من أجل إعادة الجماعة إلى سابق عهدها قبل يناير 1954 على أن تمارس نشاطا دينيا فقط، ويكون مرشدها عبد الرحمن البنا بدلا من الهضيبى، وقد أتاح حضور الملك سعود إلى مصر لهم الفرصة ليرتفع صوتهم مطالبا بعودة الجماعة، حيث كان من بين أهداف زيارة الملك سعود التوسط فى أمر إعادة الجماعة، وبالفعل نجحت الوساطة ورأت الثورة أن تعيد الجماعة، وتم الإفراج عن الهضيبى والمعتقلين من الإخوان ثم صدر قرار مجلس قيادة الثورة بإعادة الجماعة وتسليمها ممتلكاتها، وسمح للمرشد العام «الرئيسى» حسن الهضيبى وعدد من الإخوان بالسفر إلى سوريا والسعودية، وهناك أدلى المرشد العام بتصريحات ضد الثورة وضد اتفاقية الجلاء، وفى 27 يوليو، أى وقت أن كان الهضيبى بالخارج أعلنت حكومتا مصر وبريطانيا موافقتهما المشتركة على عدد من المبادئ العامة كأساس لمعاهدة جديدة تسوى النزاع الإنجليزى - المصرى، لكن فى 31 يوليو نشرت صحيفة بيروتية «جريدة الهدف» بأحرف ضخمة وعناوين بارزة، رأى حسن الهضيبى فى الاتفاقية، وكانت النقاط الرئيسية فى نقده هى كما يلى: - كان من المفروض أن ينتهى أجل معاهدة 1936 بعد أقل من عامين، وعند ذاك كان على بريطانيا أن تجلو عن القاعدة وأن تتركها دون أساس قانونى يمكنها من العودة إليها فى ما بعد، أما المعاهدة الجديدة فتمنحها هذا الحق باشتمالها على مادة تسمح بإعادة تشغيل القاعدة فى حالة حدوث أى اعتداء على أى دولة عربية أو على تركيا. 
 - المادة التى تسمح بإعادة تنشيط القاعدة فى حالة اعتداء على تركيا يربط مصر والدول العربية بها، وبالتالى يربطهم جميعا بالمعسكر الغربى. - الفقرة التى تسمح لبريطانيا بصيانة القواعد الجوية تمثل تهديدا لمصر، وهى على المدى الطويل أداة لدوام السيطرة. 
- المدنيون الذين سيناط بهم المساعدة فى تشغيل المعدات هم، بطبيعة الحال، شخصيات عسكرية فى ثياب مدنية.
- جددت الاتفاقية أجل معاهدة 1936 لفترة خمس سنوات أخرى، وسمحت بإجراء تشاور لمراجعة الموقف عند انتهاء فترة العمل بها، وهو نفس النوع من البنود التى كفلت فى الواقع الاستمرار الدائم لمعاهدة 1936، بناء على هذه البواعث جميعا رفض الهضيبى الاتفاقية مؤكدا أن أى اتفاقية بين مصر وحكومة أجنبية ينبغى أن تعرض على برلمان منتخب بإرادة حرة، وعلى صحافة متحررة من الرقابة، وتملك حرية المناقشة، وقد ظل التوتر الذى أثارته هذه الآراء محكوما ومسيطرا عليه طوال فترة تغيب الهضيبى، الذى كان لا يزال فى سوريا، وعبد الناصر الذى سافر إلى السعودية من 5 إلى 17 أغسطس بغرض الحج وحضور مؤتمر لقادة البلدان الإسلامية الذى اقترح عقده مؤخرا فى مكة، وعاد الهضيبى يوم الأحد الموافق 22 أغسطس، وفى نفس اليوم بدأت الحكومة حملتها العنيفة لتفنيد هجومه على الاتفاقية معتمدة أساسا على إحياء قصة المعاهدة السرية التى قيل إن الهضيبى كان يتفاوض بشأنها مع البريطانيين فى ذلك الربيع، والتى قيل إنه خلالها تنازل أكثر مما تنازلت الحكومة.

 رصاصات أكتوبر والتاريخ الفاصل 
 واستمرت الحملات المتبادلة بين الجماعة وبين الثورة طيلة شهرى أغسطس وسبتمبر عام 1954، ويأتى شهر أكتوبر ليشهد انفجار الصدام بين الإخوان المسلمين والثورة، فمنذ الأيام الأولى للشهر قررت المجموعة التى سميت بقيادة الجهاز السرى، القيام باغتيال عبد الناصر الذى كانت سيطرته الفعلية على البلاد قد وضحت وتحددت، وقد اختارت القيادة محمود عبد اللطيف، وهو سمكرى من ضاحية إمبابة، لإنجاز هذا العمل، وكان هنداوى دوير المحامى وقائد قطاع إمبابة هو الذى أبلغه بهذا القرار، وترك له ثلاثة أيام مهلة لاتخاذ قراره، وفى 19 أكتوبر وهو اليوم الذى وقع فيه عبد الناصر معاهدة الجلاء مع البريطانيين، قرر محمود عبد اللطيف قبول مهمة اغتياله بسبب ما ارتكبه من خيانة بتوقيعه للمعاهدة التى أهدرت حقوق الأمة، وفقا لما اعتقده وقاله لاحقا فى التحقيق معه!! وقد خطط لتنفيذ المهمة فى نفس اليوم، إلا أن الظروف لم تكن مواتية وسط هذا الحشد المتجمع والمختار بعناية لتنفيذ الخطة بنجاح، لذا تم تأجيلها إلى وقت آخر أكثر ملاءمة. وفى الرابع والعشرين من أكتوبر زار كمال خليفة وهو واحد من أبرز أعضاء مكتب الإرشاد جمال سالم نائب رئيس مجلس الوزراء وأطال فى تهنئته بالمعاهدة، وفى ذلك المساء وبينما كان عبد الناصر يلقى خطابه أمام حشد كبير من المواطنين فى المنشية بالإسكندرية انطلقت عدة رصاصات وللحظة قصيرة توقف عبد الناصر عن الكلام بينما الرصاصات تدوى، وكان محمود عبد اللطيف يجلس فى الصفوف الأمامية على بعد 15 مترا من منصة الخطباء والضيوف، وأصيب ميرغنى حمزة وزير خارجية السودان، والمحامى أحمد بدر الذى كان يقف بجانب جمال عبد الناصر - والذى لم تصبه الرصاصات - وأصر على متابعة خطبته بعدما حدث فى السرادق من هرج مرددا قوله: «أيها الرجال فليبق كل فى مكانه.. حياتى لكم، وهى فداء لمصر، أتكلم إليكم بعون الله بعد أن حاول المغرضون أن يعتدوا علىّ، إن حياة جمال عبد الناصر ملك لكم عشت لكم وسأعيش حتى أموت عاملا من أجلكم وفى سبيلكم». 
وكانت حادثة الاعتداء نقطة تحول هامة فى مشاعر الشعب الذى كان يرفض إرهاب الإخوان المسلمين قبل 23 يوليو 1952، ونقطة تحول أخرى لصالح شعبية عبد الناصر الذى قام بجولة يوم 27 أكتوبر فى رحلة عودة من الإسكندرية إلى القاهرة، ولقد قوبل بمظاهرات تأييد له.
وفى ليلة الحادثة صدرت الأوامر باعتقال الإخوان المسلمين
 وبدأت أكبر حملة شهدتها مصر حتى وصل الأمر إلى حد إعطاء المعتقلين بطاقات يسجلون فيها أسماءهم وعناوينهم لتدون فى كشوف سليمة، وشكل مجلس قيادة الثورة فى أول نوفمبر 1954 محكمة خاصة باسم «محكمة الشعب» برئاسة جمال سالم وعضوية أنور السادات وحسين الشافعى، فكانت بهذا رابع نوع من المحاكم تشكله الثورة بعد المجالس العسكرية، ومحكمة الغدر، ومحكمة الثورة، وقد شكلت ثلاث دوائر فرعية من محكمة الشعب، الأولى برئاسة اللواء صلاح حتاتة، والثانية برئاسة قائد الجناح عبد الرحمن عنان، والثالثة برئاسة القائمقام حسين محفوظ ندا، ولقد اضطرب الشهود وانتابهم الخوف، كما أنهم فى الأغلب الأعم كانوا يفتقرون إلى الحياد أما الأدلة فكانت حافلة بالمتناقضات، وكان مرجع ذلك إلى أسلوب معاملة الشهود من ناحية، وإلى تحفظ الشهود وعدم توفر الرغبة لديهم فى الإفصاح، وفضلا عن ذلك فقد عكست هذه الأدلة من جهة ثانية وضع كل شاهد داخل الجماعة، وبالتالى عكست المستويات والمنطلقات المتعددة التى نُظر منها للمسائل موضع التحقيق، كما أن السهولة الملحوظة التى انهار بها الولاء، ووجه بها الأعضاء أصبع الاتهام كل منهم نحو الآخر، أظهرت إلى أى مدى اهتزت مشاعر الثقة المتبادلة، ونفس الشىء حدث أيضا فى التحقيقات التمهيدية والتى ظهرت من خلال معظم الاعترافات. وفى الرابع من ديسمبر نطق الحكم الأول فى «محكمة الشعب» تلته الأحكام الأخرى، فلقد بلغ عدد الذين حكمت عليهم محاكم الشعب (867)، وعدد الذين حكمت عليهم المحاكم العسكرية من المتهمين الذين ينتمون إلى الجيش (254)، وصدر الحكم بإعدام محمود عبد اللطيف ويوسف طلعت، وهنداوى دوير وإبراهيم الطيب وعبد القادر عودة ومحمد فرغلى ونفذ الحكم فعلا، كما صدر حكم بإعدام حسن الهضيبى ثم خفف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة، ثم حكم على سبعة آخرين بالأشغال الشاقة المؤبدة.
  حصيلة الصدام 
 وهكذا ومع وصول الصدام الأول بين الثورة والإخوان إلى نهايته الدرامية تلك، كانت الأوضاع فى مصر قد تحددت تماما، فعزل محمد نجيب من رئاسة الجمهورية، وتم حل جميع الأحزاب السياسية، بما فيها الإخوان، ووجود قيادتها داخل السجن، وأغلقت جريدة «المصرى»، التى لعبت دورا كبيرا فى أزمة مارس 1954، وفشلت محاولات الانقلاب العسكرى وانتهاء التنظيمات العسكرية المستقلة أو التابعة للقوى السياسية الخارجية داخل الجيش، ثم حلت مجالس نقابات الصحفيين والمحامين وعينت لها لجان مؤقتة موالية لمجلس قيادة الثورة، وأخيرا حلت جماعة الإخوان المسلمين، واستقرت الأوضاع تماما للنظام السياسى الناصرى الجديد. ..

؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛





الباب الملكي لسرقة مصر.زواج السلطة بالمال من عبد الناصر لمبارك - فيديو



مصر عزبه بدون صاحب


علاقات النسب بين الرؤساء والوزراء ورجال الاعمال
الباب الملكي لسرقة مصر عبد الناصر.. وأولاده....
المصاهرة بين الاشتراكية والرأسمالية



◄ - أنور السادات الذي تفاخر بأن أبنته ماتت ( قبل الثورة) لأنه لم يجد قرشين كثمن دوائها
◄ - زواج جمال السادات من ابنة محمد شعلان لم يصمد أكثر من ثمانية أشهر وبعدها تم الطلاق فى مستشفى الأمراض العقليه
◄ - عاطف عبيد عين ابن خاله مصطفى الرفاعي وزيراً للصناعة ...و عاطف صدقي عين إبن خالته علي المخزنجي وزيراً للصحة... فعلا زواج حكومات !!
◄ - سيد مرعي من أشهر السياسيين والدبلوماسيين فى ارتباطات المصاهرة والزواج مع السلطه السياسيه بعد أرتباطه بأربع عائلات من أعضاء مجلس قيادةالثورة
◄ - علاء مبارك يسيطر على سبوبة "البيزنس"..وجمال مبارك يسيطر على عالم المال والسياسة...
◄ - بعد سنوات من زواج ابنته من نجل المخلوع سيطر مجدي راسخ على ملفي السياحة والاقتصاد والويل لمن يعترض!
◄ - تمنى السادات مصاهرة صديقه "المعلم" فزوج ابنته جيهان من محمود عثمان
◄ - المليارديرالهارب حاتم الهوارى ورط عبد الحكيم عبد الناصر فى قضيه شيكات مضروبة سددها القذافي نيابة عن العائلة
◄ - انتهازية أشرف مروان دفعته لتقديم وثائق وأشرطة تدين السادات ...فكافأه بإدارة مكتب المعلومات برئاسة الجمهورية.

حكام مصر المعاصرون 
- ناصر .. السادات .. مبارك - وثائقي



قال الدكتور جهاد عودة عضو لجنة السياسات بالحزب الوطني أن مصر لم تكن دولة مؤسسات قبل 2002 و ذلك في إشارة ضمنية إلي دخول جمال مبارك للعمل السياسي في هذا التوقيت. و عندما سأله الإعلامي معتز مطر في برنامج محطة مصر علي قناة مودرن مصر حول مغذي هذا الكلام الذي قد يغضب الرئيس مبارك رد عودة بأن مبارك فرعون مثل السادات و عبد الناصر و أن دولة المؤسسات بدأت في 2002 و ليس قبل ذلك. و أضاف عودة أن جمال مبارك هو الوحيد الذي يمتلك برنامج متكامل يؤهله لتولي منصب الرئيس مقارنة ببرنامج أيمن نور المنقوص أما البرادعي فقال أنه لا يحمل برنامج و إنما مجرد تصريحات. و لم يتطرق عودة الذي يعتبر أبرز أنصار جمال مبارك في الحزب الوطني إلي مسألة إمكانية ترشح الرئيس مبارك في الإنتخابات الرئاسية القادمة..
جهاد عودة:عبد الناصر و السادات و مبارك فراعنة1



جهاد عودة:عبد الناصر و السادات و مبارك فراعنة 2



في عصر المخلوع ازداد الأغنياء وصعدوا لبورصة المليونيرات ليصبحوا في خلال سنوات معدودة ملياديرات سيطروا على مفاصل الدولة ليشكلوا مافيا تحتل البلاد والعباد وقد لجئوا لحيل شيطانية للحفاظ على الكراسي والمصالح .. فاتخذوا من النسب والمصاهرة وليالي الأنس وسائل يضمنون بها ملايينهم. ويوم بعد آخر تضخمت بورصة الأغنياء وصعدت ولمع نجمها ليصعد للقمة وأصبح الدخول اليها بشروط وقيود تعود للمخلوع وابنه وحاشيتهما للحصول على الرضا السامي وقبلة النجاة لعالم الثروة والمال وفي هذا التحقيق نتجاوز الخطوط وندخل المحظور ونطرح القليل من كثير من أهل الخطوة والحظوة من عالم الأثرياء
 * علاء مبارك و هايدي راسخ.. 
 والدة هايدى أسمها ميرفت قدرى عيد وجدها ابن خال عثمان أحمد عثمان وأخت هايدى " هنا" متزوجه من شريف أبن عضو مجلس الشعب محمد البنا (البحيرة) أما أصدقاء والد هايدى المقربين الذين يجمعهم البيزنس هم رجل الأعمال محمد نصير صاحب "فودافون" للاتصالات عقيل بشير وغيرها .
 * جمال مبارك... الباب الملكي للثروة
 تزوج جمال مبارك من خديجة الجمَّال الذي ينتمي والدها لأسرة الجمال الدمياطية العريقة وتتمتع أسرته بشهرة واسعة والذي يمتلك ثروة ضخمة من خلال شركاته المتعددة وأبرزها:
 1- شركة استيراد وتصدير
 2- شركة "جلالة" للتنمية السياحية 3- متخصص في إنشاء القرى السياحية
 4- يمتلك قرية العين السياحيه التي أنشئت على 450 فداناً في العين السخنة وبواجهة كيلو مترعلى البحر
 5- شركة مقاولات "دجلة" التى تولت بناء مجموعة من الأبراج في الزمالك والدقي والمهندسين.
 6- شركة "صنسيت" التي يتركز نشاطها على بناء الفيللات والقصور الفاخرة والفخمة على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي ويشارك فيها رجل الأعمال السعودي المعروف عبدالرحمن الشربتلي
 7- قرية "هاسيندا" (وتعني بالإسبانية: العزبة ) على الساحل الشمالي بعد مارينا بنحو أربعين كيلومتراً كما تضم عائلة والدة خديجة عدداً بارزاً من السفراء الحاليين والسابقين، وبينها وبين عائلة جمال عبد الناصر صلة نسب عن طريق هالة ابنة هدى عبد الناصر وحاتم صادق
* العلاقة بين السلطة والمال
 ما سبق يقودنا الى محاوله فهم أرتباط السلطة بالمال في مصر المحروسه ,فإذا كان نجل الرئيس المصري حسني مبارك تزوج لاحقاً من ابنة المقاول الذي تولت شركته تنفيذ وإنشاء العديد من المدن والقرى السياحية فهو ليس أول من فعل ذلك ,فقد تزوجت جيهان السادات ابنة الرئيس أنور السادات من المقاول محمود عثمان أحمد عثمان برغبةٍ من السادات الذي أراد أن يكون صديقه "المعلم" عثمان أحمد عثمان صهراً له..
 * عمرو موسى وأشرف مروان 
 أما هانيا أبنه السفير عمرو موسى وزير الخارجيه السابق والأمين العام للجامعه العربيه متزوجه من أحمد أشرف مروان حفيد الرئيس جمال عبد الناصر وهو شقيق جمال أشرف مروان مالك قناة ميلودي الغنائية,ووالدهما الدكتور أشرف مروان الذى تحوم حوله تهمه التجسس لحساب أسرائيل !! أما والدتهما منى جمال عبد الناصر أبنه الرئيس جمال عبد الناصر ..
 * عبد الناصر.. وأولاده.... 
المصاهرة بين الاشتراكية والرأسمالية
طالما تحدثنا عن جمال عبد الناصر فلنتحدث عن زيجات أبنائه ,فزوجه خالد جمال عبد الناصر هى داليا سمير فهمى وهى شقيقه سامح فهمى وزير البترول ,أما زوجه عبد الحميد جمال عبد الناصر فهى أيمان محى الدين الخرادلى أبنه الدكتور محى الدين الخرادلى مدير معهد السرطان السابق وشقيقتها أفكار الخرادلى رئيسه تحرير مجله نصف الدنيا .
 * عبد الحكيم عبد الناصر.. والشيكات المضروبة
 زوجه عبد الحكيم جمال عبد الناصر هى أيمان البدراوى سليله عائله البدرواى العريقه ( فؤاد سراج الدين وفؤاد سراج الدين رؤساء حزب الوفد السابقين ) أمتلك عبد الحكيم مع أخوته وآخرين شركه مودرن كونتراكتور للمقاولات ,ولكن سرعان ما أختلفوا مع بعضهم البعض فتم وضع الشركه تحت الحراسه وشارك عبد الحكيم جمال عبد الناصر رجل الأعمال الشهير الهارب حاتم الهوارى الذى ورط عبد الحكيم فى قضيه شيكات أدت الى هروبه الى الرئيس القذافى الذى دفع ديون العائله كلها وزاد عليها زوج هدى جمال عبد الناصر هو حاتم صادق الذى يعمل كرئيسا لفرع البنك العربى المحدود بالقاهرة كماعمل الاثنان فى جريدة الأهرام .
 * منى عبد الناصر وأشرف مروان
 زوج منى جمال عبد الناصر هو أشرف مروان نجل العميد أبو الوفا مروان مدير إدارة التعيينات في الحرس الجمهوري ,وقد عمل اشرف مروان فور زواجه فى مكتب سامى شرف سكرتير الرئيس جمال عبد الناصر للمعلومات وقد عرف عن أشرف مروان أنتهازيته الشديدة فقيل عنه أنه قدم وثائق وأشرطه تدين الرئيس السادات سرقها سامى شرف من خزانه الرئيس جمال عبد الناصر بعد وفاته وهى الأشرطه التى حرقها السادات أمام الشعب والتلفزيون المصرى عند أعلانه ثورة التصحيح بعدها أختار الرئيس السادات أشرف مروان للعمل كرئيساً لمكتب المعلومات برئاسة الجمهورية أى فى منصب سامى شرف وكان له نفس نفوذ سامى شرف فى السيطرة على جهازة المخابراتى الخاص بمعلومات الرئيس .
 * العمالة للموساد
 تولى أشرف مروان - بتكليف من السادات - أنشاء قناة أتصالات سريه مع كيسنجر قبل حرب 1973 هناك أقوال عن حدوث تفاهم بين أشرف مروان وكيسنجر يشأن الصراع العربى الأسرائيلى يصل لدرجه القول بهندستهما نتائج الحرب نفسها وهناك أقوال بعماله أشرف مروان للموساد يقابلها أقوال بأنه كان عميلا مصريا يعمل لخداع أسرائيل ولكن أنكار أمين الهويدى رئيس المخابرات المصريه فى تلك الأيام هذا الأمر يرجح أن عماله أشرف مروان المزدوجه كانت لصالح كيسنجر وقد تولى أشرف مروان رئاسة الهيئة العربية للتصنيع وخرج منها بعد شائعاتٍ كثيرة طالت ذمته المالية وهو ما قاله السادات لمنى عبد الناصر حين ذهبت تسأله عن سبب تغيير زوجها وإقالته .
 * امبراطورية السادات 
 قبل أن نتحدث عن عائله السادات أود أن أذكر القراء بتصريح .. بل تفاخر .. أنور السادات أيام الرئيس جمال عبد الناصر بأن أبنته توفت ( قبل الثورة) لأنه لم يجد قرشين ونصف القرش ثمن دوائها لنقارن ذلك القول بثروة السادات الشخصيه والعائليه لحظه وفاته وبعدها أنجب السادات سبعة أبناء زوّج السادات بناته من جيهان لأبناء نجوم المجتمع والسياسة في عهده أما بناته من زوجته الأولى إقبال فأنتهت كلها بالفشل وتراوحت بين الزواج من نصاب سورى ومغامر سكندرى .
 * كاميليا السادات.... تتزوج من نصاب
 كان أول زواج في بيت السادات غريباً ومفاجئاًحيث جرى استخراج شهادة تسنين للابنة الصغرى كاميليا حتى تتزوج في ليلة واحدة مع أختها الكبرى راوية ,حدث ذلك في حضور رئيس الجمهورية جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر,وقد فشلت الزيجتان وسرعان ما طلقت الشقيقتان من زوجيهما في عام 1973 تعرفت كاميليا السادات بعد طلاقها على رجل أعمال سورى يدعي نادر بايزيد ولم يعترض السادات الذى رأى في الزواج فرصة لإراحة دماغه من هم البنات وزوّجها له. أسس نادر بايزيد - بعد زواجه من كاميليا - شركة مقاولات أستطاعت الحصول على مشروعات كبيرة ومناقصات كبرى فى مصر وبعض الدول العربيه باسم مصاهرة الرئيس وأستطاع جمع مبالغ كبيرة من المواطنين بحجه تمليك الشقق ثم بدأ يماطل في السداد وفي تسلم الشقق ولكن للأمانه عندما علم السادات بالأمر طلق ابنته منه وطرده من القاهرة نهائياً .
 * راوية السادات ... وزواج المغامرات
 أما راويه السادات فقد تزوجت من مغامر سكندرى ,وعند عودة راويه من شهر العسل الذى قضته فى أوروبا مع زوجها المغامر أكتشفت أن زوجها لا يملك شقة للسكن فتولى السادات حل تلك المشكله بعدها بدأ الزوج فى أستغلال اسم السادات في مناقصات وحصل على مشروعات كبيرة من الدولة وفي أوروبا ولما علمت راويه هددته بإبلاغ والدها فاختفى تماماً حتى كلف السادات مسؤولاً فى الحرس الجمهوري يدعى عبده الدمرداش بإحضار العريس النصاب وأرغمه على تطليق ابنته فهل يجوز - شرعا - التطليق بالأرغام تحت التهديد خصوصا من قبل رئيس مؤمن تزوج جمال السادات من دينا عرفان وقطع السادات مباحثاته في كامب ديفيد ليحضر حفل الزفاف الذي أقيم في سبتمبر عام 1978 ,وكعادة أبناء السادات انتهى الزواج بالطلاق بعد إنجاب ابنتين .
 * جمال السادات... وزوجاته الأربع
 وكما كان السادات مزواجا لم يشذ الأبن عن والدة فقد تزوج جمال السادات بعدها من رانيا شعلان ابنة الدكتور محمد شعلان أستاذ الطب النفسي المعروف وابن إحدى أكبر عائلات الشرقية ولكن زواجهما لم يصمد أكثر من ثمانية أشهر وتم الطلاق فى مستشفى للأمراض العقليه وتزوج جمال السادات بعدها من طليقه أكرم النقيب ابن ملكة مصر السابقة ناريمان وحاليا جمال السادات متزوج من شيرين فؤاد ابنة فؤاد زين الدين الأستاذ بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية * جوازات الحكومة عين الدكتور عاطف عبيد رئيس وزراء مصر السابق ابن خاله د. مصطفى الرفاعي وزيراً للصناعة . عين الدكتور عاطف صدقي رئيس مجلس الوزراء سابقاً أبن خالته الدكتورعلي عبد الفتاح المخزنجي وزيراً للصحة. أما زوجة وزير النقل في عهد حكومة د. أحمد نظيف فهي ابنة وزير الثقافة والإعلام السابق منصور حسن. وزوجة منصور حسن هي ابنة الدكتور محمد عبد الوهاب زوج الفنانة فاتن حمامة ورئيس مجلس إدارة مستشفى دار الفؤاد الذي يشارك فيه وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي كما أنه والدكتور محمد عبد الوهاب شركاء في "كايروسكان".ووزير النقل محمد منصور هو ابن خالة أحمد المغربي وزيرالإسكان ووزير السياحة سابقاً . والدة الوزير أحمد المغربي هي شقيقة نازلي هانم زوجة لطفي منصور والد محمد منصور وزير النقل. وأما وزير الضمان الاجتماعي علي مصيلحي فهو ابن خالة والدة وزير الإعلام أنس الفقى . سيد مرعي ... وزواج السلطة بالمال كان الوزير السابق سيد مرعي من أشهر السياسيين والدبلوماسيين فى أرتباطات المصاهرة والزواج مع السلطه السياسيه فقد أرتبط بأربع عائلات من جملة ثلاثة عشر عضو من أعضاء مجلس قيادةالثورة
 * المصاهرة بين عائله مرعي وعائله محيي الدين
 كان إبراهيم ابن فاطمة - وهي كبرى بنات حسنين مرعى - متزوجا من ابنة عمر زكريا محيي الدين وتزوج جمال شقيقه من سامية محيي الدين شقيقة زكريا محى الدين كما تزوجت مها شقيقة إبراهيم وجمال مرعي من سيد محيي الدين شقيق زوجة إبراهيم مرعي هذا التشابك العائلي عن طريق المصاهرة كان أحد أسباب تعيين سيد مرعي وزيراً للإصلاح الزراعي في ١٩٥٦ ثم وزيراً للزراعة في ١٩٥٧ و١٩٥٨و١٩٦٧، وفي عام ١٩٧٠ كان نائباً لرئيس الوزراء. بعدها دخل سيد مرعي لعبة السياسة فكان رئيس لجنة الأحزاب ورئيس مجلس الشعب ومساعد رئيس الجمهورية في نهاية عام 1980 كمااستفاد سيد مرعي من علاقات المصاهرة العائلية بين عائلته وعائلات خالد وزكريا محيي الدين وعائلة علي صبري وعائلة وجيه أباظة وعائلة كمال الدين حسين وعائله مشهور أحمد مشهور وتوج سيد مرعي هذه الشبكة من العلاقات العائلية عن طريق المصاهرة بزواج ابنه البكر حسن من نهى ابنة الرئيس السادات من جيهان
 * بورصة رجال الأعمال
 اما عائله عبد الغفار التى تقيم في تلا بمحافظة المنوفية وهي أسرة رفع ذكرها في المنوفية أحمد باشا عبدالغفار بتحديه للقصر الملكى ,فقد تزوج رجل الأعمال عبد الخالق نجل ثروت عبدالغفار من لبنى كبرى بنات أنور السادات من جيهان , وكانت نفيسة عبد الغفار تشغل منصب رئيس مكتب جيهان السادات ورشحت لها العريس وحدث القبول فكان الزواج كانت لبنى قد خطبت قبل ذلك لضابط في الحرس الجمهوري أسمه أحمد المسيري وفسخت الخطوبة ثم تزوجت من عبد الخالق سليل الحسب والنسب أما علية حسنين عبد الغفار فتزوجت من السفير محمود مبارك ابن عم الرئيس حسني مبارك
 * تحالف "منصور المغربي"..
 هناك استثمارات هائلة بين مجموعتي المغربي و منصور وصلت إلى حد ما يسمى بتحالف "منصور المغربي" الذي يضم شركات في مجال الاستثمار السياحي فى فنادق شهيرة مثل "نوفتيل" و"أكور" وغيرهما , كما يشاركان رجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال ورجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى في فندق "سان استيفانو" بالإسكندرية, علاوة على شركة "فليمنج منصور" للاستثمار في مجال الأوراق المالية وأسواق المال
 * الجبلي .... من الصحة للأسمدة
 أما حاتم الجبلي وزير الصحة في حكومه أحمد نظيف فهو رئيس "مستشفى الفؤاد" بمدينة 6 أكتوبر وهو ابن الدكتور الراحل مصطفى الجبلي وزير الزراعة السابق,وأخوه هو شريف الجبلي عضو الغرفة الأميركية وصاحب أكبر شركات السمادالخاصة "آجري بيزنس" وتقول التقارير أن ابنة د. محمود شريف وزير الحكم المحلى سابقاً تزوجت من ابن عفت السادات شقيق الرئيس السادات و أبنه د. صلاح حسب الله وزير التعمير السابق فقد تزوجت من ممثل حالي وشهير وللعلم د. حسب الله هو شقيق الكبير عبد المنعم حسب الله وهما أولاد شقيقة "المعلم" عثمان أحمد عثمان كما ترتبط عائلة عثمان أحمد عثمان بعلاقات مصاهرة مع عائلتي البيك والزملوط بالإسماعيلية وعائلة السادات فى المنوفيه .
 * امبراطورية أحمد عز
 أما المهندس أحمد عز رجل الأعمال الشهير وأمين تنظيم الحزب الوطني فقد تزوج من شاهيناز النجار عضو مجلس الشعب عن دائرة المنيل والتي تمتلك شركة النجار للسياحة و فندق النبيلة , وشقيقها مصطفى النجار رجل الأعمال يعمل في مجالات السياحة في البحر الأحمر وعدد من المناطق السياحية الأخرى وتؤكد تقاريرالأجهزة الرقابية أن ثروةالمهندس أحمد عز تبلغ نحو 50 مليار جنيه وهو يحصل على صافي أرباح سنوية من تجارةالحديد يبلغ أكثر من 5.3 مليار جنيه سنوياً .
 *الفريق محمد فوزى والشاذلي ...
 دفعا ثمن خلافتنهما مع السادات الفريق محمد فوزى الذى أستطاع لملمه الجيش المصرى بعد هزيمه 1967 هو والفريق عبد المنعم رياض والذى أراد الرئيس السادات أعدامه رميا بالرصاص عام 1971 برغم رفض القضاء حدوث ذلك ورضى السادات بحبسه مدى الحياة وهو خال الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس أركان الجيش المصرى فى حرب 1973 وكان هناك أختلافا جوهريا بين سعد الدين الشاذلى و السادات بشأن أصرار السادات على تطوير الهجوم المصرى مما ادى فى النهايه لحدوث الثغرة ومحاصرة الجيش الثالث بسبب تدخل السادات الغير مطلوب ..ربما جاء ذلك بنصيحه من اشرف مروان..



؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



الإخوان والإنجليز وعبد الناصر.علاقة ود أم علاقة عداء ؟.



الإخوان والإنجليز وحرب القنال 
الإخوان شاركوا في اول عرض عسكري بعد ثورة 52



 عدد من مجاهدي الإخوان في حرب القنال عام 1951م
 الإخوان المسلمون جماعة منذ نشأة كيانها ووجودها في الواقع العملي حتى الآن ، ما زال يحيطها كثير من التهم التي ربما لن تنتهي ما دامت الجماعة قائمة وبقوتها، ومن هذه التهم التي سمعناها وسنظل نسمعها، طبيعة العلاقة بينها وبين الإنجليز وأيضا بينها وبين الألمان وأيضا بينها وبين الأمريكان، وغيرها من التهم كعلاقتها بالملك وأحزاب الأقلية، وغيرها وغيرها.لقد فاجأنا اليوم الثلاثاء السادس من يوليو 2010م الكاتب البريطاني مارك كورتيس في صفحة الرأي بصحيفة الجارديان عن وجود علاقة بين الإخوان وبريطانيا، وأن الأخيرة دعمت الإخوان المسلمين للإطاحة بعبد الناصر، وأن بريطانيا قامت في البداية بتمويل الإخوان المسلمين سراً عام 1942م، ثم ذكر أن الصلة بين الطرفين توطدت بعد ذلك مع قيام الثورة. وفي عام 1956، عندما وقع العدوان الثلاثي تطورت اتصالات بريطانيا بالإخوان كجزء من مخطط للإطاحة بعبد الناصر، ولقد نقلت كثير من الصحف الخبر دون تدقيق أو تحليل أو موضوعية للحدث. وإن كان الكاتب لم يضف جديدا على هذه التهمة ولم يأت بدليل على الذي أثاره خاصة أن هذه التهم مثارة منذ زمن بعيد ولا يكل أحد من المناوئين للإخوان عن إثارتها بين الحين والآخر. لكن ما استوقفني في مقاله التواريخ التي ذكرها ليؤكد أوقات العلاقة، وأن الإخوان حصلوا على تمويل عام 1942م، وأنهم عام 1956م اتفق الطرفان على الإطاحة بعبد الناصر. ولو توقفنا وقفة متأنية وموضوعية حول ما أثاره الكاتب، ورجعنا للمراجع والوثائق التي ذكرت هذه الأحداث لوجدنا العكس تماما، ففي عام 1942م كان العداء بين الإخوان والمحتل البريطاني قد بلغ درجة كبيرة، خاصة في ظل التهديدات التي كانت تشكلها ألمانيا لبريطانيا في مصر، واجتياح ألمانيا للجيش البريطاني في غرب مصر، وسوء الوضع بالنسبة للجيش البريطاني .. هذا تاريخ. والتاريخ الآخر وهو عام 1956م وأنهم اتفقوا على الإطاحة بعبد الناصر، فلا أدري هل قرأ الكاتب؟
ألم يدرك الكاتب أن هذا التاريخ كان الإخوان خلف الأسوار وفي آتون التعذيب، في السجن الحربي وليمان طره وفي الشمس المحرقة في سجن الواحات وأسيوط وغيرها من سجون مصر.

وثائقى جماعة الإخوان المسلمون 
فى زمن الملك فــاروق و عبد الناصـــر


وثائقى .. جماعـــة الإخـــوان المســـلمون 
. فى زمن الملك فاروق و عبد الناصر .





جمال عبد الناصر.. ولحظة خشوع أمام قبر حسن البنا!.





من المعلوم أن الإخوان لهم ثوابت في كثير من القضايا لا يستطيعون تغييرها بتغيير الزمان، وكلها استمدوها من كتاب الله وسنة نبيه لا من خلال الطبيعة. إن علاقة الإخوان المسلمين بالإنجليز هي قضية قديمة منذ أن جثا المحتل على صدر بلادنا، واستنزف خيراتها، وسالمه أعوانه من أبناء الوطن أو الذين تربَّوا على مناهجه أو كان لهم مصالح شخصية ترتبط بالمحتل، ولم يعبأ الإنجليز بهؤلاء لأنهم كفَوه مؤونة الحرب، لكن الإنجليز نظروا إلى القوى التي كانت تحرك المظاهرات ضده بل كانت تكبِّده الخسائر من جراء قتل الجنود، أو سلب أسلحتهم أو تدمير معسكراتهم، أو تأليب لقد وقف الإخوان للإنجليز منذ البداية، وكانوا العقبة الكئود أمام مخططات السفارة البريطانية؛ فرأينا الإخوان كيف كان موقفهم في حرب فلسطين، ثم حرب القنال عام 1951م، وكيف أنهم أقلقوا مضاجع الإنجليز!.
  وثائقـــي .. الاخـــوان المســلمون و حـــرب 1948


**الإخوان والإنجليز  والسؤال الآن ردا على الذين يزعمون أن الإخوان تعاونوا مع المحتل: كيف تعاون الإخوان مع الإنجليز وهم الذين وقفوا أمام حملاتهم التنصيرية؟
فقد رفعوا النداء تلو النداء للملك وللهيئات الإسلامية بل أخذوا يتتبعون هذه الحملات في المدن والقرى ويفضحون مخططاتهم، بالرغم من أن الإنجليز كانوا يرعون هذه الحملات، كما أنهم أنشأوا المدارس والملاجئ التي تصدت للتنصير حتى دفع الأمر الإنجليز إلى أن يطلبوا من حسين سري باشا رئيس الوزراء إغلاق مجلة التعارف و(المنار) الخاصة بالإخوان عام 1941م، بل لم يقتصر الأمر على ذلك فطلب الإنجليز من حسين سري أيضًا أن ينقل حسن البنا إلى الصعيد، وقد تم ذلك في مايو عام 1941م ونُقِل إلى قنا، وذلك كما ذكر محمد حسين هيكل في مذكراته (مذكرات في السياسة) غير أنه سرعان ما عاد حسن البنا تحت الضغط الشعبي، لكنه اعتُقل في شهر أكتوبر من نفس العام وظل في معتقل الزيتون لمدة شهر. ولقد حاول الإنجليز رشوة الإخوان وإعطاءهم المال حينما أوفدوا المستشرق البريطانى هيورث دان لإجراء اتصالات مع الإخوان، وطلب منهم دعم الإنجليز ضد الألمان فى مقابل تقديم الإنجليز دعمًا ماليًا للإخوان قدره عشرون ألف جنيه. غير أن الأستاذ أحمد السكري (وكيل الجماعة آنذاك رد عليهم بقوله –كما أوردت جريدة الإخوان المسلمين، العدد 10 ،صـ9 الموافق 22 ذو القعدة 1373هـ / 22 يوليو 1954م-: ألا فلتعلم يا مستر دان أنك لن تستطيع أن تشترينا بالمال .. إن الشعوب التى تعاونكم بالنقود تبيعكم بالنقود. وأضاف: إذا كنت تريد أن تشترى الإخوان ومن ورائهم الشرق العربي فهناك شروط:
1-عليكم أن تتفقوا معنا على الجلاء التام الناجز عن وادي النيل. 
2-عليكم أن تتفقوا مع فرنسا على إخلاء سوريا ولبنان من جنودها. 
3-عليكم أن تخلوا فلسطين للعرب. 
4-عليكم أن تمدونا بالأسلحة والمعدات، ونحن مستعدون لطرد الطليان وحكومة فيشى من شمال أفريقيا، ونحمى بلادنا من أى غزو أجنبى". 
 وهنا وقف دان وقال: "هذه سياسة عليا، وإنما مهمتي عمل الدعاية فقط، وعلى كلٍّ فسأحضر مستر كلايتون بعد ذلك. وحينما التقى مستر كلايتون –اللورد كليرن- بالإمام البنا عرض عليه أن يجدد الإنجليز للإخوان مركزهم العام وجريدتهم الأسبوعية وجعلها يومية والإنفاق عليها، وتوفير وسيلة نقل للمرشد العام، ثم قال للإمام البنا:
 " ولا بأس أن نبدأ بدفعة أولى خمسين ألف جنيه أو مائة ألف، ويتوالى الأمر بعد ذلك كل شهرين أو ثلاثة أو أربعة نزيدها أو نقدم مثلها" وأضاف " يمكن أن نجعل الدفعة الأولى خمسمائة ألف".


فرد عليه الإمام البنا بقوله: "إن الرجل من الإخوان يدفع اشتراكًا فى الدعوة خمسة قروش فى الشهر، وأيسر الإخوان حالا قد يدفع جنيهًا، هذا فى الظروف العادية، أما عند الحاجة فالرجل من الإخوان لا يملك إلا أن يقدم نفسه وماله وبيته للدعوة؛ لذا فنحن لسنا فى حاجة إلى أن نملأ هذه الخزائن الحديدية؛ لأن خزائننا هى قلوب الإخوان؛ ولهذا فلو شئت سأجمع من هؤلاء الرجال مئات الآلاف فى أقل من أسبوع، فنحن لسنا كأى هيئة لقيتها من قبل" ثم أضاف " وأنصحك أن توفر كل قرش لخزينة بلادك؛ لأننا لن نقبل شيئًا من مثلكم، كما أن الزعماء الذين تشترونهم بأموالكم لا يملكون إلا أنفسهم، أما الشعوب فلن تقبل بغير استقلالها التام مهما كلفها من ثمن".
 فهذا هو وضع الإخوان مع الإنجليز وعندما جاءت وزارة الوفد أراد الإمام البنا الترشيح لمجلس النواب عام 1942م، غير أنه ما إن علم الإنجليز حتى ضغطوا على النحاس باشا بأن يضغط على حسن البنا بالتنازل عن الترشيح ففعل وتنازل الإمام البنا تحت الضغط، ليس ذلك فحسب، بل حاولوا أكثر من مرة اغتياله أو حل جماعته كما ورد في صحيفة روزاليوسف تحت عنوان (4 محاولات لحل جماعة الإخوان المسلمين) العدد (1035)، 4 جمادى الآخرة 1367هـ/ 13 أبريل 1948م، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل قام الإنجليز- بمعاونة أحمد ماهر رئيس الوزراء- بتزوير الانتخابات لصالح سليمان عيد المحسوب على الإنجليز والذي كان يمد المعسكرات الإنجليزية بكل شيء، وما دور الإخوان في حرب فلسطين بمستخفٍ عن أحد وهو الذي دفع الإنجليز للضغط على النقراشي لحل الإخوان واعتقال أفرادها. 
لقد زاد اضطهاد الإنجليز للإخوان بعد ظهورهم بمظهر القوة في حرب فلسطين عام 1948م؛ حيث أثبتوا أنهم قوة ضاربة تستطيع أن تزعزع أركان المحتل الإنجليزي، يقول الإمام البنا: "لقد تواطأ الإنجليز مع اليهودية العالمية منذ سنة 1917 على الأمة العربية وسجلت الحكومة البريطانية على نفسها هذا التواطؤ بوعد بلفور المشئوم، ثم اغتصبت البلاد من أهلها العرب عقب الحرب العالمية الأولى وحكمتها باسم الانتداب الباطل، فجارت في حكمها، ويسرت لليهود كل السبل ليتملكوا الأرض وينشئوا المستعمرات، وأغرتم بالتسلح والتدريب والتحصين وهيأت لهم وسائل ذلك كاملة، وأمدتهم بالسلاح والذخيرة، وسمحت لهم بإنشاء المعامل وإقامة المصانع ظاهرة، ومستورة في تل أبيب وغيرها، وكل هذا في الوقت الذي كانت تؤخذ فيه العرب أشد المؤاخذة بأتفه الأسباب، وتحكم بالإعدام على كل من تقع عليه شبهة حمل السلاح أو حيازة السلاح".
 ولقد دفع ذلك اللواء فؤاد صادق قائد الجيش المصري في فلسطين طلب النياشين لبعض الإخوان، فصدر الأمر الملكي بمنحهم نوط الشرف العسكري من الطبقة الأولى من المتطوعين غير العسكريين، هذا غير الضباط وعساكر الجيش الذين حصلوا على نوط الشرف العسكري (جريدة الأهرام الموافق 4 مارس 1949م). كانت هذه هي العلاقة بين الإخوان والإنجليز وتتضح من خلال ما كتبه الإمام البنا كما يتضح أكثر من خلال مقال كتبته فتاة يهودية تدعى "روث كاريف" ونشرته لها جريدة الصنداي ميرور في مطلع عام 1948م، ونقلته جريدة المصري لقرائها في حينه تقول فيه: "إن الإخوان المسلمين يحاولون إقناع العرب بأنهم أسمى الشعوب على وجه البسيطة، وأن الإسلام هو خير الأديان جميعًا، وأفضل قانون تحيا عليه الأرض كلها"، ثم استطردت تصف خطورة حركة الإخوان إلى أن قالت: "والآن وقد أصبح الإخوان المسلمون ينادون بالاستعداد للمعركة الفاصلة التي توجه ضد التدخل المادي للولايات المتحدة في شئون الشرق الأوسط، وأصبحوا يطلبون من كل مسلم ألا يتعاون مع هيئة الأمم المتحدة، فقد حان الوقت للشعب الأمريكي أن يعرف أي حركة هذه، وأي رجال يتسترون وراء هذا الاسم الرومانتيكي الجذاب اسم "الإخوان المسلمين"".
ومن ثم اجتمع سفراء الإنجليز وأمريكا وفرنسا في مدينة فايد في 11 نوفمبر 1948م وطلبوا من النقراشي باشا إصدار قرار بحل جماعة الإخوان المسلمين، فكما جاء في الوثيقة الممهورة بإمضاء الماجور (أوبريان ماجور) السكرتير السياسي للقائد العام للقوات البرية البريطانية في الشرق الأوسط والتي جاء فيها أنها مرسلة إلى رئيس إدارة المخابرات رقم (13) تحت رقم قيد: (1843 /أى/ 48) يعلمه فيها باجتماع السفراء واتخاذ قرار بحل جماعة الإخوان المسلمين عن طريق السفارة البريطانية، فرفع الكولونيل (أ. م. ماك درموث) رئيس المخابرات البريطانية هذا الأمر تحت رقم قيد (1670/ أ ن ت/ 48) إلى إدارة: ج . س . 3 بتاريخ 20/11/1948م، ليعلم حكومة الملكة بذلك، وفعلاً كلف السفير البريطاني النقراشي باشا باتخاذ الإجراءات اللازمة للحل. وفي عهد الثورة وفي التاريخ المذكور كان الإخوان خلف القضبان محكوم عليهم بالمؤبد وعشرات السنين. 

وثائقي عن ثورة 23 يوليو وجمال عبد الناصر



للمزيد عن الإخوان والإنجليز وحرب القنال
http://goo.gl/qSxFp7‏
12/‏04/‏2014




العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين وبريطانيا. محطات تاريخية ..فيديو



جمــاعة الاخــوان المسلمين .. المبــادئ والأهـــداف


الإخوان والإنجليز علاقة ود .. أم علاقة عداء؟
الإخوان والإنجليز علاقة تعود إلى أربعينيات القرن الماضي .. مرت بمحطات عرض تقديمي لمبادئ وأهداف جماعة الإخوان المسلمين ، حيث تسعى الجماعة في سبيل الإصلاح الذي تنشده إلى تكوين الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم، ثم الحكومة الإسلامية، فالدولة فأستاذية العالم وفقاً للأسس الحضارية للإسلام عن طريق منظورهم. وشعار الجماعة "الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا".



متناولاً محطات تاريخية مرت بها ، نشر موقع "نون بوست" مبحثاً من حلقتين للباحث السياسي المصري "السعيد العبادي" ، الأول منها تحت عنوان (قرار كاميرون بشأن الإخوان.. الأبعاد والمسارات المتوقعة) ، وجاء فيه: بقدر ماكان قرار رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون بتشكيل لجنة تحقيق فى أنشطة جماعة الاخوان المسلمين فى بريطانيا ومدى علاقتها بالإرهاب ليس خطيراً إلا أنه كان مفاجئاً وخاصة صدوره من لندن تحديداً، فالمعروف أن بريطانيا حتى الآن لم تعترف رسمياً بالانقلاب العسكرى الذى أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسى,كما أن التواجد الاخوانى ببريطانيا يرجع إلى عقد الخمسينيات من القرن الماضى، ومرت ببريطانيا محطات هامة لمواجهة الإرهاب كان أهمها تفجيرات لندن 2005، والتى أدانها الإخوان ولم توجه أى إتهامات لها أو لبعض أفرادها، بل موّلت الحكومة البريطانية في عام 2007 برنامجًا لـ «منع التطرف العنيف» من خلال العمل مع المنظمات المحلية الإسلامية في بريطانيا على «جعل المجتمعات الإسلامية تنبذ التطرف وتدينه علنًا، وتحجم المتطرفين العنيفين وتعزلهم»، وشاركت في هذا البرنامج عدة منظمات على صلة بجماعة الإخوان المسلمين، التي كانت تراها بريطانيا بديلًا إسلاميًا «وسطيًّا» للتطرف والإرهاب. فلم كان هذا التحول فى الموقف البريطانى؟ ومن يقف وراء هذا القرار فى هذا التوقيت؟ وماهى المسارات المتوقعة لنتائج التحقيقات؟ لذا وقبل الخوض فى أسباب هذا القرار وتداعياته ، يجب أن نلقى الضوء سريعا على الإخوان ببريطانيا ومدى جدية التحقيقات التى تعتزم لندن اجرائها.

الإخــوان المســـلمون.. 
من الدعـــوة إلى الدولــة - الجـــزء الأول.



**الخلفية التاريخية نشأت جماعة الاخوان المسلمين عام 1928 ومصر قبعة تحت الاحتلال الانجليزى، لذا بالطبع بدت العلاقة بينهما بالكثير من محطات الخلاف، وهذا أمر طبيعى بين حركة وطنية ناشئة وقوات محتلة، وهو ما دفع الإنجليز إلى أن يطلبوا من حسين سري باشا رئيس الوزراء إغلاق مجلة التعارف و(المنار) الخاصة بالإخوان عام 1941م، بل لم يقتصر الأمر على ذلك فطلب الإنجليز من حسين سري أيضًا أن ينقل حسن البنا إلى الصعيد، وقد تم ذلك في مايو عام 1941م ونُقِل إلى قنا، وذلك كما ذكر محمد حسين هيكل في مذكراته (مذكرات في السياسة) غير أنه سرعان ما عاد حسن البنا تحت الضغط الشعبي، لكنه اعتُقل في شهر أكتوبر من نفس العام وظل في معتقل الزيتون لمدة شهر. 
ولقد حاول الإنجليز رشوة الإخوان وإعطاءهم المال حينما أوفدوا المستشرق البريطانى هيورث دان لإجراء اتصالات مع الإخوان، وطلب منهم دعم الإنجليز ضد الألمان فى مقابل تقديم الإنجليز دعمًا ماليًا للإخوان قدره عشرون ألف جنيه. غير أن الأستاذ أحمد السكري (وكيل الجماعة آنذاك رد عليهم بقوله – كما أوردت جريدة الإخوان المسلمين، العدد 10 ،صـ9 الموافق 22 ذو القعدة 1373هـ / 22 يوليو 1954م-:
 ألا فلتعلم يا مستر دان أنك لن تستطيع أن تشترينا بالمال .. إن الشعوب التى تعاونكم بالنقود تبيعكـم بالنقـود. 
وأضاف: إذا كنت تريد أن تشترى الإخوان ومن ورائهم الشرق العربي فهناك شروط: 
1-عليكم أن تتفقوا معنا على الجلاء التام الناجز عن وادي النيل.   
2-عليكم أن تتفقوا مع فرنسا على إخلاء سوريا ولبنان من جنودها. 
3-عليكم أن تخلوا فلسطين للعرب. 
4-عليكم أن تمدونا بالأسلحة والمعدات، ونحن مستعدون لطرد الطليان وحكومة فيشى من شمال أفريقيا، ونحمى بلادنا من أى غزو أجنبى". 
وهنا وقف دان وقال: "هذه سياسة عليا، وإنما مهمتي عمل الدعاية فقط، وعلى كلٍّ فسأحضر مستر كلايتون بعد ذلك. وحينما التقى مستر كلايتون – اللورد كليرن - بالإمام البنا عرض عليه أن يجدد الإنجليز للإخوان مركزهم العام وجريدتهم الأسبوعية وجعلها يومية والإنفاق عليها، وتوفير وسيلة نقل للمرشد العام، ثم قال للإمام البنا: " ولا بأس أن نبدأ بدفعة أولى خمسين ألف جنيه أو مائة ألف، ويتوالى الأمر بعد ذلك كل شهرين أو ثلاثة أو أربعة نزيدها أو نقدم مثلها" وأضاف " يمكن أن نجعل الدفعة الأولى خمسمائة ألف". 
 فرد عليه الإمام البنا بقوله: "إن الرجل من الإخوان يدفع اشتراكًا فى الدعوة خمسة قروش فى الشهر، وأيسر الإخوان حالا قد يدفع جنيهًا، هذا فى الظروف العادية، أما عند الحاجة فالرجل من الإخوان لا يملك إلا أن يقدم نفسه وماله وبيته للدعوة؛ لذا فنحن لسنا فى حاجة إلى أن نملأ هذه الخزائن الحديدية؛ لأن خزائننا هى قلوب الإخوان؛ ولهذا فلو شئت سأجمع من هؤلاء الرجال مئات الآلاف فى أقل من أسبوع، فنحن لسنا كأى هيئة لقيتها من قبل" ثم أضاف " وأنصحك أن توفر كل قرش لخزينة بلادك؛ لأننا لن نقبل شيئًا من مثلكم، كما أن الزعماء الذين تشترونهم بأموالكم لا يملكون إلا أنفسهم، أما الشعوب فلن تقبل بغير استقلالها التام مهما كلفها من ثمن".
< فهذا هو وضع الإخوان مع الإنجليز وعندما جاءت وزارة الوفد أراد الإمام البنا الترشيح لمجلس النواب عام 1942م، غير أنه ما إن علم الإنجليز حتى ضغطوا على النحاس باشا بأن يضغط على حسن البنا بالتنازل عن الترشيح ففعل وتنازل الإمام البنا تحت الضغط، ليس ذلك فحسب، بل حاولوا أكثر من مرة اغتياله أو حل جماعته كما ورد في صحيفة روزاليوسف تحت عنوان (4 محاولات لحل جماعة الإخوان المسلمين) العدد (1035)، 4 جمادى الآخرة 1367هـ/ 13 أبريل 1948م، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل قام الإنجليز- بمعاونة أحمد ماهر رئيس الوزراء - بتزوير الانتخابات لصالح سليمان عيد المحسوب على الإنجليز والذي كان يمد المعسكرات الإنجليزية بكل شيء، وما دور الإخوان في حرب فلسطين بمستخفٍ عن أحد وهو الذي دفع الإنجليز للضغط على النقراشي لحل الإخوان واعتقال أفرادها. 
 كما كانت محطة حرب فلسطين 1948 ذروة محطة المواجهة بين الاخوان والانجليز، فلا يخفى على أحد دعم الانجليز لقوات الاحتلال الصهيونى، وكان فدائيو الاخوان رقم صعب فى هذه الحرب، ومن ثم اجتمع سفراء الإنجليز وأمريكا وفرنسا في مدينة فايد في 11 نوفمبر 1948م وطلبوا من النقراشي باشا إصدار قرار بحل جماعة الإخوان المسلمين، فكما جاء في الوثيقة الممهورة بإمضاء الماجور (أوبريان ماجور) السكرتير السياسي للقائد العام للقوات البرية البريطانية في الشرق الأوسط والتي جاء فيها أنها مرسلة إلى رئيس إدارة المخابرات رقم (13) تحت رقم قيد: (1843 /أى/ 48) يعلمه فيها باجتماع السفراء واتخاذ قرار بحل جماعة الإخوان المسلمين عن طريق السفارة البريطانية، فرفع الكولونيل (أ. م. ماك درموث) رئيس المخابرات البريطانية هذا الأمر تحت رقم قيد (1670/ أ ن ت/ 48) إلى إدارة: ج . س . 3 بتاريخ 20/11/1948م، ليعلم حكومة الملكة بذلك، وفعلاً كلف السفير البريطاني النقراشي باشا باتخاذ الإجراءات اللازمة للحل. 
وشهدت مرحلة مابعد ثورة يوليو علاقة بين الاخوان وبريطانيا من نوع آخر، فقد نشأت جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا منذ بداية الخمسينيات، وبدأت في بعض الدول الغربية كبريطانيا تتشكل بصورة منظمة في بداية عام 1963م، وقد تشكلت الجماعة في أكثر الأقطار الأوروبية على أيدي بعض الطلاب الوافدين من أبناء حركة الإخوان في المشرق الإسلامي مع بعض المهاجرين الذين فروا بدينهم من ظلم بعض الأنظمة، خاصة في أيام محنة الإخوان المسلمين مع جمال عبدالناصر في مصر. وانتقلت هذه الحركة إلى أوروبا مع هؤلاء، وتشكلت وهي محملة بكل الخصائص التي كانت عليها في المشرق الإسلامي، ونشأت وهي تحمل ذات المكونات الفكرية، والدعوية، والحركية، والتنظيمية، ونحوها. 
وانقطعت العلاقات بين الاخوان كجماعة وبين بريطانيا ، وإن لم ينقطع التواصل بينهم كأفراد وخاصة فى ظل إنشاء مكتب للجماعة بلندن، والذى يدير منه بعض قياداتها "رسالة الإخوان"، ومع صعود الاخوان فى الانتخابات النيابية عام 2005 كثرت بعض اللقاء بين قيادات اخوانية وبعض القيادات السياسية البريطانية سواء فى سفارتها بالقاهرة أو بعض الشخصيات الأخرى. 
واستمرت العلاقة على هذا المنوال حتى بدأت ثورات الربيع العربى وزادت كثرة هذه اللقاءات، وكانت تهدف فى أغلبها "من جانب بريطانيا" التعرف على الاخوان المسلمين وأفكارهم ومدى التزامهم بالمسار الديمقراطى ورفضهم للعنف، وهذا ماحاول قيادات الاخوان تأكيده على التزامهم بالنهج الديمقراطى والتغيير السلمى ورفض العنف كوسيلة للتغيير. ومع صعود الرئيس محمد مرسى الى كرسى الرئاسة عبر انتخابات ديمقراطية أشاد الجميع بها، رحبت به بريطانيا واكدت أنها ستلتزم بخيار الشعب المصرى وستظل داعمة له، وبالرغم من ذلك شهدت العلاقة درجة من الجمود والفتور، ولكن لم تصل إلى حد الشقاق أو الخلاف. 
ومع انقلاب الجيش على الرئيس محمد مرسى قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أن "بريطانيا لا تدعم تدخل الجيش لحل النزاعات في الأنظمة الديمقراطية" ودعا للتهدئة، وظل موقف بريطانيا غامضاً وهو ما انتقدته جريدة "التليجراف" مرارا لموقف بريطانيا في عدم اعتبار ما حدث انقلابًا عسكريًا ووصفه بأنَّه موقف مخزٍّ ويدمر سمعة بريطانيا وخيانة لكل قيمة أخلاقية بريطانية نفتخر بها وهو يدلّ أن بريطانيا مجرد تابع لأمريكا. 
ومع صدور قرار الحكومة المصرية باعتبار الإخوان المسلمون منظمة إرهابية أنها غير ملتزمة بقرار الحكومة المصرية، وبات موقف بريطانيا أكثر حيادية.   
قالت متحدثة باسم الخارجية البريطانية: “نجري تقييما لآثار وتبعات قرار الحكومة المصرية المؤقتة الأخير باعتبار الإخوان المسلمون جماعة إرهابية”. وكانت متحدثة باسم وزارة الداخلية البريطانية، قد أكدت ، أن بريطانيا غير ملزمة باتباع قرار الحكومة المصرية، وقالت إن القانون البريطاني وحده هو الذي يقرر امكانية تصنيف أي جماعة أو منظمة ضمن قائمة الإرهاب. 
 وقالت المتحدثة “الإخوان المسلمون جماعة قانونية تماما في المملكة المتحدة.” 
وهناك قائمة للجماعات الإرهابية في بريطانيا تشمل 52 منظمة بينها اثنتان مصريتان هما “الجماعة الإسلامية” و”الجهاد الإسلامي”.  
 وحسب قانون مكافحة الإرهاب البريطاني لعام 2000 والاتفاقات التي وقعت عليها القاهرة ولندن ، فإنه يحق للحكومة المصرية أن تعرض على الحكومة البريطانية أية أدلة تثبت ضلوع الإخوان في الإرهاب. 
 غير أن المتحدثة البريطانية قالت لـ”بوابة الأهرام”: “تقديم الأدلة لا يعني بالضرورة اقتناعنا بها ولا يعني أننا يجب أن ندرج الجماعة تلقائيا في قائمة الإرهاب”. 
وأكدت أن السلطات البريطانية سوف تنظر بجدية إلى أية أدلة تقدمها مصر، غير أنها أشارت إلى ضرورة مراعاة الاستقرار في مصر عند اتخاذ أي موقف. 
ونبهت المتحدثة إلى قناعة بريطانيا بأن أفضل وسيلة لتحقيق الاستقرار والأمن في مصر هو إشراك كل المصريين في العملية السياسية الشاملة. 
وتقول بريطانيا دائمًا إنها تدعم تأسيس نظام سياسي شامل يمثل كل الجماعات في المجمتع المصري. 
تحدث ديفيد كاميرون بشأن التحقيق في مؤتمر صحفي: "نريد إيقاف السرد المتطرف الذي تصدره بعض المنظمات الإسلامية. 
 ما أعتقد أنه مهم حول جماعة الإخوان المسلمين هو أن نفهم ما هو هذا التنظيم وما يرمز إليه وما هي المعتقدات من حيث مسار التطرف والتطرف العنيف وما هي علاقاته بالجماعات الأخرى وما هو وجودها هنا في المملكة المتحدة". 
وبات الاعلان عن اجراء التحقيقات بهذا الشكل غريباً، فإذا كانت الحكومة قد تلقت معلومات موثقة بأن جماعة الإخوان المسلمين تقوم بأعمال عنف في الخارج من قاعدة بريطانية، فإن الممارسة الطبيعية سوف تكون إجراء عملية بواسطة الممارسة العادية ستجرى من قبل خدمة الاستخبارات السرية وخدمة الأمن ومركز اتصالات الحكومة الرئيسي ومكتب مكافحة الإرهاب في سكوتلانديارد وأجهزة الاستخبارات الأجنبية. وكانت تلك العملية سوف تُجرى بطريقة سرية وليس عن طريق الإحاطات الصحفية للحكومة. وقالت متحدثة باسم كاميرون إن المراجعة ستشمل فلسفات وقيم الإخوان المسلمين وكيفية عملها في دول مختلفة في أنحاء العالم بما في ذلك في المملكة المتحدة بالإضافة إلى تأثيرها على الأمن القومي لبريطانيا. وأضافت أنه ستجرى مشاورات مع جهازي المخابرات الداخلية والخارجية (إم.آي5) و(إم.آي6) في إطار عملية المراجعة التي ستركز على أنشطة الإخوان على نطاق أوسع في المنطقة وليس في مصر وحدها.
الأخـــوان المسلمون ...
 من الدعــوة الى الدولــة - الجزء الثاني


فـــريق التحقيق 
السير جون جنكينز كان سفير بريطانيا لدى المملكة العربية السعودية منذ يونيو 2012. بعد أن انضم إلى وزارة الخارجية في عام 1980، عمل بشكل رئيسي في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا ، كما عمل سفيرا لبريطانيا لدى أربع دول، بما في ذلك ليبيا والعراق وسوريا. هذا بالإضافة إلى أنه قضى فترة في منصب مدير وزارة الخارجية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2007-2009 . وقد شغل أيضا مناصب في رانغون وكوالالمبور والقدس. 
 السير كيم داروش
    منذ يناير 2012، كان السير كيم مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء، ومسئول أيضا عن إدارة مجلس الأمن القومي. 
انضم السير كيم للسلك الدبلوماسي في عام 1976 وشملت أدواره السابقة كونه رئيس دائرة شرق البحر الأدرياتيكي والتعامل مع تفكك يوغوسلافيا وصراع البوسنة وكذلك مستشار الاتحاد الأوروبي لرئيس مجلس الوزراء وممثل دائم للمملكة المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي. 
السير جون سويرز
 تم تعيينه رئيس للاستخبارات في يونيو 2009.. بين عامي 1999 و2001 كان مستشار السياسة الخارجية ثم لرئيس الوزراء توني بلير وأصبح سفيرا لمصر وترك هذا المنصب في عام 2003. وسوف يلعب دورا هاما حيث تشير التقارير تشير إلى أن له اتصالات مع نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك. 
  الأمير تشارلز
 في فبراير الماضي، زار الأمير تشارلز المملكة العربية السعودية كجزء من جولته التي شملت قطر، زيارته الثانية إلى البلدين في أقل من عام – والزيارة الـ 10 له إلى السعودية. بعد يوم من ارتداء الأمير الجلباب التقليدي وانضم للأمراء السعوديين في رقصة السيف في الرياض، توصلت شركة بي أي إي سيستمز إلى اتفاق مع الحكومة السعودية على بيع 72 مقاتلة يوروفايتر تايفون، والتي تم الاتفاق عليها لأول مرة في عام 2007. وقال مساعدو الأمير إنه لم تتم مناقشة الصفقة في تلك الرحلة. 
   توقيت القــرار
 ربما لم يعد مجهولاً الدور الحقيقى للسعودية والإمارات فى قرار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون،وربما يكشف التوقيت الذي صدر القرار الكثير عن خلفياته وحقيقة اللاعبين فيه، فوفقا لصحيفة التليجراف البريطانية جاء توقيت تصريح كاميرون غريب ومشكل، فإعلانه بدا وكأنه موقف سياسي اتُخذ خصيصا لحماية مصالح بريطانيا التجارية مع المملكة العربية السعودية. 
 فالإعلان جاء فقط بعد ستة أسابيع من موافقة شركة السلاح البريطانية BAE Systems على صفقة بيع 72 طائرة يوروفايتر تايفون للسعودية، كما أن الإعلان جاء في وجود أمير ويلز في المملكة.
 التوقيت أيضا يحمل إشكالا آخر، ففي مصر، أعلن النظام العسكري الذي يحكم مصر الإخوان المسلمين جماعة إرهابية ليلة عيد الميلاد الماضية، وفي نفس الوقت، ما زالت بريطانيا تسمي الإطاحة العسكرية برئيس مصر المنتخب محمد مرسي في يوليو من العام الماضي، والذي دعمتها السعودية بقوة، ما زالت تسميها انقلابا عسكريا. 
 لكن في كل الأحوال، لو كان ديفيد كاميرون يريد تحقيقا مستقلا بالفعل لما طلب من جينكينز أن يترأس اللجنة، بل كان يتوجب عليه أن ينتدب قاضيا لذلك. يبدو أن رئيس الوزراء يرى أن هناك مكاسب حقيقية لبريطانيا بتحالفها مع النظام العسكري الدموي في مصر أو مع الأمراء اللعوبين في السعودية..
 المصدر: نون بوست ‏12/‏04/‏2014