الخميس، 2 أكتوبر 2014

أكاذيب لص بغداد.. خطة السيسي لوطن بديل للفلسطينيين .



.. ترحيب إسرائيلي ..
بخطة السيسي لوطن بديل للفلسطينيين 
بيع سيناء .. فصـل آخر من تبادل التخــوين بمصر



كتبت الاعلامية آيات العرابي عبر صفحتها الشخصية علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك موضوع بعنوان "أكاذيب لص بغداد!" قائلة "في لقاء مع الاعلامي المتميز .
معتز مطر على قناة الشرق اتهم عزام الاحمد رئيس وفد فتح في مفاوضات وقف اطلاق النار بالقاهرة الرئيس مرسي بالتنازل عن اراضي سيناء للفلسطينيين وادعى ان محمود عباس حذر الرئيس مرسي بينما وافق الرئيس مرسي : عزام الاحمد : محمود عباس حذر الرئيس مرسي من مشروع توطين الفلسطينيين على مساحة 1600 فدان من سيناء, فسأله الرئيس مرسي, ما عدد سكان غزة فقال مليون ونص, فرد الرئيس مرسي ( يعني عدد سكان شبرا ) .. ومن وجهة نظر عزام الأحمد فإن رد الرئيس مرسي يعني أنه وافق على توطين الفلسطينيين في سيناء, واشار إلى أن المخلوع ( سماه الرئيس مبارك ) رفض المشروع عندما عرض عليه ..
فمــن هــو عــــزام الأحمـــد ؟
هو سياسي فلسطيني في حركة فتح كان وزيراً للاتصالات ووزيرا للأشغال في السلطة الفلسطينية حتى سنة 2003 وقبلها كان سفير فلسطين في العراق .. وهو من مواليد جنين سنة 1947 ولما تم احتلال فلسطين هاجر وأسرته للأردن وانتخب والده عضواً بالبرلمان الاردني, ودرس في دمشق ثم سافر إلى العراق عند صعود حزب البعث القومي .. وهو حالياً رئيس وفد فتح الذي يتفاوض في القاهرة مع وفد من حماس والاحتلال الصهيوني .. التطاول على ذات الله في عام 2007 قال على قناة المنار التابعة لحزب الله : " لو جاءتنا مساعدات مشروطة من رب العباد لن نقبلها " وأكد الفقيه دكتور يوسف الأسطل رد بأن التلفظ بمثل هذا الحديث فيه كفر وإن هذا القول يعتبر ردة عن الإسلام تستوجب تجديد الدين بأن ينطق الشهادتين من جديد وأن يغتسل غسل الإسلام ويستحب أن يصلي ركعتين لتجديد دينه. الفيديو الذي يتطاول فيه على ذات الله..



ســـرقة امـــوال

اتهم ضابط الاستخبارات الفلسطيني فهمي شبانة, في عام 2010 عزام الاحمد بالتورط في فضيحة فساد مالي وسرقة أموال السلطة الفلسطينية حيث كشف عن تلقي شقيقه علام الأحمد محامي حركة فتح في الاردن مبلغ مليون و950 الف دولار امريكي في صفقة وهمية لشراء قطعة أرض في الأردن.
شبانة - لدي المزيد عن فساد لسلطة ....  
اتهم عزام الاحمد بالفساد الاداري والمالي، فقد نصب أخت زوجته خولة الشخشير وزيرة للتربية والتعليم في حكومة التوافق نظراً لصلة القرابة.
المناضل البعثي شريك هو وشقيقه علام في صحيفة أردنية, يشاركهم فيها رجل الأعمال الملياردير الفلسطيني صبيح المصري شقيق رجل الأعمال منيب المصري الذي تربطه علاقات صداقة برموز حزب العمل الاسرائيلي والذي عقد في منزله سنة 2012 اللقاء الشهير بين عمرو موسى وبعض السياسيين الصهاينة والمطبعة التي تطبع الصحيفة قدمت في الأساس كهدية من فرنسا للسلطة الفلسطينية ولكنه هو وشقيقه استخدموها للربح الشخصي. اسمه من ضمن قائمة الفاسدين التي رفعت للنائب العالم لتحقيق في اهدار ما قيمته 700 مليون دولار اختفت من الخزينة بالاضافة الى الملفات التالية :
 فساد اثناء توليه منصب سفير فلسطين في العراق الفساد فى اموال المنظمة فى الاردن مع والده الفساد فى وزارة الاشغال فى السلطة حقيقة شراكتة واخيه علام فى صحيفة الايام
مشهور لدى الفلسطينيين بلقب ( لص بغداد ) نظراً لتورطه في فضائح فساد ونهب أموال من سفارة فلسطين بالعراق وبعد هذا السي في المشرف للرجل الذي يتهم الرئيس مرسي بعدم الاستماع للتحذير المخلص لمحمود عباس ( بهائي الديانة ) بعدم التفريط في اراضي سيناء, نود أن ينشروا تسجيلاً واحداً للرئيس يوافق فيه على تلك الجريمة ..
ترحيب إسرائيلي بخطة السيسي لوطن بديل للفلسطينيين" تبدي الأوسط الرسمية وشبه الرسمية الإسرائيلية ترحيبها وتفاجؤها في الوقت ذاته من الخطة التي طرحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على نظيره الفلسطيني محمود عباس، والتي تقضي بمنحه 1600 كلم من أراضي سيناء لإقامة وطن بديل للفلسطينيين عليها.
يذكر أن الاذاعة العبرية كشفت منذ شهرين بتاريخ 9 أغسطس 2014 عن أن أبو فلاتر صاحب الهاشتاج الشهير, شاويش الانقلاب, قدم عرضاً لمحمود عباس بالتنازل عن حدود 67 مقابل توطين الفلسطينيين من غزة في مساحة قدرها 1400 كيلومتر مربع من سيناء وقال له حسب الاذاعة العبرية بالحرف : “أنت اليوم عمرك 80 عامًا فإن لم تقبل العرض اليوم من سيأتي بعدك سيقبل به “، الا ان الاخير رفض تماما الموافقة على العرض.  وهو ما ازعج الانقلاب فسارع إلى النفي



قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
 قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا



الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

من أراد أن يتعامل مع مصر فليعرف من تكون.



كيــف نفهــم مصــر ؟؟!



لكل شعب خصائص يتميز بها عن غيره من الشعوب ومصر كذلك تتميز ببعض الخصائص التى تميزها وتعطيها طابعا خاصا
وهذه الخصائص والميزات يجب على كل من يتطلع إلى حكم مصر أن يعيها جيدا بل إن تلك الخصائص فرضت نفسها حتى على كل من حاول أن يستعمر هذا الوطن من الغزاة..
ومن أهم هذه الخصائص فى عجالة ما يلى :
1 - مصر الدولة الوحيدة التى ذكر اسمها فى القرآن الكريم صراحة وهذا مؤشر على أنها كانت أمة واحدة حتى أصبح اسمها علما على المكان وعلى الشعب فى آن واحد وهو يؤشر على أن مصرغير قابلة للتقسيم أو التجزئة وستظل مصر ما دام القرآن يتلى
 يتميز الشعب المصرى بوحدة لحمته وهو غير قابل للتفرقة والفرقة لهذا لا تنجح أى تدابير من شأنها أن تفرق هذا الشعب برغم تنوع سلالاته ورحابة خصائصه الديموغرافية..
فالوحدة فى كل الأمم هى أساس وحجر الزاوية للاستمرارية والنهضة بيد أنها فى مصر أضحت حالة مزاجية ونفسية حتى للأفراد ، فالفرد المصرى لا يعرف للإبداع طريقا إن غابت عنه هذه الوحدة ، بل سينعكس حتى على تعامله اليومى مع كل من وما يحيط به
ومن العجيب والغريب الذى يبين مدى أهمية الوحدة لدى الشعب المصرى أن أعتى الطغاة لم يستطع أن ينل من هذه الوحدة حتى فرعون نبى الله موسى رضخ لتلك الوحدة ، لننظر إلى قوله تعالى ( قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى ) سور طه آية 59 ، فهو عندما خيلت له نفسه المتكبرة أن يظهر على نبى الله موسى وعرض عليه المناظرة - ان جاز التعبير - اختار موسى عليه السلام يوم عيد للمصريين وهو يوم الزينة حيث يجتمع الناس ( وأن يحشر الناس ضحى ) فكان تأييد الله لنبيه أمام الجموع المحتشدة حتى آمن سحرة فرعون وأظهروا للناس كفر فرعون وقبح عمله ، الشاهد هنا ان الجمع والحشر واجتماع الناس يوم عيدهم دليل على وحدة هذه الأمة من قديم الزمن ودليل بين على أن سعادته لا تكتمل ولا تظهر بوادرها إلا باحساسه بالوحدة وأن أعياده لا تكتمل إلا بالالتقاء والتواصل المجتمعى ، وكأن هذه الوحدة هى خط أحمر لا يستطيع أعتى الطغاة أن ينال منها وإلا أُسقِط وحورب..
2 - يتميز الشعب المصرى فكريا وثقافيا بظاهرة فريدة وهى أنه غير قابل للتشكل الثقافى الخارجى أو الاستجابة لفرض ثقافة مختلفة أيا كان مصدر الثقافة غير أنه فى ذات الوقت يمتص الثقافات الأخرى مع ما يتماشى مع فكره ومزاجه العام أى أنه يبتلع الثقافات ويصبغها بصبغة مصرية لتخرج من رحمه ثقافة مصرية خالصة متنوعة المصادر وهو ما يعطيها صفة الاستمرارية
سأضرب مثالا بسيطا معبرا ، عندما دخل جهاز التليفزيون مصر كانت مصر تقبع تحت الاحتلال الإنجليزى وكان من الطبيعى أن تكون اللغة الإنجليزية لغة سائدة أو على الأقل لغة الصفوة ومع ذلك ظلت اللغة الإنجليزية محتجزة داخل أروقة الحكم ولم تنتشر بين جموع الشعب والمدهش أن الإنسان المصرى حينما أراد أن يسم هذا الجهاز الجديد لم يختر له اسمه الإنجليزى (تليفشن) أو( تليفيجن ) ( Television ) بل اختار الاسم الفرنسى لأنه الأقرب إلى لغته من حيث النطق والمزاج فسماه ( تلفزيون ) ( télévision ) ، وهو تفرد الشخصية المصرية التى تأبى الا ان تفرض نفسها حتى فى أشد لحظاتها ضعفا واستكانة..
التنوع الثقافى للثقافة المصرية جعلته حالة فريدة من نوعها سواء بسبب تنوع الاجناس والسلالات أو بسبب موقعها الجغرافى فهى تعتبر ملتقى الثقافات سواء من ناحية الغرب فى مطرح وما يحاذيها وتمتد لثقافات المغرب العربى أو فى الجنوب فى أسوان وبلاد النوبة وحلايب وشلاتين وهى امتداد للسودان والعمق الإفريقى بثقافاته المختلفة أو فى سيناء حيث الامتداد الثقافى لشبه الجزيرة العربية والشام وما وراء النهرين والهند إلى حدود الصين وهى امتداد لعمق الثقافات الحالية والتاريخية لهذه المنطقة الخصبة بثقافات وحضارات رائدة ، ثم أخيرا الحدود الشمالية والبحر الأبيض المتوسط والذى لم تمنع مياهه أن تكون امتدادا للثقافات الأوروبية المختلفة..
3 - يتميز الإنسان المصرى فى كثير من الأحيان بلمحة من الغموض التى اكتسبها من طبيعة الحياة وجغرافية المكان لذا صعب على كثير ممن تعامل مع شعب مصر سواء من الغزاة أو حتى ممن ولى حكمها أن يعلم خطواته المستقبلية أو حتى ردة فعله وهى خاصية قد لا يلتفت إليها الباحثون كثيرا مع أن التاريخ يدل عليها..
4 - على عكس ما يشاع من أن المصرى يرضخ للذل والعبودية طوعا وهذا على غير الحقيقة فهو حينما يرضخ لذل حاكمه الطاغية انما يكون باختياره ومحض إرادته واحيانا بتلاعب بعض الطفاة باحلامه وعقله كقوله تعالى ( فاستخف قومه فاطاعوه ) لكنه لا يرضخ الا طواعية ويعجز اى طاغية أن يستبد به كرها وجبرا دون اقناع حتى ولو مزيف شريطة كما قلنا أن لا يمس تلك الخطوط الحمراء التى ذكرناها
ويتضح ذلك جليا فى قصة ابن عمرو ابن العاص رضى الله عنه والمصرى
فيذكر ابن عبد الحكم أن رجلاً جاء إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال له : يا أمير المؤمنين ، عائذ بك من الظلم. قال : عذت معاذًا ، قال : سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته ، فجعل يضربني بالسوط ، ويقول : أنا ابن الأكرمين
 فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم عليه هو وابنه ، فقدما ، فقال عمر : أين المصري ؟ خذ السوط فاضرب
فجعل يضربه بالسوط ، ويقول عمر :
اضرب ابن الأكرمين ، قال أنس : فضرب فوالله لقد ضربه ونحن نحب ضربه ، فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه. ثم قال عمر للمصري : ضع على صلعة عمرو فقال: يا أمير المؤمنين ، إنما ابنه الذي ضربني ، وقد اشتفيت منه ، فقال عمر لعمرو : مُذ كَمْ تعبدتم الناس ، وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟! قال : يا أمير المؤمنين ، لم أعلم ولم يأتني
لذلك فطن عمرو ابن العاص لطبيعة الشخصية المصرية مبكرا فعقد معهم وثيقة الإسلام التى ينادى بيها وهى مبادئ الإسلام التى أبهرت العالم بعظمتها وسماحتها وحرصها على العدل وكرامة الاسان وكان فى مقدمة الوثيقة :
( بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أعطى عمرو بن العاص أهل مصر ، الأمان على أنفسهم وملتهم وأموالهم وكنائسهم وصلبهم ، وبرهم وبحرهم ، لا يدخل عليهم شيء من ذلك ولا ينتقص ، ولا يساكنهم النوب ، وعلى أهل مصر أن يعطوا الجزية إذا اجتمعوا على هذا الصلح .. )..

5 - تفرد موقعها الجغرافى سواء من ناحية الموقع الفريد والذى يتوسط العالم القديم بكل ثقافاته وأجناسه أو من ناحية طبيعتها الجغرافية متعددة الأشكال وبالتاكيد فان جغرافية المكان من حيث الموقع أو الطبيعة لم تعط أهمية لمصر من ناحية القوة والمكانة فقط بل ساهمت أيضا فى صناعة الإنسان المصرى وأعطته زخما وتفردا وقدرة على التعامل مع مختلف الظروف والمواقف
فمن حيث الموقع فهى رمانة الميزان وملتقى الثقافات وواسطة العقد وكأنها بوابة الكون إلى الأرض
ومن حيث الطبيعة فكم من الحيرة تنتابك لتصفها فهى بلد زراعية كانها جنة خضراء ليس بها حبة رمل وهى بلد صحراوية تشعر أنها لا تعرف للخضرة مكانا ، هى واحة حينا وشبه واحة حينا آخر ، هى بلد بدوية كما أنها حضرية ، وهى دولة بر كما أنها دولة بحرية من طراز فريد ، تشعر أنها بلد المتناقضات لكنها فى الحقيقة هى بلد تختصر البلاد فيها
وحقا لقد وافق مفكرنا الراحل جمال حمدان الصواب حينما وصف عبقرية المكان بقوله عن جغرافية مصر (فلتة جغرافية لا تتكرر فى أى ركن من أركان العالم فالمكان ، الجغرافيا كالتاريخ لا يعيد نفسه أو تعيد نفسها ، تلك هى حقيقة عبقريتها الاقليمية)
حينما يسير النيل بين ربوعها فهو يتخطى كونه نهرا ليغدوا فيلسوفا شاعرا على عرش الملك تحوطه الدنيا على ضفتيه وكأن الطبيعة اختصرت الأرض على ضفافه من حدودها الجنوبية حتى المصب
كل تلك الخصائص والعوامل جعلت الانسان المصرى دائم التطلع للأفضل على مستوى الأمة حتى وان رضى لنفسه بالقليل
هلا فهم الساسة والصفوة من المثقفين كيفية التعامل مع هذه الأمة وهذا الشعب ؟
لم يكن مغزى مقالى أن أفضل شعب مصر على غيره من الشعوب فلكل شعب خصائص تميزه عن غيره وإنما كانت محاولة سريعة لمعرفة كيف نفهم مصر وكيف نفهم شعبها لنصل إلى جملة مفادها...
... من أراد أن يتعامل مع مصر فليعرف من تكون ...
بقلم : دكتور أحمد كلحى






قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا


؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



الأحد، 28 سبتمبر 2014

بين ثورة الفكر وفكر الثورة‎ فى مصر .المجــاهد أحمد حسين ..



مصر ليست ضيعة أو عزبة تتداولونها في الحكم



أحمد حسين .. مفجر الثورة فى الجامعة 
وقــائد المظــاهرات التى طالبت برحيـل الملك 
وتطهير البـــلاد من الفســـاد
.. فى ذكرى وفاة زعيم مصر الفتاة.. بين ثورة الفكر وفكر الثورة‎..
- مشروع القرش أنقذ الصناعة المصرية من التدهور .. "والطربوش "للتمسك بالهوية الشرقية والإسلامية
طه حسين يفتري عليه باتهامات باطلة و حكومة النحاس تقول إن مشاريعه ضد الوطنية المصرية لمجرد التفاف الأمة حوله
- سحب البساط من الوفد فتعرضت مقرات مصر الفتاة للإغلاق، والنحاس يتهمهم بالعمالة  لدولة أجنبية
- اتهم الملك بالخيانة وقال:"إن مصر ليست ضيعة أو عزبة تتداولونها في الحكم..
فى مثل هذا اليوم السادس والعشرين من شهر سيتمبر فقد الأفق الفكرى والثورى والسياسى الأستاذ أحمد حسين الرجل الذى تجمع لديه ثورة المفكر وفكر الثورة وهو من الزعامات التي أثارت قدرا كبيرا من الجدل السياسي؛ حيث ظهر كزعيم جماهيري ثوري منذ أيام دراسته في الجامعة، وتبنيه في تلك الفترة لمشروع وطني عرف بـ"مشروع القرش"، ويهدف إلى تحقيق الاستقلال الوطني في ناحية الصناعة، كما أنه كان من رواد إدخال الفكرة الإسلامية إلى العمل السياسي في مصر عقب إنشائه "الحزب الوطني القومي الإسلامي" الذي دعا إلى الوحدة العربية بعد حزب مصر الفتاة ، ووجود الشريعة الإسلامية في دستور البلاد وهو الأخ الأكبر للمفكر الكبيرعادل حسين ووالد المناضل مجدى حسين مؤسس حزب الاستقلال ورئيس تحرير جريدة الشعب الذى يدفع الآن ضريبة كفاحه ضد الحكم العسكرى خلف أسوار سجون المستبدين..
ولد أحمد حسين في 8 ربيع الأول 1329هـ الموافق 8 مارس 1911م بحي "السيدة زينب" بالقاهرة، وتلقى تعليمه الابتدائي في "مدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية"، ثم انتقل منها إلى مدرسة "محمد علي الأميرية".
كان الحس الإسلامي موجودا عنده منذ الصغر، ففي دراسته الباكرة ألف مع صديقه "فتحي رضوان" -الذي أصبح أحد كبار الصحفيين والكتاب المصريين- جمعية مدرسية سميت بـ"جمعية نصر الدين الإسلامي"، والتي استمرت فترة قصيرة، لكنها توقفت بسبب ضغوط ناظر المدرسة آنذاك.
وعندما بدأت المرحلة الثانوية كان أحمد حسين في مدرسة الخديوية الثانوية، وازداد اهتمامه بالمسرح والتمثيل، ونمت عنده موهبة الخطابة، ونما عنده الحس الوطني، وقد أنهى دراسته الثانوية في 1347 هـ / 1928م، ثم التحق بكلية الحقوق، وفي أثناء دراسته ازداد شغفه بالسياسة، وبدأ في ممارستها عمليا، وكان من أبرز مشروعاته وأفكاره "مشروع القرش".
... مشروع القرش وأسيس الصناعات الوطنية ...
تبنى أحمد حسين مع فتحي رضوان "مشروع القرش" سنة 1350 هـ / 1931م؛ وذلك لحث كل مواطن مصري على أن يتبرع بقرش واحد لإنقاذ الاقتصاد المصري الذي كان يعاني آنذاك من آثار انخفاض أسعار القطن في الأسواق، ويمكن النظر إلى المشروع من أكثر من زاوية، فمن أهدافه -كما قال أحمد حسين نفسه- "نشر روح الصناعة الوطنية في كل مكان"، كما أنه كان بداية للأفكار الاشتراكية لدى الرجل، والتي تقوم على فكرة إنشاء صناعات قومية يساهم فيها الشعب نفسه، وتكون مملوكة له، وهو ما عبر عنه بقوله: "ولما كانت الصناعة تحتاج إلى رءوس أموال، لم أشأ أن تُجمع رءوس الأموال من بضعة أفراد؛ بل رأيت أن مما يحقق غايتها بكمالها أن يساهم الشعب مجتمِعا في إنشاء هذه الصناعات القومية؛ ليظل حريصا على تشجيعها فيما بعد".
كما أن المشروع جاء في إطار معركة شهيرة عرفت في مصر بمعركة الطربوش، فمصر كانت تستورد الطرابيش إلى أن أنشأ محمد علي باشا –حاكم مصر- مصنعا لتصنيع الطرابيش، لكن بعد تحالف الدول الغربية ضد مشروعه في مصر عام 1840م توقفت كثير من المصانع، ومن بينها مصنع الطرابيش، وعادت مصر إلى الاستيراد مرة أخرى.
... معركة الطربوش والصراع مع الوفد ...
لكن المعركة التي اشتعلت في تلك الفترة كان الطربوش فيها يعبر عن رمزية، ورمزيته تعني التمسك بالهوية الوطنية المصرية الشرقية والإسلامية، في مقابل الهويات التي كانت تطرح نفسها في ذلك الوقت، خاصة الانجذاب نحو الغرب؛ حيث كان أنصار هذا الاتجاه يرون أن القبعة هي بديل الطربوش الذي من المفترض أن يرتديه المصريون كغطاء للرأس؛ وكان من أنصار القبعة الكاتب الشهير سلامة موسى الذي رأى في الطربوش تمسكا بالحكم التركي، وفي المقابل كان أنصار الطربوش يلعنون القبعة ومن يرتديها، فكانت معركة كبيرة امتد جدالها وزخمها إلى الشارع المصري، وفي هذه الفترة ظهر مشروع أحمد حسين "القرش"، وكان لما يزل طالبا في الفرقة الثانية بكلية الحقوق، وكان يعتبر أنه من العار على المصريين أن يستوردوا زيهم القومي من الخارج
... بين مزايدات صدقي وغضب النحاس...
رأت حكومة صدقي باشا في المشروع فرصة لها لتحقيق قدر من الشعبية بين المصريين، وربما لتوظيف فكرة المشروع في إطار صراعه السياسي مع حزب الوفد آنذاك؛ ولذا أصدر أوامره للحكومة بأن تقدم كل التسهيلات للمشروع، وربما هذا ما يفسر الموقف العدائي الذي اتخذه الوفد من المشروع، حتى إن زعيم حزب الوفد مصطفى النحاس باشا اتخذ موقفا عدائيا صريحا منه، متهما إياه بأنه مشروع ضد الوطنية المصرية، وقال: "إن المشروع انحراف بجهود الشباب عن قضية مصر الحقيقية"، ويقصد بها الاستقلال، بل إن الدكتور طه حسين نفسه رأى في المشروع نوعا من "هروب الشباب عن ثورة الفكر". 
الطريف أنه في تلك الفترة ظهرت "تقاليع" للطرابيش؛ مثل استبدال اللون الأحمر التقليدي للطربوش باللون الأخضر، وهو لون علم مصر آنذاك.
شارك آلاف المتطوعين في كافة أنحاء مصر في "مشروع القرش"، وحظي بدعم الكثير من الأحزاب باستثناء الوفد، وحظي بدعم الحكومة، حتى إن فرق الموسيقى العسكرية كانت تشارك في بعض حملات المشروع، وتقيم لها الحفلات الغنائية، كما شارك الشاعر الكبير أحمد شوقي في دعم المشروع بأشعاره، وكان مما قاله:
علم الآباء واهتف قائلا    أيها الشعب تعاون واقتصد
إجمع القرش إلى القرش يكن    لك من جمعهما مال لبد
أطلب القطن وزاول غيره    واتخذ سوقا إذا السوق كسد
كان الكثير من الطلبة في الجامعة يحملون عددا من دفاتر المشروع، ويذهبون بها إلى مدنهم وقراهم لجمع التبرعات، فكانت حملة يغلفها الحماس القوي والوطنية، حتى بلغت حصيلة المشروع في العام الأول نحو (17) ألف جنيه، وفي العام التالي نحو (13) ألف جنيه، وهو مبلغ ضخم جدا بمقاييس ذلك الزمن، وكان شعار اللجنة التنفيذية للمشروع "تعاون وتضامن في سبيل الاستقلال الاقتصادي". 
أسفر مشروع الطربوش بالفعل عن إنشاء مصنع في العباسية (في شارع مصنع الطرابيش) بالتعاقد مع شركة هاريتمان الألمانية، وافتتح المصنع في 15 فبراير 1933م.
... جمعية مصر الفتاة وجريدة الصرخة ...
ظهر اسم مصر الفتاة عام 1929 لأول مرة، ثم بدأت تتكون ملامح تلك الجمعية الوطنية إبان "مشروع القرش"، وفي جمادى الآخرة 1352 هـ / أكتوبر 1933م تشكلت جمعية "مصر الفتاة"، وأعلنت رسميا تحت رئاسة "أحمد حسين"، واتخذت من جريدة "الصرخة" لسانا لها، وكانت جمعية ذات أهداف وطنية فكان من مبادئها أن على كل مصري أن يؤمن بأن مصر فوق الجميع، وأن يشعل القومية المصرية، وأن تصبح الكلمة المصرية هي العليا وما عداها لغوا، وكان من متطلباتها:
 "لا تتحدث إلا بالعربية"، و"لا تشتر إلا من مصري"، و"لا تلبس إلا ما صنع في مصر"، و"احتقر كل ما هو أجنبي، وتعصب لقوميتك إلى حد الجنون".
كانت الجمعية مقصدا لكثير من الشباب المصريين؛ لما تميزت به من حماسة وحب للوطن، وأنشأت الجماعة جماعات شبه عسكرية عرفت بـ"تشكيلات القمصان الخضراء"، وقد ساندت جماعة مصر الفتاة وزارة علي ماهر باشا في الفترة من يناير إلى مايو 1936م، وهو ما زاد من قوتها.
بين القمصان الخضراء والزرقاء
في 16 شوال 1355 هـ / 31 ديسمبر 1936م تحولت جمعية مصر الفتاة إلى حزب سياسي، فكان حزبا يتمتع بشعبية وسط الشباب المصري، ويتبنى خطا وطنيا قويا ذا تأثير سلبي على شعبية الوفد بين الشباب؛ لذا اتجه الوفد إلى محاربة مصر الفتاة، كما أن تولي مصطفى النحاس رئاسة الوزراء في مصر عام 1936م كان مؤشرا على اضطهاد أعضاء مصر الفتاة وتشكيلات القمصان الخضراء، فأنشأ الوفد تشكيلات شبه عسكرية عرفت بـ"القمصان الزرقاء"، واصطدم هؤلاء بتشكيلات مصر الفتاة، ونتج عن ذلك قتل شخصين، ومن ثم تعرضت مقرات مصر الفتاة للإغلاق، وتوازى مع ذلك حملة سياسية شنها النحاس باشا في مجلس النواب بأن مصر الفتاة تعمل مع دولة أجنبية، خاصة بعد حادث تعرض النحاس باشا لإطلاق نار، فتم إغلاق دور مصر الفتاة، واعتقال الكثير من أعضائها، وعلى رأسهم أحمد حسين.
عندما تولى محمد محمود باشا رئاسة الوزراء في مصر في أواخر 1937م تم استصدار مرسوم يمنع عمل وإنشاء التشكيلات شبه العسكرية في مصر
عندما نزل الألمان الأراضي المصرية إبان الحرب العالمية الثانية وبدءوا يحرزون انتصارات على الإنجليز في مصر، تمكن أحمد حسين من الهرب مرة ثانية من السجن في أثناء علاجه في المستشفى، لكن هزيمة الألمان في معركة العلمين الشهيرة أحبطته؛ إذ كان يأمل أن يستغل تقدم الألمان لإحداث ثورة شعبية تقود إلى تحرير مصر من الاحتلال الإنجليزي، وهو ما جعله يسلم نفسه، فتم حبسه عامين، حتى أفرج عنه عام 1366 هـ / 1946م.
الصرخة... والتنظيمات العسكرية
كانت قيادة مصر الفتاة في يد الشباب، ولم تكن في أيدي الساسة الكبار؛ ولذا كانت حماستهم عالية للغاية، فأنشئوا تنظيما شبه عسكري كان الأول من نوعه في مصر، عرف بالقمصان الخضراء، وأصدروا جريدة شهيرة عرفت باسم "الصرخة" التي طالبت بجلاء الإنجليز عن مصر، وإلغاء نظام الامتيازات الأجنبية، وإدخال الخدمة العسكرية العامة إلى مصر، وظهرت مصر الفتاة كجمعية تريد إصلاح وتطوير البلاد والمجتمع؛ ولذا كانت تتكرر دعواتها لمقاطعة البضائع الإنجليزية، ومقاطعة منتجات ومصانع التبغ التي يديرها الأجانب، ومقاطعة الحانات ودور السكر والخمر. كانت مصر الفتاة تقوم بمسيرات، وتعقد الاجتماعات، وهو ما عرض أعضاءها للاصطدام المتكرر بالبوليس، وعرض بعض أعضائها للاضطهاد.
في عام (1938-1939م) أيدت "مصر الفتاة" الملك فاروق، ونادت بإحياء الخلافة في شخص الملك، وخلعت على الملك فاروق لقب "أمير المؤمنين"، وطالبت بالأخذ بالشريعة الإسلامية باعتبارها أساسا للحياة في مصر، وحمّلت الحضارة الغربية مسئولية تفكك نسيج المجتمع المصري، وإضعاف ما تميز به من تكافل، ونادت بأن تتولى القاهرة زعامة الشرق، وأن يصبح الأزهر الناطق باسم الأمم الإسلامية.
في أواخر الثلاثينيات أولت مصر الفتاة اهتماما بالنواحي الاجتماعية، مثل تحسين مستوى العمال والفلاحين الذين بات الجوع يهددهم، ودعا أحمد حسين إلى أن ينتظم العمال نقابيا، ودعا إلى تأميم قناة السويس، وإعادة فرض الزكاة على كل مصري، وتخفيف عبء الضرائب عن الفلاح.
الاشتراكية... والسجون
في أواخر الأربعينيات كاد حزب مصر الفتاة أن يختفي من على المسرح السياسي؛ نتيجة الإجراءات القمعية التي مورست ضده، ونتيجة للتغيرات التي حدثت في المجتمع المصري في أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها، وكان أحمد حسين ضيفا متكررا على السجون، وبعد الحرب العالمية الثانية اتخذ موقفا متشددا، وطالب بالجلاء الناجز للإنجليز عن وادي النيل، وشاركت مصر الفتاة مع قوى وطنية أخرى في حملات لمقاطعة البضائع الإنجليزية.
طالب الحزب بإلغاء كل ما يتعارض من القوانين مع الشريعة الإسلامية، مع مراعاة عنصر التطور،كما ان الحزب طالب بإبقاء القوانين الوضعية مع اقتصار التعديل والتغيير على ما يتعارض منها مع الشريعة الإسلامية،
الاشتراكية والإسلام
ثم كان التغيير في حزب مصر الفتاة، ففي البداية كان شعاره (الله.. الوطن.. الملك)، و(الملك نعظمه، ونلتف حول عرشه) ثم استبدل بذلك شعار (الله.. الشعب)، وكان إسقاط الملك من الشعار واستبدال الشعب به دلالة واضحة حول الرغبة في التغيير، بل إنه تغير اسمه من "مصر الفتاة" إلى "الحزب الاشتراكي"، واعتبر أحمد حسين "أن الاشتراكية من لب الإسلام وصميمه".
حدد الحزب في برنامجه الجديد الملكية الزراعية بخمسين فدانا، وطالب بأن يحل الإنتاج الجماعي محل الإنتاج الفردي، وأن تكون الصناعات الكبرى والمرافق وغيرها مملوكة للدولة. كان هدف الحزب تحرير مصر، واستقلال وادي النيل، وتوحيد الشعوب العربية كلها في دولة واحدة على غرار الولايات المتحدة، وتأليف جيش عربي واحد. رفض الحزب مبدأ المفاوضة لتحقيق الاستقلال، وهاجم الولايات المتحدة وزحفها الاقتصادي على مصر من خلال الدولار، وكان يرى أن تحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي لا يكون إلا من خلال إطلاق الحريات على أوسع نطاق.
أوضح الحزب تمايزه في تبنيه الاشتراكية عن الشيوعية، فرأى أن الشيوعية تتنكر للماضي وتتنكر للدين، في حين أن الاشتراكية ترى أن أساسها الدين، وكان أحمد حسين يؤكد دائما على مبدأ الإيمان بالله تعالى، وأن الإسلام دين ودولة، وكان يرفع شعار: "إن الإسلام يحرم الربا فهو يحرم الرأسمالية"، وأن الاستعمار هو ذروة الرأسمالية، وأن الاشتراكية هي ترياق الاستعمار. كان الحزب معترفا به، وكانت له صحيفة يلتقي من خلالها بالجماهير، فكان أكثر التنظيمات تمتعا بالنشاط العلني.
شكل الحزب مجموعات من المتطوعين في أثناء حرب فلسطين عام 1948م، واشترك أنصاره في الحرب غير النظامية على العصابات الصهيونية، وكانت بعض معسكرات أتباع أحمد حسين في سوريا.
كانت رؤية الحزب الاشتراكي أنه بقدر ما يتحطم حزب الوفد ينفتح الطريق أمام الثورة القادمة، وحكم هذا المنطق سلوك الحزب الاشتراكي، فكان أحمد حسين وحزبه يشنون هجوما قاسيا على الوفد ورجاله، وكان نقده اللاذع للوفد محاولة منه لتخليص الجماهير من تراث الوفد الماضي الذي أصابه التكلس؛ حتى إن أحمد حسين نادى في 24 من يناير 1952 بإسقاط حكومة الوفد، ودعا أكثر من مرة إلى تكوين جبهة ثورية، وبذل جهدا كبيرا في التقارب مع التنظيمات الشعبية والثورية.
كانت صحيفته "الاشتراكية" توزع ما يقرب من 80 إلى 100 ألف نسخة؛ وهو ما يؤكد أن نشاط الحزب اتسم بنوع من الإيجابية والفاعلية السياسية.
حريق القاهرة وحبل المشنقة
في 24 يناير 1952 عقد مؤتمرا صحفيا أعلن فيه أنه قرر الانسحاب من الحياة العامة، متوقعا تردي البلاد في الكوارث، وكان ذلك قبل حريق القاهرة بيومين، وقد وجه له البعض أنه يقف هو وحزبه وراء حريق القاهرة الشهير، وقدم إلى المحاكمة، وطالبت الحكومة بإعدامه، وكاد حبل المشنقة أن يلتف حول رقبته.
كان أحمد حسين هو العمود الفقري للحزب، فهو من يكتب ويخطب ويواجه الجماهير، ويواجه ويقابل الساسة حتى إن الملك رأى أن التخلص من التيار يكمن في التخلص من أحمد حسين زعيم الحزب..
مصر ليست ضيعة أو عزبة تتداولونها
أفرج عن أحمد حسين بعد قيام حركة يوليو 1952م، وإسقاط النظام الملكي، وعاد لنشاطه، لكن حل الأحزاب شمل حزبه في 1373 هـ / 1953م، ثم ما لبث أن تعرض للسجن والتعذيب الوحشي في السجن الحربي إبان "أزمة مارس" الشهيرة عام 1954م، والتي دار خلالها صراع على السلطة بين الرئيس محمد نجيب وجمال عبد الناصر الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء، وذلك بسبب برقية أرسلها إلى الطرفين قال فيها: "إن مصر ليست ضيعة أو عزبة تتداولونها".
عندما أفرج عنه انتقل أحمد حسين إلى منفاه الاختياري في سوريا، ثم لبنان، ثم لندن، ثم السودان، ولم يكف خلال هذا التجوال عن إرسال البرقيات إلى الرئيس جمال عبد الناصر-الذي كان عضوا سابقا في حزب مصر الفتاة- يطالبه فيها بالديمقراطية، ويحذره من الاستبداد والديكتاتورية.
في عام 1376 هـ / 1956م طلب أحمد حسين العودة إلى مصر على أن يعتزل العمل السياسي، واستجيب لطلبه، فعمل بالمحاماة فترة، ثم اعتزلها عام 1380 هـ / 1960م، وتفرغ للكتابة، وأصدر مجموعة من المؤلفات منها: "موسوعة تاريخ مصر" في خمسة أجزاء، وعدد صفحاتها (1500) صفحة، وإيماني، والأرض الطيبة، وفي الإيمان والإسلام، ووراء القضبان، ورسالة إلى هتلر، وحكومة الوفد، واحترقت القاهرة، والاشتراكية، وكتاب الطاقة الإنسانية - إصدار دار القلم ؛ وهو أشهر كتبه على الإطلاق. ثم اتجه إلى تفسير القرآن الكريم لكنه لم يكمله.
توفي أحمد حسين في 17 ذى الحجة 1403هـ الموافق 26 سبتمبر 1982..




قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا



؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



العلاقة الخفية بين أمريكا وإيران، لتفتيت الدول السنية بالمنطقة .. فيديو


ما حدث في اليمن في نهاية المطاف
 ليس المقصود منه اليمن وإنما الخليج كله


أمن الخليج القومي من البوابة الجنوبية، أي من استقرار اليمن 
 الدور السعودي في سقوط صنعاء
 وانعكاســـات ذلك على دول الخـــليج. 
 هل ينفذ النظام السوري وحلفاؤه مشروع الفوضى "الهلاكة" بالمنطقة؟ 
ألم يهدد الأسد قبل أكثر من سنتين
 بزلزلة الشــرق الأوســط إذا تعرض للخــطر؟ 
أم أن المنطقة بأكملها ضحية لمشاريع التفكيك والتقسيم.

ساهمت السياسة السعودية المتمثلة في الاكتفاء بتمويل الجماعات التي تدين لها بالولاء، في إضعاف اليمن وسقوطه فريسة في يد جماعة الحوثيين الشيعية المسلحة، التي نجحت بمؤامرة إقليمية ودولية كانت السعودية أحد أطرافها في السيطرة على العاصمة صنعاء، وترتيب الأوضاع السياسية في البلاد وفقاً لمصالحها الخاصة ومصالح حليفتها الاستراتيجية في المنطقة إيران، التي تعتبر صنعاء العاصمة الرابعة الموالية لها في منطقة الشرق الأوسط، بعد بغداد، ودمشق، وبيروت.
لقد اعتقدت المملكة خطأً ــــ حسب الكاتبة الصحفية منى صفوان في مقالها المنشور بموقع عربيات سبتمبر 2014 ــــ أن الأمور في اليمن تسير إلى الأمام، وأن الضربة القاصمة التي وجهت للمشروع الشيعي الإيراني في العراق كفيلة بجعله يرفع يده عن بقية مناطق التماس مع المملكة، وأن المليارات التي ضختها لرعاية مؤتمر كبير كفيل بجعل الأمور تسير في اليمن وفقا للمصالح السعودية، بينما كان العكس هو ما يحدث، إذ يبدو من مجمل التطورات في المنطقة أن ايران والولايات المتحدة الأمريكية خدعتا المملكة، وأوهماها بتقلص النفوذ الإيراني في المنطقة بعد سيطرة الدولة الإسلامية "داعش" على المناطق السنية في العراق، بينما كان الترتيب يجري على قدم وساق لإسقاط اليمن في قبضة الحوثيين، بدعم من المملكة العربية السعودية نفسها، والتي ظنت أن الخطر الأكبر عليها ليس من المد الشيعي بجوارها، وإنما من جماعة الإخوان المسلمين التي وصفتها بالإرهابية، والقضاء على ما تبقى من ثورات الربيع العربي.
فحسب صبرة القاسمي، مؤسس الجبهة الوسطية في اليمن، كانت كلمة السر فيما يحدث باليمن هي العلاقة الخفية بين أمريكا وإيران، لتفتيت الدول السنية بالمنطقة، وأهمها المملكة العربية السعودية، فرغم الخطاب العدائي بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، الذي خفت حدته مؤخرًا، فإن تحالفًا خفيًا بين الدولتين يهدف لإعادة رسم منطقة الشرق الأوسط بالكامل، وخاصة السعودية المستهدف تقسيمها إلى 3 دول، شيعة في الشرق، حيث يوجد نحو 4 ملايين شيعي، ودولة في الغرب، يسكنها العرب السنة، وأخرى في الوسط، تحت رعاية دولية لوجود المقدسات الإسلامية بها.
ولذلك مثلت السياسة السعودية في اليمن خطاً استراتيجياً، لأنها أضعفت اليمن في النهاية وأسقطته في يد الحوثيين الموالين لإيران، وبالتالي عرضت أمن الخليج كله للخطر، إذ يبدأ أمن الخليج القومي من البوابة الجنوبية، أي من استقرار اليمن.
والمشكلة أنه بدلا من الاعتراف بخطأ التخطيط والتنفيذ ترى السعودية أن الحوثيين انقلبوا على الاتفاقية التي تم توقيعها معهم، ووسعوا رقعة انتشارهم العسكري، وسيطروا على صنعاء، لإقصاء كافة اليمنيين وليس فقط "الإخوان"، والأخطر من ذلك أنه بدلا من وضع استراتيجية شاملة لتدارك الموقف قبل أن تتحول السيطرة الحوثية على اليمن إلى حكم شامل مشابه لحكم الملالي في ايران، تكتفي المملكة بتشبه الحوثيين بداعش، وذلك حسب ما قاله "عبدالرحمن الراشد في صحيفة الشرق الأوسط"، محملة الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن مسئولية ما حدث.
والحقيقة أن سكوت المملكة العربية السعودية على ما يحدث في اليمن يثير الكثير من الاستغراب وعلامات التعجب، خاصة وأن الخطر الإيراني بات يحاصرها ودول الخليج من جميع الجهات، وهذا ما قاله مندوب مدينة طهران في البرلمان الإيراني "علي رضا زاكاني" المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي صراحة، من أن ثلاث عواصم عربية أصبحت اليوم بيد إيران، وتابعة للثورة الإيرانية الإسلامية، مشيرا إلى أن صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة التي في طريقها للالتحاق بالثورة الإيرانية.
ولم يعتبر "زاكاني" أن ما سماها - الثورة اليمنية - ستتوقف عند العاصمة صنعاء أو اليمن فحسب، بل ستمتد وتصل إلى داخل السعودية قائلا: "بالتأكيد فإن الثورة اليمنية لن تقتصر على اليمن وحدها، وسوف تمتد بعد نجاحها إلى داخل الأراضي السعودية، وإن الحدود اليمنية السعودية الواسعة سوف تساعد في تسريع وصولها إلى العمق السعودي"، على حد زعمه.
وعلى الرغم من هذه التصريحات الطائفية الصريحة, والتي لا تتورع عن إعلان مكة والمدينة أهدافا توسعية فارسية، وعلى الرغم من يقين جميع الدول الخليجية أن طهران لم ولن تلتزم يوما بأي اتفاق يخالف أهدافها التوسعية، وأن كل ما يجري مع طهران من مفاوضات أو تفاهمات ليس أكثر من هدر للوقت، إلا أن هذه الدول لم تتخذ ما ينبغي من إجراءات لتفادي سقوط وانهيار صنعاء آخر حصون أمنها القومي.
ولم يكن هذا رأي بعض المحللين السياسيين فحسب، بل هو رأي كثير من علماء الأمة بشكل عام، فقد تعجب الشيخ ناصر بن سليمان العمر من موقف دول الخليج مما يجري في اليمن وذلك مع سيطرة الحوثيين على البلاد، محذراً من أطماع إيران في المنطقة والتي تمتد إلى مكة المكرمة بحسب ما أعلنوا ذلك صراحة.

وفي  مقاله بجريدة الشروق المصرية تساءل  الكاتب الصحفي المصري فهمي هويدي عن  الصمت العربي الخليجي تجاه التطور الأخير على الساحة اليمنية وسيطرة الحوثيين على أجزاء من صنعاء، رغم أن دول الخليج من المفترض أن تكون قلقة بالفعل، ورغم أن التكهنات تشير إلى أن الحل المطروح الآن مع الحوثيين ينسخ المبادرة السابقة الذي توافق عليها مجلس التعاون بخصوص اليمن.
كما أكد الباحث والمحلل السياسي رياض الأحمدي أن ما حدث في اليمن ناتج عن ترك دول الخليج البلاد في المرحلة الانتقالية لصالح الدول الغربية، التي يبدو مشاركتها في مؤامرة تسليم صنعاء للحوثيين، لتنضم بذلك البلاد للفوضى الطائفية وتكون المناطق الشمالية مسرحًا للانطلاق باستهداف السعودية.
ومن جهته رأى الصحفي والمحلل السياسي مصطفى حسان أن طهران نجحت في ملء فجوة التأثير الخليجي المحدود، ودعمت الحوثيين الذين سيطروا على صنعاء، ما يوضح امتلاك القادة الإيرانيين استراتيجية واضحة بضم صنعاء ضمن الهلال الإيراني في المنطقة، يصاحبه جمود خليجي في اليمن.
وتتفق وجهة نظر الأحمدي وحسان مع الكثير من السياسيين اليمنيين في أنّ غياب التأثير الخليجي الفاعل في اليمن، منذ اتفاق نقل السلطة في 2011، ترك الباب مفتوحًا لإيران بملء الفراغ الخليجي، حيث ألقت بثقلها السياسي والعسكري بدعم تحركات الحوثيين الشيعة لترسيخ نفوذها الإقليمي، بدءًا بإسقاط محافظة عمران شمال صنعاء وأخيرًا بسقوط العاصمة اليمنية صنعاء بأيديهم بكل مؤسساتها المدنية والعسكرية.
وبذلك يتضح أن ما حدث في اليمن في نهاية المطاف ليس المقصود منه اليمن وإنما الخليج كله، لأن الهدف الأساسي من وراء ذلك استكمال مخطط التقسيم والتفتيت الذي يستهدف دول المنطقة، والذي لم يتبقَّ منه سوى الخليج ومصر.





قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا