الجمعة، 7 نوفمبر 2014

التاريخ الأمريكى ملىء بالاعتداءات وبث الأمراض فى الأرض «الإيبولا»؟؟


عالم بأمراض النباتات:
 أمريكا دفعت ملايين الدولارات لنشر وباء الإيبولا
 بعد نشر«الإيبولا» فى غرب إفريقيا 
 أمريكا وجريمة تعقيم «570» مليون امرأة في «13» دولة!


اتهم الدكتور سيريل برودريك، البروفيسور فى أمراض النباتات سابقا فى جامعة كلية ليبيريا للزراعة والغابات الغرب بالمسئولية عن تفشى وباء الإيبولا فى دول غرب إفريقيا، وقدم دلائل تدعم اتهامه، وطالب الدول الفقيرة، ومنها: الإفريقية باتخاذ إجراءات رادعة ضد التجارب الطبية التى تجريها الولايات المتحدة الأمريكية على مواطنى هذه الدول ليس بغرض طبى؛ وإنما بهدف اختبار الأسلحة البيولوجية.
وقال الدكتور برودريك: "إن وزارة الدفاع الأمريكية مولت بمبلغ 140 مليون دولار شركة أدوية كندية تسمى "تيكميرا"؛ لإجراء بحوث على وباء الإيبولا على البشر بدأت فى يناير 2014, قبل أسابيع من تفشى الإيبولا فى غينيا وسيراليون"، حسبما جاء فى مقالة نشرتها صحيفة "ديلى أوبزرفر" ومقرها مونروفيا.
وأوضح "برودريك" أن الشركة الكندية أجرت بحثها بحقن الأصحاء بفيروس الإيبولا المميت؛ لافتا إلى أن الحكومة الأمريكية لديها مختبر أبحاث فى مدينة "كينيما" فى سيراليون يجرى أبحاثا عن "السلاح البيولوجى بالحمى الفيروسية"؛ موضحا أن هذه المدينة كانت منطلق تفشى وباء الإيبولا فى غرب إفريقيا .
ولفت "برودريك" فى تأكيده على اعتراف الولايات المتحدة بقيامها بنشر هذا الوباء، بضلوعها من قبل فى نشر أمراض الزهرى، والسيلان، والقريح بين المئات من مواطنى جواتيمالا؛ موضحا أنه تم توقيع اتفاق بين الرئيس الأمريكى هارى ترومان، ورئيس جواتيمالا خوان خوسيه أريفالو؛ لإجراء تجارب طبية فى جواتيمالا فيما بين العامين 1946 و1948 مقابل معونات مادية تمنحها واشنطن لهذه الدولة الفقيرة، وبموجب الاتفاق أجرى فريق طبى أمريكى تجارب طبية على أكثر من 1500 من الجنود والسجناء والمرضى العقليين فى جواتيمالا بدون إذن مسبق من هؤلاء المواطنين، غير أن الفريق الطبى بقيادة الباحث الأمريكى جون كالتر نشر بينهم عن عمد أمراض الاتصال الجنسى، وأبرزها: الزهرى، والسيلان، والقريح بوسائل مختلفة؛ بهدف التوصل إلى أنجع الطرق لمقاومة هذا المرض والوقاية منه.
ومرت عشرات الأعوام حتى كشفت البروفيسور الأمريكية سيوزان ريفيربى فى كلية ماساتشوسيتس الأمريكية فى مقالة لها فى مجلة "جورنال أف بوليسى هيستورى"، عن هذه المؤامرة الأمريكية الدنيئة ضد جواتيمالا.
وكان الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد تقدم فى أول أكتوبر 2010 – عبر اتصال هاتفى- باعتذار بلاده لرئيس جواتيمالا ألفارو كولوم وللشعب الجواتيمالى عن أبحاث وتجارب طبية أمريكية أجريت فى جواتيمالا منتصف القرن الماضى، نتج عنها نقل مرض الزهرى لمئات المواطنين "الجواتيماليين" عمدا.
وأعلن الرئيس ألفارو كولوم، أن الأبحاث الطبية التى أجرتها أمريكا فى بلاده قبل 60 عاما تعتبر "جريمة ضد الإنسانية"؛ مشيرا إلى أن جواتيمالا تحتفظ لنفسها بحق التوجه بالشكوى للمنظمات الدولية. كما أصدرت - إثر هذا الاعتذار- وزيرتا الخارجية هيلارى كلينتون والصحة والخدمات الاجتماعية كاثلين سيبيليوس بيانا مشتركا، قدمتا من خلاله اعتذارهما لجواتيمالا؛ بسبب تعمد واشنطن نقل مرض الزهرى لمئات المواطنين الجواتيماليين، خلال أبحاث طبية أجرتها أمريكا فيما بين العامين 1946 و1948 .
ووصفت الوزيرتان الأمريكيتان - فى بيانهما- تلك التجارب بأنها "مقيتة"، وشددتا على أن إجراءها تحت ذريعة حماية الصحة العامة أمر مثير للغضب"، وأضافتا: نحن نشعر بعميق الأسف؛ لوقوع أمر كهذا، ونقدم اعتذارنا لكل من مسته هذه الاختبارات الوحشية". وأكدت الوزيرتان أن تلك التجارب لا تعكس قيم أمريكا، وتمسكها بالكرامة الإنسانية، وكذلك الاحترام الكبير لشعب جواتيمالا.
على صعيد آخر وفى عام 2008 فى الأرجنتين، توفى 12 طفلا بعدما استخدموا فى دراسة لدواء الأنفلونزا من قبل شركة "جلاكسو سميث كلاين" الأمريكية التى أرغمت الآلاف من الأطفال الفقراء فى جميع أنحاء أمريكا الجنوبية والوسطى على الخضوع لأبحاثها الدوائية، وتنصلت الشركة من المسئولية، ولم يطاردها أحد أمام أى محكمة محلية أو دولية.
وتمت تجارب أخرى داخل أمريكا على أطفال الهنود الحمر المعاقين ما بين العامين 1950 و1972 حقنوا عمدا بداء التهاب الكبد. الدكتور برودريك يطالب العالم النامى بضرورة اتخاذ إجراءات إيجابية لحماية مواطنيها ومواطنى الدول الأكثر فقرا، وبالذات المواطنين الأفارقة، ضد خضوعهم للتجارب الطبية الغربية، وضد شركات الأدوية الغربية العملاقة التى تتخذ منهم حقل تجارب ليس للتوصل إلى علاج من الأمراض والأوبئة؛ وإنما لنشر الأمراض، وتجربة المواد المعدلة وراثيا، أو الفيروسية، أو البكتيرية التى تستخدم كأسلحة بيولوجية استراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية.
وماذا عن تجارب أمريكا لـ«إصابة رجال ونساء بالعقم؟»
إن الانتشار العالمي للأخبارالمذاعة والمرئية والمقروءة عن تفشي مرض إبيولا، أعاد إلى ذاكرتي »كتاباً« في غاية الأهمية، قراته قبل وقت قريب، ومن حسن حظي أنني لم أرسله إلى مكتبتي الخاصة في السودان إذ وجدته بين الكتب التي لم أرسلها بعد، ففرحت لذلك، كي أنقل للقراء الكرام شيئاُ عن جريمة أمريكية ليس لها حل سياسي، أو علاج  طبي كـ «مرض إيبولا»  أو الأمراض المعدية والقاتلة الأخرى مثله ومنها «الزهري» على سبيل المثال ــ وجاء في الأخبار أن «سباقاً محموماً» يجري الآن بين أمريكا وروسيا بحثاً عن علاج ناجع لمرض إيبولا، فتساءلت: وبماذا يمكن لأمريكا أن تعوض ضحايا تجاربها العلمية على ملايين البشر رجالاً ونساءً الذين واللائي أصابتهم وأصابتهن  تجاربها عليهم بـ «العقم»، فأصبحوا وأصبحن بمواجهة مصير الإنقراض وبدون أي علاج ينقذهم وينقذهن من هذا المصير المأساوي؟
 أمريكا تريد تعقيم شعوب «13» دولة منها مصر!
كشف «منير العكش» أستاذ الإنسانيات واللغات الحديثة ومدير البرنامج العربي في جامعة سفك في بوسطن السوري المولد، عن خطط أمريكية لتعقيم ملايين من الأمريكيين وغيرهم في دول أخرى بالعالم الثالث.. وتابع  العكش يقول: إن الدافع إلى ذلك هو الحفاظ على صفاء أو تميز جنسي في الولايات المتحدة ومحاربة الفقر، والقضاء على النمو السكاني في العالم ، مشيراً خلال كتابه الذي يحمل عنوان «أمريكا والإبادات الجنسية.. 400 سنة من الحروب على الفقراء والمستضعفين في الأرض»، مشيراً إلى «أن تعقيم 14 مليون أمريكي» هو العنوان الذي صدرت به صحف ومجلات إمبراطور الإعلام، وليام هيرست، في أواخر سبتمبر/أيلول 1915، منذرة بخطر الحرب الأمريكية على المستضعفين في الأرض، وتدمير نسلهم في الأرحام، ومحذرة من أن الطبقات الحاكمة ترسم مستقبل أمريكا والعالم بالدم»!
وأضاف العكش: أن في سان فرانسيسكو ديلي نيوز« افتتاحية له بعنوان»من أين نبدأ؟«، وجاء فيها أن «ملايين السيدة هاريمان، أرملة متعهد السكك الحديدية، مضافة إلى ملايين روكفلر وكارنيجي، ستخصص لتعقيم مئات الآلاف من الأمريكيين من ضعاف العقول سنوياً بهدف تحسين النسل»!



قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا

ماذا لو أمر " سيدهم " بإعدام كل المعارضين له .. من سيعترض..؟! ..



ماذا لو أعلن " سيدهم "
أن مصر وإسرائيل أمة واحدة ضد الأمة العربية والإسلامية..؟ 
ماذا لو أمر بتحريم تعدد الزوجات وأمر بتعدد الأزواج 
واستصدر فتوى بذلك من فقهاء المصاطب ...؟ 
.. من سيعترض..؟


 : قــــولا واحـــدا :
 إن لم يستفق الشعب ويقف على حقيقة الأمر 
فكل ماسبق ذكره من تساؤلات فرضية 
سوف يكون يوما ما حقيقة واقعية من باب فاستخف قومه فأطاعوه .
 والأيام بيننا وليبلغ الشاهد منكم الغائب . اللهم بلغت ... اللهم فاشهد .
ماذا لو أمر  " سيدهم " بهذا .....؟! .


* أقسم بالله العظيم.. أنا أتساءل بجد .
 ومعي شهادة رسمية من أكبر بروفسور فى مصر في الأمراض النفسية والعصبية والعقلية تفيد بأنني أعيش أزهى عصور قواي العقلية والنفسية حتى لايشك أحد فيما أعرضه عليكم من افتراضات أو تساؤلات .
 أكاد أجزم أن كل الشعب المصري اليوم بكامل طوائفه يعلم علم اليقين وبلا أدنى شك أن مصر بملاينيها التسعين ترزخ تحت حكم قبضة رجل واحد فقط , تأتمر بأمره وتنتهي بنواهيه .
 فلا مؤسسات برلمانية ولا قضاء حر ولا إعلام مستقل ولا أحزاب تعارض ولا منظمات حقوق إنسان تراجع ولا حكومة تعترض وتناقش . الكل رفع يده وأدى التحية له تعظيما وإجلالا قائلين له : " كله تمام يافندم " .
 السؤال هو :
* ماذا لو أمر " سيدهم " القضاء بإعدام كل المعارضين له فى السجون..؟ من سيعترض..؟
* ماذا لو أمر بحل كل الأحزاب السياسية وإعلان الإحكام العرفية..؟ من سيعترص..؟
* ماذا لو أمر بإلغاء الدراسة فى الجامعات..؟ من سيعترض..؟
* ماذا لو أمر بإلغاء البرلمان المزعوم ويظل هو المصدر الرئيسي للتشريع كما هو الحال ..؟ من سيعترض..؟
* ماذا لو أمر بتعليق صورته على كل منزل ومن يرفض يقصف منزله بالطائرات..؟ من سيعترض..؟
* ماذا لو أعلن بأنه باق فى الحكم حتى يأتيه اليقين..؟ من سيعترض..؟
* ماذا لو أمر " سيدهم " بإلغاء الدعم كاملا عن الفقراء..؟ من سيعترض..؟
* ماذا لو أمر بمنع الصلاة فى المساجد إلا ببطاقة الرقم القومي..؟ من سيعترض..؟
* ماذا لو أمر بأن يعلق كل مواطن صورته على صدره وإلا فالسجن والاعتقال..؟ من سيعترض..؟
* ماذا لو أمر كل مأذون بان يقول فى عقد القران وعلى ملة الإمام " السيسى " وإلا سيكون العقد باطلا...؟ من سيعترض..؟
* ماذا لو أمر بقطع التيار الكهربائي عن الشعب من شروق الشمس حتى غروبها..؟ من سيعترض...؟
* ماذا لو أمر بأن تكون خطبة الجمعة 5 دقائق ومن ورقة...؟ من سيعترض..؟.
* ماذا لوأعلن أن مصر وإسرائيل أمة واحدة ضد الأمة العربية والإسلامية..؟ من سيعترض..؟
* ماذا لو أعلن أنه هو الرئيس و هو رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس المخابرات ورئيس البرلمان ووزير الداخلية..؟ من سيعترض..؟
 لكن السؤال البديهي هو : وهل الأمر اليوم غير ذلك..؟ 
* ماذا لو أعلن " سيدهم " إلغاء الأزهر ودمجه فى التربية والتعليم للقضاء على الإرهاب المزعوم...؟ من سيعترض..؟
* ماذا لو أمر بمنع الصيام فى رمضان لأنه يعطل الإنتاج مثل مافعل أبو رقيبة فى تونس..؟ من سيعترض..؟
* ماذا لو أعلن أن كل من يعارضه ارهابى حلال الدم..؟ من سيعترض ..؟
* ماذا لو أمر بتحريم تعدد الزوجات وأمر بتعدد الأزواج واستصدر فتوى بذلك من فقهاء المصاطب ...؟ من سيعترض..؟
* ماذا لو أمر بإلغاء التعليم الحكومي الجامعي والاكتفاء بالخاص لحرمان الفقراء..؟ من سيعترض..؟
* ماذا لو أمر بفرض حظر التجوال يوميا من بعد صلاة العشاء ومن بعد صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة..؟ من سيعترض..؟
* ماذا لو أمر بمد الخدمة العسكرية الإلزامية إلى عشر سنوات..؟ من سيعترض..؟
* ماذا لو أمر " سيدهم " بإلغاء المحاكم والقضاء والنيابة وقام هو بتشكيل محاكم خاصة ووضع لهم دستورا خاصة وقوانين خاصة لإصدار أحكام خاصة ..؟ من سيعترض..؟
* ماذا لو قام بمعاقبة كل مواطن ينجب أكثر من ولد وبنت ومن يخالف يتم قتل المولود الثالث..؟ من سيعترض..؟
* ماذا لو أمر بإلغاء المستشفيات العامة والاكتفاء بالخاصة ليتخلص من حياة الفقراء..؟ من سيعترض..؟
* ماذا لو أمر بإخلاء أى محافظة من سكانها ..؟ من سيعترض..؟ ماذا لو أمر بمنع الزواج قبل سن الأربعين..؟ من سيعترض..؟
* ماذا لو أمر بمنع دفع المرتبات لموظفي الدولة نقدا واستبدالها بأشياء عينية مثل روسيا الشيوعية سابقا..؟ من سيعترض..؟
*ماذا لو أمر بتشكيل لجنة من الأزهر والكنيسة لتأليف كتاب يجمع بين القران والإنجيل فى كتاب واحد منعا للفتنة الطائفية..؟ من سيعترض..؟
* ماذا لو أمر " سيدهم " بمنع وسائل المواصلات ليذهب كل مواطن إلى عمله سيرا على الإقدام توفيرا للوقود..؟ من سيعترض..؟
* ماذا لو أمر بمنع الحجاب والنقاب فى المدارس والجامعات لتجفيف منابع الإرهاب المزعوم..؟ من سيعترض..؟
* ماذا لو أمر ببناء كنيسة بجوار كل مسجد تشجيعا لأواصر المحبة بين المسلمين والمسيحيين..؟ من سيعترض..؟
* ماذا لو أمر بإلغاء الصحف والفضائيات والاكتفاء بالقناة الأولى والثانية أبيض أسود مثل سالف الدهر والزمان..؟ من سيعترض..؟
* ماذا لو أمر بإلغاء مواقع التواصل الاجتماعي وقطع النت وتحريم امتلاك التليفون المحمول مثل كوريا الشمالية ...؟ ومن يضبط وهو متلبس بإحدى هذه الجرائم فالمؤبد أو الإعدام , من سيعترض..؟
* ماذا لو أعلن أن حيازة المصحف جناية تستوجب المؤبد أو الإعدام وقد فعلها أخ له من قبل ألا وهو عبد الناصر..؟ من سيعترض..؟
* قد يتساءل البعض ولكن هل معنى هذه التساؤلات الفرضية وبعضها حقيقة واقعية , أن كل الشعب رافع الراية البيضاء واستسلم للواقع المرير وجلس فى بيت أمه وأبيه وخشي على نفسه وأبنائه ورضي بالدنية من الحرية ..؟
 أقول لا .. وألف لا... هناك أحرار وثوار فى الشوارع والميادين ضحوا بكل غال ورخيص من أجل حرية شعبهم وكرامته ,
 لكن السؤال الأخير ماذا لو أمر " سيدهم " بقتل وذبح كل من من فى الشوارع والميادين وقد فعلها من قبل , وإلصاق تهمة الإرهاب بهم وأيده فى ذلك القوى الخارجية والداخلية والقضاء والإعلام والفلول التي تنازلت عن حريتها وكرامتها ورضيت أن تضع وجهها تحت غبار البيادة..؟ من سيعترض ويقول له كفى فقد بلغ السيل الزبى وبلغت القلوب الحناجر ..؟ 
 قولا واحدا : إن لم يستفق الشعب ويقف على حقيقة الأمر فكل ماسبق ذكره من تساؤلات فرضية سوف يكون يوما ما حقيقة واقعية من باب فاستخف قومه فأطاعوه . والأيام بيننا وليبلغ الشاهد منكم الغائب . اللهم بلغت ... اللهم فاشهد .



قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى 
 قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا





الخميس، 6 نوفمبر 2014

د. محسوب : هناك أحداث جسام خلال أشهر ستغير كل شئ !.



بانتصار الثورة المصرية 
بعد أن تغيرت المعادلة 
أصبح خطّ القاهرة استانبول يسير في اتجاه واحد دفاعا 
عن حق شعوب المنطقة في الحرية 
 وهو ما زاد قلق القوى الغربية
 من انتشار الحريات والديموقراطيات في المنطقة 


أعيد نشر هذا المقال الذي اقتطعت منه بعض الصحف عبارات بعنوان لا يطابق مضمونه وهو"محسوب: هناك أحداث جسام خلال أشهر ستغير كل شئ"..ولم أكن لأهتم بما تنشره الصحف وما لا تنشره سوى أن بعض من أقدرهم علقوا على العنوان الصحفي دون أن يطالعوا النص الأصلي.. ..فالمقال يتناول باختصار تطورات التحالفات الدولية لمحاصرة المنطقة منذا 1840 ومحاولة شعوبها الانعتاق من دائرة التهميش والإفقار والاستبداد..
مصر وتركيا وتحالفات 1840 و1914 و2014
كان يمكن للتمدد المصري عبر الشام وصولا إلى أبواب الإستانة أن يكون إعادة إحياء لنهضة الشرق وإعادة توازن لعلاقات القوى الدولية التي كانت مائلة بالفعل لصالح القوى الغربية عبر إصلاح كيان الدولة العثمانية.. غير إن محمد على في نقاش حاد بينه وبين ابنه القائد العظيم إبرهيم باشا ، في ليلة من ليالي شتاء 1838 ، قال صراحة إنه متمسك بالوضع التقليدي الذي ورثته المنطقة ولا يميل لإجراء أي تغيير.. وأن طرقه على أبواب الإستانة لا تهدف سوى الضغط على السلطان لمنحه وأولاده مزيدا من الحقوق والميزات على مصر والشام..
كان ابنه القائد الشاب يرنو إلى إعادة تجديد دماء الخلافة وبناء المنطقة على أسس أكثر معاصرة بغرض وقف الزحف الغربي على أطراف، بل وقلب الشرق.. لكن الباشا العجوز لم يكن يحلم بأكثر من تأمين مستقبل أبنائه كما تصوّر في حكم بعض ولايات السلطنة..
ارتبكت حركة الجيوش المصرية المقاتلة على جبهة الأناضول بسبب عدم وضوح الرؤية.. فاستغل الغرب اللحظة لإنشاء تحالف عسكري واسع تمكن سريعا من السيطرة على خطوط الإمدادات البحرية ومحاصرة الشواطئ المصرية والسورية.. ومن ثم بدأ في فرض شروطه التي تراوحت بين العسكري والاقتصادي.. فمن ناحية فًرض على الدولة المصرية خصخصة منشآتها التجارية والصناعية وعدم زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الأوربية بما يزيد على 12% ومن ناحية أخرى تقييد قدرة الجيش المصري بتحديد أعداده وتقييد منح الرتب وحظر بناء السفن المدرعة وتصنيع المدافع الثقيلة..
استسلم محمد على لشروط التحالف الدولي مقابل احتفاظه بحكم مصر والسودان دون أن يدري أن مصر ستُفصل عن السودان أيضا بعد قرن من الزمان..
وكان نتيجة قبول محمد على لشروط التحالف إنهيار منظومة الاستقلال الوطني من اقتصاد وجيش وصناعات مدنية وحربية.. وأُسند لمصر دور خدمي في النظام العالمي ، فأصبح اقتصادها يدور حول زراعة وتصدير القطن ؛ ثم أُضيفت القناة إلى مجمل المنظومة الخدمية للبلاد لتصبح معبرا بريا وبحريا للبضائع والتجار والجيوش..
ولا يزال النظام الدولي بقيادته الأمريكية
... يعمل بجد للاحتفاظ بمصر ضمن تلك الوظيفة ...
أما تركيا، فإنها صاحبة أثقل ظل في التاريخ الأوربي الوسيط والحديث.. فجيوشها التي أطلت على معظم مدن أوربا عدة قرون لاتزال تُزعج بخيالاتها جفون الأوربيين رغم تراجعها منذ نهاية القرن السابع عشر حتى استقرت حول استانبول في الحرب العالمية الأولى لتخوض حرب دفاع عن الوجود في مواجهة تحالف دولي تشكل سنة 1914 بدل حروب الفتوح الأولى.. ولأن الجيوش الغربية لا تنسى أبدا التاريخ فإن تفتيت الميراث العثماني كان هدفا عسكريا للحرب ، والتي انتهت فعلا بتقسيم مهين للمنطقة لم تنقضِ توابعه إلى اليوم..
واليوم يبدو أن الغرب اكتشف أن عملية التقسيم لم تكن كافية ، وأن مزيدا من التفتيت ربما يقيه احتمال استعادة أي من دول ومكونات المنطقة لعافيتها مرة أخرى.. وكان منع نجاح الديموقراطيات بالمنطقة هو جزء من تغييب الشعوب للاستفراد بحكومات ضعيفة لا تملك شرعية حقيقة وتصبح طوع بنان القوى الغربية فتسارع بتنفيذ ما يُطلب منها (كإقامة مناطق عازلة بين شعوبها).. وهكذا أصبحت تلك الحكومات ذاتها هي أدواتها في عملية التقسيم الجديدة، بل سارع بعضها للانضمام إلى تحالف 2014 بقيادة الولايات المتحدة بغرض إعادة ترسيم المنطقة..
لكن يبدو أن تركيا عادت مرة أخرى لتصبح رقما صعبا في المنطقة بفضل تكريسها للنظام الديموقراطي، فلم تعد طيّعة كما كان حالها منذ نهاية الحرب العالمية الأولى ، فأصبحت لها رؤى مستقلة وسياسات تستهدف تحقيق مصالحها وإن تعارضت مع مصالح غيرها من القوى المهيمنة على النظام الدولي ..
... باختصار .. عادت تركيا صداعا في رأس النظام الدولي .. وهو ما زاد قلق القوى الغربية من انتشار الحريات والديموقراطيات في المنطقة.. وزاد عزمها على محاصرتها كمرض عُضال يهدد هيمنتها على النظام العالمي ..
تدعم موقف تركيا كثيرا بانتصار الثورة المصرية بعد أن تغيرت المعادلة وأصبح خطّ القاهرة استانبول يسير في اتجاه واحد دفاعا حق شعوب المنطقة في الحرية وفي التحكم في مصادر ثرواتها .. وبالتالي فإن إعادة القاهرة للقيد اعتبرته القوى الغربية شرطا لاستعادة الطوق حول تركيا ، وهي أهم غايات تحالف 2014..
لكن المسألة أعقد مما يظنه خلفاء سايكس بيكو.. فالقاهرة لم تعد تماما للقيد بدليل الحراك الذي لا يكلّ.. وربما أعادها هذا الحراك فجأة لحلبة التفاعل ولدائرة الحرية، وهو ما يفسر حجم العنف الذي يستخدمه الانقلاب في مواجهة الحراك وحجم الصمت المخزي الذي تتذرع به القوى الغربية إزاء جرائم واضحة ضد الإنسانية..
كما إن تركيا ليست بترهلها وسذاجتها السياسة كما كانت قبيل الحرب العالمية الأولى.. والأهم من كل ذلك فإن شيئا تغير في التكوين الثقافي لشعوب المنطقة فأصبحت فئات واعية منها جزءا من المعادلة، سيثبت المستقبل القريب أنه الجزء الأهم.. وستحمل الشهور القادمة في طياتها أحداثا جديدة تؤكد عودة الشرق للصعود لإحداث توازن عادل في علاقات النظام الدولي وتحقيق قدر معقول من الاستقرار والرفاهية والعدالة لشعوب المنطقة..



قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا




سينما المخابرات وتزييف التاريخ .. فيلم الجزيرة نموذجًا



روايتنا للتاريخ ستكون هي الرواية المعتمدة في كتاب التاريخ 
لأن الثورة ستنتصر قريبا بإذن الله. 



شاهد الفيلم، وترحم على شهداء ثورة يناير، 
وادع لهم بالرحمة
 وتأكد أن جيلا جديدا من الثوار يتم تعميده الآن بالدم والحديد والنار،  
جيل لا يأكل ثورته أبدا ! 
كلمتي لأجهزة الأمن (والتي أظنها في قمة السعادة بهذا الفيلم) 
فإني أقول لهم روايتنا للتاريخ ستكون هي الرواية المعتمدة في كتاب التاريخ ...
... لأن الثورة ستنتصر قريبا بإذن الله...
 عاشت مصر للمصريين وبالمصريين

تدير الأجهزة الأمنية حياتنا كلها اليوم، وهذا هو الفارق الرئيسي بين الحرية والعبودية، بين الديمقراطية والاستبداد.
لا تشغل نفسك بالبحث عن الفروق بين التقدم والتخلف، فالفارق واضح وضوح الشمس، في كل الدول التي تقدمت هناك مؤسسات، وهذه المؤسسات تدير الدولة، ولكل مؤسسة تخصصها الذي تعرفه، هناك مؤسسة متخصصة في تعليم الناس، وأخرى عملها علاج المرضى، وثالثة تدير الاقتصاد، وهكذا....
 أما في مصر في عهد الانقلابات العسكرية منذ أوائل خمسينات القرن الماضي وإلى اليوم، فأجهزة الأمن هي التي تدير كل هذه المؤسسات، ولا تحدثني عن التخصص، لأنك ستجد دائما ضابط مخابرات يروي لك قصة طويلة، خلاصتها أن الأمن القومي للبلاد يقتضي أن يدير هو وزملاؤه الضباط هذه الملفات، وأن يجلس المتخصصون في منازلهم، أو أن يعملوا طبقا لتوجيهات الضباط على أفضل تقدير.
في السينما، تدير أجهزة الأمن هذا الملف بتزوير الوعي، وتزييف التاريخ، وهم يفعلون ذلك باجتذاب الفنانين المعروضين للبيع والإيجار، وأقسى ما يحز في قلبك حين تفعل أجهزة الأمن ذلك مستغلة بعض الفنانين من غير المعروضين للبيع أو الإيجار.
الجزء الثاني من فيلم الجزيرة يعتبر أنموذجا حيا لأفلام المخابرات في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة من عمر مصر، والتي لا بد فيها من تعميم رواية واحدة لأحداث التاريخ.
ما هي رسائل المخابرات في فيلم الجزيرة؟
هناك عشرات الرسائل في هذا الفيلم، ولكن أهم الرسائل ثلاث، الرسالة الأولى:
هدم المُسَلَّمَات، وبناء مُسَلَّمَات بديلة
في هذا الفيلم ستجد سائر المُسَلَّمَات قابلة للنقاش، إلا مُسَلَّمَةً واحدة، وهي (أن الإسلاميين طائفة واحدة، وجميعهم شر مطلق، وأنهم لا أمان لهم، وأنهم ليسوا وطنيين، بل خونة، عملاء، ليسوا من أهل البلد، ومعهم أموال لا حصر لها، وأنهم لا يبالون بالحلال أو الحرام، يرتزقون بالدين قولاً واحدًا )هذه مسلمة غير قابلة للنقاش في هذا الفيلم، ولن تجد إلا رأيًا واحدًا قاطعًا حول هذا الموضوع، من بداية الفيلم إلى نهايته).
المُسَلَّمَات الأخرى مشكوك فيها، ودائما تجد أمامك الرأيين، فوزارة الداخلية لم تقتل المتظاهرين في ثورة الخامس والعشرين من يناير، بل إن لواء الشرطة الفاسد حسب ما قدمه الفيلم في جزئه الأول، يظهر هذا الضابط الفاسد في لقطة صريحة وهو يتحصن داخل مديرية الأمن، ثم يهاجمه المتظاهرون الهمج، وهو يعطي أوامره أولا بضرب المتظاهرين في أرجلهم يا للرأفة، ثم بعد ذلك يأمر بضربهم في مقتل، ولكن بعد فوات الأوان.
حركات المقــاومة في غزة لم تحــارب اليهـــود،
 هكذا بمنتهى البساطة !
لواء الشرطة (الفاسد) يشكك المشاهد في شعار الشرطة (الشرطة في خدمة الشعب)، وهذا شرف للشرطة، وشرف لأي مؤسسة أن يوضع على جدارها هذا الشعار، ولكن لواء الشرط (الفاسد) يقول بكل فخر "الشرطة مش خدامين عند حد" !
وكأن خدمة الشعب المصري أمر مهين، يشككون المشاهد في أن خدمة الشعب شرف لأي أحد، ولكنهم لا يشككونك أبدا، ولو بكلمة واحدة، في عمالة وخيانة الإسلاميين !
وهكذا... يمضي بك السيناريو الركيك ليشكك المشاهد في عشرات المُسَلَّمَات، ولكن الشيء الوحيد الذي تراه واضحا غير قابل للتشكيك من أول الفيلم إلى آخره، هو أن الإسلاميين (الإخوان بالذات) شر لا خير فيه، لا يوجد فيهم شخص محترم، لا يعرفون من الدين إلا القشور، إنهم مرتزقة، يتاجرون في السلاح، بل في المخدرات إذا اقتضى الأمر، ويرتكبون سائر الموبقات، ولا هم لهم سوى السلطة.
الرسالة الثانية: الثورة مؤامرة... ولولا المؤامرة الخارجية التي تعاونت مع الإسلاميين في الداخل لما قامت هذه الثورة
أفلام المخابرات تريد منك أيضًا أن تؤمن بنظرية المؤامرة إيمانا كاملا، كل شيء مُدَبَّرٌ، وطبعا كل تلك التدابير كانت بالتعاون مع الإسلاميين، ولا عزاء لمن يُعْمِلُ عقله قليلا، فما مصلحة الرحالة (الاسم الحركي في الفيلم للإخوان علشان الإحراج!!!) في قتل منصور الحفني في السجن أثناء اقتحام السجون؟ ..
وما ملصحتهم في محاولة قتل لواء الشرطة (الفاسد) بعد أن برأته المحكمة؟ (تلك المحاولة التي نتج عنها مقتل أسرته).
لقد قتلت أسرة هذا الضابط الفاسد بقنبلة موقوتة في سيارته، وبالتالي... تصل الرسالة للمشاهد لكي يربط بين التفجيرات التي تحدث في شوارع مصر اليوم، وبين الإسلاميين، وهو ربط مباشر يصل إلى عقلك الباطن بكل سهولة، وتغنيك هذه اللقطة في هذا الفيلم عن عشرات المحللين الاستراتيجيين وركاكة تحليلاتهم.
طبعًا لا يفوتني هنا أن أنبهك إلى أن الرواية المخابراتية في قصة فتح السجون هي الرواية المعتمدة في الفيلم، بلدوزرات، وأشخاص غير مصريين، دخلوا بشكل منظم، وقتلوا قوات الشرطة التي كانت تدافع ببسالة منقطعة النظير عن السجن.
لم يكن ينقص هذا المشهد سوى أن يأتي لنا الفيلم بدوبلير للواء البطران، يوضح أن من قتله هم هؤلاء الإسلاميون المجلوبون من الخارج، تنفيذا لمؤامرة كونية تهدف لإسقاط مصر، وبهذا يجيبون لنا عن الأسئلة المعلقة، تلك الأسئلة التي رفضت جميع أجهزة الدولة الإجابة عنها، أو التحقيق فيها، من الذي قتل اللواء البطران؟ الإجابة ستنسف رواية المخابرات، وأفلام المخابرات.

 الرسالة الثالثة: الثورة (هوجة)، ليس لها صاحب،
 وليس لها أهداف، وليس لها أسباب

من أهم ما تهدف له أفلام المخابرات أيضا أن يقنع المشاهد أن ثورة يناير (هوجه، مالهاش صاحب)، وبالتالي ترى أي مرتزقة يقومون بدور الثوار، ويحاصرون مديريات الأمن، بمطالبات سخيفة، وبأسلحة رشاشة (لزوم الشغل)!
البلد كانت (زي الفل) قبل الثورة، والشرطة كانت تعمل بجد، والأخطاء لا تستدعي كل هذا الذي حدث، بل إن الفاسدين في رجال الشرطة قلة، وسياسة الوزارة كانت سليمة، والمشكلة في (بعض) الضباط الفاسدين.
أَعْلَمُ جيدًا الفارق بين الحقيقة والخيال، وأعلم جيدا أن لغة الفن ليست لغة مباشرة، وأننا لا نستطيع أن نحاسب الفنان بناء عليها، ولكني أعلم أيضا – بحكم أنني من طائفة الفنانين – أن لغة الخطاب في مثل هذا الفيلم أوضح من أن توضح، وأن الرسالة الفجة التي وصلت للمشاهد تؤكد باختصار على أننا قد وصلنا للحضيض، وعلى أن تزوير الوعي، وتزييف التاريخ يتم أحيانا بأيدي بعض الطيبين حسني النوايا، وليس بيد (الأشرار) المأجورين فقط !
لقد قيل قديما إن الثورات تأكل أبناءها، ومن أشد ما يؤلمني اليوم أن أرى أبناء ثورة يناير يأكلون ثورتهم، بترديد أساطير المخابرات وأباطيلها، كرها لفصيل ما، أو تأثرا بحدث مؤقت.

لو كانت لي كلمة أوجهها للمشاهد فإني أقول له شاهد الفيلم،
وترحم على شهداء ثورة يناير، وادع لهم بالرحمة،
... وتأكــــد ...
أن جيلا جديدا من الثوار يتم تعميده الآن بالدم والحديد والنار، جيل لا يأكل ثورته أبدا !
أما كلمتي لأجهزة الأمن 
(والتي أظنها في قمة السعادة بهذا الفيلم)
 فإني أقول لهم
روايتنا للتاريخ ستكون هي الرواية المعتمدة في كتاب التاريخ
 لأن الثورة ستنتصر قريبا بإذن الله).
... عاشت مصر للمصريين وبالمصريين ...








قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا

الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

كيف هيمنت الاستخبارات الحربية المصرية على "مفاصل" الدولة؟.



الأجهزة الاستخباراتية والتلاعب في صناعة الرأي العام 
 سيطرت لغة الكلام واختفت تقريبا لغات الإشارة



يبدو بكل وضوح أننا نعيش مرحلة تشهد وتشجع اتجاها محموما للإشارة إلى أدوار معجزة تمكنت الأجهزة الاستخباراتية من خلالها من تحويل الربيع العربي إلى صيف قائظ.ومع أننا لا ننكر التحول، ولا ننكر دور الثورة المضادة ولا ننكر وجود دور لبعض الأجهزة الاستخباراتية، فإننا نشكك في أن تكون هذه الأجهزة بمثابة اللاعب المؤثر أو حتى اللاعب القوي، بل نذهب إلى القول باصطناع وافتعال كثير من الصور الذهنية المنطبعة عن حجم هذا التأثير، وهو ما يسعد ضمير العاملين الجادين فيها الذين لا يتقبلون صورتها السينمائية المضخمة. ولهذا السبب فإننا سنلجأ في هذا إلى الحديث عن الطبيعة قبل الحديث عن الخوارق المنسوبة لهذه الطبيعة. ومن الحق أن نعترف في البداية بأن أحدا لا يستطيع أن يدرك بسهولة حقيقة دور الأجهزة الاستخباراتية في التمهيد لثورة 25 يناير ولا في أحداث الثورة ولا في مسار الثورة ولا في مصيرها، لكن الذي لا شك فيه أننا يمكن أن نقول بكل يقين: 
● – أن الأجهزة الاستخباراتية المصرية كانت حاضرة في المشهد وإن لم تكن مؤثرة.
● – أن هذه الأجهزة كانت مؤثرة في أحداث 25 يناير وما بعدها وإن لم تكن صانعة لها.
● – أن هذه الأجهزة كانت مستفيدة من الثورة وإن لم تكن مستهدفة لها أو للظروف التي أوجدتها أمامها على نحو ما وجدت.  وبالطبع فإننا لكي نتعمق في فهم هذه المقاربة لا بد أن نفرق بين ثلاثة أو أربعة من الأجهزة المخابراتية الكبرى، وإن لم يعن هذا بالطبع أننا نقصر العمل المخابراتي في مصر على هذه الأجهزة، أو ننكر أن هناك أجهزة أخرى قد لا نعرف عنها الكثير وإن كنا نحس بوجودها. كذلك فإن الأمر لا يعني أننا نجهل أن هناك أجهزة أجنبية نشطة وفاعلة في المشهد المصري، وربما يعجب بعض القراء من التعريف التاريخي المبسط الذي سأورده لهذه الأجهزة ثلاثة كانت أو أربعة. 
فأما المخابرات العامة فإنها جهاز أنشأته ثورة 23 يوليو/تموز 1953 وكان من الأجهزة التي بدأها أو بناها زكريا محيي الدين الذي كان ثاني من تولى وزارة الداخلية من رجال الثورة أو الضباط الأحرار، وذلك بعد جمال عبد الناصر نفسه (تولى عبد الناصر وزارة الداخلية يوم 18 يونيو/حزيران 1953 مع إعلان الجمهورية، وتولاها زكريا محيي الدين يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول 1953، أي قبل مضي أربعة أشهر).
وبدون مواربة، فقد كانت الفكرة الأساسية لوجود هذا الجهاز الضخم هو أن يكون موازيا -ولا نقول مناظرا- للمخابرات الأميركية (سي.آي.أي) الشهيرة التي كانت ولا تزال حديثة العهد بالوجود في الوجدان المصري. 
وقد نشأ في تصور جمال عبد الناصر وأقرانه أنه لا بد من وجود هذا الجهاز المهم، نظرا لأن الضباط الأحرار تعاملوا مع الولايات المتحدة عبر رجال المخابرات المركزية الأميركية منذ ما قبل ثورة 1952، ووجدوا أن التعامل والنشاط المخابراتي يتطلب وجود مثل هذا الجهاز الجديد، على أن يكون:
● – بعيدا عن الجهاز الشرطي القديم المعروف باسم القلم السياسي وطابعه المحدد الذي كانوا يعرفون حدوده.
● – وبعيدا عن الأجهزة البيرقراطية المعروفة أو التقليدية.
● – وبعيدا عن الاستطلاع الحربي والمخابرات الحربية. ولأسباب متعددة وتعاقبية ومتشابكة، كان من الطبيعي أن تصدر حكومات ثورة 1952 للشعب المصري فكرة أن المخابرات العامة معنية في المقام الأول والأخير بالجاسوسية في شقيها الأشهرين: تجنيدا وكشفا، أي أن المخابرات هي التي تتولى تجنيد جواسيس يخدمون مصر، سواء كانوا مصريين أو أجانب، كما أنها هي التي تتولى اكتشاف الجواسيس المجندين (سواء أكانوا مصريين أم غير مصريين). 

ومع هذا فقد كان المصريون - في إشاراتهم قبل كتاباتهم- يكادون يجمعون على أن المخابرات العامة موجودة في حياتهم العادية وليس في حياة العاملين بالجاسوسية فحسب، وكان إجماع المصريين على الاقتناع بهذا المعتقد ناشئا عما تردد على أسماعهم عن سطوة وتغلغل جهاز المخابرات في عهد رئيسها الأشهر صلاح نصر بشخصيته الطاغية وحضوره الفارض لذاته، وعما نسب إلى هذا الجهاز من مسؤوليات متعددة كان أهمها بالطبع ما أشيع من أنه هو من كشف مؤامرات انقلابية كثيرة، أو ما أشيع مثلا عن دوره البارز في حرب الإخوان المسلمين عام 1965. وهكذا فإن قارئ التاريخ بعد مائة عام مثلا سيكتشف أنه بقي لجهاز المخابرات العامة في الذهنية المصرية دوران فقط:
●● الأول هو الظاهري الذي تصدره الدراما من آن لآخر تحت مسمى ملفات المخابرات العامة المصرية، وتقدم فيه صورا مذهلة الصناعة والتشويق للكفاءة المخابراتية عبر توظيف المال والنساء والجنس بكل ما هو ممكن، وما هو غير ممكن!! 

●● والثاني هو الإخوان والإخوان وحدهم، ويدلل المصريون على هذا بأن الجهاز لم يكتشف محاولة انقلاب 1981 التي قتل فيها رئيس الجمهورية وآخرون لأنها صدرت من غير الإخوان بينما لم يكن الجهاز يراقب إلا الإخوان، وهي مفارقة طريفة في الفهم وفي الواقع على حد سواء. ومن الطريف أن هذا التصور كان يتطلب من جهاز المخابرات العامة أن يحارب الإخوان بلافتة مختلفة عن لافتة النشاط الديني التي يرفعها جهاز أمن الدولة ويخصص لها إدارته الكبرى، وهكذا تم تداول تعبيرات من فصيلة أو من قبيل تعبير الأمن الداخلي في مقابل الأمن القومي، وإن لم يكن اللفظ مباشرا في دلالته على نحو ما نعرف. 
أما جهاز المخابرات الحربية فقد كان جهازا عسكريا صرفا يعنى بالاستطلاع الحربي بمعناه الواسع وليس بمعناه المادي الضيق الذي بدأت به مثل هذه الأجهزة في أزمنة سابقة. وهكذا أصبح من الممكن تدريجيا أن يتحول اهتمام هذا الجهاز العسكري إلى الدراسات المكتوبة والمعروضة في نطاق ضيق بما في ذلك دراسات الأمن القومي والأمن الداخلي، وكل ما هو ممكن لمدير من مديري الأجهزة الاستخباراتية الحربية أن تمتد إليه أصابعه أو أذرع الجهاز في ظل توجيهات عليا بالطبع. 
وهكذا أصبح من حق الأجهزة الاستخباراتية الحربية أن توصف بأنها جهاز متغير الصلاحيات حجما ومبدأ، وأن تكون هذه الصلاحيات مرتبطة بتصورات القيادة الأعلى للقوات المسلحة، وإلى حد ما القيادة العليا للقوات المسلحة: أي رئيس الجمهورية في المقام الأول!! ووزير الدفاع القائد العام في المقام الثاني! ومن الإنصاف أن نشير إلى أن الرئيس عبد الناصر علي سبيل المثال راوح بين تفعيل دور مثل هذه الأجهزة الاستخباراتية في الحياة المدنية إلى أقصى حدود التفعيل في كثير من الأحيان، وبين تهدئة هذا الدور أو تبريده إلى أقصى حد في أحيان أخرى كثيرة.

◄ أما الرئيس السادات فقد كان حريصا على أن تبتعد مثل هذه الأجهزة الاستخباراتية تماما عن كل ما انغمست فيه من قبل، وعما انجرت إليه أو انزلقت نحوه بحكم علاقات رؤسائها بالمسؤولين الأكبر منهم في الدولة. وكان السادات يرى أن دورا يلعبه جهاز غير مسؤول سيؤثر بالطبع على مجال أداء الجهاز الأصلي، ومن هنا كان يعتقد بأن أي مشاركة للمخابرات الحربية في الأمن الداخلي ستؤثر مثلا على دوره في معركته مع إسرائيل.
◄ وقد مضى الرئيس مبارك على سياسة السادات، مع إضافة واحدة صغيرة تتناسب مع طول بقائه في السلطة، وهو أنه كان يكلف هذا الجهاز من آن لآخر بأن يبحث له عن وجه الصواب في أمر من الأمور. ومع ميل الرئيس مبارك المبكر إلى أنماط فكرية محددة في اختياراته للمناصب العليا فإنه كرر تكليف مدير المخابرات الحربية ليكون مديرا للمخابرات العامة، وكأنه كان يقول لكل من يشغل منصب مدير المخابرات الحربية: جهز نفسك لتكون مديرا للمخابرات العامة. وفي هذا الصدد أيضا ومن باب الطرافة، فإن أكثر من جهز نفسه لهذا الدور من مديري المخابرات الحربية فوجئ بأن مبارك لم يعينه مديرا للمخابرات الحربية، وإنما عينه رئيسا لهيئة الرقابة الإدارية، وهي إحدى الهيئات التي لا تمانع في أن تقوم بدور استخباراتي وبطبيعة استخباراتية، بل ربما عدها البعض بمثابة الجهاز الاستخباراتي الثالث. ومن الطريف أن عبد الناصر هو أيضا من أنشأ هذا الجهاز واختار له مديره الأشهر الضابط كمال الغر، وأن أنور السادات ألغى تماما وجود هذا الجهاز وكيانه في لحظة، وأن مبارك أعاده بعد بداية حكمه بفترة قصيرة.
■ أما بعد ثورة 25 يناير فقد تغير اسم جهاز أمن الدولة كما نعرف ليكون الأمن الوطني، بدلا من أن يلغى الجهاز بناء على مطالبات شباب الثورة. وتقلص دور المخابرات العامة مع احتجاب دور وحضور ونفوذ عمر سليمان بعد أن نال منصب نائب الرئيس وبدأ يستعد للانتخابات الرئاسية، وارتبكت الرقابة الإدارية بكثرة ما أحيل إليها وطلب منها. 
وفي المقابل بدأ دور الاستخبارات الحربية في التمدد والتوسع والنفاذ متوازيا مع طموحات مديرها في الوصول إلى الأعلى، سواء كان هذا الوصول عبر الإخوان والإسلاميين أو عبر العرب والغرب والمجاورين، أو عبر كل صاحب مصلحة في الثورة المضادة. وهذا ما حدث بالفعل على مراحل متتالية من الصعود المشوب بتوظيف الجهاز لمصلحة لاعب واحد فقط، الأمر الذي انتهى بالأجهزة الاستخباراتية إلى أضعف الحالات في بنيتها وتوجهاتها وإنجازها الموسمي، وهو ما جعل بعض المغامرين يحاولون التزيد في وصف أدوار قامت بها كل هذه الأجهزة حتى لو كان هذا الدور بالسلب. 
وكان هؤلاء يقولون إنها كانت تفعل نقيض واجبها، أو أنها لم تكن تؤدي واجبها عن عمد، وهو قول يصادف هوى في نفوس المتلقين، خاصة بعدما أدخلت بعض هذه الأجهزة نفسها بسرعة بالغة في إطار نشاط التوجيه المعنوي إيمانا منها بأهمية وضرورة التلاعب في صناعة الرأي العام، وإيمانا منها بأن النشاط في هذه الصناعة دون غيرها يحقق لها من الأرباح الكثير مما فاتها، وهكذا حدث التحول في الوظيفة حتى سيطرت لغة الكلام واختفت تقريبا لغات الإشارة.
 د. محمد الجوادي

 مشاهد من رفح بعد بدء هدم المنازل والتهجير
 




قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا


الاثنين، 3 نوفمبر 2014

مقارنة بين “المكارثية” الأمريكية وما يحدث في مصر الآن.. فيديو


فــي 10 نقـــاط 
مقارنة بين “المكارثية” الأمريكية وما يحدث في مصر الآن


 تعرف العنصرية بأنها الاضطهاد لاختلاف اللون والعرق، والطائفية بكونها الاضطهاد لاختلاف الدين، أما المكارثية فقد تشترك مع العنصرية والطائفية بكونها اضطهاد لكنه على أساس الأفكار. فهي اضطهاد ضد فئة من البشر لكونهم يؤمنون بأفكار مختلفة عن أفكار المتحكمين في السلطة والإعلام. 
وقد ظهرتكلمةالمكارثيةلأولمرةمن خلال كاريكاتير للأمريكي هربرتبلوكعام 1950،محاولاً به وصف الهستيريا الجماعية التي أصابت بلاده. يقول بلوك أنه اختار تسمية تلك الحالة بهذا الاسم نسبة لسيناتور جوزيف مكارثي، أكثر من قدموا وساهموا في تقديم الفكر المكارثي للعالم.
ذلك الرجل الذي تم انتخابه قاضيًا لمحكمة استئناف عام 1939 ليصبح أصغر قاض بالولاية، وليتطوع ويشارك بالحرب العالمية الثانية وفيسنال33 ويعود منتصرًا زاهيًا بما فعله.
ويمكننا تعريف المكارثية باختصار بكونها تلك الطريقة في اغتيال الخصوم السياسيين معنويًا عبراتهامات بالجملة تطعن في شرفهم ووطنيتهم ثم التنكيل بهم وإقصائهم.
ومع حوادث تمر علينا يوميًّا من خلال الإعلام المصري، أمكننا في تقريرنا رصد متشابهات كثيرة بين الحال الأمريكي خلال انتشار المكارثية والحال المصري الآن.
توقيت الظهــــور
كان التوقيت والصراع السياسي هما خير معينين لظهور “المكارثية” الأمريكية في الستينات، ثم المصرية حاليًا، فقد ظهرتالمكارثية الأمريكية عقب الحرب العالمية الثانية، أثناء الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا، فكان التحفز والهجوم والشراسة ضد الشيوعية من قطاع كبير من الأمريكان في أعلى درجاته، وحيث الدولة كسلطة في صراع مع الفكر الشيوعي وأكبر الدول المتبنيه له. وهو ما نجده حاليًا في مصر بعد رحيل الرئيس المعزول مرسي، حيث السلطة العسكرية في صراع عنيف مع جماعة الإخوان، وحيث “إما هم وإما نحن” هو الشعار الغالب، فيكون قتل أكثر من1000 شخص في يوم واحد، مع حث وتشجيع ومدح إعلامي من أغلب القنوات المؤيدة للسلطة أثناء وبعد ارتكاب واحدة من أكبر مذابح التاريخ الحديث، وليكون أكبر ما تحاربه الدولة الآن – ما تصنعه في آراء أخرى– هو “الإرهاب” في مقابل ما كانت أمريكا تحاربه “الشيوعية”.
  تأسيس ثقافة الخوف
“الدولة حاربت وتحارب وستحارب الإرهاب، كل من يعارضها فهو مؤيد للإرهاب، أمامنا خطر الإرهاب وكفى على الرئيس والدولة مواجهته” ذلك النداء الذي تختلف صيغته من وسيلة إعلامية لأخرى، لكنه هو الأساس لأي حديث، وليكون ناتج هذا البث الدائم لخطر الإرهاب، هو “الخوف”، الخوف من كل شخص يبدو إسلاميًّا لعله يكون “إرهابيًّا”، الخوف من أي شخص يحاور ويتحدث بالمنطق فقد يكون من داخله مؤيد للإرهاب، الخوف من إبداء رأي مخالف لسيمفونية العزف على أخطار الإرهاب، فلا تشكك ولا تتحدث بأي كلام قد يجعل “المؤيدين للإرهاب” يستفيدون منه. الخوف الذي يصل بك لدرجة “ليس علي لبس تيشرت عليه لون أصفر أثناء خروجي، فلعلهم يقبضون علي بسببه مثلما فعلوا مع غيري. الخوف وطلبات الانتقام الذي أصبح يبثه ويكتبه كتاب ومثقفون في أعمدتهم.



 ■ اتهامات دون دليل
“هذه قائمة فيها 205 من الشيوعيين والجواسيس بداخل وزارة الخارجية الأمريكية” هكذا تحدث عضو الكونجراس الأمريكي جوزيف مكارثي. ليكون حدث العام، وتتحرك الدولة كاملةً على أثر حديثه. بالطبع ثبت بعد ذلك كون هذه القائمة غير حقيقية، وأن الأمر برمته من وحي خيال مكارثي مهما كانت الأسباب، لكن النتيجة كانت خلال 10 سنوات هي إلقاء القبض على أكثر من 200 شخص، وطرد أكثر من 10 آلاف من عملهم. بل أكثر من ذلك، فيثبت التاريخ أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ساعد مكارثي بوثائق وأوراق غير صحيحه لكي يساعد علي استمرار تلك الحالة، فيتمكن باستمرارها من النيل من أي شخص دون الحاجة لأدلة وإثباتات وإجراءات، فقط يكفي اتهام كونه شيوعي، ويصل في أعلى درجات المشهد لأن يقترح الـ إف بي آي– على حث الوضع المساهمين في صناعته – بقانون شامل للتجسس. هل هناك ما هو أكثر من ذلك؟ نعم، تشكيل لجنة مكارثي لتشرف على توجيه الاتهامات والحسم بكون هذا الشخص “شيوعي” ومقتنع بالشيوعية أم لا. والمقابل المصري لا يقل عن ذلك بأية حال من الأحوال:- في مقابل قانون التجسس الأمريكي، القانون المصري الحالي بالرقابة على وسائل التواصل الإلكتروني. تسجيل مكالمات لأغلب المشاهير المصريين، وإذاعتها في برنامج فضائي دون تدخل من أية جهة قضائية. اتهامات بالجملة لكل من يعارض الدولة وقرارتها، مهما كانت تلك القرارات وأسبابها.


  إغلاق ومواجهة أي صوت معارض للسلطة
“لا صوت يعلو فوق صوت المعركة” هكذا دائمًا يكون شعار السلطات أثناء تفشي “المكارثية”، والذي يترجم شعبيًا لـ”مش وقته”.. حيث المنطق المسيطر هو “يمكننا مهاجمة السلطة لكن ليس الآن حتى لا نضعفها ونكون ضدها في محاربتها للإرهاب”. فنجد في أمريكا ودون إجراء تحقيقات أثناء المكارثية تم إقالة قرابة الـ10 الاف موظف من عمله، ونجد هنا إيقاف – منذ بداية الحكم العسكري – لكل القنوات الإسلامية، مهاجمة دائمة ومستمرة لقناة الجزيرة بما تنقله من صوت معارض للحكومة المصرية، القبض على3 إعلاميين عاملين بقناة الجزيرة منذ ديسمبر الماضي. وليصل الأمر في بعض الأحيان لمهاجة إعلاميين بالأسماء وأنه على الدولة تكميم أفواههم..






المؤسسات الدينية والمكارثية
حظي مكارثي وممارساته بتأييد الكثير من الكنائس الكاثوليكية خصوصًا في ولاية هويسكنسن، هكذا كان الأمر وشهد التاريخ، وهو الملحوظ حاليًا بدعم الأزهر والكنيسة لكل ما تقوله الدولة، وذلك بإجراءات كثيرة يتخذها الأزهر ضد طلابه المعارضين، وبدايةً من تأييد مفتي الجمهورية لعملية فض رابعة والنهضة.


لسنا شعب واحد
هكذا تقول واحدة من أبرز الأغنيات التي تذاع يوميًّا على قنوات الإعلام الرسمي “انتوا شعب واحنا شعب”، وهكذا كان يحاولة مكارثي تصنيف الأمريكان، فهؤلاء “ضد أمريكا” ومع الشيوعية، وهؤلاء مخلصون للأفكار الأمريكية. ولتكن النقاشات يوميًّا في الإعلام الأمريكي تلك الفترة عن تلك الجماعات الشيوعية العسكرية التي تستهدف هدم الدولة، وليكتشف العالم بعد ذلك أن ما قيل لم يكن أكثر من هراء يشيعه الإعلام. وهو ما نجد شبيهًا له في جريدة الوطن المحسوبه على النظام المصري بنشرها لتقرير يفيد بإقامة فرع لداعش في القاهرة بفيصل والهرم.
  توقف تام لأي نشاط سياسي في ظل المكارثية
بعض الواعين والمثقفين يحاولون النجاة بأنفسهم، فوجدنا أثناء تلك الحقبة مهاجمة رموز ثقافية كبيرة واتهامها بالشيوعية، مثل أينشتاين، وشارلي شابلن، وارثر ميلر، وكان علي أثر ذلك هجرة وسفر كثير من العقول المثقفة لأوروبا. وهو ما نلاحظة في الحال المصري حاليًا، من توقف للنشاط السياسي منذ رحيل الرئيس المعزول مرسي، حتى إن انتخابات الرئاسة كانت بين شخصين فقط، وفاز فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي بنسبة 97%. ونجد أثر ذلك أيضًا في انغلاق الأفق أمام أغلب الشباب المصري ورغبته في الهجرة خارج مصر، بنسبة تصل لـ74% من الشباب المصري.
استغلال المكارثية للانتقام
 من أبشع طرق استخدام المكارثية هي التكنيل بالخصوم، هكذا استغلها الـ إف بي آي، وهكذا استغلها مكارثي، وهكذا استغلها كثير من الأمريكان وقتها، فكلما واجهتك مشكلة مع شخص ما أسهل أن تشيع عنه كونه شيوعي لتحطمه، ما أسهل أن تقول إن ولاءه ليس لأمريكا والأفكار الأمريكية. بل إن المكارثية تصل حد مهاجمة رموز الدولة، فوجدنا الأمر قد وصل بمكارثي لاتهام وزير الدفاع الأمريكي وقتها ذلك المخضرم المنتصر في الحرب العالمية الثانية جورجمارشال بأنه شيوعي! بل أكثر من ذلك اتهام مكارثي لأعضاء في لجنة التحقيق التي يقودها بنفسه بأنهم أيضًا تشوبهم تهمة الشيوعية. وتلك الدرجة من اتهام أكبر ترتيب وظيفي في الدولة (رئيس الجمهورية) بأنه من الجبهة التي تحاربها الدولة ليست بغريبة، بل ذكرت قبل مجيء عبد الفتاح السيسي للرئاسة بالفعل.



تحظي بتأييد الأغلبية
 ليس هناك خيار أمام مجتمع فقير – في أغلبه – اقتصاديًّا ومعرفيًّا سوى إعلام الدولة وما يبثه من أخبار ومعلومات، لذلك في حين وجدنا أن المؤمنين بالمكارثية كانوا قد بلغوا نسبة 52% من الأمريكان، نجد أن في مصر كثيرًا من المؤمنين أن الدولة التي أعلنت نجاح الخطة نسر وقضاءها علي الإرهابيين في سيناء ما زالت تحارب الإرهاب، وأنه لكي تحاربه فعليها أن تهجر سكان المنطقة الحدودية، بل وتعذبهم. 1) الحل (إدواردمورو – أرثرميلر) لا تستمر المكارثية طويلاً، ففي أمريكا استمرت لـ10 سنوات ثم كان انتهاؤها وتعقل الشعب لما كانوا فيه من حُمق، وهتلر بإعلامه لم يستمر أكثر من 20 سنة.
لكن كيف كان التغلب على المكارثية وأضرارها؟ إعلام، ونخبة.. بهاتين الوسيلتين كان التغلب على المكارثية، إعلام واعي عاقل قاده الإعلامي الشهير ادوارد مورو دون خوف، ونخبة مثقفة مستنيرة واعيه بخطر استمرار هذا الفكر وكان علي رأسها المسرحي والروائي الأمريكي أرثر ميلر.
 (ساسة بوست)



قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا

الآن اعترف .. خسرت الرهان والفائز في مصر شاذ جنسيا.


هكـــذا ارادوا لمصــــر
 ان يقود منابرها كل آفاق لعين .. من هو بلا مباديء أو ضمير


 .. من يقبل دون تردد ان ينحط الى اسفل سافلين ..
عندها فقط تفتح له النوافذ لينفث سمومه لجمهور الناظرين ..
وينفث ايضا اوجاعه النفسية ..
لانه يعرف جيدا الثمن الذي دفعه كي يلعب في ” الاستاد ” 
 ما احقره وأبشعه
اعترف ، اني خسرت الرهان
 وكسبت روحي وقلبي وايماني واحترامي لنفسي
 و الفائز في مصر ،،، شاذ جنسيا 
واسألوا ايضا عن من تحدث باسم لجنة كتابة دستوركم المهيب !!!!

اتحدى ان يكون هناك فنان مسرح واحد من جيلي يجهل ما ستحمله اليكم هذه السطور المؤسفه !
والحق أقول لكم اني ترددت طويلا قبل ان أكشف هذا الجانب الدنيء في بلادي مصر المنحوسة .. ولكن وقد وجدت من يظهر على الشاشات ليقول : انا عاوز اشوف دم للركب
: انا عاوز اشوف دم من بكرة .. من دلوقتي
: محدش يقولي ديمقراطية أو حرية رأي بعد كده .
قررت ان اتكلم .. قررت ان احكي تجربة مره مررت بها شخصيا ولا انقلها عن رواية أحد .. تجربة تكشف حجم الدناءة المخطط ان نحيا فيها .. وهؤلاء المخططين ادركوا ان باب هذه الدناءه لابد أن يبدأ من أعلى ، من القمة .. فان فسد الكتاب والمثقفون والاعلاميون والفنانون فسيصبح فساد باقي الشعب .. أو القطاع الاوسع منه .. أمر حتمي
والشخصية التي سأحكي تجربتي معها معروفة في الوسط الثقافي والفني جيدا ، وليس أدل على ذلك من قيام السيناريست وحيد حامد باستلهامها في فيلم عمارة يعقوبيان .. كما قام الممثل خالد الصاوي الذي بدأ حياته في المسرح مؤلفا ومخرجا وممثلا باستلهامها ايضا في أداؤه التمثيلي في هذا الفيلم .. فمن اراد منكم تخيل الشخصية التي سأحكي عنها .. عليه فقط ان يتخيل اداء خالد الصاوي في فيلم عمارة يعقوبيان .
كنت في العام 1995 في الثالثة والعشرين من عمري .. ادرس في كلية عظيمة هي كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، سمحت لي ادارتها – التي كان على رأسها د. علي الدين هلال السياسي السابق – بتقديم عملي المسرحي الاول ” عودة خوفو ” ضمن مهرجان مسرح العروض القصيرة كمؤلفا للنص ومخرجا له .. ولقد استطاع العرض بفضل من الله تحقيق العديد من الجوائز للكلية .. وكانت هذه هي المرة الاولي التي يحصل فيها فريق مسرح كلية سياسة على جوائز مسرحية .
هذا النجاح جعلني بالطبع اشعر بثقة شديدة فبدأت في التخطيط لكتابة مسرحيتي الثانية وهي الاكثر نجاحا وشهرة حتى الآن ” الكلاب الايرلندي ” .. مستفيدا من الدروس التي تعلمتها من فرصة اخراج نصي المسرحي الاول والتي جعلتني اقترب كثيرا من مناطق القوة والضعف فيه ، فجاء النص الثاني أكثر حرفية والدليل ان الشباب مازالوا يقدمونه على المسرح حتى الآن بعد مرور 19 عاما على كتابته .
كان طموحي بدأ يتجاوز حاجز مسرح الكلية .. فقمت بتشكيل فرقة مسرحية للهواء .. وبدأت معتمدا على الدعم المالي المتاح من والدتي المتحمسة لفن المسرح لرقيه واحترامه لعقول جمهوره في تأجير صالات تصلح لعمل بروفات لهذه المسرحية ، وحين اكتمل العرض توجهت الى جهة تحصل على دعم من وزارة الثقافة تنظم مهرجانات مختلفة لعروض الهواه وتسلط عليهم الضوء اعلاميا ونقديا .. ولكن بحدود .
بالفعل توجهت باوراق العرض الي هذه الجهة وطلبت تحديد موعد للمشاهدة وقدمت صورة ضوئية للنص المسرحي المكتوب .. وبعد ايام فوجئت بأن مدير المهرجان .. والمؤسس الحقيقي لهذه الجهة ورئيسا السابق والفعلي في نفس الوقت يطلب لقائي .
هل يمكن ان يتخيل أحد كم السعادة التي يشعر بها شاب بداخله احلام كبيرة لوطنه يصيغها في عبارات مسرحية يحلم ان تحمل لواقعه التغيير الذي يستحقه حين يفاجأ ان خطوته الاولى خارج اسوار الجامعة تسفر عن لقاء مع هذا الاسم الكبير .. مع الدكتور الناقد المخرج الاعلامي الذي يملأ الشاشات وأعمدة الصحف بمقالاته وأخباره .. بالطبع كانت سعادتي غامره حتى اني قضيت الليل احلم بهذا اللقاء وتخطى حلمي حدود براد واي نفسها مرورا بالكوميدي فرنسيز دون شك .
جلست امامه في أدب التلميذ النجيب .. استمع اليه .. كانت بدايته في الحديث مبشره حيث قال لي : حسام انا لمحتك وانا داخل مكتبي وانت بتقدم مشروعك للسكرتير وقلت بصراحة شكله ولد روش عاوز يدخل المسرح علشان البنات .. لكن لما قريت نصك احترمتك جدا وطلبت اني اقابلك .
بالطبع انطلقت من فمي عندها سيول من الشكر والمديح له ، واخبرته انني عشقت المسرح حين عرفت انه بدأ كلعبة سياسية حيث كان يقوم اصحاب الرأي السياسي في اليونان القديمة بتقديم آرائهم في الحكم وشئون الدولة عن طريق المسرح .. واستمر ذلك لقرون حيث كانت كل احداث المسرحيات تدور في باحات الحكم قبل ان تنتقل الاحداث المسرحية الى الشارع تناقش هموم واوجاع الشعب !!
فقاطعني قائلا : اسمع يا حسام احنا مبنخترش اي حد .. وانت موهوب بجد .. وانا سكة للــ …. ( الكبير قوي في وزارة الثقافة ” .. وممكن اجيب لك منه 100000 جنية ميزانية لمسرحيتك .. بس بشرط!!
سألته مبهورا بالرقم باسعار التسعينات : ايه هو يا دكتور ؟
فصعقني قائلا : تنام معايا !!
قالها هكذا دون مواربة وكدت اصعق من هول المفاجأه .. أيكون هذا المثقف الكبير راعي شباب المسرحيين ، الذين ينطلقون من فن المسرح الى الاعمال التليفزيونية والسينمائية ، والذي بدت مصافحته الاولي معى رجولية جدا – وكأنه تعمد ان تبدوا كذلك – ” شاذ جنسيا ” ويراودني عن نفسي !! ، أيكون هذا المكان مجرد محطة لانتقاء الشباب الى هذا المصير المأفون …
كسر صمتي بسؤال : مالك .. اتخضيت كده ليه .. انت موش راجل
: الحقيقة انا راجل يا دكتور عـــ…… بس واضح ان حضرتك اللي موش كده – هكذا اجبت –
: ليه .. موش راجل ليه .. علشان بتــــ …. ( لفظ خادش للحياء ) دي ملهاش علاقة بالرجولة .. الرجولة اني اقف جنبك واساعدك وادعمك لحد ما تحقق طموحك .
: لا طبعا .. اللي بتحكي عنها دي اسمها المسئولية .. موش الرجولة .
: اسمع يا حسام .. انت فاكر ان عرش الرحمن بيتهز من الموضوع ده زي ما مفهمينك وانت صغير .. محدش شاف عرش الرحمن علشان يقدر يتكلم .. والموضوع ده بين الرجالة أحسن وانضف علشان مفهوش اختلاط انساب ” نفس المعنى الذي استخدمه وحيد حامد في فيلم عمارة يعقوبيان ” .. وشباب كتير في المسرح يتمنوا يصاحبوني .. لكن زي ما قلت لك احنا موش بنقي اي حد .. وانت لو عملت معايا الموضوع ده ح نقف جنبك لحد ما تبقى نجم .
فأجبته قائلا : السيد المسيح قال ما قيمة ان يكسب الانسان العالم كله ويخسر نفسه
فعقب قائلا : محدش ليه علاقة انت بتعمل ايه في الكالوس .. اهم حاجة لما تظهر للناس على الاستيدج ( خشبة المسرح ) تبقى قدامهم نجم .
فعلقت قائلا : وتفتكر ح استمتع بنجومية يكون ده تمنها .. انت تجرؤ تقول اللفظ اللي بيتقال في الشارع على الناس من عينتك
فأجابني بعنجهية : ميهمنيش .. يقولوا مثلي .. يقولوا شاذ جنسيا
فقلت : لا لا لا .. فيه لفظ تاني شعبي .. ايه يا ( ناديته باسمه دون القاب ) انت مكسوف تقوله وللا ايه ؟
فقال لي بتحدي : خــــــ….. ( نطق اللفظ )
فوقفت قائلا : وانا ميشرفنيش اتعامل مع راجل خــــــــ….. ( نطقت اللفظ وكانت لعمري المرة الاولى التي انطقه فيها )
فقال لي ببرود جملة مازالت تتردد بداخلي : ح تفضل طول عمرك تلعب في الحاره .. و عمرك ما ح تلعب في الاستاد .. على العموم جرب .. ولو تعبت من المحاولات تعلالي .. انا طريق الاستاد الوحيد .
راهنني وفاز .. نعم .. فاز .. اقولها اليوم ولم يمض على مغادرتي لبلادي ثلاثة ليال .. فاز المثقف الكبير ولم استطع الوصول الى الاستاد ابدا .. كل المسارح الكبيرة اغلقت امامي طيلة 19 عاما .. وكنت بمبادرات فردية وبمجهودات مضنية استطيع تقديم ليلة عرض أو ليلتين أو ثلاثة على الاكثر على خشبات مسارح الدولة دون ميزانية أو دعم .. وحين انتقلت الى مسرح الثقافة الجماهيرية وتفوقت في مهرجاناتها وتأهلت مرتين لتمثيل مصر في مهرجانها الدولي للمسرح التجريبي كان عرضي الاول ” بدون ملابس ” على هامش فعاليات المهرجان .. وعرضي الثاني ” البحث عن قاتل ديانا ” المدافع عن الاسلام ضد اتهامه بالارهاب وضد الحروب المستمرة التي يواجهها ، عرضا في اخبار الجرائد الحكومية فقط ولم توفر له خشبة مسرح يعرض عليها فعليا ضمن فعاليات المهرجان ، وبالطبع كان العرض الوحيد المتأهل ولم يعرض ضمن فعاليات المهرجان الدولي رغم نشر اخبار عرضه في الصحف القومية .
ورغم ان أحد مديري مسرح الثقافة الجماهيرية ويدعى سامي طه تجاسر ومنحني فرصة تقديم عرض محترف لمده 30 ليلة ضمن نشاط الفرقة المركزية التابعه لادارته .. الا ان ناقدا أو صحفيا واحدا أو قناة تليفزيونية لم تُستدعى لحضور العرض لتغطيته اعلاميا خلاف كل عروض الفرقة الاضعف فنيا .. ورغم نجاح العرض جماهيريا فوجئت ان ترشيحي الجديد كان لفرقة بيت ثقافة بركة السبع التي لا تمتلك حتى خشبة مسرح وتقدم عروضها في قاعات افراح .. ويال الصدف ، جاء ليحضر هذا العرض الناقد والمخرج الشاذ اياه كمحكما له ، لان عروض الثقافة الجماهيرية يتم تقييمها بدرجات من لجنة تقييم ترسلها الادارة العامة للمسرح ..اذكر تماما انه يومها تأمل بعينيه ارجاء مكان العرض البائس والفقير جدا وقال لي شامتا : موش قلت لك ح تفضل تلعب في الحارة .. قولي ايه اللي قدرت تحققه..
فأجبته في تحدي يخفي مراره كبيره : موش مهم .. انا بستمتع وانا بقدم مسرح وموش مستني آكل منه عيش خالص
فآجابني ساخرا : اوكي .. خليك مستمتع !!
ثم فوجئت بأن ترشيحي في العام التالي كان في مكان آخر أكثر بعدا وفقرا .. وعندها اعتذرت عن العمل في مسرح الدولة تماما .
كنت بعناد اقدم نصوصا مسرحية للبيت الفني للمسرح الذي يشمل مسارح القومي والطليعة والكوميدي والشباب والعرائس .. وكانت تقارير لجان القراءة تثني كثيرا على اعمالي ، ويكفي ان اقول ان رئيس لجنة القراءة كتب في تقريره عن نص ” بيت مشبوه ” اني اعد من أهم كتاب المسرح في مصر الآن .. ورغم ان مدير مسرح الشباب الفنان حلمي فوده قد صرح في العديد من الصحف والجرائد ان نص ” بيت مشبوه ” لحسام الغمري ضمن خطة عروض مسرح الشباب لعام 2014 .. الا ان يدا خفيه بت اعرفها تماما امتدت لمنع تقديم العرض كسابقيه جميعا .
واليوم رحلت عن مصر .. وقد تكررت نفس التجارب الصادمة في التليفزيون حيث استطعت تقديم عملين لا يتناولا امور السياسة وعرضا في قنوات واوقات المشاهدة الضعيفة .. ومنعت من تقديم العشرات .. رغم تقارير لجان القراءة الايجابية جدا والتي احتفظ بنسخ منها للذكرى .. العمل الاول ساعدني في تقديمه الراحل الرائع عبد المنعم مدبولي .. وبزخمه قدمت حلقات العمل الثاني الضعيف انتاجيا .. وبعدها الابواب الموصده كالمعتاد ، والسبب دون شك هو ان تبقى الحارة ملعبي الوحيد .. لان اللعب في الاستاد في مصر المنحوسة له شروط خاصة ، مثلي لا يذعن لها .
لانهم هكذا ارادوا لمصر .. ان يقود منابرها كل آفاق لعين .. من هو بلا مباديء أو ضمير .. من يقبل دون تردد ان ينحط الى اسفل سافلين .. عندها فقط تفتح له النوافذ لينفث سمومه لجمهور الناظرين .. وينفث ايضا اوجاعه النفسية .. لانه يعرف جيدا الثمن الذي دفعه كي يلعب في ” الاستاد ” ، ما احقره وأبشعه
واليوم ايضا وبعد توديع مصر بلادي غير نادم ولا عائد باذن الله آن لي ان اعترف ، اني خسرت الرهان وكسبت روحي وقلبي وايماني واحترامي لنفسي و الفائز في مصر ،،، شاذ جنسيا
واسألوا ايضا عن من تحدث باسم لجنة كتابة دستوركم المهيب !!!!
حسام الغمري
 هذا الشاذ ما ذال حتي هذه اللحظة يشغل مناصب هائلة منها : 
رئيس اتحاد كتاب مصر 
رئيس تحرير الأهرام إبدو الحالي 
والمصرى اليوم السابق 
والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب
وعضو المجلس الأعلى للصحافة



قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا