الجمعة، 26 سبتمبر 2014

ضابط أمريكي لـ"أوباما" “الأحذية الأمريكية” موجودة على الأرض في العراق،



ضابط أمريكي لـ"أوباما".. لا تخدع نفسك.. 
 "الأحذية الأمريكية" موجودة على الأرض في العراق


من أجل كرامتنا الوطنية، واحترامًا لأولئك الذين قد يضحون بحياتهم،
 دعونا نكون صادقين الآن
 عن الظروف التي تعمل بها القوات الامريكية الموجودة في العراق الآن 
وحياتهم ستكون في خطر 

كلاي هانا، كان ذات مرة جنديًا في الجيش الأمريكي في العراق بين عامي 2003 و2008، وهو اليوم ضابط في الحرس الوطني. وفي مقال على صفحات عدد مجلة البولتيكيو الأمريكية الصادر يوم الأربعاء، طلب هانا من الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ألا يخادع نفسه، وأن يعترف بوجود قوات أمريكية على الأرض في العراق تقاتل الآن ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
وقال هانا: “كنتُ ذات مرة واحدًا من الأحذية على الأرض، ولذلك فأنا أعرف ما تعنيه هذه العبارة. وأستطيع أن أقول لكم، بعد الاستماع ذهابًا وإيابًا لكلّ من البيت الأبيض والبنتاغون حول ما قمنا بالضبط بإرساله إلى العراق (وربما إلى سوريا الآن)، أن أيًّا من الجانبين لا يعطي الشعب الأمريكي القصة كاملة”.

وأكد الضابط على أن “الأحذية الأمريكية” موجودة بالفعل على الأرض في العراق، وذلك رغم إيحاء الإدارة الأمريكية بأنها ما زالت تناقش ما إذا كان يجب نشر جنودها هناك. وقال هانا: “حسنًا، إنهم بالفعل هناك. نحن بالفعل نشارك بشكل فعّال في القتال في العراق، وذلك في تناقض مباشر مع ما قاله الرئيس أوباما عندما أعلن أنه بصدد اتخاذ إجراءات ضد الإرهابيين في الدولة الإسلامية، من أن البعثة لن تنطوي على وجود قوات أمريكية تقاتل على أرض أجنبية”.
واعتبر هانا أن هذه الادعاءات ليست صحيحة. وقال: “السؤال الوحيد هنا هو ما إذا كان سوف يتم خداع الشعب الأمريكي للمرة الألف بشأن ما نقوم به فعلًا”.
وتابع الكاتب: “مثل المستشارين الذين أرسلهم جون إف كنيدي إلى فيتنام، ومثل تدريب الجيش الأمريكي سرًّا لمانويل نورييغا، أو إعطاء إدارة ريغان الأسلحة لصدام حسين لمحاربة الإيرانيين، أو تمويل أمريكا للمجاهدين في الثمانينيات ليصبحوا تنظيم القاعدة في وقت لاحق، أو استخدام إدارة بوش لتهديد أسلحة الدمار الشامل كذريعة لغزو العراق، فإنّ هذه الاستراتيجية بإرسال المستشارين لمحاربة الدولة الإسلامية هي أيضًا حيلة، وتعكس قيادة متعارضة”.
وأكد الضابط الأمريكي على وجود العديد من المستشارين، ومديري الخدمات اللوجستية، وقوات أخرى، بالفعل في العراق. وقال إن عدد هؤلاء يقارب الـ 1700 مقاتل، يضاف إليهم أولئك الذين يقومون الآن بتحديد الأهداف لعشرات الغارات الجوية الأمريكية.
ولا يوافق هانا على الرأي القائل بأنه من الممكن القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” من خلال استخدام الضربات الجوية فقط، بل يدعو في مقاله إلى زيادة عدد القوات البرية هناك، ووضع الولايات المتحدة وحلفائها لكل قوة جيوشهم في المعركة، إذا ما أرادوا القضاء فعلًا على هذا التنظيم.
وقال الكاتب: “ما اتضح لي من خلال تجربتي، هو أننا الأفضل عندما نأخذ المعركة إلى العدو. نحن الأكثر نجاحًا عندما نذهب إلى الحي الذي يقيم فيه هذا العدو، ونستهدفه بينما هو يحس بالطمأنينة. لا يمكن القيام بذلك عن بعد أو من الجو وحده. ولا يمكن تحقيق ذلك عن طريق ربط أيدي مقاتلينا، وإملاء السياسة التكتيكية الساذجة للمكتب البيضاوي عليهم أملًا في تأمين أجندة سياسية مشكوك فيها”.
وأضاف هانا: “لذلك، ومن أجل كرامتنا الوطنية، واحترامًا لأولئك الذين قد يضحون بحياتهم، دعونا نكون صادقين الآن عن الظروف التي تعمل بها تلك القوات الموجودة في العراق.
دعونا نكون صادقين حول المخاطر التي يجري الاضطلاع بها حتى الآن من قبل شركاتنا وفرق وكالة الاستخبارات المركزية شبه العسكرية وطيارينا، الذين ينفذون استراتيجية الرئيس أوباما على أنهم مستشارون. هم بالتعريف قوات قتالية، وحياتهم ستكون في خطر هناك”.
-



قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا






الخميس، 25 سبتمبر 2014

الحرب من أجل السيطرة على شبكات المعلومات في العالم.


الإنترنت قد ينتهي في ديسمبر



تفتيت الإنترنت بدافع الرغبة بالسيطرة الوطنية 
سيسرع في قدوم نهاية الحقبة الثانية من العولمة.

نهاية العولمة، المنطقة صفر، البلقنة، الشرذمة، ونهاية الإنترنت… كلّها طرق مختلفة لوصف نهاية نصف قرن من سعي الكثير من دول العالم إلى التكامل. عملية التكامل تلك كانت مركزية بالنسبة للسلام والازدهار خلال الـ 70 عامًا التالية للحرب العالمية الثانية. أنظمة التجارة الأكثر انفتاحًا، والخدمات اللوجستية عالية السرعة، والاتصالات الحديثة مثل الإنترنت، وخدمات الطيران الأرخص، زادت إلى حد كبير من حرية حركة الناس ومن الكفاءة والنمو الاقتصادي. وكان هذا، بالطبع، العصر الثاني من العولمة. العصر الأول مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، أنهته الحرب العالمية الأولى. وكان المفتاح لتحقيق التكامل في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، هو تأسيس إطار من المؤسسات والاتفاقات الدولية، مثل الأمم المتحدة، ومنظمة التجارة العالمية، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والاتحاد الدولي للاتصالات، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والاتحاد الأوروبي، واتفاق أمريكا الشمالية للتجارة الحرة. ولكن كان هناك قوتان تمزقان هذا الإطار إربًا. أولًا، بدأت الولايات المتحدة في ظل رونالد ريغان بالابتعاد عن العولمة، ونظر هو وأتباعه إليها على أنها تهدد سيادة الولايات المتحدة. وكان امتناع مجلس الشيوخ الأمريكي عن التصديق على قانون البحار الخطوة الأولى ربما في ابتعاد الولايات المتحدة عن العولمة. ومنذ ذلك الحين، أفشلت واشنطن تقريبًا أي معاهدة متعددة الأطراف، بما في ذلك المعاهدات التي كتبتها أمريكا بنفسها.
 والقوة الأخرى هي صعود قوى اقتصادية جديدة، مثل الصين والهند والبرازيل وحتى روسيا. من وجهة نظر هذه الدول الصاعدة، تشكلت قواعد النظام العالمي من قبل الولايات المتحدة وأوروبا، لصالح الغرب. والآن، تريد تلك البلدان إعادة كتابة القواعد من جديد، ولكن في صالحها هذه المرة. ومن بين أهم ساحات القتال في هذه المعركة هي الحرب من أجل السيطرة على شبكات المعلومات في العالم، وخاصة الإنترنت. تم تصميم الإنترنت لتسهيل حركة المعلومات، وقد نجح ببراعة.

أيّ شخص لديه حق بالوصول إلى الشبكة العنكبوتية اليوم، والإنترنت يجعل كمًّا هائلًا من المعرفة متاحًا في جميع أنحاء العالم. المال يتمّ تداوله في سوق متكاملة عالميًّا، وأصبح الإنترنت جزءًا من المعاملات اليومية في السوق. ولكن، وبالنسبة لواشنطن، وبعد تزايد المخاوف بسرعة حول الخصوصية والتجسس الحكومي والقرصنة، أصبح هناك تحدٍّ قد لا يمكن إيقافه مكون من تحالف كل من أصدقاء أمريكا ومنافسيها. المعركة المقبلة سيتم خوضها في بوسان، كوريا، في غضون بضعة أسابيع، خلال اجتماع الاتحاد الدولي للاتصالات. في هذا الاجتماع، سوف تحاول الدول المنافسة مرة أخرى انتزاع السيطرة على الإنترنت بموجب عقد مع حكومة الولايات المتحدة، وهو ما حاولت هذه الدول فعله في ديسمبر الماضي في دبي. وإذا نجحوا في ذلك، فإن هذا قد يؤدي إلى نهاية العالم كما نعرفه. لن يكون هناك إنترنت. سيكون هناك العديد من الشبكات الوطنية والمحلية فقط. تم إنشاء شبكة الإنترنت لتجاوز الحدود في الاتصالات الرقمية، سواء كانت تلك الحدود حدودًا وطنية أو ثقافية. ومع بدء الحدود الرقمية في الارتفاع، سوف تبدأ تكلفة ممارسة كل شيء في النمو، وسوف تبدأ دول العالم مرة أخرى بالتباعد. مع قطع الاتصال بالإنترنت، من المرجح أن تنمو القومية من جديد. وسنكون في عالم فيه احتكاك عالٍ بين الدول، وفرص متنامية بسرعة لحدوث الصراعات. هذه وصفة للفقر والحرب، وتفتيت الإنترنت بدافع الرغبة بالسيطرة الوطنية سيسرع في قدوم نهاية الحقبة الثانية من العولمة. بيتر شوارتز – هافينغتون بوست

 


قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا



في سيناء حرب قذرة لا تكشف عن اسمها.



جيل جديد من المقاتلين
 يحركهم تعطشهم للانتقام أكثر من القناعات الأيديولوجية.


;لومند ديبلوماتيك منذ 31 عامًا، قتل عسكري مصري محمد يوسف طبل على أبواب مدينة الشيخ زويد، 30 كيلومترًا شرق العريش في سيناء. كان موظفًا لدى جهة رسمية ولم يمرّ موته مرور الكرام؛ إذ تعاطف الكثيرون مع عائلته ورفاقه مما ساعد على احتواء غضبهم ولملمة جراحهم، في حين أن آلاف الضحايا المجهولين وذويهم لم يحصلوا على فرصة مماثلة. 
نشأ طبل في وسط حضري متعلم بالعريش، إلّا أن سكّان هذه المنطقة الحدودية مع إسرائيل بالأساس بدوا مهمشين ومشوهي السيرة، لم يحملوا السلاح إلا قسرًا وإكراهًا كضحايا لسياسة الأرض المحروقة.
مقاومة إسرائيل منذ 1948
في يناير 2011، عند اندلاع “الثورة” في كافة أنحاء مصر، لم تهدأ العريش ـ عاصمة محافظة شمال سيناء ـ، بل إن ردة الفعل على مقتل أول متظاهر في الساحة الرئيسة للشيخ زويد ـمدينة بدوية قريبةـ كانت عنيفة جدًّا؛ ممّا أدى إلى انسحاب المدافعين عن الحقوق الإنسانية والسياسية في حين انكبّت النسوة على تكسير الحجارة ليقذفها الأطفال وأخرج الرجال أسلحتهم (بنادق كلاشنكوف وقاذفات صواريخ).
إنّ العقود الثلاثة السابقة وما شهدته من ظلم وقهر وذلّ وأكاذيب من الحكومة لم تغذ عطش السيناويين للانتقام كما آخر سنوات من حكم الرئيس حسني مبارك. 
إذ، في إطار الرد على أول موجة كبرى من الهجمات الإرهابية جنوب سيناء (2004-2005)، عانى سكان المنطقة من قمع وحشي وشهدنا تصاعدًا غير مسبوق لوتيرة العنف، خاصة ضد النساء، من قبل الجهات الأمنية في رفح والشيخ زويد، فاق الرقم القياسي المحزن لجيش الاحتلال الإسرائيلي (1967-1982). هذا العنف زاد من عزم الجماعات المسلحة صلابة، خاصة الميليشيات السلفية والجهادية كأنصار بيت المقدس.
وتعود مقاومة إسرائيل على أسس طائفية إلى 1948، عندما أنشأ الإخوان المسلمون مخيمات تكوين عسكري للمتطوعين في العريش وسد الروافعة. 
إلا أن حضور الإخوان المسلمين في سيناء تراجع، حتى اضمحل تمامًا بعد سنتين من سيطرة جمال عبد الناصر والضباط الأحرار على الحكم في القاهرة، ومع منع تنظيمهم ونفي عدد من قياداتهم، خاصة في الأردن.
في الوقت نفسه، أنشأ وريث طريقة الشيخ أبي عماد الغزاوي ، الشيخ عيد أبو جرير، أوّل مجموعة صوفية. وظهر تيار الجهاد الصوفي عند أزمة السويس والحرب التي تلتها في 1956. والذي تعاون فيما بعد مع الجيش المصري وجهاز استخباراته في المعركة ضد إسرائيل التي، عند نهاية الصراع، احتلت المنطقة ـ وكذلك قطاع غزة ـ حتى مارس 1957. بعض قيادات هذه المجموعة ومقاتليها السابقين تمّ تكريمهم رسميًّا من الدولة مثل الشيخ حسن خال من قرية الجورة التي تبعد 7 كيلومترات عن الشيخ زويد جنوبًا.

ورغم الروابط التاريخية الوثيقة بين الصوفية والجيش النظامي، يعتبر أهالي سيناء، اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، التي وقعها أنور السادات ومناحيم بيغن سنة 1979 (بعد مفاوضات كامب دايفد سنة 1978) خيانة ولا تزال إسرائيل عدوهم والخطاب الديني الذي لا يفصل الصهيونية عن اليهودية يسلط الضوء على الخطر المستمر الذي يمثله هذا العدو.
وخلال الفترة الممتدة بين 2001 و2010، لم يتمكن تنظيم أسامة بن لادن من إنشاء خلية في مصر ـ رغم أنها البلد الأمّ لزعيم تنظيم القاعدة الحالي، أيمن الظواهري ـ، إلّا في سنة 2006 وتولّي أحمد الحكايمة زعامة تنظيم القاعدة في أرض الكنانة؛ بيد أنه قتل بعد سنتين. وفي يونيو 2010، قام مجهولون، في سيناء، لأوّل مرة بتفجير أنبوب لنقل الغاز الطبيعي المصري من مصر إلى إسرائيل، ثمّ تكررت هذه العملية، بعد سقوط حسني مبارك 13 مرّة، في مناطق مختلفة من شبه الجزيرة. لتعلن الحكومة، في أبريل 2012، عن إلغاء تعاقدها لتصدير الغاز؛ وهو قرار يتوافق مع قرار قضائي ينص على أن العقد يقوّض السيادة الوطنية ومصالح مصر

آنذاك، ظهر تنظيم أنصار المقدس للعلن، لأول مرة، عبر شريط مصور عنونه بـ “إن عدتم، عدنا”؛ أي “إن استأنفتم تصدير الغاز، سنعود”، أعلنَ فيه صراحة عن مساندته للقاعدة وأنّ التنظيم يعترف به.
الجنازة المهيبة، وفقًا للطقوس القبلية، لواحد من الجهاديين البدو، تمّ استهدافه بطائرة بدون طيار إسرائيلية، يوم 9 آب/أغسطس، كانت شاهدًا على التعاطف الذي يتمتع به أنصار بيت المقدس، إلّا أن شعبيتهم وشعبية من يماثلهم من الجماعات تراجعت بعد استهدافهم للجيش النظامي المصري.
وفي تحدٍّ لسلطات القاهرة، رحّب سكان المنطقة بالهجمات التي طالت أهدافًا إسرائيلية خلف الحدود. إذ اعتبروا أن ما يحاك سرّا بين مبارك والإسرائليين حال دون تنمية شبه الجزيرة. وتعتقل إسرائيل العشرات من أبناء القبائل الحدودية، تمّ توقيفهم ويتمّ اعتبارهم دائمًا “أسرى حرب”. رغم ذلك، يخشى أن تتحوّل مقاومة الكيان العبري إلى انتفاضة مسلحة ضد الدولة المصرية.
هذه الخطوة أعطت لإسرائيل ذريعة بأن تتخذّ ما تراه مناسبًا من إجراءات. ففي آب/ أغسطس، دخل كوموندوس الأراضي المصرية لاغتيال إبراهيم عويضة، قيادي بدوي في أنصار بيت المقدس، في قرية خريزة، على بعد 15 كيلومترًا غرب الحدود.
وفي مايو 2013، تعاون عملاء محليون مع الإسرائليين لقتل مهدي أبي دراع في قرية جوز أبو رعد قرب رفح، شمال سيناء. ثم في أغسطس من السنة نفسها، لم تتردد إسرائيل في إحراج الجيش المصري بإعلانها عن مجزرة نفذتها طائرة بدون طيار، في العجراء، راح ضحيتها مجموعة جهاديين كانوا يستعدون لإطلاق صواريخ أرض ـ أرض على أراضيها.
... قرية مدمرة انتقامًا ...
كردٍّ على هذا التصعيد، قامَ الجيشُ المصريُّ، يوم 10 آب/أغسطس 2013، بمهاجمة قريتين يعيشون فيها جهاديون من أنصار بيت المقدس. ولأول مرة منذ 1967، دخلت طائرة هيليكوبتر مصرية المنطقة (ج) لتقصف قريتي “التومة” و”المقاطعة”. وهنا ندرك الدخول في حرب حقيقية.
لم يكن للإخوان المسلمين أي وجود منظّم شرق العريش ولم يتمكنوا من خلق روابط مع الجماعات المسلحة في سيناء طيلة فترة حكم الرئيس محمد مرسي (يونيو 2012 ـ يوليو 2013). لكن ـ وعلى الرغم من العداء الأيديولوجي تجاههم ـ، لم يتردد “أنصار بيت المقدس” من إظهار تضامنه معهم في إطار ما يواجهونه من قمع عنيف منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013 ولم تخلو تصريحاته، المليئة بالحجج الدينية، من اتهام الجيش بالفشل في أداء واجباته تجاه الأمة، وأكد على أنه يعامل عناصر الجيش جميعهم ـ من المجندين إلى أصحاب الرتب العليا ـ ككفار وعلى توسيع نطاق عملياته، خارج سيناء لتشمل أهدافًا في مناطق مختلفة من مصر.

ثم، لاستيائه من العنف وجرائم الحرب المرتكبة خلال العمليات العسكرية، التي بدأت يوم 7 سبتمبر 2013 والمستمرّة إلى الآن، جنّد “أنصار بيت المقدس” المزيد من المقاتلين؛ إلّا أن سيناريو توسيع نطاق عملياته في باقي أنحاء مصر لن يكون الأسوأ، ضرورة، بل تقوية الروابط ـ غير واضحة المعالم حتى الآن ـ بين التنظيم والجماعات الجهادية في سوريا.
العنف غير المسبوق الذي تلى عزل محمد مرسي استفز مقاتلي أنصار بيت المقدس؛ فالهجمات التي نفّذت ضد الإخوان وغيرهم من المتظاهرين الإسلاميين في شهر رمضان 2013 (ساعة الصلاة في المساجد) والشكوك المستمرّة التي تحوم حول المتدينين، صوّرت لهم أن ما يحدث ليس سوى حرب على الإسلام.
لتأتي محاولة اغتيال وزير الداخلية في القاهرة، في سبتمبر 2013، والتي مثّلت نقطة تحوّل؛ ففي السابق يستهدف “أنصار بيت المقدس” الجيش وقوات الشرطة، إلّا أنه انتقل إلى عمليات إرهابية بالمعنى الدقيق؛ إذ إن أولئك الذين يخططون للعمليات لا يبالون بالخسائر التي قد تطال المدنين. وفي أكتوبر 2013، قام جهاديٌّ من أنصار بيت المقدس بتفجير شاحنة مفخخة أمام مبنى مديرية أمن جنوب سيناء ثم تم تفجير مكتب الأمن العسكري لإقليم الإسماعيلية. 
بعد شهر من هذه الحادثة، وإثر تفجير مبنى الأمن بالمنصورة، عاصمة الدقهلية، صنّفت الحكومة الانتقالية “أنصار بيت المقدس” كمنظمةٍ إرهابيّة.

أمّا الانتهاكات التي ترتكبها قوات الجيش النظامي ضد المدنين تبقى دون عقاب؛ ففي سيناء، كلّ شيء مباح بما ذلك تدمير المنازل دون إذن القبائل وحرق الأكواخ التي تأوي الأشد فقرًا والمسنّين واقتلاع أشجار الزيتون وإطلاق النار على بعض المنازل وقتل النساء والأطفال والاعتقال العشوائي لبعض المشتبه فيهم وغلق العشرات من الأكشاك والمحلات والتهجير القصري والاختفاء المنظم، وكذلك التعدّي على الصحفيين والباحثين ـ بما في ذلك كاتب هذه السطور.
بعد أربعة أشهر من هذه الحرب المفتوحة، أعطى “أنصار بيت المقدس” دليلًا على حيويته من خلال ثلاث عمليات نوعية نفذت في يناير 2014: الأولى بإطلاق صاروخ جراد على إيلات يوم 21 يناير. والثانية استهدفت مديرية الأمن في وسط القاهرة، بعد يوم من تحذير وزير الداخلية كلّ مَن يحاول الاحتفال بـ”ثورة 25 يناير” أمام مركز شرطة. 
والثالثة ـ والتي لاقت انتشارًا إعلاميًّا واسعًا ـ إسقاط طائرة عسكرية مصرية، يوم 25 يناير ومقتل طاقمها. وفي ردّ انتقامي على هذا، قام عسكريون غاضبون بتدمير قرية اللفيتات، كما شنّوا غارات ليلية على مدينة البرث.
خلال هذه الأشهر الطويلة، نجح الجيش المصري في فرض تعتيم إعلامي على كلّ ما يحدث في شمال سيناء؛ إذ تمّ الاعتداء على الصحفيين والنشطاء واعتقالهم وتعذيبهم أو ملاحقتهم ممّا اضطرهم للاختفاء، أما الصحفيون الأجانب فقد تم ترحيلهم. كما يتمّ قطع الاتصالات يوميًا وفرض حظر تجوّل ساعة قبل الغروب.
كل هذا ـ بما في ذلك العقاب الجماعي والتعسفي للسكان ـ لم يمنع “أنصار بيت المقدس” من إطلاق المزيد من الصواريخ على إسرائيل، خلال الحرب على غزة في يوليو ـ أغسطس 2014، إذ أطلق صواريخَ من المنطقة ذاتها حيث قامت طائرة بدون طيار قبل سنة بقتل أربعة جهاديين.
وعندما نجح الجيش المصري في منع إطلاق صواريخ مرة ثانية على إسرائيل، يوم 13 يوليو 2014، استهدف “أنصار بيت المقدس” معسكرًا للجيش شرقي العريش. فأصاب الصاروخ الأول الهدف؛ إلّا أنّ الصاروخ الثاني قد سقط على المنازل المجاورة؛ ممّا أسفر عن مقتل 7 مدنين من بينهم طفلة عمرها 10 سنوات، وعن إصابة 9 آخرين بجروح.
اليوم، ابتعدَ تنظيمُ “أنصار بيت المقدس” عن القاعدة ليتحالف مع “الدولة الإسلامية”، وساهمت السياسة الشرسة التي تنتهجها السلطات المصرية والإسرائيلية في خلْق جيل جديد من المقاتلين، يحركهم تعطشهم للانتقام أكثر من القناعات الأيديولوجية.
-


قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا







لماذا المشاريع السياسية للإسلام السني خطرا على السعودية؟.



السعودية والإمارات في مواجهة الصعود الإسلامي
 بعد ثورات الربيع العربي

 تعتبر الحركات الإسلامية التي تسعى للوصول للحكم 
عبر آليات شعبية ورضاء شعبي
 المنافس الحقيقي للنظام السعودي في المنطقة


لم يمر وقت كبير على انقلاب مصر وموقف السعودية الداعم الرئيسي له حتى جاشت في نفوس الكثيرين أسئلة عن طبيعة وحقيقة الموقف السعودي من ملفات الإسلام السياسي السني، فالسعودية في كل مكان انخرطت في مواجهة المشاريـع "الواقعية" للحركات السنية الإسلامية منذ دعمها لانقلاب الجزائر وقت صعود جبهة الإنقاذ الإسلامية مرورا بمواقفها من حركة حماس في غزة و فروع الإخوان في كل من مصر وسوريا واليمن والكويت والأردن، فالسعودية ترى منذ صعود نجم هذه الحركات الإسلامية واقترابها من مواقع السلطة في بلدانها "الخطر الأكبر" على نظامها الداخلي وسطوتها الخارجية،  بل تغاضت الرياض عن خطر المشروع الإيراني قليلا لتتفرغ هي وحليفتها أبوظبي لمواجهة خطر صعود المد الإسلامي السياسي عبر عملية معقدة ومتسلسلة من دعم الثورات المضادة والجيوب العسكرية والأمنية في كل البلاد التي حدث فيها مثل هذا المد .

و إن التقت السعودية والإمارات في مواجهة الصعود الإسلامي بعد ثورات الربيع العربي فيبقى لكل منهما أسبابه الخاصة وإن اشتركا في أسباب أخرى لكن تبقى للسعودية أسبابها الجوهرية المغايرة لأسباب الإمارات، فالإمارات دوما تؤكد على الخطر "الإسلامي" من حيث هو خطر على الهوية الوطنية الجامعة، فهي ترى في الحركات الإسلامية منظمات متجاوزة للولاء الوطني وفاعلين عابرين للحدود، وفي الأيديولوجيا الإسلامية تهديدا مباشرا لصيغتها الوطنية ولصيغة المنطقة وتتجه الإمارات لتوصيف الحركات الإسلامية بأنها وإن أظهرت احتراما للبنى السياسية التقليدية للدولة القومية الحديثة فإنها تضمر في بنيتها الفكرية والدينية تصورا متجاوزا لهذه الهويات وهادما لها، فلا يمكن في نظر محمد بن زايد و قرينه أنور قرقاش أستاذ العلوم السياسية ورجل الأعمال والسياسي ذو النفوذ هنالك -لايمكن في نظرهم- التعايش بين الدولة ونقيضها في إطار واحد، حيث مرجعية "عَلَم الدولة" و "الحدود الجغرافية" هي الضامن الوحيد لاستقرار الشكل الحالي للمنطقة ولدولها وللإمارات بصفة خاصة، حيث أن مركزية العقد الاجتماعي بها قائم على "الوطن" وفيدراليته وليس على أي شيء آخر.

أما على الجانب الآخر فللمملكة السعودية تخوفات أخرى كبرى هذه التخوفات أبعد مدى من التخوف الإماراتي فالصيغة "الدينية" في العقد الاجتماعي السعودي حاضرة منذ التأسيس وإن تحولت في النهاية إلى مجرد خطاب مشروعية سياسية، إلا أن مركزية الدين في الخطاب "الولائي" السعودي الداخلي أمر مفروغ منه سواء اتفق البعض أم اختلف حول هامشية الوزن الواقعي للدين في توجهات الدولة الخارجية وسلوكها السياسي الداخلي إلا انها في خطاب الشرعية والولاء تصدر الدين كأحد أهم أعمدة مشروعية حكم العائلة الملكية، وإن كانت المملكة قد بدأت بالأخذ بنصيحة محمد بن زايد في مجال التركيز على الهوية الوطنية للمملكة مقابل تخفيض مستوى خطاب المشروعية الدينية، وهذا قد بدا بارزا في احتفالات اليوم الوطني السعودي حيث التركيز على الأبعاد الكرنفالية التقليدية والأزياء التاريخية والصحاري والطبيعة البدوية والجبلية والقلاع التاريخية مقابل تراجع كبير في إبراز الصبغة الإسلامية ومركزية الحرمين في إعلانات اليوم الوطني التلفزيونية، لكن كل هذا لم ينتقل بعد بالوعي الجمعي السعودي باتجاه الهوية الوطنية الخالصة ومازالت مركزية المشروعية الدينية حاضرة وبغزارة .

لذلك يبقى السؤال: مادام أن المملكة لا تنحو منحنى علماني كالإمارات في الموقف من الدين فما مكمن الخطر الفعلي في المشاريع السنية الحركية إذن؟

تعتبر الحركات الإسلامية التي تسعى للوصول للحكم عبر آليات شعبية ورضاء شعبي المنافس الحقيقي للنظام السعودي في المنطقة فالأرضية الدينية السنية للشارع السعودي وتاريخ الاندماج الشعبي السعودي في قضايا إسلامية كبيرة كقضية البوسنة و دعم الأفغان وتوسع حركة الصحوة الإسلامية داخلها في فترة سابقة ومركزية القضايا الإسلامية رسخت في النفسية السعودية تقبلا ضمنيا لأطروحات الإسلام السياسي ففي السعودية لايمكن نقد الإسلام السياسي من حيث كونه مزجا للدين بالسياسة كما تفعل أجهزة الدعاية في مصر أو تونس أو حتى الإمارات فهذه مرحلة غير قابلة للاشتباك لأن هذا المزج يزيد مشروعية هؤلاء ولا ينتقصهم، ولأنه متسق مع الخطاب السائد منذ مرحلة الملك فهد حيث حاول تقوية مرجعيته الدينية لمواجهة النقد الصحوي ضده في ملف استقدام الأمريكان، وبالتالي فالقابلية الداخلية للشارع السعودي قادرة أن تستوعب اطروحات الإسلام السياسي بل وتعتنقها وبالتالي فالنجاح الذي قد يصيب أحد مشاريع الإسلام السياسي في أي دولة مجاورة سيمثل التهديد الأخطر والأكبر للمملكة، فالاشتراك في المرجعية الدينية والافتراق في الإصلاح السياسي وملف الحريات والمشروعية "الشعبية" بجوار المشروعية الدينية سيجعل التعطش الداخلي في المملكة لهذا النوع من التجارب كبير، وبجانب هذا الخطر الداخلي يشكل استشراء تصورات الإسلام السياسي ومشاريعه في المحيط الإقليمي خطرا كبيرا من حيث تغيير منظومة القوى والأحلاف التقليدية وقلب ناموس المنطقة وتراتبيتها.
ونتابع في الجزء الثاني .. علاقة الموقف من الإسلام السني بالموقف السعودي المتراجع من المشاريع الشيعية وإمكانية التفاهم في ملفات متعددة ولماذا لا ترى المملكة مثل هذا الخطر في المنظومة الشيعية، وتطبيقات واقعية في العراق واليمن ومصر حول التوافق السعودي الإيراني فيهما !
-


قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا









الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

نعم لقـد أدبه الله ورباه على عينه فيديو


وخاب مسعى اذناب العلمانيه 
 يريدون ان يطمســوا معــالم مصــر الإســلاميه 
وما الله بغافل عما يعملوان


{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }
نعم لقد أدبه الله ورباه على عينه. . وشرح له صدره .. ورفع له ذكره ووضع عنه وزره وأعلى له قدره وزكاه في كل شئ . زكاه في عقله فقال سبحانه:مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى [النجم :2] وزكاه في صدقه فقال سبحانه :وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى [ النجم : 3] وزكاه في صدره فقال سبحانه :أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ [ الشرح:1] وزكاه في ذكره فقال سبحانه : وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ [ الشرح:4] 
  ** {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ..



  يعرض لنا القرآن الفارق الحاسم بين تلك الأمة التي خلت والجيل الذي كانت تواجهه الدعوة حيث لا مجال لوراثة ولا مجال لنسب بين السابقين واللاحقين:فلكل طريق ولكل عنوان ولكل صفة ، أولئك أمة من المؤمنين لا علاقة بأعقابها من الفاسقين ، إن هؤلاء الأخلاف ليسوا امتدادا حقيقيا لأولئك الأسلاف ، فلهؤلاء راية ينضوون تحتها ولأؤلئك راية . 
وهذ هو التصور الإيماني ، الذي يفرق بين جيل مؤمن وجيل فاسق ، فليسا أمة واحدة وليس بينهما صلة ولا قرابة ، إنهما أمتان مختلفتان في ميزان الله. إن الأمة في التصور الإيماني هي الجماعة التي تنتسب إلى عقيدة واحدة من كل جنس ومن كل أرض ، وليست هي الجماعة التي تنتسب إلى جنس واحد أو أرض واحدة.

 ** {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } ..

  نعم لقد أدبه الله ورباه على عينه. . وشرح له صدره .. ورفع له ذكره ووضع عنه وزره وأعلى له قدره وزكاه في كل شئ . زكاه في عقله فقال سبحانه:مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى [النجم :2] وزكاه في صدقه فقال سبحانه :وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى [ النجم : 3] وزكاه في صدره فقال سبحانه :أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ [ الشرح:1] وزكاه في ذكره فقال سبحانه : وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ [ الشرح:4] وزكاه في حلمه فقال سبحانه :بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [ التوبة :128] وزكاه في علمه فقال سبحانه :عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى [ النجم : 5] وزكاه في خلقه فقال سبحانه :وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [ القلم: 4] فمبلغ العلم فيه أنه بشر وأنه خيرُ خلف الله كلهم.. فلقد جمع الله في شخص المصطفى القدرة الحية الكاملة للمنهج التربوي الإسلامي على مدار التاريخ كله . 
* فهو رسول يتلقى الوحى من الله جل وعلا ليربط الأرض بالسماء بأعظم رباط وأشرف صلة. 
* وهو رجل سياسة يقيم الأمة من فتات متناثر ، فإذا هى بناءٌ لا يطاوله بناء وغيرَّ مجرى التاريخ في فترة لا تساوى في حسبا الزمن شيئاً . 
*وهو رجلٌ حربٍ يضع الخطط ، ويقود الجيوش كقائد متخصص في القتال فكان إذا صمتت الألسنة وبلغت القلوب الحناجر قام في الميدان ينادى بأعلى صوته: « أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ » 
*وهو أب ، وزوج ، ورب أسرة كبيرة تحتاج كثيراً من النفقات – من نفقات النفس والتربية والتوجيه فضلاً عن نفقات المال – فيقوم بهذا الدور الكبير على أعلى نسق شهدته الأرض وعرفه التاريخ. 
* وهو عابد خاشع خاضع لربه كأنه ما خلق إلا للعبادة وكأنه قد تفرغ لها ومع هذا كله فهو قائم على أعظم دعوة شهدتها الأرض ، أخذت عقلَه وفكرَه وروحَه وعرقَه ودمهَ كل هذا العظمات ، كل هذه الطاقات ، وكل هذه الأشخاص المتفرقة تجمع في شخص المصطفى صلى الله عليه وسلم 
* فهو القدوة الطيبة والمثل الأعلى الذى يجب ألا تكون سيرته ماضياًَ أبداً بل يجب أن تكون سيرته الزكية شعلة توقد شموسَ الحياة ودماءً تتدفق في عروق المستقبل والأجيال.


لن يفلح الدعاة إلى الله في دعوتهم إلا إذا اتبعوا النبي عليه الصلاة والسلام ، الذي عصمه الله عن الخطأ في الأقوال والأفعال والأحوال ، وأوحى إليه وحياً متلواً ، وغير متلو ، وألزمنا أن نأخذ منه كل ما أمرنا به ، وأن نَدَع كل ما نهانا عنه ، وأن نتأسى بمواقفه وسيرته ، لأنه القدوة والأسوة الحسنة والمثل الأعلى . هكذا فعل النبي عليه الصلاة والسلام ، كان صلى الله عليه وسلم عابداً متحمِّسًا ، قائداً فذاً ، شيّد أمة من الفتات المتناثر ، أما هذا النموذج المعاصر الذي مسخ الدين إلى تمتمات وأقوال وحركات وأشكال لا تقدم ولا تؤخر ، ونسي عمق هذا المنهج ، ونسي عظمة هذا المنهج ، ونسي هذه الرسالة التي أنيطت بالمسلمين فهو نموذج بعيد عن الإسلام ، كان صلى الله عليه وسلم عابداً متحمِّسًا ، وقائداً فذاً ، شيّد أمةً من الفتات المتناثر ، كان رجلَ حربٍ يضع الخطط ، ويقود الجيوش ، وكان أباً عطوفاً ، وزوجاً رحيماً ، تحققت به المودة والرحمة والسكن ، وكان صديقاً حميماً وقريباً كريماً وجاراً تشغله هموم جيرانه ، وحاكماً تملأ نفسه مشاعر محكوميه ، يمنحهم من مودته وعطفه ، يجعلهم يفدونه بأنفسهم ، ومع هذا كله فهو قائم على أعظم دعوة شهدتها الأرض ، الدعوة التي حققت للإنسان وجوده الكامل ، وتغلغلت في كيانه كله ، ورأى الناسُ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تتمثل فيه هذه الصفات الكريمة كلها ، فصدقوا تلك المبادئ التي جاء بها كلها ، ورأوها متمثلة فيه ، ولم يقرؤوها في كتاب جامد ، بل رأوها في بشر متحرك ، تحركت لها نفوسهم ، هفت لها مشاعرهم ، حاولوا أن يقتبسوا قبسات منه ، كلٌّ بقدر ما يطيق ، فكان أكبر قدوة للبشرية في تاريخها الطويل ، كان هادياً ومربياً بسلوكه الشخصي قبل أن يكون بالكلم الطيب الذي ينطق به .  
دعونا من السلبيات ، دعونا من الجزئيات ، دعونا من المواقف السلبية ، دعونا من التفرج على بعضنا بعضاً ، دعونا من الانتقاد المخرِّب ، دعونا من تقييم الناس ، دعونا من هذه الأمراض التي فتكت بنا ، دعونا من هذه الانحرافات التي شلت قدرتنا، دعونا من هذه الترهات التي أعمت أبصارنا ، دعونا من كل هذا ، واقرؤوا سيرة النبي عليه الصلاة والسلام ، اقرؤوا سيرته ، فسيرته وحدها كتاب وسنة ، هكذا كان النبي عليه الصلاة والسلام ، هكذا كانت المحبة بين أصحابه ؟ فكيف هم المسلمون اليوم ؟ ماذا فعلوا ؟ لم يقدموا شيئاً ، ليست كلمتهم هي العليا ، أمرهم ليس بيدهم ، للطرف الآخر عليهم ألف سبيل وسبيل ، لماذا ؟
 ألم يقل الله عز وجل لسنا مستخلفين ، ولسنا ممكَّنين ، ولسنا مطمئنين ، وزوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين ، لابد من مراجعة الحسابات ، لابد من نقد الذات ، لابد من الإصلاح بين المؤمنين ، لابد من أن يكون المؤمنون كتلة واحدة ، لا يمكن أن تفرقهم هذه الترهات .
 مع الشيطان أوراق رابحة ، أولها أن يوسوس لك بالكفر ، فإن رآك على إيمان وسوس لك بالشرك ، فإن رآك على توحيد وسوس لك بالبدعة ، وإن رآك على سنة وسوس لك بالكبيرة ، وإن رآك على طاعة وسوس لك بالصغيرة ، وإن رآك على ورع بقيت معه ورقة أغراك بالمباحات حتى تضيع الأيام كلها في المباحات ، ويأتي ملك الموت ، وأنت صفر اليدين ، فإن نجوت من هذا بقيت معه الورقة الأخيرة (التحريش بين المؤمنين )، وهذا الذي يتم الآن في معظم بلاد المسلمين ، خصومات لا تنتهي ، أحقاد لا تنتهي ، خلافات لا تنتهي ، كل يدَّعي وصلاً بليلى ، كل يتوهّم أنه على الحق ، لا يرى غيره ، ويلغي الطرف الآخر ، لا يظن بالناس خيراً ، هذا الذي يدعو ، ويتوهم أن الجنة له وحده ، وأن الحق معه وحده ، وأن الله له وحده ، هذا ليس مخلصاً ، هذا متطرف ، هذا يدعو إلى ذاته بدعوة إلى الله مغلفة بدعوة إلى ذاته ، من خصائصه أنه يثير الخلافات بين المسلمين ، أنه يوهم الناس أنه وحده على حق ، أنه يوهم الناس أن الحق ضائع، ويقول : إذا أردتموه فهو عندي ، أما الذي دعا إلى الله بإخلاص فهذا الذي يتبع ولا يبتدع ، هذا الذي يؤلِّف ولا يفرِّق ، هذا الذي يقرّب ولا يبعّد ، هذا الذي يحسن الظن ، ولا يسيء الظن ، هذا الذي يقر بوجود الآخرين ، هذا الذي تراه متواضعاً يرجو رحمة الله ، ويخشى عذابه ..
 وخاب مسعى اذناب العلمانيه 
يريدون ان يطمسوا معالم مصر الإسلاميه .. 
وما الله بغافل عما يعملوان









قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا


اعترافات لواء المخابرات. شفرة "عوكل" المخابراتية.. فيديو


فك شفرة عوكل !
 المخابرات المصرية تخرج عن صمتها وتكشف عن سر "شفرة عوكل"


هذه هي استراتيجية النظام، وتلك هي شفرة "عوكل" الحقيقية التي يتوجب علينا بدورنا فكّها وتفسيرها للشعب
إن تفسير شفرة عوكل يقول بأن الدببة المتحلقة حول النظام ستقتله قريباً بغبائها
وأن يوم الحساب قادم لا مفر منه مهما تحصن الظلم بقوة زائفة.

أجرى السيد ثروت جودة حوارًا صحفيًا مع صحيفة الوطن ليحدث ضجة في الأوساط السياسية والشعبية، ليست المرة الأولى التي يُتْحِفنا فيها السيد جودة بحواراته الصحفية؛ فلقد طمأننا منذ ما يقرب عام على تأمين كافة اتصالات المسئولين المصريين في الخارج عن طريق شفرة "عوكل" المخابراتية، (اللي بتلَعبِك الدنيا كلها في بعض فلا يستطيع أحد أن يعرف هو جاي منين ولا رايح فين ! ". وهو أيضا الذي أطلعنا على سر الدمية "أبلة فاهيتا"، وكشف لنا أنها صناعة أمريكية بأدوات "إخوانية وإبريلية"، تستخدم لنقل الشفرات والرسائل التحريضية ضد الجيش والشرطة. وهو كذلك من صرح من قبل بأن أمثال توفيق عكاشة وعبدالرحيم علي "رموز وطنية" ساهمت في إشعال "ثورة" 30 يونيو.
فما الجديد في الحوار الأخير؟
الجديد أن جودة أدلى هذه المرة بما يمكن أن نعده معلومات وليست آراء، وغالبيتها صادم حد الذهول، إن المتابع المدقق لسير الأحداث في الآونة الأخيرة لا يجب أن يفاجئه تصريحات كتلك مهما بدت متصادمة مع ما يدور حولنا من أحداث، فمثلاً لا ينبغي أن يفاجئنا تأكيد السيد جودة بأن المخابرات لم تمد محمد مرسي بمعلومة واحدة صحيحة بينما تتم محاكمة مرسي بتهمة التخابر وتقديم معلومات من شأنها الإضرار بمصر تبعاً لتقرير هيئة الأمن القومي، والذي أفاد بأن أجهزة الكمبيوتر التي تم ضبطها مع مرسي والذين معه قد احتوت على مستندات من شأنها الإضرار بالأمن القومى المصري وأن محتواها يعد سراً من أسرار الدفاع عن البلاد .. فالمحاكمة منذ بدايتها وبكل ملابساتها وشواهدها، وبوضع المتهم في قفص من زجاج لحجب صوته إن قرر الدفاع عن نفسه، تعد نموذجاً فريداً لمحاكمة هزلية ومأساوية . إذن نحن نحاكم شخصا لم يحصل على معلومة واحدة ... بتهمة إفشاء المعلومات (التي لم يحصل عليها أصلا) لأعدائنا!
كما أن زلة لسان جودة حين أفصح عن أن مرسي كان متهماً في ثمانية قضايا منفصلة لكن قام السيسي بدمجها في قضيتين فقط لأنه "رجل رحيم ويراعي الله كثيراً" لا ينبغي أن تقلقنا على شموخ القضاء واستقلاليته عن السلطة التنفيذية .. فدولة الرجل الواحد تعد نموذجاً مستساغاً مقبولاً لا ينبغي الخجل منها أو انتقادها ولا حتى الثورة عليها في الوقت الراهن.
ولا ينبغي أن يقلقنا أيضاً استهانة وكيل المخابرات السابق نفسه بقانون المخابرات العامة الذي يلزم في مادته الثالثة بـ "مد رئيس الجمهورية ومجلس الدفاع الوطني وهيئة المخابرات بجميع احتياجاتها وتقديم المشورة والتوصيات اللازمة لها"، ولا باعتقاده بأن صوم ثلاثة أيام أمر كفيل بتكفير إثم الحنث باليمين الدستورية التي تلزمه بأداء مهام العمل في هذا الجهاز بشرف وأمانة، ولا بإسداء النصح لأحد كبار موظفي هذا الجهاز بعد تركه الخدمة بوقت طويل .. فنحن في دولة يتقاعد فيها كبار الموظفين على الورق فقط ويبقى أثرهم (كفراشة محمود درويش) لا يزول!!! كما أن الرجل يعتقد جازماً بأنه لا يجب طاعة رئيس الجمهورية مادام قد قرر مطمئناً بأنه خائن وعميل، ولن يثبت أبداً العكس ..
لا يقلقنا كذلك غياب دولة القانون التي تحتم أن يحاكَم السيد جودة وفقاً لقانون المخابرات العامة الذي ينص على محاكمة من يسرب الأخبار والمعلومات المتعلقة بالجهاز وأسلوب عمله ما لم يكن قد صدر إذن كتابي من رئيس المخابرات العامة بنشره أو إذاعته .. فالبلد في حالة حرب لا يستقيم معها تطبيق القانون بحذافيره ..
كما لا ينبغي أن تقلقنا العقلية العسكرية النموذجية التي تحكم جميع تصرفات السيد جودة، وفرضت عليه حين أخطأ أن يتمادى في الخطأ وأن يظنه بطولة، ثم أن يتنصل تماماً منه، ويدعى أن ثمة مؤامرة خبيثة تهدف للنيل منه، كل هذا رغم علمه بأن التسجيل الصوتي لكامل حواره موجود وقد يذاع في أية لحظة (إلا إذا ...).
فما الذي يستوجب أن يثير قلقنا في حوار جودة إذن؟ ما ينبغي أن يقلقنا هو أن السيد جودة لم يتنصل من اعترافاته إلا لأنه خرج عن الخط غير المرئي الذي رسمه النظام والذي قرر أنه السقف المعقول لخلط الأوراق وتوزيع الاتهامات والذي لا يجب تخطيه، وتبدأ حدود هذا الخط عند توريط النظام بأي شكل من الأشكال.
حين خرج السيد جودة عن هذا الخط ورّط الدولة العميقة والنظام بشكل مباشر وقدم الدليل على ما قد يستوجب محاكمتهم مستقبلاً، ولولا ذلك ما تصدى له أحد ولا أعاره النظام أي اهتمام، حتى لو تسبب في إلحاق أذى حقيقي بحياة أحد من المواطنين أو وزّع الاتهامات المجانية هنا وهناك، تماماً كوكيل النيابة في قضية علاء عبد الفتاح والذي أفسد سيناريو محاكمة علاء عبد الفتاح والذي كان مايزال "مبلوعاً" رغم كل ما فيه من تجاوزات صارخة، لكن لولا الخروج عن الحد "المعقول" للتدني وعرض فيديوهات شخصية مُنْبَتّة الصلة بالقضية وتنتهك خصوصية "المتهم" بشكل فاضح وغير قانوني لما تم إخلاء سبيل علاء.
هذه هي استراتيجية النظام، وتلك هي شفرة "عوكل" الحقيقية التي يتوجب علينا بدورنا فكّها وتفسيرها للشعب، إن تفسير شفرة عوكل يقول بأن الدببة المتحلقة حول النظام ستقتله قريباً بغبائها، وأن يوم الحساب قادم لا مفر منه مهما تحصن الظلم بقوة زائفة.

-




قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا