السبت، 2 أغسطس 2014

( الحرب الأيديولوجية ) .. ( الحرب على الإرهاب ) .. فيديو


... الحرب الأيديولوجية ... 
الغــرب عاجــز عن. 
مواجهة الإسلام بالقوة المادية أو المعنوية. 
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}



كان العداء للإسلام المحور الرئيسي فيما أدخل من تعديلات على المهام الأمنية لحلف شمال الأطلسي منذ قمة بروكسل عام 1993 وجرى تثبيته في قمة واشنطن عام 1999 ورافق ذلك تعديل كامل لصياغة المهام الأمنية على مستوى الجيوش الوطنية في الدول الأعضاء.
 بدأ إعلان هذه الحرب (الحرب الأيديولوجية) التي سميت فيما بعد (الحرب على الإرهاب) وظهرت في صورتها الباردة والساخنة بتصريحات واضحة لا تحتمل التأويل من قبل عدد من السياسيين والعسكريين ورجال الفكر الغربيين وبعض اللجان الرسمية هناك، وذلك منذ ما يزيد عن عقدين من الزمن.
فور انهيار الشيوعية اشتهر تصريح سكرتير حلف شمال الأطلسي (ولي كلاس)  Willy Claes بحلول الإسلام محل الشيوعية عدواً للغرب (شرقيه وغربيه) وبدأت تسمية الإسلام (العدو الأخضر) بعد أن غاب عن الوجود العدو الأحمر (الشيوعية).
وجاء في مجلة ألمانية متخصصة في الدراسات الاستراتيجية:
"في الحقيقة تبديل العدو بعدو آخر فكرة تبلورت في أشهر معدودة، إن الزحف العراقي على الكويت عجل في هذا الأمر ولكن ذلك ليس هو السبب الأصل، فمع سقوط الدول الشيوعية بدأ حلف الناتو في البحث عن استراتيجية جديدة المسار (الاتجاه) .... كان هنري كيسنجر خلال هذه الأزمة هو المتسلط الشرس فأعلن في الربيع  في مؤتمر غرف التجارة الدولية: "أن الإسلام العربي هو العدو الجديد أو العدو القادم"... البعض خفف اللهجة، لكن التوافق على ذلك حاصل".
 ونقل الدكتور محمد السماك : "أنه في منتدى الشؤون الأمنية الدولية في ميونخ عام 1991م رفع ديك تشيني وزير الحرب الأمريكي في عهد بوش الأب شعار"الإسلام العدو البديل".
وأنه في عام 1993 دعا رئيس مجلس النواب الأمريكي آن ذاك نيون جينجرتيش المجلس إلى وضع إستراتيجية كاملة لمحاربة "التوليتارية الإسلامية" أهـ.
الجنرال جون كاليفان John Galvin الذي شغل منصب القائد الأعلى لقوات حلف الأطلسي NATO's Supreme Allied Commander منذ يناير 1987 حتى يونيو 1992)، جاء في بعض تصريحات له عن الآفاق المستقبلية للحلف: "لقد ربحنا الحرب الباردة، وها نحن نعود إلى الصراع القديم إنه صراع المجابهة الكبيرة مع الإسلام" كما ذكر د. محمد السماك.
وأخيرا فقد سمع العالم تصريح الرئيس الأمريكي السابق، بوش الصغير، وهو يصف حروبه ضد الإسلام بأنها "الحرب الأيديولوجية للقرن الحادي والعشرين".

النصوص أعلاه لا تعدو أن تكون نتفاً من تصريحات متعددة تؤكد حقيقة (الحرب الأيديولوجية)، ومن البداية تم الربط بين الإسلام والإرهاب، تم ذلك على أصعدة مختلفة مدعومة بزخم إعلامي هائل، فلم ينتصف العقد الأخير من القرن الماضي حتى كانت أوروبا كلها تشاهد الفيلم الوثائقي عن الإرهاب "في سبيل الله" For the Sake of Allah وكانت أمريكا كلها تشاهد الفيلم الوثائقي "الجهاد في أمريكا" Jihad in America
ومما يعضد ما ذكر، الاقتباسات الصريحة الآتية:
"أكدت لجنة الحادي عشر من سبتمبر أن مصطلح الحرب على الإرهاب مصطلح مضلل، وأوصت بإعادة تسميته ليحوى: تأكيدا أيديولوجيا أكبر ضد الاسلام"
"The September 11 Commission stressed that the term war on terrorism was misleading and recommended that it should be renamed to place greater ideological emphasis against Islam" وأما الجنرال ويسلي كلارك  فقد قال: أن حرب الولايات المتحدة ضد الإرهاب كانت "حربا على الإسلام"
General Wesley Clark, said that the US war against terrorism "was a war over Islam"
يفسر الدافع لهذه الحرب الأيديولوجية ديفيد ستارتمان David Stratman حيث يرى أن قادة الغرب يعتقدون أن الإسلام هو المانع الحقيقي لهم في السيطرة على أرض الإسلام حيث يقول: "الإسلام السياسي يناسب تمامًا احتياج قادة أمريكا لعدو Political Islam perfectly suits the needs of America's rulers for an enemy إن البقاع التي يملكها المسلمون، في الشرق الأوسط وفي آسيا الوسطى، هي المناطق الأكثر استراتيجية في العالم، إن الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكنها قط تبرير غزو هذه المناطق قبل إقناع الشعب الأمريكي إبتداءً، بأن المسلمين في حاجة لمثل هذا الغزو إما لأنهم متطرفون خطرون، أو لغرض جلب الحرية لهم the US could never justify attacking these nations without first convincing Americans that Muslims need either to be attacked because they are dangerous terrorists- or liberated. "
 ثم يقول: "تصوير الإسلام على أنه العدو يخدم دور إسرائيل كجبهة متقدمة للإستعمار الغربي في الشرق الأوسط، وبناء على هذا السيناريو فالمسيحيون واليهود الذين يجمعهم تراث يهودي-مسيحي Judeo-Christian مشترك يهدف  لتنحية المسلمين، مدعوون لدعم الدولة اليهودية التي تقوم على التطهير العرقي الوحشي savage ethnic cleansing ضد المسلمين المتطرفين"
أما الدكتور مراد هوفمان فيفسر هذا الدافع بأنه "الموروث الثقافي" في الغرب، والذي ظل حيًا في ثقافة الغرب حتى بعد أن خف ميزان الدين وسيطرت العلمانية، مما يعني تجذره في عمق الثقافة الغربية وأنه ليس مجرد أمر طارئ، أو رد فعل لحدث، يقول الدكتور هوفمان : "لن يكون من العدل اتهام الثقافة الإمبريالية الأورأمريكية بعدم التسامح بشكل كلي تجاه الأديان ومظاهر التدين، بل على العكس فقد يُظهر أكثر الناس استنارة اهتمامًا اجتماعيًا ببعض الأديان، كالبوذية والثيوسوفية Theosophy، وفي الواقع يستطيع المرء في أوروبا أو الولايات المتحدة أن يتبع المرشد الروحي الهندي الذي ينتمي له، أو يمارس سحر الهنود الحمر الشاماني دون خطر أن يفقد عمله أو حياته، طالما الأمر ليس مما يتعارض مع العمل أو المؤسسة السياسية إلا إذا كان هذا الدين هو "الإسلام"، فالإسلام هو الدين الوحيد الذي لا يشمله التغاضي اللطيف أو التسامح".
ثم يؤكد ثبات هذا الموقف بقوله: "أصبحت إدانة الإسلام جزءاً لا يتجزأ من العقلية الأوروبية"
ويضيف تأكيدًا لهذه الحقيقة: "سيكون وهماً خطيراً أن نعتقد أن الروح الصليبية قد تلاشت"  "اليوم، قد لا يكون البابا هو من يدعو للحملة ضد الإسلام، ولكن (الدعوة[  ]  ضد الإسلام حقيقة) تكون من مجلس الأمن بالأمم المتحدة حين يدعو إلى التدخل لفرض حظر سلاح على دولة مسلمة هي (في واقعها) ضحية للعدوان...
وإذا سبرت غور النفس[  ]  الأوروبية (العامة) ولو بإحداث خدش صغير لسطحها لوجدت تحت الطبقة الرقيقة البراقة عداء للإسلام يمكن استدعاؤه وتوظيفه في أي وقت، وهذا بالضبط ما يحدث في أوروبا في العشرين سنة الماضية"
هذا من الجانب النظري، ومن شواهد الواقع التطبيقي يمكن أن نورد الآتي، على سبيل التمثيل:
كان العداء للإسلام المحور الرئيسي فيما أدخل من تعديلات على المهام الأمنية لحلف شمال الأطلسي منذ قمة بروكسل عام 1993 وجرى تثبيته في قمة واشنطن عام 1999 ورافق ذلك تعديل كامل لصياغة المهام الأمنية على مستوى الجيوش الوطنية في الدول الأعضاء.
أما بخصوص أمريكا فيوجد دافع مستمد من الإيمان بنصوص دينية، يُصوره الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر  بقوله - بعد أن أشار إلى معتقدات الفكر الديني المتطرف، والمتنامي، في أمريكا: "وانتقل تأثير معتقدات هذه الطائفة إلى سياسات الإدارة الامريكية بصورة تدعو للقلق"، وذكر بأن: "تحقيق هذه المعتقدات يعتبرمسئولية شخصية -لدى المؤمنين بها- لا بد لهم من الوفاء بها"، وأضاف بأن: "من أبرز أجندة المؤمنين بهذه المعتقدات الدعوة للحرب في الشرق الأوسط ضد الإسلام، والدعوة ليأخذ اليهود  جميع الأرض المقدسة ويطردوا غيرهم"

ويصوره Jonathan Clarke & Stefan Halper في تلخيصهما للخطوط الرئيسية لتفكير المحافظين الجدد، في ثلاثة أمور :
1.    الاعتقاد المبني على أساس ديني؛ أن المقياس الصحيح للخُلق السياسي هو مدى الرغبة والعزم في مكافحة الخير (الذي يمثلونه) للشر.
2.    التأكيد على أن ما يجب أن تُعتمد عليه العلاقات بين الدول هو القوة العسكرية والعزيمة على استعمالها.
3.    التركيز في البداية على الشرق الأوسط والإسلام العالمي كتهديد لمصالح أمريكا في الخارج.

يتردد دائمًا وبصورة ملحة ملفته للنظر على ألسنة السياسيين والاستراتيجيين والمحللين الأمريكان والأوربيين: "ربحنا الحرب الباردة ضد الشيوعية، فعلينا أن نستعمل الإستراتيجية نفسها والتكتيكات نفسها في الحرب ضد الإسلام".
من نماذج التكتيكات التي استخدمها الغرب ضد الشيوعية في الحرب الباردة نشاط منظمة "جلاديو" GLADIO  التي أنشأتها المخابرات الأمريكية والإنجليزية، حيث كانت تقوم بتفجيرات في فرنسا وبلجيكا وإيطاليا وتنسبها لليساريين بقصد سحب تعاطف الناس مع الأحزاب اليسارية حتى لا تصل إلى الحكم، ومن أفظع هذه النشاطات تفجير غرفة انتظار الدرجة الثانية في محطة قطار روما في عام 1980 حيث قتل 85 شخصًا وجرح كثيرون ونسب التفجير في ذلك الوقت إلى المنظمة اليسارية "الألوية الحمراء" وكانت النتيجة عدم وصول الحزب اليساري للحكم، ولكن بعد انتهاء الحرب الباردة صدر تقرير برلمان روما يكشف أن العملية تمت بيد المخابرات الأمريكية بالتعاون مع عناصر من المخابرات الإيطالية.
ومثل ذلك تماماً استخدم الغرب الوسائل نفسها في حربه الباردة ضد الإسلام على سبيل المثال:
أحصى تقرير الـ "يوروبول" Europol annual report  الصادر عام 2007  - بعنوان بـ EU Terrorism Situation and Trend Report - أحصى الهجومات الإرهابية ضد دول الإتحاد الأوربي في عام 2006 فبلغت (498)، منها واحدة فقط نسبت للمسلمين، حين أتهم شابان لبنانيان بمحاولة تفجير قطارات في ألمانيا، و424 نسبت للانفصاليين و55 لليساريين والباقي لليمينيين، وقد حوكم الشابان وحكم عليهما بالسجن، ولكن لفت النظر أن أحدهما لم ينفذ في حقه الحكم، وتبين فيما بعد أنه عميل للمخابرات الألمانية وأنه هو الذي ورط الشاب الآخر، مما أوجب إعادة المحاكمة.
مثل ذلك، عمل المخابرات الأمريكية حين أغرت الشاب الصومالي محمد عثمان محمد (19 عامًا) عام 2008م بمحاولة التفجير في مكان عام فوفرت له السكن وأعطته المال والمتفجرات، لكي تُظهر أن شاباً مسلماً حاول القيام بعملية إرهابية. (24)
ومثل عمل المخابرات الأمريكية في عام 2011 حيث هيأت الظروف لشاب باكستاني (رضوان فردوس) Rezwan Ferdaus وأعطته التمويل المالي وهيأت له متفجرات وطائرة (هواة) ذات تحكم عن بعد وتسهيلات زائفة، بقصد إظهار أن مسلماً حاول القيام بعملية إرهابية. في قصص متعددة بعضها افتضح، وبعضها بقي في طي الكتمان - وكما في كل العمليات الإرهابية التي تقوم بها الحكومات وتسميها الموسوعة البريطانية Encyclopedia Britannica بـ "Establishment Terrorism" فإن الغرب في حربه الباردة ضد الشيوعية، أو بعد ذلك ضد الإسلام، كان لا يأبه أن يكون من بين ضحاياه في عملياته الإرهابية أبرياء لم يكونوا أهدافاً بالذات، بل كان لا يأبه أن يكون مثل هؤلاء الضحايا من مواطنيه.
نموذج لهذه العمليات الإرهابية الحكومية التي انكشفت في آخر عام 2001 إرسال ظروف إلى رجال الكونجرس وكبار الصحفيين بداخلها بكتوريوم وباء الجمرة الخبيثة Anthrax ورسائل تحمل هذه الكلمات: "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، الله أكبر"، ولم يعرف السياسيون وخاصة رجال الإدارة والمحللون الصحفيون والكتاب الكلل وهم يحذرون الشعب الأمريكي من "الإرهابيين المسلمين"، وأنهم حازوا السلاح البيولوجي وبدأو استخدامه.
ودخل الرعب كل بيت في أمريكا وشحت التطعيمات ضد الوباء، لمدة أكثر من شهر، حتى كشفت الدكتورة "باربرا روزمبرج" Dr. Barbara Hatch Rosenberg خبيرة السلاح البيولوجي أن البكتوريوم داخل الظروف مصدره معامل الجيش الأمريكي فخمدت الضجة، وبالطبع لم تكن "روزمبرج" هي أول من اكتشف هذا، كانت الإدارة الأمريكية بلا شك على معرفة بذلك من أول يوم.
ومن بين ثلاثمائة مليون مواطن أمريكي، لم يسأل واحد منهم لماذا خدعتنا حكومتنا الديمقراطية، وسمحت بالرعب وتداعياته أن تدخل كل بيت، وبتزييف حقيقة الواقعة وهي تعرفها من أول يوم، إن لم تكن المتورطة فيها.
    ولم توجه التهمة رسمياً إلى العَالِم في معامل الجيش الأمريكي "بروس، أي، أيفر" Bruce Edwards Ivins إلا في أغسطس عام 2008 (26)، وبعد أن مات المتهم بأسبوع، وبالطبع الميت لا يستطيع أن يفشى سراً، ولا يكذب الخبر الزائف عنه. في الحرب مع الشيوعية منع توازن القوى والفزع من نشوب حرب نووية أن تتحول الحرب الباردة إلى ساخنة، وإن كادت في مناسبتين اثنتين، أما فيما يتعلق بحرب الغرب مع الإسلام فكان الأمر أيسر، وشنت في عام 2001 الحرب من قبل إتحاد من أربعين دولة ضد دولة مسلمة فقيرة وضعيفة ظلت تحت الحصار الاقتصادي والسياسي والإعلامي فترة ليست قصيرة، شُنت هذه الحرب بمبرر حادث الحادي عشر من سبتمبر، وظهر بعد ذلك من وثائق البنتاجون أنها كان يخطط لها قبل ذلك بأكثر من سنتين  .
    من الطبيعي أن يكون للمملكة العربية السعودية بحكم أنها "مركز الإسلام" الحظ الأوفى من هذه الحرب وأن تجرب المملكة مواجهة وسائلها وتكتيكاتها بالإضافة إلى وسائل جديدة لم يفكر الغرب الحر في استخدامها ضد الاتحاد السوفييتي كما صرحت نصوص "تقرير اللجنة الأمريكية للتحقيق في حادث الحادي عشر من سبتمبر"
كانت الإدارة الأمريكية منذ عام 1995م قد وضعت المؤسسات الخيرية السعودية تحت المراقبة الدقيقة "التجسس" بغية الحصول على معلومات تتكئ عليها بالضغط على المملكة لتحجيم نشاطها الإغاثي والدعوي، وبالرغم من استمرار هذه الجهود حتى تاريخ صدور التقرير في عام 2004 م إلا أنها لم تحصل على أي معلومات تتكئ عليها في اتهام تلك المؤسسات بالصلة بالإرهاب ولكن ذلك لم يمنع الإدارة الأمريكية من جهود الضغط على المملكة لتحجيم نشاطها الإنساني.
    لم يمض على حادث الحادي عشر من سبتمبر ثلاثون ساعة حتى كانت شاشات التلفزيون في أمريكا وفي العالم تمتلئ بالصور الكاملة لأمير بخاري وعدنان بخاري الطيارين السعوديين، وتشرب العالم الخبر بأن الإدارة الأمريكية تعرفت على هوية شخصين من الطيارين الخاطفين ولم يؤثر على رسوخ هذه الفكرة في شعور العالم أنه عُرف فيما بعد أن عدنان بخاري لا يزال حيًا وأن أمير بخاري مات قبل الحادث بمدة، وكان النادر من الناس من عرف أن عدنان بخاري قبل أن يظهر صورته على شاشة التلفزيون كان قد غُيّب ولم يمكن لأحد الاتصال به ولم يتمكن من فضح الكذبة.
 من أغرب الوسائل التي اُستعملت في الحرب الباردة ضد المملكة تطبيق حِكْمة الاستراتيجي الصيني القائلة: "أن أسهل طريقة لهزيمة عدوك، أن تجعله يستعمل سلاحه ضد نفسه وأن تورطه في أخطاء مدمرة لقوته".
    على سبيل المثال: بعد أن نجحت أمريكا في دفع المملكة بأن تحجم نشاطها الإنساني الإغاثي والدعوي خارج المملكة، أقنعتها في يناير 2004 في أن يشترك مسئول سعودي يتحدث باسم المملكة مع مسئول من أكبر أعضاء الإدارة الأمريكية في عقد مؤتمر صحفي يعلنان فيه على العالم بالصوت والصورة أن عددًا من المكاتب السعودية الخيرية في الخارج تدعم الإرهاب، ويتقدمان متضامنين بالطلب من الأمم المتحدة لتصنيف تلك المكاتب داعمة للإرهاب  ، وطبيعي أن لا تتردد الأمم المتحدة في إجابة هذا الطلب، رغم أنه طلب ظالم.
    المتلقي العالمي للخبر لم يلق بالاً لأسماء تلك المكاتب ولم يفكر في التعرف على مواقعها، وإنما تركزت لديه فكرة ظلت راسخة عنده "أن المملكة العربية السعودية تحت غطاء العمل الإنساني كانت تعمل على دعم الإرهاب العالمي"، لاسيما من يعرف منهم أن تلك النشاطات الخيرية السعودية كان يشرف عليها وزير في الحكومة وتدعم بالملايين من المسئولين الحكوميين وأعضاء الأسرة المالكة، كما لم يؤثر عليه صدور تقرير لجنة الحادي عشر من سبتمبر، بعد عدة أشهر، والذي يتضمن نصوصا صريحة تكذب هذا الادعاء
***
    وفي خطوة عملية جدية أبعد من ذلك، كان للمملكة نصيب من تفكير العدو في استخدام وسائل أكثر سخونة، فبعد الهزيمة السهلة والسريعة للجيش العراقي انفتحت شهية الولايات المتحدة لتكرار التجربة في أماكن أخرى وسرعان ما بدأت البحث عن حصان طروادة لاستخدامه في العمليات ضد المملكة كما حدث في حالتي: أفغانستان والعراق، فاتصلت بالمعارضة في إنجلترا ولما لم تجد لديها الاستجابة المطلوبة حاولت التجربة مع المعارضة في المنطقة الشرقية فوجدت ليونة من بعض السفهاء.
في هذا الصدد جهدت الحكومة الأمريكية في حشد الشهود من الإدارة الأمريكية وممن تسميهم "الخبراء" خلال أكثر من عام (2003- 2004) لتهيئة الرأي العام الأمريكي ولإقناع الكونجرس والأمة الأمريكية بالمبرر الكافي لاتخاذ إجراء ساخن ضد المملكة، لأنها "البيئة المفرخة للإرهاب العالمي"، الذي تحاربه أمريكا وأوروبا ودول أخرى.
وحماية الله وحدها لـ "مركز الإسلام"، ومن بعد لم يكن لأحد من البشر دور في دفع هذا البلاء سوى صمود المقاومة العراقية التي أوقعت العدو في مستنقع صار طموحه أن يخرج منه، وكان ذلك سبباً لمراجعة العدو خططه، بشأن المملكة خاصة، ومن ثم تغيير استراتيجيته. ولما فوجئ العالم بما نشرته وكالات الأنباء عن تسريبات محادثات بوش وبلير حول الموضوع، دهش لأنه حتى ذلك الوقت كان يظن أن أمريكا "صديقة" للمملكة!!
بعد هذا كله، غريب أن يظل كثيرون من بيننا يرددون ببلاهة مصطلح "الحرب العالمية ضد الإرهاب" أو "الحرب ضد الإرهاب العالمي" وهو اصطلاح يعني الربط بين الإسلام والإرهاب.
إن هذه الحرب فاشلة لا محالة، رغم كثرة ضحاياها البريئة، وإن انتصار الإسلام قادم، ويرجع ذلك إلى أنه الحق، ويشهد لذلك أنه مع كل هذا التشويه العالمي للإسلام، والكيد الكبير في حربه، اقتصاديًا وثقافيًا وعسكريًا، ظل الإسلام في واقع الحال يتقدم بنفسه فيكسب ليس الغوغاء والجهلاء برشوة "الغذاء والدواء"، إنما يكسب كبار المثقفين في الغرب من فلاسفة وعلماء وكتاب وقساوسة، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}
ولعله من المناسب أن نستحضر هنا مقولة صموئيل هنتنجتون:
"لقد انتصر الغرب على العالم، ولم يكن ذلك بفضل سمو أفكاره أوقيمه أو دينه، ولكن بتمكنه الهائل من تنفيذ العنف المنظم"
"The West won the world not by the superiority of its ideas or values or religion but rather by its superiority in applying organized violence." - Samuel P. Huntington   (31)
ولكن تاريخ المقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني، والمقاومة الأفغانية ضد الاتحاد السوفيتي سابقاً وحاليًا ضد أمريكا وحلف شمال الأطلسي رغم التفاوت الكبير في ميزان القوى، كاف ليثبت لمليار وستمائة مليون من المسلمين أن شعورهم بالذلة والمسكنة والهوان إنما جاء فقط من عند أنفسهم.
لم تذهب مرارة الأسى من حلوقنا ونحن نتذكر أن بعض الصحف السعودية واجهت بكل بلاهة انسحاب الحكومة الأفغانية من كابل عام 2001 بالشماتة والسخرية، مع أن التاريخ أثبت لنا - إذا ما قيست الأمور بالنتائج - أن ذلك الانسحاب كان من أنجح التكتيكات الحربية، إذا ما أعتبر أن هزيمة المحارب تحدد استرتيجيًا بعجزه عن تحقيق أهدافه، أو إذا انتهى الأمر بجر العدو إلى بؤرة الرمال المتحركة.
الغرب عاجز عن مواجهة الإسلام بالقوة المادية أو المعنوية.
إن فشل المسلمين وذهاب ريحهم إنما هو فقط باستجابتهم لمكر العدو في التفريق والتنازع بينهم ودخول الوهن والخذلان في قلوبهم {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال:46] ، {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران:139].
المشكلة الحقيقية تكمن في كيف تدخل في القلوب[  ]  الحقيقة التي عَبَّرت عنها الآيات الكريمات: {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران:126]، {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج :40] ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد:7] .

الحرب على الإرهاب ( نعوم تشومسكي )



قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا

حقيقة الأسلحة الفاسدة في حرب 1948 والأسباب الحقيقية في الهزيمة.. فيديو


ما هي الأسباب الحقيقية وراء هزيمة الجيش المصري 
 في حرب فلسطين 1948 م ؟


قضية الأسلحة الفاسدة هي من أشهر القضايا التي ارتبطت بحوادث جسيمة في تاريخ مصر ، أهمها هزيمة مصر في حرب فلسطين عام 1948 م و قيام ثورة يوليو عام 1952 م.
و نظراً لهذا الارتباط الوثيق بهذين الحدثين الكبيرين في تاريخ مصر، وجدنا أنه من المهم أن نفصل في هذه القضية بين ما ثبت أنه حقائق تاريخية، و بين ما هي استنتاجات و مبالغات روجت لها وسائل الإعلام بطرق متعددة و في عهود مختلفة لتكوين انطباعات معينة لدي الشارع المصري عن هذه القضية.
في البداية من الأفضل أن نبدأ بسرد المعلومات الأساسية عن قضية الأسلحة الفاسدة التي تم توريدها للجيش المصري أثناء حرب فلسطين 1948م.
قررت القيادة السياسية المصرية ممثلة في الملك فاروق و رئيس الوزراء النقراشي باشا دخول حرب فلسطين عام 1948م قبل نهاية الانتداب البريطاني علي فلسطين باسبوعين فقط. و أقر البرلمان المصري دخول الحرب قبلها بيومين فقط.
النقراشي باشــا
و نظراً لضيق الوقت و القصور الشديد في السلاح و العتاد الحربي اللازم لدخول الجيش الحرب، تم تشكيل لجنة سميت لجنة احتياجات الجيش يوم 13 مايو كانت لها صلاحيات واسعة بدون أي قيود أو رقابة لاحضار السلاح من كل المصادر و باسرع وقت ممكن.
و كان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد أصدر قراراً بحظر بيع الأسلحة للدول المتحاربة في حرب فلسطين. 
و هو قرار كان يقصد منه الدول العربية بالذات. لذلك اضطرت الحكومة المصرية للتحايل علي هذا القرار أن تجري صفقات الأسلحة مع شركات السلاح تحت غطاء اسماء وسطاء و سماسرة مصرييين و أجانب، مما فتح الباب علي مصرعيه للتلاعب لتحقيق مكاسب ضخمة و عمولات غير مشروعة. فكان التلاعب يتم في شيئين أساسيين هما: سعر شراء السلاح الذي كان مبالغ فيه بدرجة كبيرة، و مدي مطابقة السلاح للمواصفات و صلاحيته للاستعمال.
و في 24 فبراير 1949 م تم توقيع اتفاق الهدنة بين مصر و إسرائيل، و بذلك انتهت حرب فلسطين فعلياً بهزيمة مصر و الدول العربية و استيلاء إسرائيل علي كل أرض فلسطين ما عدا قطاع غزة و الضفة الغربية و القدس العربية، و هو أكثر بكثير مما كان مقرراً لليهود وفقاً لقرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة.
تقسيم فلسطين وفقاً لقرار الأمم المتحدة 1947
فمتي تفجرت قضية الأسلحة الفاسدة ؟
تفجرت القضية في أوائل عام 1950 م بسبب تقرير ديوان المحاسبة ( مثل الجهاز المركزي للمحاسبات الآن) الذي ورد فيه مخالفات مالية جسيمة شابت صفقات أسلحة للجيش تمت في عامي 1948 و 1949 م.
و لما حاولت الحكومة برئاسة مصطفي النحاس الضغط علي رئيس الديوان لحذف ما يتعلق بهذه المخالفات من التقرير، رفض و قدم استقالته. 
فقدم النائب البرلماني مصطفي مرعي من المعارضة استجواب للحكومة عن اسباب الاستقالة و فضح في جلسة مجلس الشعب يوم 29 مايو 1950 للمجلس المخالفات الجسيمة التي شابت صفقات الأسلحة.
و للأسف استخدمت الحكومة الوفدية برئاسة مصطفي النحاس و الملك فاروق كل الوسائل المشروعة و غير المشروعة لاسكات أصوات المعارضة التي أرادت فتح ملفات القضية للوصول إلي المتورطين فيها.
و يرجع الفضل إلي احسان عبد القدوس و مجلته روزاليوسف أن وصلت أخبار هذه الصفقات المشبوهة إلي الرأي العام الذي هاله مبلغ الفساد الذي استشري في كل شئ حتي وصل إلي المتاجرة بدماء جنود مصر في أرض المعركة.
و نجحت روزليوسف في تكوين ضغط شعبي كبير اضطر معه وزير الحربية مصطفي نصرت في ذلك الوقت أن يقدم بلاغ للنائب العام لفتح تحقيق فيما نشر بصحيفة روزليوسف عدد رقم 149 بتاريخ 20 يونيو 1950م عن صفقات الأسلحة الفاسدة في حرب فلسطين.
هل تم التحقيق في القضية و محاكمة المتورطين فيها ؟
بعد أن قدم وزير الحربية مصطفي نصرت بلاغ للنائب العام، قام النائب العام محمود عزمي بفتح باب التحقيق في القضية، و انقسمت القضية إلي شقين، قضية اتهام أفراد الحاشية الملكية، و قضية اتهام أفراد من الجيش و المدنيين.
أما في قضية اتهام الحاشية الملكية، فقد قرر النائب العام في 27 مارس 1951 م تحت ضغط الملك و موافقة الحكومة حفظ التحقيقات فيها.
أما الشق الثاني من القضية المتهم فيه أفراد من رجال الجيش و المدنيين فقد تم إحالته للمحكمة، و استمرت جلسات القضية حتي تحدد يوم 10 يونيو 1953 م للنطق بالحكم، أي بعد قيام ثورة يوليو بحوالي سنة.
و قضي الحكم ببراءة كل المتهمين من كل التهم المنسوبة إليهم، ما عدا متهمين فقط حكم عليهما بغرامة 100 جنيه علي كل منهما، و  هما القائمقام عبد الغفار عثمان و البكباشي حسين مصطفي منصور. 
و الحقيقة أن هذا الحكم بالبراءة نزل كالصاعقة علي الرأي العام في داخل و خارج مصر، و خاصة بعد قيام الثورة، فلم يكن هناك سبب للتستر علي المتورطين. 
و نحن لا نعرف يقيناً السبب الرئيسي في أحكام البراءة فربما يرجع ذلك إلي عدم كفاية الأدلة، لأن حيثيات حكم المحكمة اختفت من سجلات القضاء و لم تظهر حتي الآن.

أما عن مدي تسبب الأسلحة الفاسدة في هزيمة الجيش المصري في حرب 1948م ، فقد ثبت بالدليل القاطع و من خلال تحقيق أكثر من جهة و شهادات الجنود و الضباط أن الأسلحة الفاسدة التي تم توريدها في صفقات سلاح مشبوهة قام بها سماسرة و من وراءهم الملك فاروق لم يكن لها تأثير في مجريات الحرب.

فعندما وجدت لجنة احتياجات الجيش أن الوقت ضيق جداً للحصول علي السلاح الذي يحتاجه الجيش للحرب، قررت اللجوء إلي مصادر كثيرة و منها مصادر سريعة و غير مضمونة لتوريد السلاح، و هي:
أولاً: تجميع الأسلحة و المعدات من مخلفات الحرب العالمية الثانية في الصحراء الغربية و اختيار الصالح منها و ارساله للجيش. و لقد وصلت من هذه المعدات إلي أرض المعركة، ذخيرة مدافع عيار 20 رطلاً، و التي ثبت في التحقيق أنها كانت غير صالحة للاستعمال و تسببت في انفجار أربعة مدافع يومي 7 و 12 يوليو 1948م، مما أدي إلي مقتل جنديين و جرح ثمانية.
ثانياً: كان الجيش المصري يحتاج إلي دبابات لاقتحام المواقع الحصينة التي أقامها اليهود في مستعمراتهم،. و لكن بريطانيا كانت ترفض أت تبيع دبابات للجيش المصري خوفاً أن يستخدمها ضد قواتها في القناة.
لذلك قامت لجنة الاحتياجات بارسال ضباط في زي مدني لشراء دبابات انجليزية من طراز لوكاست تباع خردة في المزاد العلني في معسكرات الإنجليز بقناة السويس بعد نسف فوهات مدافعها. و بالتالي فكان مدي اطلاق كل مدفع يختلف حسب الطول المتبقي من الفوهة. و لقد أدي استخدام هذه المدافع في ميدان المعركة إلي سقوط قتلي كثيرين في الوقت الذي كان فيه الجيش الإسرائيلي مزود بأحدث الدبابات.
ثالثــاً:  تسببت قنابل يدوية إيطالية الصنع في جرح جندي واحد هو النقيب مختار الدسوقي يوم 4 يناير 1949م. و هي القنابل اليدوية التي وردها أحد سماسرة السلاح للجيش المصري. و هي تعد صفقة السلاح الوحيدة المشبوهة التي ظهر ضررها في أرض المعركة.(2)
و بالتالي فيمكن القول أنه كانت هناك بالفعل صفقات أسلحة فاسدة لا تصلح لاستعمال الجيش قام سماسرة مصريين و أجانب بتوريدها للجيش المصري بمبالغ طائلة يفوق سعرها الأصلي بكثير. و لقد حقق من وراء  هذه الصفقات سماسرة السلاح و الحاشية الملكية و الملك نفسه ثراء غير مشروع.
و لكن هذه الأسلحة لم تستخدم في ميدان القتال، فقد ظل معظمها في صناديقها في المخازن، فيما عدا صفقة القنابل اليدوية الإيطالية التي ثبت بالفعل أن الجيش المصري استخدمها في المعارك و كانت غير صالحة للاستعمال، و أحدثت أصابات.
أما باقي القتلي و الإصابات التي حدثت من أسلحة غير صالحة للاستعمال فكان يرجع ذلك إلي استخدام أسلحة من مخلفات الحرب في الصحراء الغربية و استخدام أسلحة تباع خردة في معسكرات الإنجليز بمنطقة القناة.
و لكن يجدر الإشارة أيضاً أن لجنة احتياجات الجيش قد نجحت في توريد أسلحة أخري كثيرة متطورة أنقذت الجيش المصري من هزيمة أبشع و من سقوط قتلي أكثر مما حدث.
 فبسبب الحظر علي توريد السلاح لمصر، لجأت اللجنة إلي تهريب السلاح من دول كثيرة أوروبية.
و بلغ مقدار ما استطاعت أن تورده للجيش الذي يحارب ما يعادل جملة ما تسلمه الجيش المصري من بريطانيا خلال العشرين عاماً التي سبقت الحرب. و من هذه الأسلحة الطائرات سبيت فاير البريطانية و ماكي و فيات الإيطالية.
و يجب أيضاً أن نذكر تضحيات جماعات الفدائيين المصريين في الإسماعيلية بزعامة عبد الحميد صادق الذين كانوا يقومون بحملات سرقة سلاح من مخازن الجيش الإنجليزي في القناة لإمداد الجيش المصري بما يحتاجه. و مات و جرح الكثير في هذه العمليات.
و قاموا بتزويد الجيش المصري بسلاح بما يعادل قيمته 6 ملايين جنيه.
 يتبقي السؤال الأخير، و هو ما هي الأسباب الحقيقية وراء هزيمة الجيش المصري في حرب فلسطين 1948 م ؟
و الحقيقة أن هذا الموضوع ما زال قيد البحث و التأريخ. و لكن وفقاً لما صدر من شهادات و دراسات صادقة في هذا الموضوع علي الجانب المصري،  فيمكن القول أن:
كان هناك أسباب سياسية مهدت لهذه الهزيمة و أسباب أخري عسكرية علي أرض المعارك.
أما الأسباب السياسية فهي:
أولاً: مساندة إنجلترا و الولايات المتحدة و فرنسا لليهود في الحصول علي دولة خاصة بهم علي أرض فلسطين. هذه المساندة تمثلت في تشجيع هجرة اليهود بأعداد ضخمة لفلسطين، و إمدادهم بالأسلحة و الذخيرة ، و منعها عن الجانب المصري، و تدريب اليهود علي الفنون العسكرية.
و علي الرغم أن إنجلترا وافقت علي دخول الدول العربية الحرب بجيوشها، إلا أنها كانت تعلم تمام العلم أن القوات العربية بتسليحها و قدرتها لن تستطيع أن تحقق نصراً علي قوات اليهود التي تفوقها عدداً و تسليحاً و قدرات عسكرية. كما أنها مارست ضغطاً كبيراً علي حكومات الدول العربية لكي تضمن قيام دولة يهودية في الأرضي التي خصصت لها بموجب قرار التقسيم.
ثانياً: غياب استراتيجية واضحة لدي القيادة السياسية في مصر التي لم يكن لديها الدراسات السياسية و العسكرية و التاريخية عن فلسطين و خطورة المخطط الصهيوني، و طبيعة و اسباب و ابعاد المساندة الغربية لقيام هذه الكيان فوق أرض عربية. كما لم يكن لديها مخابرات بالمعني الاحترافي، بحيث تكون قادرة علي معرفة ابعاد المخطط الإنجليزي  اليهودي، و فارق التسليح بينا و بينهم، و مدي تواطؤ الملك عبد الله في هذا المخطط.
الملك فاروق و الملك عبد العزيز بن سعود
ثالثاً: دخول الملك عبد الله في اتفاق سري مع  الإنجليز و الوكالة اليهودية، و هو ما أحدث تصدع في الجبهة العربية، لأن الأردن كانت هي الدولة الأولي المعنية بموضوع فلسطين، و لكنها في نفس الوقت كانت هي الدولة التي قرر ملكها ألا يدافع عن فلسطين و ألا يسمح حتي بقيام دولة فلسطينية لها حدود مع دولته، و إنما قرر أن يلتهم الأرض الفلسطينة لتكون ضمن حدود مملكته. كما أن قيادات الجيش الإردني ( الفيلق العربي) كانت كلها من الضباط الإنجليز. مما يعني أن الفيلق العربي كان يأتمر بأمر الإنجليز و ليس بأمر لقيادة العربية.
أما علي أرض المعارك، فكانت أسباب الهزيمة كالتالي:
فارق الخبرة العسكرية و العدد و العدة بين الجيش المصري و جيش الهاجاناه اليهودي، فلم تكن لدي قيادة الجيش المصري سابق خبرة في قيادة أي معارك حربية، لأن الخطط الحربية ليست معلومات مكتوبة في الكتب و إنما تجارب و ممارسات  علي أرض الواقع. فآخر الحروب التي خاضها الجيش المصري كانت بقيادة إبراهيم باشا في الشام سنة 1839م. و منذ ذلك الحين لم يشارك الجيش المصري في أي معارك حربية.
أما جيش الهاجاناه اليهودي فقد شارك جنوده و ضباطه في الفيلق اليهودي في الحرب العالمية الأولي ثم في الحرب العلمية الثانية، و أعطيت له مهام عسكرية في الحرب العالمية الثانية مثل طرد حكومة فيشي من سوريا. فأكتسب اليهود خبرات كبيرة في هذه الحروب متعددة الجبهات. و من حيث العدد و العدة نقل حسنين هيكل في كتابه ( العروش و الجيوش 1) عن اللواء حسن البدري، المؤرخ العسكري للجيش المصري، أن القوات الإسرائيلية كانت تفوق القوات المصرية في العدد بنسبة 1:2. و بلغت نسبة تفوق القوات الإسرائيلية علي المصرية في المعدات و الذخائر من حيث الكم و الكيف نسبة 1:3،5 ( ثلاثة و نصف إلي واحد)
قيام القوات الأردنية بالانسحاب من مواقعها بأوامر من قيادتها السياسية المتواطئة مع الإنجليز و اليهود ضد العرب. فأدت بانسحابها خسارة أراضي واسعة كانت مخصصة للدولة العربية وفقاً لتقسيم فلسطين، و هي الجليل الأعلي و صحراب النقب. كما أن الانسحابات الأردنية أدت إلي كشف المواقع المصرية و محاصرتها من قبل قوات العدو كما حدث في الفالوجا.
كان الإنجليز يتحكمون في توريد الأسلحة للجيش المصري، و عندما بلغ تقدم الجيش المصري في فلسطين مبلغاً مقلقاً بالنسبة لهم، رفضوا طلبات مصر بتوريد الأسلحة و الذخيرة، و بدأ الجيش في الجبهة يعاني من نقص شديد في الأسلحة و الذخيرة.
فرق المقاومة الفلسطينية المساندة للجيش المصري كانت أضعف من التصدي للهاجانا، و كانت تتمثل في قوات الجهاد المقدس بقيادة عبد القادر الحسيني و قوات الإنقاذ بقيادة فوزي القاوقجي، فانكسرت بسرعة أمام اليهود لأنها كانت أقل تنظيماً و خبرة و تسليحاً.
استخدام الجيش المصري لأسلحة فاسدة من مخلفات الحرب العالمية الثانية، فقيادة الجيش المصري اعتمدت علي سماسرة السلاح لشراء أسلحة  الجيش، و أصر الملك علي شراء الأسلحة من إيطاليا التي كانت تربطه بها علاقات قوية، و كانت النتيجة أن الأسلحة جاءت من مخلفات الحرب العالمية الثانية في مخازن الجيش الإيطالي، فكان بعضها فاسد و أدي إلي إصابات في صفوف الجيش المصري
و من المهم أن نورد رأي الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين في الأداء العربي في الحرب، و الذي ارسله لمحمد حسنين هيكل، و ذكره الأخير في كتابه ( العروش و الجيوش 1) : ” 
فيلم اسرائيلي نادر عن حرب 1948



الحــــــــاج أمين الحسيني
بعض المسئولين في الدول العربية الذين كانت في أيديهم مقاليد الأمور، لم يكونوا جادين و لا مصممين في مواجهة هذه المشكلة و لم يعالجوها بما تتطلبه خطورتها من الحزم و الاهتمام، بل كانوا هازلين، خائرين، مترددين، بينما كان اليهود جادين كل الجد”
و نقطة أخري مهمة أوردها الحاج أمين في شهادته تستحق أن نوردها هي ” أنه بينما كان اليهود يعملون بقوة و تصميم بوحي من مصالحهم العامة و تنفيذاً لبرنامجهم الصهيوني الخطير، كان بعض المسئولين في بعض الدول العربية يعملون إما بوحي الاستعمار الأجنبي أو بتأثير مصالحهم الخاصة . و قد نتج عن تضارب الأهواء و المصالح، و تباين الغايات و الأهداف و التخاذل بين دول الجامعة، وقوع هذه الكارثة الأليمة. ”

وثائقي| الاخوان المسلمون و حرب 1948



المراجع:
العروش و الجيوش ، محمد حسنين هيكل ، الطبعة السابعة، دار الشروق، 2002 م
أسرار ثورة 23 يوليو – الجزء الأول، جمال حماد، الزهراء للإعلام العربي، 2006م


قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا




الجمعة، 1 أغسطس 2014

حركة “المؤرخون الجدد”؛؛ ما بعد الصهيونية . فيديو



✡✡..(ما بعــــد الصهيونيـــة)..✡✡ 
 أطروحــات المؤرخين الجــدد في إســرائيل
حركة تأريخ جديدة: إسرائيل تواجه ماضيها 


يطلق مصطلح المؤرخون الجدد على طائفة من المؤرخين الإسرائيليين بدأت في الظهور في ثمانينيات القرن الماضي، وتتبنى هذه الطائفة رواية جديدة لما حدث في السنوات الأخيرة والأحداث الحقيقية التي رافقت قيامدولة إسرائيل والتي تختلف بالطبع عن الرواية الرسمية الإسرائيلية. يعود ظهور هذه الفئة من المؤرخين إلى اطلاعهم على بعض الوثائق السرية في الأرشيف الوطني الإسرائيي، التي أتيحت للباحثين لأول مرة عام 1988 بعد مرور أكثر من 40 عامًا على تأسيس دولة إسرائيل، وهكذا ظهر جيل جديد من الباحثين الإسرائيليين الذي تمكن من الاطلاع على وثائق رسمية مكنته من تأسيس رواية جديدة للأحداث، وارتبط ظهور المؤرخين الجدد بظهور مصلح ما يعرف بـ”مابعد الصهيونية” والذي يدعو إلى تجاوز الأسس الأيدولوجية التي قامت عليها الصهيونية نحو أسس جديدة أكثر فاعلية. يعتبر بني موريس نفسه مؤسس حركة “المؤرخون الجدد”،وتضم القائمة كذلك “يوسي بيلين وإسرائيل شاحاك وإيلان بابيه وزئيف ستيل نهيل وموشيسميش وسيمحا فلابان وبار يوسف وأروي رام وسامي سموحا وباروخكيفرلنج وتامار كارتيال وسارا كازير وجيرسون شافير وبارون ازراحي وشلوموسويرسكي وتوم سيجيف ويناثان شابيترو يورين بن اليعازر وباجيل وايلا شوحات”وآخرين. تشير التقارير إلى تلقي حركة المؤرخين الجدد دعمًا من قبل بعض التيارات السياسية داخل إسرائيل، التي تتبنى سياسة تعمد إلى تخفيف الاحتقان العربي الإسرائيلي ويعتبر “يوسي بيلين” – وهو أحد مفكري حزب العمل ومنظريه – أحد أبرز الداعين لإدخالأفكار المؤرخين الجدد إلى المدارس في إسرائيل، ويعتبر بيلين أحد أبرز مهندسي اتفاق أوسلو وتولى وزارة العدل في حكومةباراك.
 تقوم أطروحة ما بعد الصهيونية على أربعة أسس رئيسية، أولها إقرار بأن اليهود قد دمروا الكثير من القرى والمدن، وقتلوا الكثير من أهل فلسطين خلال فترة قيام الكيان اليهودي وثانيها أن تهجير الفلسطينيين قد تم بشكل قسري (اختلفوا هل هو منهجي أم عشوائي) وثالثها التشكيك في السردية الإسرائيلية عن سعيها للسلام مع العرب أما آخرها فهو التشكيك في المعجزة الإسرائيلية (نكبة عام 1948) فوصفته بأنه قد شهد تواطئا كبيرًا من قبل بعض الحكام والمسؤولين العرب.

بني موريس وتأسيس حركة المؤرخين الجدد 
 يعتبر بني موريس نفسه مؤسسًا لهذا التيار التأريخي، من خلال مقاله الذي صدر بالإنجليزية عام 1988 تحت عنوان “حركة تأريخ جديدة: إسرائيل تواجه ماضيها” يدعو “موريس” إلى أن تكون مسألة العرب في مركز اهتمام علماء التاريخ، وقد انضم إلىهذا المطلب عدد من باحثي التاريخ؛ أمثال “ارمني شلايم” و”ايلان بابيه” و”امون راز” و”كاركوتزكين” وغيرهم. تحوم الأسئلة التي يطرحها موريس ورفاقه حول قضايا ربما تتعلق بمشروعية إسرائيل كدولة من الأساس عبر التشكيك في السرديات التاريخية التي قامت عليها ورغم التبريرات التي تحفل بها كتابات المؤرخين الجدد وبخاصة موريس إلا أنهم وثقوا الكثير من الجرائم الإسرائيلية بحيادية كبيرة ووفروا قدرًا كبيرًا من المعلومات والحقائق التي كانت غائبة بشكل كبير، كمثل إثبات المسؤولية التاريخية لإسرائيل عن التهجير القسري للفلسطينين في مقابل الرواية التاريخية الإسرائيلية التي تقول بأن هجرة الفلسطينيين تمت طواعية أو انصياعًا لنداءات الحكام العرب، واستطاع موريس توثيق ما أسماه بـ”جرائم حرب” ارتكبتها القوات الصهيونية إبان حرب عام 1948 وقبلها وبعدها كمثل جرائم القتل الجماعي بحق الفلسطينيين الذين حاولوا العودة إلى ديارهم وذلك في كتابه “حروب إسرائيل الحدودية”. كما كشف موريس أيضًا عن قيام إسرائيل برشوة بعض مندوبي الأمم المتحدة للتصويت لصالح قرار تقسيم فلسطين حتى نقل موريس أن “بعثة من جنوب أمريكا حصلت على 75 ألف دولار مقابل التصويت على قرارالتقسيم، كوستاريكا صوتت إلى جانب القرار رغم أنها لم تأخذ مبلغ 45 ألفدولار عرض عليها، مندوب غواتيمالا أبدى حماسًا زائدًا في تأييده للصهيونيةووثائق بريطانية تؤكد أنه تلقى أموالًا من منظمات يهودية أمريكية كما تشيرتقارير لدبلوماسيين أمريكيين أنه كان على علاقة بفتاة يهودية، ومن الممكنأن تكون هناك حالات أخرى ولكن لا يوجد وثائق تؤكد ذلك”.
 ويصف موريس نفسه بأنه (صهيوني يقوم بعمليخدم به إسرائيل من خلال البحث عن الحقيقة التاريخية) كما يرى (أن الكشف عنأعمالالطرد ومجازر ضد العرب عام 1948 وأعمال إسرائيل على امتداد الحدود فيالخمسينيات، وعدم استعدادها للقيام بتنازلات من أجل السلام الذي تدعيه، ليس دعاية معادية للصهيونية؛ وإنما هو إضاءة لجانب من مسيرةتاريخيةمهمة تم التعتيم عليها لعشرات السنوات من قبل المؤسسة الرسمية، وبذلك لايعتبر موريس صاحب موقف أخلاقي تجاه الجرائم التي وثقها بقدر ما يحسب له القيام بجهد تاريخي لا يخلو من كثير من النزاهة.

إيلان بابيه والتطهير العرقي 
 يعتبر إيلان بابيه أكثر المؤرخين الجدد حدة في انتقاد دولته، شملت دعمه للمقاطعة الأكاديمية ضد إسرائيل، والتي يصفها بأنها وسيلة للضغط على إسرائيل لإنهاء أبشع احتلال عرفه التاريخ الحديث، في سنة 2007 غادر بابيه جامعة حيفا معللا بأنه أصبح من الصعب العيش فيإسرائيل مع وجهات نظره ومعتقداته الغير مرحب بها وانضم إلى قسم التاريخ فيجامعة اكستير في بريطانيا. أشهر ما كتب بابيه فيما يتعلق بقصة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو كتابه التطهير العرقي لفلسطين، الذي يؤكد فيه علىأن عملية التطهير العرقي، قد تم التخطيط لها بصورةمسبقة وواعية عبر شبكة مترابطة وتنظيم محكم وأوامر صريحة وواضحة تنطلق كلهامن فلسفة الحركة الصهيونية وممارساتها المرتبطة – بصورة كلية – بالرؤيةوالمخطط الرأسمالي العالمي باعتباره صاحب المصلحة الرئيسية في قيام دولةإسرائيل. ويتبنى بابيه حل مبدأ الدولة الواحدة كأساس لحل المشكلة الفلسطينية عبر تخلي إسرائيل عن سرديتها الخاصة بالدولة اليهودية لتتحول إلى دولة مدنية ديمقراطيةمع إعطاء حق العودة للاجئين المهجرين.
 ✡ شلومو ساند والأسئلة المحرمة 
 يطرح ساند في كتابه “اختراع الشعب اليهودي” عددًا من الأسئلة المحرمة التي تطول الأسس الرئيسية لبناء الرواية الصهيونية واليهودية عامة للتاريخ: هل يمكن الحديث عن «شعب» يهودي وجد واستمر آلاف السنين بينما زالت الكثير من الشعوب الأخرى من الوجود؟ كيف ولماذا أصبحت التوراة كتاب تاريخ يروي نشوء أمة علمًا بأن لا أحد يعرف بدقة متى كتب؟ هل هاجر اليهود فعلا من مصر؟
هل وجدوا أصلاً فيها ليهاجروا منها؟
إلى أي حد يمكن اعتبار حكم السلالة الأسمونية Les Hasmonéens في يهودا دولة / أمة مع العلم أن رعاياها لا يتكلمون اللغة نفسها؟
وما الذي يجمع اليهود حول العالم ثقافيًا وإثنيًا؟
وهل يرجع اليهود فعليًا إلى أب واحد؟
 وفي النهاية لخص ساند أطروحته كما يلي: “شكّل اليهود دائمًا جماعات دينية مهمة اتخذت لها موطئ قدم في مختلف مناطق العالم، ولكنها لم تشكل شعباً (ethnos) من أصل واحد وفريد تنقل من ثم عبر التشّرد والنفي الدائمين”، وتتخذ أطروحة ساند بعدًا هامًا بالنسبة للعرب فنتيجته تمس بشكل واضح فكرة “القومية اليهودية” التي تعد الأساس النظري لقيام دولة إسرائيل.

“ما بعــد الصهيونيــة” 
 يرى البعض أن “ما بعد الصهيونية” هى حركة معادية للصهيونية تهدف للطعن في المقولات الأساسية للصهيونية بهدف تأسيس سردية جديدة للصراع تقوم بالأساس على اعتبار إسرائيل دولة علمانية في مقابل السردية اليهودية مستدلين على ذلك بأطروحات إيلان بابى وشلومو ساند وغيرهم، بينما يؤكد آخرون أن ما بعد الصهيونية هي محاولة لإعادة بعث فكرة الدولة اليهودية في ثوب علماني عبر غسلها من جرائم الصهيونية عبر التخفيف من الشروط الديمغرافية للانتماء للكيان اليهودي، ويستدلون على ذلك بأقوال بعض المؤرخين الجدد وعلى رأسهم موريس، ويؤكد هذا الفريق أن معظم هؤلاء المؤرخين لا ينكرون شرعية ما يسمى “القومية اليهودية” ومعظهم يقيم في دولة إسرائيل ويخدم توجهاتها الحالية بشكل أو بآخر، ورغم الخلاف القائم فإن المتفق عليه بين الفريقين هو أن كتابات المؤرخين الجدد تعد المصادر الأكثر مرجعية لتوثيق جرائم الصهيونية خلال مرحلة النكبة شاملة التطهير العرقي والتهجير القسري الذي مارسه الصهاينة بحق أبناء الأرض من الفلسطينيين.

 تاريخ الصهاينه الغامض ( شعب الشيطان المختار)




قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا




تهنئة إلى الرئيس المسلم. من شعبك الأبي الصامد


يعزينا صمودك الأسطوري، ورفضك للترغيب والترهيب  
وإيمانك بالثورة والحرية والكرامة والشورى 


إمبراطورية الكذب والسفالة والوضاعة 
في إخراج الناس من إسلامهم. 
ألصقت بهم إمبراطورية الخيانة كل شر وأذى 
لأنهم يرفضون الانقلاب العسكري الدموي الفاشي.
من شعر المتنبي:
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ ... بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ ... فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ
لَوْلا العُلا لم تجُبْ بي ما أجوبُ بهَا ... وَجْنَاءُ حَرْفٌ وَلا جَرْداءُ قَيْدودُ
وَكَانَ أطيَبَ مِنْ سَيفي مُعانَقَةً ... أشْبَاهُ رَوْنَقِهِ الغِيدُ الأمَاليدُ
لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبدي ... شَيْئاً تُتَيّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ


تقبل الله منكم
كم كنت أتمنى أن أهنئك بالصيام والقيام وصالح الأعمال وعيد الفطر المبارك، وأنت تغرد مع شعبك الأبي الصامد - يا سيادة الرئيس - في رحاب الحرية وأجواء الانطلاق والكرامة وليس مع شعب البيادة الخانع.. ولكن يعزينا صمودك الأسطوري، ورفضك للترغيب والترهيب، وإيمانك بالثورة والحرية والكرامة والشورى.
كنا نتمنى أن تكون حرا - يا سيادة الرئيس - لتقف بجانب أشقائنا في غزة، وتمنع سرقة دماء شهدائهم، وتكف ألسنة السوء الحداد التي دعت لنتنياهو بالنصر على شعب فلسطين وحماس أس الفساد! ووصفَتْ المجاهدين في غزة بالإرهابيين، وباركَتْ العدوان اليهودي على شعبنا المسلم، كنا نريدك أسدا هصورا لتلجم الصهاينة العرب الذين تآمروا مع الصهاينة اليهود والصهاينة الصليبيين لتدمير المقاومة الإسلامية ونزع سلاحها وكسر إرادتها والإعلان عن استسلام آخر بقعة للمقاومة في بلاد العرب!
 ملحمة الشعب النبيل
كنا نتمنى أن تعيش معنا ملحمة الشعب الصغير النبيل الباسل الذي يواجه الموت في كل مكان على أرض غزة؛ حتى في المدارس والمستشفيات ومراكز الأونروا التابعة للأمم المتحدة، كان العدو اليهودي المجرم يلاحقهم بالطائرات والقذائف ليقتل المزيد من الأطفال والنساء والعجائز بلا رحمة ولا شفقة، بينما عملاء المخابرات العرب يشجعونه ويدعون له ويطلبون منه أن يقضي عليهم!
كان وجودك سيعيد هؤلاء الخونة الأوغاد إلى حجمهم الطبيعي ويقنعهم أن قطاع غزة مسئولية مصرية وأنه قاعدة متقدمة للأمن الوطني المصري!
كنا نريدك لتصوغ المبادرات المنحازة إلى الحق والعدل والقانون، وليست المبادرات التي تنحاز إلى القتلة واللصوص وقطاع الطرق الدوليين.
في عدوان 2012 اشتكت هيلاري كلينتون في مذكراتها من إصرارك على حق المقاومة في الدفاع عن نفسها، ومن متابعتك لكل كلمة في اتفاق التهدئة وترجمتها الترجمة الدقيقة، ورفضك لكل تعبير مائع أو صياغة زئبقية. الآن يتفاوض الصهاينة الصليبيون مع تركيا وقطر في باريس بعد أن فشل الصهاينة العرب في مكافأة الصهاينة اليهود!
أهنئك يا سيادة الرئيس المسلم – يا مفخرة الأمة الإسلامية كلها – وليس المصريين والعرب وحدهم، لأنك - لأول مرة في تاريخنا الحديث - كنت تبحث لمصر المسلمة عن الاستقلال الحقيقي والاكتفاء الذاتي من الطعام والدواء والسلاح.
الصهاينة الصليبيون والصهاينة العرب والصهاينة المصريون لم يعجبهم اتجاهك نحو الاستقلال والقوة والحرية، فتكاتفوا وتضامنوا وأنفقوا أموالا ضخمة واستغلوا العبيد وأعداء الإسلام لينهوا أول تجربة للحرية في بلادنا بعد ستين عاما من الحكم العسكري الوحشي الذي قذف بها إلى مؤخرة دول العالم تخلفا وفقرا وتبعية، مع أنها تملك ما لا يملك غيرها من عوامل القوة والتقدم وبناء حضارة متقدمة.
انتصر عليك تواضروس، وأعلن انتهاء الإسلام يوم 3 يوليو 2013، وبارك للقتلة من العسكر قتل الآلاف في المنصة والحرس الجمهوري ورابعة والنهضة والمنصورة ورمسيس والفتح وأكتوبر ودلجا وكرداسة وناهيا والإسكندرية والقائد إبراهيم وغيرها، ولأول مرة منذ احتلال نابليون للمحروسة يتم اقتحام مساجدها وأزهرها بأحذية البيادة والمدرعات والدبابات، ويتم إحراقها وأسر المصلين والركع السجود ثم يقوم الانقلاب الدموي بإغلاق آلاف المساجد والزوايا، ويمنع الخطباء والوعاظ الذين لا يؤيدونه ويرفضون جرائمه وممارساته المعادية للحرية والكرامة والعدالة. حتى الخونة من أصحاب اللحى التايواني الذين قدموا للانقلاب ما تقدمه الراقصة العجوز من تعرية كل ما تستطيع من جسدها لكي يرضى؛ حرمهم من المنابر والمساجد وألقى بهم في مزبلة التاريخ!
ومع ذلك فإن الانتصار المؤقت لتواضروس أظهر صلابة الشعب المسلم بالعقيدة والحضارة (المسلمون والنصارى)، بإصراره على هويته الإسلامية ورفضه للتغريب والانحلال والخضوع للهيمنة الصهيونية الصليبية، وهو ما يعبر عنه يوميا في مسيراته ووقفاته ومظاهراته التي مضى عليها أكثر من عام ولم ييأس ولم يتعب، ولم يوقفه الرصاص الحي ولا الخرطوش ولا الغاز المسيل للدموع ولا المواطنون الشرفاء (؟) الذين تدفع بهم السلطة الانقلابية للضرب والقتل وتفريق المظاهرات.
لم يتغير شعبنا المسلم بإلقاء عشرات الألوف من الوزراء والمحافظين والعلماء والمثقفين الحقيقيين والطلاب والحرائر والأطفال؛ وراء الأسوار بتهم باطلة وملفقة، ولم تخفه أحكام الإعدام الجماعية التي طالت أكثر من ألف ومائتي شخصية محترمة ضمت أطفالا وموتى ونصارى بتهمة الانتماء لما يسمى بالجماعة الإرهابية (الإخوان المسلمين)!
لم تفلح إمبراطورية الكذب والسفالة والوضاعة في إخراج الناس من إسلامهم. ألصقت بهم الإمبراطورية كل شر وأذى لأنهم يرفضون الانقلاب العسكري الدموي الفاشي.
ردتهم من وطنيتهم وزعمت أن من يؤمن بالإسلام ليس مواليا لوطنه، وليس مؤمنا بمصريته. جعلتهم كائنات منبوذة لا يحق لها العمل أو المشاركة في بناء الوطن، أو الوصول إلى الوظائف الحكومية والمناصب السياسية، ولا يجوز لهم الالتحاق بالتجنيد مثل شعب البيادة، فضلا عن الالتحاق بالكليات العسكرية والمعاهد الشرطية.. مارست "الأبرتهايد" مع المسلمين مثلما كان البيض يفعلون مع السود في جنوب إفريقية.
صمودك وإصرارك - يا سيادة الرئيس- يمنح الشعب المصري المسلم بالعقيدة والحضارة (المسلمين والنصارى) قوة ومددًا في الصبر والمقاومة، حتى يتحقق وعد الله بالحرية والكرامة والعدالة. كل سنة وأنت طيب يا زعيم الأمة الإسلامية.


قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا 




مصور بجيش الأسد يروي تفاصيل توثيقه استشهاد 10 آلاف معتقل.


قيصر الصور المسربة أمام الكونغرس الأمريكي :
 بشار الأسد يقتل حتى من يضع صورته وشماً على صدره !


في قاعة اجتماعات لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، جلس "سيزار" وهو مغطى الوجه، قبل أن يعرف نفسه بأنه كان قبل اندلاع الثورة السورية في مارس 2011 مجرد مصور في جيش النظام السوري، غير أن مهمته عقب الثورة تحولت إلى مصور لجثث المعارضين السوريين المعتقلين في سجون النظام.
لم يسمح لكل وسائل الإعلام التي تواجدت في قاعة مجلس النواب اليوم الخميس، بأن تعرف شيئًا عن "سيزار" سوى هذا الاسم فقط، فالشخصية لم يكشف عنها من قبل، وحتى عندما دخل المجلس حرص الموظفون والنواب على حماية سرية الشخصية السورية، حيث سمح فقط بتصويره من ظهره، كما أن وجهه لم يظهر حتى للنواب؛ لأنه كان يرتدي فيما يبدو قناعًا على وجهه لا يظهر منه شيء.
"سيزار" أفاد خلال شهادته أمام اللجنة ورئيسها "ادوراد رويس"، بأنه عمل مع زميل آخر له على تصوير جثث المعارضين في سجون النظام، ومن ثم خزنها في حاسب آلي سري ومحمي بشكل دقيق، إلا أنه كان يقوم بتسريب هذه الصور إلى المعارضة السورية بشكل بطيء وتدريجي منذ عام 2011.
سيزار جلس مرتدياً قميصاً أزرق وقلنسوة، هامساً بتصريحاته عبر مترجم، ومحاطاً بكل من: ديفيد كراين، أستاذ القانون بجامعة سيراكيوز في ولاية نيويورك، شريف بسيوني، الأستاذ الفخري في القانون بجامعة دي بول في ولاية الينويز، فريدريك هوف، زميل مركز رفيق الحريري لشؤون الشرق الاوسط.
وخلال الجلسة التي تعتبر أول ظهور علني له أمام الناس ووسائل الإعلام، قال سيزار، الذي انشق عن جيش الأسد، ويتواجد في أمريكا لمدة شهر فقط، ولا يعلم أحد أين يقيم حاليًا: "كانت جثث القتلى تؤخذ إلى مستشفى عسكري تابع للنظام السوري"، مشيراً إلى أنه عند بدء عمله بتصوير الجثث وتوثيقها "كان هناك عدد قليل من الجثث حوالي 5-10 في اليوم، إلا أن العدد سرعان ما بدأ بالتزايد ليصل إلى 50-60 جثة يومياً"، دون مزيد من التفاصيل.
وتابع: "لقد رأيت فظائع كثيرة، أناس ماتوا من الجوع حتى صارت جثثهم تبدو كهياكل عظمية.. الجثث كانت معلمة بأرقام تسلسلية ملصقة على أجساد الضحايا".
المصور السوري اختتم حديثه بالقول: "الصور التي ترونها هي لأكثر من 10 آلاف ضحية، ماتوا ولا أحد يستطيع إرجاعهم إلى الحياة، ولكن ما زال هنالك أكثرمن 100 ألف ممن يقبعون في سجون الأسد ويمكنكم إنقاذهم".
من جهته، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إدوارد رويس، إن "وحشية الأسد، كما نعلم، تعتمد على القوة العسكرية وغيرها من أشكال الدعم التي تزودها بها روسيا وإيران وحزب الله"، مشيرًا إلى أن "سوريا ليست تحدياً إنسانياً فقط ولكنه استراتيجيا كذلك، لأن الأسد قد سحب المنطقة بأكملها نحو الفوضى".
وتم خلال الجلسة استعراض لبعض الصور التي سربها سيزار، منها ما أظهر صوراً لجثث نساء ورجال وشيوخ وأطفال تم تعذيبهم حتى الموت، بعضهم قد تم اقتلاع عينيه وآخرين يظهر عليهم علامات حروق، وبعضها تم تجويعها حتى صار يمكن رؤية القفص الصدري للضحية.
ويقدر عدد الضحايا الذين تم تصوريرهم بـ 10 آلاف ضحية، تم تسليمها إلى الامم المتحدة ومكتب التحقيقات الاتحادية أف بي آي.
وخلصت لجنة الشؤون الخارجية إلى توصيات منها أن تقوم حكومة الولايات المتحدة  بـ "حث الحكومة السورية والمجموعات الأخرى المشتركة في الحرب بوقف فوري لإطلاق النار والاشتراك في مفاوضات لحقن الدماء، وتقديم مرتكبي جرائم الحرب في الحكومة السورية أو الجماعات المتورطة في الحرب الاهلية للتحقيق والمحاكمة، واستخدام صوت الولايات المتحدة في دعم تشكيل محكمة جرائم الحرب السورية المختصة، وأن تقوم الولايات المتحدة بجمع معلومات تساعد المحكمة المختصة بجرائم الحرب السورية لمحاكمة اي شخص متورط في جرائم الحرب المرتكبة في الحرب".
ورغم أن توصيات لجنة مجلس النواب لا تعد ملزمة، إلا أنها ستساهم في التوعية بما يجري على الصعيد الإنساني في الأزمة السورية وتضغط باتجاه زيادة الدعم للمعارضة السورية.





قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا


الخميس، 31 يوليو 2014

هل سيلجأ الإخوان المسلمون في مصر إلى العنف ؟.



بين بطــــاقات الاقتــراع والرصـــــاص



أثبت الرصاص أنه أكثر فعالية بكثير من بطاقات الاقتراع، 
والقضاء على الخصم هو أكثر شرعية من الوصول إلى تسوية معه، تصبح آفاق استمرار اللاعنف أكثر قتامة.
۞۞
مثلها مثل معظم الحركات الاجتماعية التي نجت من الظروف الصعبة عبر عقود، فإنّ هناك عددًا قليلًا من الثوابت عند الإخوان المسلمين.
أحد هذه الثوابت هو التغيير. ففي الفترة ما بين 1928 و2014، تغيرت الجماعة عدة مرات، وتطورت نظرتها للعالم، وأعادت حساب أهدافها، وتعديل سلوكها، وتغيير الهياكل التنظيمية عدة مرات.
ثابت آخر، هو أنها عادة ما تهمش المعتقدات الأيديولوجية في أوقات الأزمات والمتاعب. فدعم الغزو الأجنبي، على سبيل المثال، هو خط أحمر في أيديولوجية الإخوان. ولكن الغريب أنه في عام 2003 أيد فرع الإخوان المسلمين بالعراق الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، وهو ما أدى إلى خيبة أمل الإخوان في مصر.
الثابت الثالث هو أن جماعة الإخوان المسلمين كان لها امتداد عبر الوطن منذ منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي، بطريقة مشابهة للحركات اليسارية. ولكن التسلسل الهرمي للتنظيم الدولي لم يكن موجودًا، باستثناء فترة قصيرة في أواخر الثلاثينيات. وبعبارة أخرى، فإنّ فروع جماعة الإخوان في البلاد المختلفة لا تأخذ أوامر من بعضها البعض، وفي كثير من الحالات ينتهي بهم الحال إلى سياسات متضاربة بشأن الأزمات الإقليمية الرئيسة.
الثابت الرابع هو أنه في أوقات الديمقراطية والحريات السياسية النسبية، فإن جماعة الإخوان تلعب عادة وفقًا للقواعد الديمقراطية المؤسسية. حيث يشاركون في السياسة الحزبية، وصياغة الدستور والعمليات الانتخابية. في بعض الحالات كما هو الحال في مصر (2011-2012)، كانت دائمًا ما تفوز بأكبر نسبة من الأصوات/عدد المقاعد (ولكنها لم تحصل أبدًا على الأغلبية المطلقة تقريبًا). في حالات أخرى، كما هو الحال في ليبيا (2012) والجزائر (1991)، خسر الإخوان أمام خصومهم السياسيين.
۞ بين بطاقات الاقتراع والرصاص
ولكن ماذا عن سلوك الإخوان في السياقات الأكثر شيوعًا في الشرق الأوسط: القمع السلطوي، والانقلابات العسكرية والحروب الأهلية وغيرها من أشكال العنف السياسي وعدم الاستقرار الاجتماعي؟
اعتمد سلوك الإخوان في تلك الحالات على البيئة المحلية. ففي مثل هذا السياق، شارك أعضاء حاليون، أو أعضاء سابقون وشركات تابعة للإخوان في مختلف أنواع الأنشطة المسلحة في أطر زمنية محددة وبلدان مختارة.
ففي اليمن، حمل الإخوان والشركات التابعة لها السلاح إلى جانب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، خلال الحرب الأهلية عام 1994.
وفي سوريا، قاتل الإخوان وبعض فروعها ضدّ نظام حافظ الأسد بين عامي 1976 و 1982، مع دعم لوجستي مباشر من نظام صدام حسين في العراق وبعض التدريب والتمويل من النظام السعودي وأنور السادات في مصر .
وفي مصر، مّرت جماعة الإخوان بمرحلة شبه عسكرية بين عامي 1940 و 1965، حيث شارك بعض أعضائها في مختلف أشكال العمليات العسكرية، بما في ذلك الاغتيالات. ولكن بحلول أواخر الستينيات، اتخذت القيادة قرارًا نهائيًّا بالتخلي عن أيّ شكل من أشكال النشاط المسلح المحلي.
وفي عهد جمال عبد الناصر، عمل الإخوان في مصر في السياسة في حدود القواعد المنصوص عليها من قبل الأنظمة السلطوية المتعاقبة، وهو ما أثار حفيظة الإسلاميين المتطرفين، وربما أفضل دليل على ذلك كتاب أيمن الظواهري الذي صدر في عام 1993: “الحصاد المر للإخوان المسلمين”.
في تلك الفترة، أدانت جماعة الإخوان في مصر الهجمات المسلحة ضد الأنظمة الحاكمة من أنور السادات وحسني مبارك. وفي عام 1981، أعلنت أن الرئيس السادات قد قتل مثلما قتل عثمان بن عفان، الخليفة الذي يعتبر في الثقافة الإسلامية شهيدًا. واستمر هذا النمط السلوكي في التسعينيات وبدايات القرن الحادي والعشرين. وأعلنت الجماعة في ظل نظام أنور السادات نبذ العنف رسميًّا.
في الجزائر، وقفت حركة مجتمع السلم، التابعة للإخوان، مع المجلس العسكري لسنة 1992، وكانت تنتقد بشدة التكتيكات العنيفة والخطاب الراديكالي للجماعة الإسلامية المسلحة وجبهة الإنقاذ الإسلامية.
ونتيجة لذلك، أصبحت حركة مجتمع السلم شريكًا في عدة حكومات ائتلافية في الجزائر وتولت العديد من الحقائب الوزارية في الجزائر بعد الانقلاب. وفي العراق وأفغانستان، كانت الأحزاب والشخصيات المحلية التابعة للإخوان تنتقد طالبان ونظام صدام حسين. كما أصبح اثنان من الأعضاء التابعين لجماعة الإخوان، أعضاءً في مجلس الحكم العراقي المعين من قبل سلطات التحالف المؤقتة.
في الغرب، كانت فروع الإخوان والمنظمات التابعة لها تنتقد باستمرار الممارسات الإرهابية وخطاب الدعاة المتطرفين، وخاصة بعد هجمات 11/9 على الولايات المتحدة. وقد قوبل ذلك بالترحيب من قبل العديد من صانعي السياسات الغربيين في ذلك الوقت وتحول إلى شكل من محدود، خجول، متقطع  من التعاون الأمني بينهم ​​في العديد من الأزمات.
ربما كان واحدًا من النماذج البارزة تنسيق الجهود في مكافحة التطرف هي حادثة الاستيلاء على المسجد المركزي شمال لندن (المعروف باسم مسجد فينسبوري بارك) في فبراير 2005 من أنصار الداعية أبي حمزة المصري، من خلال أعضاء بجمعية مسلمي بريطانيا  بالتنسيق مع شرطة سكوتلاند يارد، واللجنة الخيرية ومجلس أيسلينجتون.
وكان ينظر أن عملية الاستيلاء على المسجد على أنها إنجاز من قبل السلطات البريطانية في ذلك الوقت، حيث إنه كان قد تحول إلى قاعدة لدعم العنف والتطرف والأنشطة الإجرامية.
بعد يوليو عام 2013، عندما أطاح الجيش بالرئيس الإسلامي محمد مرسي، ثارت التساؤلات حول الإخوان في مصر وعلاقتها مع النشاط المسلح.
فمن المعروف، أنه عادة ما يرتبط الانقلاب العسكري الذي يستهدف الحكومات المنتخبة ديمقراطيًّا بمستويات عالية من سفك الدماء، وبالنظر إلى القمع الذي تلا الإطاحة بمحمد مرسي؛ فإن العنف في مصر يتزايد بشكل مستمر.
قيادة الإخوان في مصر يدركون أنهم قادرون على الفوز في العمليات الانتخابية والقدرة على تعبئة الشارع. واستنادًا إلى التجارب السابقة مع العنف السياسي في مصر، خسر التنظيم كلًّا من السلطة وشرعية النضال، مع استخدامه للقدرات شبه العسكرية ومع وجود جزء من الجيش إلى جانبهم في في وقت مبكر من خمسينيات القرن الماضي.
وتواصِل قيادة الإخوان التأكيد حتى الآن على أن تكتيكات المقاومة المدنية غير العنيفة هي وسيلتها من أجل إسقاط الحكومة التي يهيمن عليها الجيش.  ولكن الكسور التنظيمية التي تعرضت لها الجماعة تحت وطأة القمع الثقيل، والأعضاء الساخطين، والتمرد ضد القيادة الذي حدث في الأزمات السابقة والذي قد يكون قد حدث بشكل محدود خلال الفترة الحالية التي تعدّ الأسوأ في التاريخ المصري الحديث.
وفي سياق إقليمي، حيث أثبت الرصاص أنه أكثر فعالية بكثير من بطاقات الاقتراع، وحيث القضاء على الخصم هو أكثر شرعية من الوصول إلى تسوية معه، تصبح آفاق استمرار اللاعنف أكثر قتامة.
بي بي سي نيوز



قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا



دموع الحويني..لم يبكه الواقع وبكى من واقعة تاريخية ..فيديو



يا أيها الشيخ الجليل: 
ما الفـــارق بينــك وبين إبراهيـــم عيسى؟


«الحويني» يبكي لتطاول إبراهيم عيسى على «النبي»: «أين أنت يا شيخ الأزهر» كى الشيخ أبو إسحاق الحويني، الداعية السلفي، مما سمّاه بـ«تطاول إبراهيم عيسى» على الإسلام، عندما قال «عيسى» إن «المدينة المنورة كان بها تحرش جنسي».
وأضاف «الحويني»، في فيديو على قناته بـ«يوتيوب» تعليقًا على «عيسى»، مساء السبت، أن «عيسى بيقول إن عمر بن الخطاب تحرش بأم المؤمنين سودة بنت زمعة، أزاي الكلام ده يتقال في ديار المسلمين وفي بلد الأزهر يا شيخ الأزهر».
وتابع: «أنا معرفش الراجل بتاع الأزهر شغلته أيه وقاعد ليه ساكت، أزاي ميطلعش يرد على ما يقال إن المدينة كان فيها تحرش جنسي»، مضيفًا: «ما يقال سب للنبي وللصحابة»، وبعدها بكي «الحويني»، وختم درسه.
وكان «عيسى» قال إن آيات الحجاب في القرآن الكريم، نزلت بسبب التحرش الجنسي، في مدينة رسول الله. وأضاف «عيسى» في برنامجه «مدرسة المشاغبين»، الأربعاء الماضي: «المسلمات الحرائر والجواري كن يقضين حاجتهن في الصحراء، ومكنش فيه دورات مياه وقتها، وكان بيتعرض لهم الشباب، ويتحرشوا بهم في عهد الرسول، سواء لفظيا أو جسديا».
وتابع «عيسى»: «عمر بن الخطاب رجل غيور جدا، ذهب إلى النبي وقاله لازم تمنع زوجاتك إنهم يروحوا لقضاء الحاجة في الصحراء، لأنه من الممكن أن يتعرض لهم أي شخص سواء كان برًّا أو فاجرًا». وأردف: «واحدة من زوجات النبي خرجت، فرآها عمر فقال لها لقد عرفتك يا فلانة، وبعدها أنزل القرآن آيات الحجاب».




في الفيديو المشار إليه يبكي الشيخ أبو إسحاق الحويني، تأثرا، لأن صحفيا هو إبراهيم عيسى قال إن المجتمع النبوي شهد حالات من التحرش بالنساء، وكان هذا سبب نزول آيات الحجاب حماية للمسلمات من الحرائر والجواري على حد سواء.
يبكي الشيخ تأثرا، رافضا، مدينا، حاملا على الصحفي الذي وصفه بـ "الأنوك"، لأنه تجرأ وقرأ، ليته قرأ، بل اعتمد ناقلا عن غيره قراءة مختلفة لوقائع تاريخية مر عليها مئات السنين ترى أن مجتمع المدينة كان مجتمعا إنسانيا عاديا، شهد من النقائص ما يشهده مثله من المجتمعات، وأنهم في النهاية بشر، لهم ما لهم، وعليهم ما عليهم، هذه القراءة غير المثالية استدرت دموع الحويني متأثرا، بصدق كما أظن، لأن الاتهام بالتحرش بحسبه اتهام مسيء للصحابة ولا يليق بحق من شهد عصر النبوة! .
 الشيخ بكى لمجرد وصف وقائع التعرض للنساء في الطرقات الثابتة تاريخيا بـ "التحرش"، آلمته الكلمة، أوجعته، ذكرته بمن كانوا يسبون النبي في الغزوات، ساوى بين كلام الصحفي في وصف واقعة تاريخية وبين سباب الكافرين للنبي في ميادين القتال، استنكر الشيخ أن يقال مثل هذا الكلام في بلاد المسلمين، تساءل عن دور الأزهر، تساءل عن وظيفة شيخ الأزهر، تعجب من سكوته إزاء ما يتعرض له الإسلام في بلاده، وبكى الحويني، بكى بحرقة .. إي والله.
*بكى الشيخ من أجل التاريخ ولم يبكه الواقع بل لم يحركه وجلس جوار أخيه "الطيب" شيخ الأزهر: الساكت عن القتل، الساكت عن السحل، الساكت عن الغدر، الساكت عن اغتصاب الفتيات ..
 - يا أيها الشيخ الجليل: الشباب قتلوا في ميادين الحرية في 25 يناير وما بعدها غيلة وظلما وعدوانا ولم نر للدموع أثر في كلامك أو عينيك، ربما لأنك ترى فيمن خرج مطالبا بخبزه وحريته وكرامته "خارج" عن ولي الأمر يستحق القتل وإن كان الأخير طاغية وظالما ومستبدا ومواليا للصهاينة ومعاديا لبني وطنه، هكذا تعلمتم من فقهاء الاستقرار والتبرير الذين سودوا الصفحات، وسودوا عيشتنا بهراءهم الذي "أسلموه"، وفقهنوا به طغيان بني أمية وبني العباس رغما عن النصوص.
- يا أيها الشيخ الجليل: الشباب قتلوا في الجامعات، في قاعات الدرس، لمجرد رفضهم الامتحان اعتراضا على اعتقال زملائهم، جرى ذلك في الكليات التي تدرس العلوم الشرعية، في جامعة الأزهر التي تسأل مستنكرا عن شيخها، ولم ير الطلاب الذي يعتقد أغلبهم في علمك منك رفضا، أو استنكارا، أو دمعة حرى.
- يا أيها الشيخ الجليل: المنتقبات اللائي يأخذن عنك العلم، الأزهريات اللائي يدرسن في جامعات غير مختلطة لأن شيخهم الأجل حرم عليهن التعليم في جامعات مختلطة، الفضليات اللائي لم يشتركن في المظاهرات لأن المظاهرات حرام، كما أخبرتهن، اقتحموا عليهن الجامعة أهانوهن عاطلة في باطلة سحلوهن على الأرض وانهالوا عليهن ركلا وضربا، سحبوا واحدة لمزاج الباشا الضابط واغتصبها وهي المتزوجة في مدرعة الشرطة، وخرجت لتشكو واصفة ما حدث بتفاصيله ولم يسمع لك صوتا، لو كانوا بناتك لتفطر عليهن قلبك وخطابك ومنبرك، ولأقمت الدنيا ولم تقعدها، ولحركت علمك وفقهك ومروياتك ودنياك وآخرتك من أجلهن، لكنهن بكل أسف: بنات الناس.
- يا أيها الشيخ الجليل: ما الفارق بينك وبين إبراهيم عيسى؟
- يا قارئي الذي يحب الحويني ويعتقد في مشيخته: ما الفارق بين الحويني وإبراهيم عيسى؟
عيسى في نظـرك متحرش بالتــــــاريخ ..
والحويني في الحقيقة متحرش بالواقع ..
 ما الدين إن لم يكن حياة الناس ومصالحهم وعلاقتهم بالسماء التي نكفل لهم سعادة الدارين، ما الدين إن لم يكن عصمة دماء الناس، وقدسيتها، ما الدين إن لم يكن كرامة الإنسان، وحقوقه العادلة، وما العالم إذا لم يكن مبشرا بهذا كله، حاميا لهذا كله، مستعدا لبذل حياته راضيا من أجل هذا كله؟
هذا واقع أليم يحاصرنا، حصاد سنوات حكم الطغاة البائسة، نخب فاسدة في السياسة، والإعلام، وأخرى لا تقل فسادا بين شيوخنا، وقساوستنا.
 هذا الكلام ثقيل على القلب، أعرف، شيخك الذي كنت تظن فيه الخير، وتأخذ عنه دينك، وتثق في علمه، ونزاهته، يقيم الدنيا ويقعدها من أجل كلام مرسل، ولا تحركه دماء المسلمين والمسلمات وحقوقهم، هل للفساد معنى آخر؟
 فساد العالم ليس بالضرورة فساد ولاءاته، أن يشتريه النظام فيصبح علي جمعة مثلا، أو أن يقدم خدماته المجانية للنظام فيصبح عمرو خالد مثلا، لا يا صديقي، الفساد في إحدى صوره أن تكون كلمة الحق التي يحملها الشيخ لمريديه مخلصا هي توافه الأمور وسفاسفها، ذلك لأنه لم يعتد سوى على ذلك، هذه بضاعته، وإن بدا عظيم الشأن، فإذا اختبر في موقف يتطلب عالم حقيقي، رجل حقيقي، لقيت هواء، غثاء، لا شيء.
 سكوت العالم عن المنكر مصيبة لا تقل عن إرتكاب المنكر ذاته، وقديما قال ابن المبارك: وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها ..
 يا صاحبي: العلاقة بين العلماء والعامة ليست كعلاقة الله بعبيده، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، بل هي علاقة تقويم ومتابعة وأخذ ورد، وطاعة العامة لعلمائهم ليست عمياء، فالإسلام لا يعرف الكهنوت، وأنا وأنت من حقنا أن نساءل شيوخنا، في حال اعترفنا بهم وبأهليتهم، ماذا لو رأيت شيخك يسرق، ماذا لو رأيته يزني، هل ستنكر ما رأته عيناك، هل ستسكت عنه وتداوم على متابعته بدعوى أنه أكثر منك علما ولا يجوز لك الاستدراك عليه، أو مناقشته أو التشكيك في نزاهته، وهل تحتاج السرقة إلى زيادة علم ليكون لك الحق في الاستدراك على السارق، لقد رأيناهم يشاركون في سفك الدماء بالسكوت والصياغات الملتوية التي توافق ضمنا دون أن تصرح لبعض حياء أوخجل من خزي وعار متحققين.

 كفانا تقديسا في غير موضعه، ولنواجه أنفسنا بشجاعة، وإذا كنت ترى في إبراهيم عيسى قاتلا، ومحرضا، وفاسدا، ومتطاولا، وتافها وجاهلا، فأرجوك أجبني وأجب نفسك عن السؤال: ما الفارق "الجوهري" على مستوى الموقف بين الحويني وأشباهه وبين إبراهيم عيسى وأشباهه، كلاهما صنيعة نظام واحد، نظام فاسد مستبد لو رأى فيهم الخير ما منحهم فرصة الوصول إلى الناس، وما خلى بينهم وبين ذيوع الصيت والشهرة والمكانة، لقد ظهر هؤلاء على سطح الحياة في مصر لأنهم بخطاباتهم المنعزلة حينا والمشوشة على الناس أحيانا كثيرة هم خير عون للحاكم الظالم، في الحكم بغير وجه حق، والنهب، والسلب، دون متابعة من الناس أو مساءلة، وكيف يسأل الناس عن حقوقهم وهم منشغلون بشؤون لحاهم عن شئون معاشهم ودنياهم التي هي أساس أمر آخرتهم ومآلاته، بمثل هؤلاء يثبت الطغاة عروشهم فوق قلوب الناس ولقمة عيشهم، لا حل سوى التطهير يا صديقي، تطهير عقولنا، وإيماننا، وثقتنا منهم، هؤلاء علماء سوء، مهما كثر الاتباع، وانتشرت الحكايات والأساطير بمحاسن زائفة، علينا أن نعترف بذلك فالواقع يطرحه دون مواربة، متى نفهم إن لم نفهم الآن، فنتجاوزهم غير خزايا ولا محزونين، وكما يقول المثل المصري: اعرف صاحبك وعلم عليه.





قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا

<

؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛


دليلك لفهم المتحدث الإسرائيلي، ودليله لمخاطبتك.



إسرائيل تريد السلام، ومستعدة للتنازل من أجل ذلك 
 لكن جميع الأدلة تخالف ذلك.


على المتحدثين الرسميين باسم دولة الاحتلال الإسرائيلي أن يبذلوا الكثير من الجهد ليشرحوا للعالم كيف تسببت دولة الاحتلال الإسرائيلي في مقتل أكثر من 1000 فلسطيني في غزة، معظمهم من المدنيين، مقارنة بثلاثة مدنيين إسرائيليين قتلتهم صواريخ المقاومة الفلسطينية. 
لكن يبدو أن المتحدثين الإسرائيليين على الراديو والتليفزيون قد غيروا كثيرا من لهجتهم، فبعد أن كانوا لا يتحدثون عن الشهداء الفلسطينيين، أصبحوا أقل حدة وعدوانيةفي حديثهم، وهناك سبب لذلك. فهذا التطور في خطاب العلاقات العامة الإسرائيلي يعود إلى ما يسميه البعض، كتاب الخدع الذي يستخدمونه، وهو تقرير ودراسة معمقة، وشديدة الاحترافية وسرية كذلك، عن التأثير في الإعلام الغربي والرأي العام في الولايات المتحدة وأوروبا. الدراسة التي أعدها الخبير الجمهوري وعالم السياسة د. فرانك لونتز، أُعدت قبل خمس سنوات بواسطة مجموعة تسمي “مشروع إسرائيل” وتمتلك مكاتب في الولايات المتحدة وفي دولة الاحتلال، وقد أُعدت ليتم استخدامها من قبل “هؤلاء الذين يخوضون الحرب الإعلامية للدفاع عن إسرائيل”. كل صفحة من الدراسة المكونة من 120 صقحة قد طُبع عليها أنها “ليست للنشر أو التوزيع”، ومن السهل جدا معرفة لماذا كُتب هذا التنويه. تقرير لونتز، الذي عنونه بـ”مشروع إسرائيل في 2009، القاموس العالمي” سُرب فورا لمجلة نيوزويك، لكن أهميته الحقيقة ظهرت مؤخرا، والآن من المهم للغاية للجميع أن يقرأوه، خاصة الصحفيين المهتمين بالصراع العربي الإسرائيلي وبالقضية الفلسطينية، وهؤلاء المتابعين للمتحدثين الرسميين، ومنهم بالطبع المتحدث العربي “آفيخاي أدرعي” الذي جذبت صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي مئات الآلاف من المتابعين.التقرير يكشف عن الفجوة الهائلة بين ما يؤمن به ساسة إسرائيل وبين ما يقولونه على الملأ. هذا الأخير يتم تحديده وفقا لما يريد الأمريكيون أن يسمعوه، ولذلك، لا يجب على أي صحفي أن يحاور مسؤولا إسرائيليا قبل أن يقرأ ما كتبه لونتز في ورقته، والذي يلتزم به المتحدثون الإسرائيليون حرفيا. الكتيب مليئ بالعديد من النصئح التي وُجهت للمتحدثين الإسرائيليين لتعليمهم كيف يمكنهم أن يصيغوا إجاباتهم لمختلف المستمعين. على سبيل المثال: الدراسة تقول أن “الأمريكيين يتفقون أن إسرائيل لها الحق في الحصول على حدود واقية. لكنه سيضرك كمتحدث أن تتكلم عن تفاصيل تلك الحدود وكيف يجب أن تبدو، تجنب الحديث عن الحدود بمعايير ما قبل أو ما بعد 1976، الأمر لا يعدو كونه تذكيرا بالتاريخ العسكري الإسرائيلي. 
على سبيل المثال، الدعم الأمريكي لحق إسرائيل في الحصول على حدود تحميها، يهبط من 89٪ إلى قرابة 60٪ عندما تتحدث عنها بمعايير 1967” ماذا عن حق العودة؟ 
ينصح لونتز المتحدثين بعدم الحديث عن حق العودة بصيغة أنه سيكون هناك “فصل مع مساواة”، أي فصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مع المساواة في الحقوق والواجبات، يقول لونتز “لا يفهم الأمريكيون ذلك، ولا يحبون، ولا يصدقون، ولا يقبلون ذلك المفهوم” لأنه فقط يذكر الأمريكيين بالتجارب العنصرية السابقة كما حدث مع السود في الولايات المتحدة أو في نظام الآبارتهايد في جنوب أفريقيا. إذن كيف يتعامل المتحدث الرسمي مع موضوع يصفه لونتز بأنه موضوع شائك. 
ينصح لونتز المتحدثين بأن يسموا حق العودة بأنه “مطلب”، الأمريكيون لا يحبون المطالب، ولا الأشخاص الذين يطالبون بأشياء! قُل: “الفلسطينيون غير سعيدين بدولتهم، لذلك فإنهم يطالبون بضم أراضي داخل إسرائيل”، كما يقترح أيضا أن يقول المتحدث أن حق العودة “مطلب سيتم مناقشته كجزء من الحل النهائي للقضية في المستقبل.” ويقول لونتز إن الأمريكيين بشكل عام يخشون من الهجرات الجماعية للولايات المتحدة، لذلك فإن ذكر “هجرة جماعية للفلسطينيين” إلى إسرائيل ستكون ذات تأثير سلبي عليهم، “وإذا لم ينفع أي من ذلك، فقل لهم إن عودة الفلسطينيين ستجهض محادثات السلام” وجاءت الدراسة التي أعدها لونتز صدرت بعد عملية “عمود السحاب” الإسرائيلية التي هوجم فيها قطاع غزة واستُشهد فيها 1387 فلسطينيا مقابل تسعة إسرائيليين قتلى. 
 وهناك فصل كامل عن “عزل حماس المدعومة من إيران والتي تقف عقبة في وجه السلام”، وعندما بدأت الحرب الأخيرة، في السادس من يوليو، واجه الإسرائيليون مشكلة إذ أن إيران لم تعد تدعم حماس كما كان في السابق بسبب الخلاف حول الوضع في سوريا. بل إن حماس لم تكن تمتلك أي اتصالات مع إيران لكن العلاقات الودية عادت قبل أيام فقط، بفضل الإسرائيليين. الكثير من نصائح لونتز تخص اللهجة التي يتحدث بها الإسرائيليون. 
يقول في إحدى نصائحه “التعاطف مع الفلسطينيين أمر بديهي، ولن يقتنع أحد بما تقول ولن يعرفوا قيمة ما تعرفه إلا بعدما يروا كم الاهتمام والتعاطف الذي تبديه، تعاطف مع كلا الطرفين”. هذه النصيحة تحديدا تظهر ما يفعله المتحدثون الرسميون بما فيهم العربي آفيخاي أدرعي الذي يبدي تعاطفه المستمر مع “ضحايا القصف من المدنيين”، ويحمل حماس مسؤولية سقوط ضحايا، ويخاطب الفلسطينيين بشكل مباشر، وغير ذلك من أساليب إبراز التعاطف غير الموجود في الحقيقة. وفي جملة مكتوبة بخط عريض وبحروف كبيرة، يقول لونتز “على المتحدثين ألا يبرروا أبدا أبدا الذبح المتعمد للأطفال والنساء، وأن يواجهوا بحزم من يتهمون إسرائيل بهذه الاتهامات” وقد ظهر ذلك بوضوح شديد بعد استشهاد 16 فلسطينيا عندما قصف الاحتلال ملجأ تابعا للأمم المتحدة. وفي الدراسة أيضا عدد من الكلمات التي يجب أن تُستخدم وآخر يجب على المتحدثين أن يتجنبوا استخدامها تماما. مثل الحديث عن الرغبة الإسرائيلية في السلام المبني على الاحترام المتبادل، فبحسب لونتز، هذا ما يرغب الأمريكيون في حدوثه، ويرغبون في سماعه أيضا. ويمكن للمتحدثين تخفيف أي ضغط على الإسرائيليين لتقديم تنازلات بالقول إن عملية السلام تسير خطوة بخطوة أو ولا يمكن لكل شيء أن يحدث في نفس الوقت. ومن بين الكلمات التي ينصح لونتز باستخدامها “أتوجه بحديثي إلى أمهات وآباء الضحايا، يجب ألا نسمح بأن يدفن أب طفله، يجب ألا يحدث ذلك مرة أخرى”. 
وتعترف الدراسة بوضوج أن الإسرائيليين لا يرغبون في حل الدولتين لكن الأمريكيين يريدون ذلك بشدة ، فبنسبة 78٪ يؤيد الأمريكيون حل الدولتين، كما يجب التأكثيد على السماح للفلسطينيين ببناء اقتصاد، بحسب نصائح لونتز. هذا ظهر مثلا في حديث بنيامين نتنياهو، لقد قال “أوجه سؤالي لحماس، ما الذي فعلتموه من أجل الرخاء الاقتصادي لبلادكم ولشعبكم؟” هذا النفاق في سؤاله لا يعكس حقيقة الحصار المفروض منذ سبع سنوات على قطاع غزة بعد وصول حماس إلى الحكومة الفلسطينية في 2007. دوما ما يقول المتحدثون الرسميون باسم الاحتلال أن إسرائيل تريد السلام، وأنها مستعدة للتنازل من أجل ذلك، لكن جميع الأدلة تخالف ذلك.


قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا



وجوب الإيمان بالأنبياء جميعاً.حقيقة اليهود على مر العصور .. فيديوهات


الترتيب الزمني للأنبيـــاء وذكر أماكنهـــم
 وجــوب الإيمـــان بالأنبيـــاء جميعـــاً


يذكر بعض العلماء الأنبياء بحسب وجودهم، وهذا فيه إشكال؛ لأنه قد يصعب ترتيبهم لما في بعضهم من الاختلاف، فمثلاً: بعضهم يقول: إن أولهم آدم، وهم متفقون على أن آدم هو أول الأنبياء، ثم بعد ذلك: نوح عليه السلام، فيأتي من يقول: إن إدريس هو الحفيد الخامس أو الرابع لآدم عليه السلام، وليس عندنا يقين في ذلك. 
 ومن العلماء من يرى أن إدريس عليه السلام ما هو إلا نبي من أنبياء بني إسرائيل، أي: من ذرية إبراهيم عليه السلام. 
 ونحن لا يهمنا إلا أن نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى أرسل إدريس وسماه في القرآن، ونحن نؤمن بما ذكر الله عنه؛ حيث قال تعالى: وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا [مريم:57] فلا يشترط ولا يلزم أن نذكرهم بحسب الترتيب، ولكن نستطيع أن نفهم من القرآن نوعاً من الترتيب الزمني لوجودهم بعد آدم وبعد نوح عليهما السلام، فإنه من المؤكد أن الله تعالى جعل أمة وقرناً بعد قرن قوم نوح، وهم قوم عاد: وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ [الأعراف:69] فلا نعلم كم بينهم من زمن، فبعد نوح عليه السلام قص الله علينا خبر هود عليه السلام وأن الله أرسله إلى عاد، وكانت عاد في الأحقاف ، وهناك من يزعم أنهم في بلاد الرافدين ، كما قال تعالى: وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ [الأحقاف:21].
 إذاً: ذكر الله تعالى زمانهم ومكانهم.. زمانهم من جهة أنهم من بعد قوم نوح، ومكانهم الأحقاف ، وذكر رسولهم وهو هود عليه السلام. ثم جاء بعد عاد قوم آخرون وهم ثمود، ورسولهم صالح عليه السلام، وهنا يقول المؤرخون: إن هذه أمم بائدة، وكلها كانت قبل إبراهيم عليه السلام، فإذاً: عندنا من الرسل آدم ونوح وهود وصالح، ثم بعد ذلك جاء إدريس عليه السلام على أحد الأقوال، ثم بعث الله إبراهيم عليه السلام بعد أن باد من باد وفني من فني، وإبراهيم عليه السلام هو رسول أرسله الله تبارك وتعالى، وجعل في ذريته النبوة والكتاب، فأول مولود له إسماعيل ثم إسحاق: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ [إبراهيم:39] فكان لإبراهيم إسماعيل وإسحاق، وكان له ابن أخ وهو لوط، وكان في زمنه، قال تعالى: فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ [العنكبوت:26] وذكر الله أصحاب مدين إذ قال لهم نبيهم الذي هو شعيب: وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ [هود:89] أي: ما هم ببعيد منكم تاريخياً، يقول: فأنا أرسلت بعد لوط، فيكون شعيب عليه السلام قريباً من عهد إبراهيم، فلا يكون صحيحاً أن موسى عليه السلام لما توجه تلقاء مدين ؛ قابل شعيباً، وأين إبراهيم من موسى على هذا القول؟ المدة بعيدة وقد يكون المراد بقول شعيب: وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ [هود:89] أي: في المكان؛ لأن مدين شمال جزيرة العرب ، وقرى قوم لوط سدوم وعمورية ، فإذاً: أرضهم قريبة منهم، كما قال تعالى: وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ
* وَبِاللَّيْلِ [الصافات:137-138] ويكون المعنى: إنكم تعرفونهم وليسوا ببعيدين منكم، والله أعلم. فذكرنا هنا إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ولوطاً وشعيباً عليهم السلام، فهؤلاء خمسة، بالإضافة إلى الخمسة الذين سبق ذكرهم فيصير العدد عشرة، ثم بعد ذلك إسحاق الذي من نسله أكثر الأنبياء، حيث تفرع عنه الأسباط، يقول يوسف عليه السلام: إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ [يوسف:4] الأسباط أحد عشر ولداً، ويوسف الثاني عشر. فهؤلاء اثنا عشر، وهؤلاء هم بنو إسرائيل (يعقوب عليه السلام). إذاً: نبدأ بيعقوب الأب، وبعده يوسف عليه السلام؛ لأنه أفضلهم، ثم بعد ذلك الأسباط، ولم يذكر الله تعالى لنا أسماءهم، وإنما ذهب يعقوب وأهله، وسكنوا مصر ، ثم بعد ذلك تناسلوا وتكاثروا حتى بعث الله تبارك وتعالى منهم موسى عليه السلام، وبعث مع موسى هارون، فقد صاروا أربعة؛ يعقوب ويوسف وموسى وهارون فيكون عدد الأنبياء الذين ذكرناهم أربعة عشر رسولاً ونبياً، وبعد ذلك: جاءت رسل بني إسرائيل وهم كثير، كما قال الناظم: في تلك حجتنا منهم ثمانية من بعد عشر ويبقى سبعة وهم ذكر الله تبارك وتعالى ثمانية عشر رسولاً في قوله تعالى: وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ
* وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
* وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ
* وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ [الأنعام:83-86]. ويبقى لدينا يونس عليه السلام، هل نستطيع أن نصفه بأنه من أنبياء بني إسرائيل؟
 يحتمل، ولكن فيما يظهر أن يونس عليه السلام قبل ذلك، أو أنه في منطقة أخرى ؛ لأن الله تعالى بعثه إلى أهل العراق إلى الأشوريين، وهم أمة من الأمم القديمة التي كانت في بلاد الرافدين في نينوى وما حولها، فيبدو -والله أعلم- أنه قبل ذلك، ثم بعث الله أيوب عليه السلام، وبعد ذلك داود، وقد جعل الله تعالى لداود ابنه خليفة وهو سليمان عليه السلام، وجاء بعد ذلك: إلياس واليسع وذو الكفل، ثم يأتي الأنبياء الثلاثة المعروفون المشهورون من بني إسرائيل، وهم: زكريا وابنه يحيى عليهما السلام، وثالثهم عيسى عليه السلام. بعد ذلك جاء خاتم الأنبياء والمرسلين وهو محمد صلى الله عليه وسلم، هؤلاء هم الذين قص الله تبارك وتعالى علينا في القران. 
 وهناك من ورد ذكرهم في القرآن كـطالوت الذي كان قائداً للجيش الذي جاء ذكره في القرآن في قصة بني إسرائيل مع نبيهم: إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [البقرة:246] أي: أنهم ذهبوا إلى النبي، وطلبوا منه -ولا يهمنا اسم هذا النبي؛ لأن الله لم يذكر تعالى اسمه- وقالوا: نريد ملكاً نقاتل معه، فالله تعالى اختار لهم طالوت ملكاً، فـطالوت كان هو القائد، وكان ضمن جيشه داود عليه السلام قبل أن يبعث رسولاً.
 والخضر ذكر الله تعالى قصته في القرآن ولم يذكر اسمه، لكن في الأحاديث الصحيحة ذكر أن اسمه الخضر. 
 وممن ذكر في القرآن واختلف في نبوته منهم: ذو القرنين ولقمان وعزير وتبع. والمقصود أننا نؤمن بهؤلاء الخمسة والعشرين بأسمائهم، وأما من عداهم فيكفينا أن الله تبارك وتعالى قال: وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ [النساء:164] فغيرهم كثير؛ يقول المصنف: [فعلينا الإيمان بهم جملة؛ لأنه لم يأت في عددهم نص] النوع الثاني: الذين لم تأت أسماؤهم، ولم نعلم عنهم شيئاً، وعلينا أن نؤمن بهم جملة؛ لأنه لم يرد في عددهم نص، فنؤمن بأن الله أرسل رسلاً. وهنا ونقف عند قول المصنف: (لم يأت نص) فهل فعلاً لم يأت نص أو لم يصح نص؟ الصحيح: أنه لم يرد نهائياً، لأن ما لم يصح لا اعتبار به.
{ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل}.
 احداث ومعجزات النبي موسى مع بني اسرائيل



انبيــاء بنى اسرائيل وفرعـــون الخـــروج
 من هم بنو اسرائيل وهل كل ابناء اسرائيل انبياء



تفسير قبضت قبضة من أثر الرسول .السامري



أية تكـــذيب بني إسـرائيل الأنبيــاء من بعـــد موسى 
للشيخ محمد متولي الشعراوي




... حقيقـــة اليهــــود على مر العصـــــور...
حقيقة اليهود على مر العصور والعقلية التي يفكرون بها ووسائلهم الخبيثة الماكرة للاستيلاء على المقدسات الاسلامية في فلسطين، والمزاعم التي يتحججون بها على أساس ادعائهم انهم شعب الله المختار، وحقيقة تعاملهم مع انبياء الله واعتراضهم على نبيهم موسى عليه السلام في امور كثيرة، والعداوات التي تمت بينهم وكثير من الانبياء حتى وصل الامر إلى قتلهم. 
ويكشف الشيخ نبيل خلال الحلقة جرائم اليهود وانتهاكهم للمسجد الاقصى الشريف ومزاعمهم في احقية الاراضي المقدسة لبناء هيكلهم المزعوم، ويربط ذلك بالاحداث التي تشهدها الساحة الفلسطينية هذه الايام من انتهاكات متوالية للمسجد الاقصى لمحاولة هدمه وبناء هيكل سليمان.




قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا