السبت، 20 فبراير 2016

كيف يهدد الإخوان بقاء النظام؟.



لقد علقتم كل فشلكم على شماعة الإخوان
 لأكثر من عامين، و نحن صامتون 
 فهل حان وقت الحساب ؟!


نشرت جريدة الفورن بولوسي في عددها الصادر بتاريخ 22 يناير 2016، تقريرا بعنوان: نظام السيسي المتصدع (Sisi’s Fracturing Regime)، ولو تجاوزنا الترجمة الحرفية فإن معنى هذا العنوان هو: "نظام السيسي يتصدع من الداخل". و كاتب المقال هو ايرك تراجر الباحث بمعهد واشنطون لسياسات الشرق الأدنى.
(1)
و حتى نفهم ما جاء في العنوان، يجب أن نعود إلى الأساس الذي بنى عليه الباحث وجهة نظره. فخلال العامين و النصف الماضيين، استطاع النظام الحاكم، تكوين تحالف عجيب و متناقض (سمك – لبن - تمر - هندي)؛ كان القاسم المشترك الوحيد بين مكوناته هو مجرد: كره الإخوان المسلمين.
ضم تحالف 3 يوليو، إضافة إلى رجال مبارك و الحزب الوطني، و الذين كونوا العمود الفقري له، مجموعات نخبوية من علمانيين، و قوميين، و يساريين؛ و جموعات ثورية، و شبابيه مثل حركة 6 إبريل، و اشتراكيين، و لبراليين، بل و حتى إسلاميين من فرقة برهامي. و كل هؤلاء لم يكن لهم هدف من وضع أيديهم في يد بعض إلا "إقصاء الإخوان" من الحكم، أو من الحياه تماما.
ففي وجود الإخوان، لن يستطيع السياسيون، و الثوريون، أن يلعبوا سياسة، و يصلوا إلى الحكم؛ لأن الإخوان يكتسحون أي انتخابات تجرى في بر مصر، حتى قال قائلهم: لو رشح الإخوان كلب ميت في الإنتخابات لنجح باكتساح (كلام فارغ!).
و هذا بالتحديد ما دفع رجل مثل محمد البرادعي العلماني المدني المستغرب، من وضع يده في يد زعامات دينية أزهرية و كنسية و سلفية برهامية، و قيادات عسكرية فاشية و رجعية، و مجموعات فلولية سلطوية و قبلية.
و لعل السبب الحقيقي في النقطة السابقة، هو أن الإخوان قضوا (بغشومية) على حلم هؤلاء (المشروع طبعا) في الوصل إلى كراسي الحكم. و لم يتركوا لهم هامشا مناسبا للمشاركة في الحكم بعد الثورة. و  الحق –أيضا - هو لو أن هؤلاء، صبروا قليلا على العملية الديموقراطية، فربما كان الشعب سيختارهم يوما، ذلك بعد أن ينتهي حكم الإخوان بطريقة شرعية و ديموقراطية، فمشاكل مصر لا تنتهي، و كان الشعب سيجرب كل من على الساحة تقريبا، و لكن في وجود نظام ديموقراطي مستقر، و دون الحاحة إلى سفك الدماء.
(2)
نعود إلى التحالف الجهنمي، الذي وصل إلى الحكم في 3 يوليو، و بالتحديد إلى عموده الفقري؛ وهو رجال أعمال مبارك. فهؤلاء لم تكن لهم مشكلة مع الإخوان على السطلة نفسها، و لكن مشكلتهم الحقيقية هو أن الإخوان لم يكونوا ليسمحوا لهم بالسرقة، فضلا أنهم كانوا يهددون، و بطريقة مهذبة –بين الحين و الآخر- بالمحاسبة، على ما تم نهبه أيام مبارك (ضرائب ساويرس كمثال).
كل هذه العوامل كانت كفيله بلم الشامي على المغربي، من أجل القضاء على العدو المشترك و التخلص منه؛ حتى يخلوا الجو لمن أراد السلطة، و من أراد المال. و بالفعل؛ فقد سارت الخطة كما هو مرسوم لها؛ فوصل إلى السلطة، من وصل؛ دون تعب أو عناء، أو حتى برنامج انتخابي.
أما من نهب المال فقالوا له: حلال عليك...براءه. و أحيانا طلبوا منه أن يدفع – شيء يسير، على ما قسم – كتبرع - لصندوق تحيا مصر، من باب: نفع و استنفع.
(3)
إن جملة "خطر الإخوان": كانت كلمة السر ، التي تعمل كالغراء، الذي يربط قطع البازل في تحالف المصالح ببعضها البعض.  و الذي يجب من أجله، أن يتغاضى أطراف هذا التحالف غير المتجانس عن خلافاتهم، و أن يصبروا على تحقيق مكاسبهم، حتى إزالة الخطر ، الذي يهدد مصالحهم جميعا.
كان "خطر الإخوان" بمثابة الخيط الذي يجمع حبات هذا العقد.
و لك أن تتخيل، كيف حال العقد، لو قطعت الخيط، الذي يربط حباته؟ هل تبقى منه حبه بجوار أخرى؟
ليست المشكلة في أن التحالف الذي كونه نظام 3 يوليو، قد انفض من حوله؛ فهو أصلا لم يكن ليعبأ بوجود الثوريين، و اللبراليين، و العلمانيين، و القومجيين حوله. و لم يكن لهم قيمة عنده؛ اللهم إلا مجرد ديكور ، مدني مزركش لإنقلاب عسكري دموي. فتفكك تحالف 3 يوليو الديكوري و الكرتوني، لم يكن ليهدد النظام، إطلاقا.
فأين الخطر إذن؟!
(4)
هنا نستدعي مقال الفورن بولسي، و الذي اعتمد في تحليله على التفكك داخل عنصرين أساسيين لنظام 3 يوليو؛ و هما رجال الأعمال و المؤسسات الأمنية.
فالصراع مع رجال الأعمال، بدأ مع اعتقال رجل الأعمال صلاح دياب (المقرب من واشنطون)، ثم الضغوط على ساويرس و غيره، و لعل أزمة الدولار الحالية ليست بعيده عن هذا الصراع.
أما المؤسسات الأمنية، فقد أصبح الصراع بينها محموما، على النفوذ و السلطة، في داخل دوائر النظام. و أشار الباحث إلى سعي جهاز المخابرات العامة – مثلا- للسيطرة على البرلمان و تشكيله، في سياق تنافسه مع جهاز المخابرات الحربية على النفوذ  . و كذلك الشرطة؛ فهي ليست غائبة عن هذا الصراع بأي حال. و  لعلنا نذكر أنه قد تم السمح للشرطة أخيرا، بأن تنشيء شركات استثمارية، لتنافس بذلك الشركات الإستثمارية المملوكة للجيش و المخابرات.
لم تكن المشاكل بين مكونات النظام لتطفوا إلى السطح إذا ظل "خطر الإخوان" قائما، كما كان بعد 3 يوليو مباشرة. فغياب خطر الإخوان –و لو إلى حين- عن ساحة الصراع، يمنح أجهزة الدولة، و مراكز القوى المختلفة، شعورا بالإنجاز، و شعورا أقوى بالرغبة في جمع الغنائم.
(5)
إن أصدق مثال للمشهد العبثي لبقايا الدولة المصرية، هو أن "أمين الشرطة" و الذي يمثل آخر شخص في هرم السلطة؛ قد أصبح كالثور الهائج، الذي يجري وراء الفريسة. فهو الآخر يريد أن يأخذ قطعة من تورتة الإنتصار على الإخوان. فإن لم يترك له الكبار أي شيء ليأخذه، فلا أقل من أن لا يحاكموه على أي شيء يفعله؛ تحت شعار: "ما فيش حاتم يتحاكم".
أما الشعب فيقول: لقد علقتم كل فشلكم على شماعة الإخوان لأكثر من عامين، و نحن صامتون، فهل حان وقت الحساب ؟!
.





حكم مصر على طريقة "اللمبي" فيديو



يا لها من إهانة
إن الأفـراح "ولم النقـوط" المـدون في "الكراسة الصفـراء"
يمكن أن يحـل مشكلة "اللمبي"
 ، وليس مشكلة دولة بحجم مصر ، 
التي يبدو أنها تقزمت على يد الانقـلاب العسكري
 لتصبح هي و"اللمبي" سـواء!



عندما ثبت باليقين أن الفتى "عبد الرحيم عبد الراضي"، الذي ادعى فوزه بجائزة قارئ العالم الأول في مسابقة للقرآن الكريم في ماليزيا، أنه نصاب، فلم يفز بالجائزة، بل لم يسافر أصلا، ولا يحمل جواز سفر، تذكرت "اللمبي" في أحد أعماله، فبدا لي أننا أمام حكم في مصر يدير البلاد على طريقة "الفرح الشعبي" عندما يكون الهدف من "الفرح" التخلص من ضائقة والبحث عن سعة بجمع "النقوط"!.
أعمال الفنان "محمد سعد"، أو "اللمبي" وأدواره، تتشابه علينا، ففي أحد الأفلام كان يمر بأزمة مالية قد تنهي قصة حبه، وهو العاجز عن الزواج؛ نظرا لعدم قدرته على الوفاء بمتطلباته، لكن الفنان "حسن حسني" وجد الحل في إقامة الفرح وجمع "النُقطة" أو "النُقوط"، وهو أمر تعرفه المجتمعات التقليدية، عندما يتم تقديمها في الأفراح من باب "الواجبات الاجتماعية"، لترد في مناسبات مشابهة وزيادة، ومما قاله صاحب المشورة أن "أسرة اللمبي" سابقة بالخيرات، وتجامل في هذه المناسبات، وأن كل ما قدمته من "نقوط" دونه هو في "الكراسة الصفراء"، لتصبح هذه "الكراسة" هي كلمة السر في حل مشاكل "اللمبي"، ويصبح إقامة الفرح الذي كان المعضلة في حد ذاته هو الحل، فتصرف على طريقة "نيوتن": "وجدتها"!
السلطة الحاكمة في مصر تبدو فاشلة تماما في البر والبحر، فلا يوجد وعد لها أوفت به، ولا يوجد نجاح تحقق في أي ملف، و"الذي زاد وطغى"، هو ما جرى في ملف سد النهضة، الذي وقع السيسي على شرعية تشييده، دون الاتفاق على مواصفاته وسعته، ودون الاتفاق على الحفاظ على حصة مصر من المياه على نحو يبشر بفقر مائي في القريب العاجل، بحسب تصريح لمرفق المياه، وهو يتبع السلطة وليس من مؤسسات تحالف دعم الشرعية!
ثم أخذنا النظام بعيدا، عندما أعلن قائده المفدى أن مصر مقبلة على استخدام مياه المجاري بعد معالجتها بالهناء والشفاء، وقد صرح السيسي بهذا "بعظمة لسانه"، ولم تدعيه قنوات دعم الشرعية التي تبث من إسطنبول. ولأن أنظمة الفشل العربي تعتمد سياسة إقامة الأفراح و"لم النقوط"، للقفز ولو بشكل مؤقت على إخفاقاتها، وإظهار نجاح بقوة الأضواء الكاشفة، ولو كانت كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، وقد جرى هذا في واقعة علاج الإيدز بـ"الكفتة"، باعتباره إنجازا يُنسب للمؤسسة العسكرية بقيادة عبد الفتاح السيسي، كما جرى عندما كرم السيسي من تم تقديمه على أنه أصغر حاصل على الدكتوراه في العالم، وهو مصري!
والأنظمة العسكرية تعتبر أن أي إنجاز يحققه أي فرد هو إنجاز يحسب للحاكم؛ باعتباره يملك الأرض ومن عليها، وشاهدنا كيف كان يتم حساب فوز المنتخب الوطني لكرة القدم على أنه يشكر عليه "السيد الرئيس محمد حسني مبارك"، وهو ما كانت "تطنطن" به وسائل الإعلام وبرامج "التوك شو"، فلولا دعم الرئيس ما تحقق النصر، وشاهدنا كيف جر مبارك ونجلاه البلاد في معركة قومية كبرى، لمجرد تنافس في مباراة بين المنتخب القومي المصري والمنتخب الجزائري!
وهذا ما جرى في حالة طالب كلية الصيدلة في جامعة الأزهر، الذي تم الإعلان عن فوزه بجائزة قارئ القرآن الأول على مستوى العالم، واستقبل في قريته بموكب، حرص فيه على أن يقف في سيارة مكشوفة ليحيي الجماهير المحتشدة، وكأنه فاز بجائزة "ستار أكاديمي"، وليس فوزا في مجال يستدعي وقارا ولو شكليا، وتواضعا ولو مفتعلا، وهو في فوزه هذا لم يكن مرشحا لموقع الزعيم السياسي ليطل على الناس بهذا الشكل، وليس مرشحا لينافس حمدين صباحي على موقع "الكومبارس"!
الاستقبال على إيقاع أغنية "تسلم الأيادي"، وهي الأغنية الرسمية للانقلاب العسكري، والمقصود بها تلك التي ارتكبت المجازر وحرقت الجثث في "رابعة" و"النهضة"، وإذا كان لمثلي أن يدخل هذا في باب التلقائية، فقد كشف الفتى المعمم، دون ضرورة موضوعية في برامج "التوك شو" التي استضافته، عن معنى فوزه، عندما توجه بشكره للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ومما ذكر أنه في ماليزيا وجد لافتة ترحيب به بعبارة "مرحبا بقارئ الأزهر الشريف"، وكأنه ذهب لإحياء حفل، وليس للمشاركة في مسابقة تستدعي من الجهة المضيفة الحياد!
هل أقول إن مثل هذه التفاصيل جعلت الفأر يلعب في صدري؟ وجعلتني أتشكك في أمره، ومنها الحرص على ارتداء العمامة، مع أن طلاب الأزهر يلتحقون بالكليات العلمية هربا منها عندما كانت تفرض على طلاب كليات الدعوة، وتفرض على طلاب مرحلة ما قبل الجامعة!
لقد راعني - بالإضافة لهذا - أنني عندما استمعت له قارئا وجدته متواضعا، وأنا "سميع قديم"!
و تذكرت إزاء هذه التفاصيل قصة عاصرتها في بداية التسعينات، عندما احتفت وسائل الإعلام في مصر بمن أطلق عليه "اللص التائب"، الذي كان يزورني في مكتبي بشكل يومي؛ من أجل أن ننشر قصته في صحيفتنا متواضعة التوزيع، وكان مدهشا في إلحاحه، وكنت أقول له لقد أصبحت نجما، ولست بحاجة إلى نشر حكايتك عندنا، حيث نُشرت صورته على غلاف صحف ومجلات واسعة الانتشار، كان من بينها جريدة "أخبار الحوادث" التي كانت توزع حينئذ نصف مليون نسخة أسبوعيا!
ومما قلته له: أنا لا أفهم إصرارك على النجومية، ما دمت قد فعلت كل هذا لوجه الله تعالى؟!
ذات يوم وبعد إلحاح وتذلل منه، طلبت من المصور أن يلتقط له صورة، ولم يكد يفعل، حتى فوجئت بـ"اللص التائب" يهبط على الأرض، ويرفع يديه إلى السماء في الوضع داعيا، وقد بدت على وجهه علامات الخشوع، عندئذ طلبت من المصور أن يتوقف، وقلت للتائب ساخرا: قم يا نصاب!
كان بداخلي شك من جملة تصرفاته، لكن لم أستطع أن أجعله يقينا، وقد تنازل لصالح الدولة عن كل ما يملك، وعن عمارة يملكها؛ لأنها من المال الحرام!
لقد انقطع "اللص التائب" عن زيارتي، لأقرأ بعد عامين عن القبض عليه متلبسا بسرقة إحدى الشقق، لأعلم بعدها أن التوبة والتنازل عن الممتلكات كانتا كي يدخل الغش والتدليس على الشرطة، فلا تنشغل به ليمارس نشاطه الإجرامي في أمان، ولأن قصته كانت دافعا لتبرع كثير من الأثرياء له بأموال، كمكافأة على توبته!

حكاية اللص التائب 
من سرقة رغيف العيش لقصور المشاهير


أعلم بأنه ليس بالضرورة أن يكون "القارئ" عالما، أو أن يكون صاحب وعي سياسي، وقد شاهدنا الشيخ الطبلاوي، الذي لا علاقة له بالعير ولا بالنفير ولم تكن السياسة من بين اهتماماته، يعلن تأييده للسيسي، لكن تعامل طالب الأزهر مع الأمر باعتباره "فرح بلدي" هو ما كان لافتا في موضوعه!
لقد كرم محافظ سوهاج الفتى باعتباره من أبناء المحافظة، واحتشد الأزهر لتكريمه، لولا انكشاف أمره، من خلال نقابة "القراء"، ومن خلال فائز سابق في هذه المسابقة، قبل توضيحات صدرت من السفارة الماليزية في القاهرة، واللافت أن وزارة الأوقاف التي تعد جهة الاختصاص في الموضوع تركت الأمور تجري في أعنتها دون توضيح، وهي من تقوم بترشيح المتسابقين المصريين للجائزة الماليزية بعد مسابقات مصرية داخلية، وتعلم أن موعد المسابقة في نصف شهر شعبان من كل عام وليس الآن!
في تصريح لموقع "انفراد"، اعترف هذا النصاب بأنه لم يسافر إلى ماليزيا، ولا يحمل جواز سفر أصلا، وأنه تعرض لمؤامرة، وتصرف تحت التهديد بقتله وإيذاء أسرته إن لم يستمر في هذه "اللعبة"، وهذه التهديدات كانت تأتيه عبر هاتفه، وهو ما يسهل مهمة وزارة الداخلية في التوصل لهؤلاء!
أعلم أن من يكذب في هذه يكذب في تلك، لكن عدم تعامل أجهزة الأمن مع الأمر بجدية يكشف عن أن هناك جهة خططت لتتصرف على طريقة حل "اللمبي" لأزمته بالفرح "ولم النقوط"؛ لأن الاحتمال الثاني أكثر ضررا، عندما يصبح بإمكان فتى لم يتجاوز العشرين عاما أن يلعب بالسلطة الحاكمة "كرة شراب"، ويدخل عليها الغش والتدليس، ويوشك أن يحولها إلى مسخرة من العيار الثقيل، فهل كان حصول أصغر شخص في العالم على الدكتوراه، والذي كرمه السيسي، خدعة من الغلام، بعد أن تبين أنه لم يحصل على الدكتوراه أصلا؟ ولدينا سفارة في كندا، الدولة التي منحته إحدى جامعاتها الدرجة العلمية، والتي ينبغي أن توثق الشهادة من السفارة المصرية؛ تمهيدا للاعتراف بها في مصر.
إن الأفراح "ولم النقوط" المدون في "الكراسة الصفراء" يمكن أن يحل مشكلة "اللمبي"، وليس مشكلة دولة بحجم مصر، التي يبدو أنها تقزمت على يد الانقلاب العسكري لتصبح هي و"اللمبي" سواء!
يا لها من إهانة.
ثورة ليبيا في ذكراها من المسؤول 
عن  تدهـــور الأوضــاع في ليبيا بعـــد الثـورة؟




؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛


«فرد الملاية» فى الفضائيات..«إعلام شنتوفة الهبـلة».. فيديو



« ... الشـــاويش أمــــانى ... »
تدعــو لعــدم الزواج والانجـــاب



• من معدة فى «المتخصصة» ومراسلة فى «تل أبيب» إلى «فرد الملاية» فى الفضائيات..
• خبطت في شباب «التحرير» ثم تندرت على «العيال اللي بيلبسوا لوبيست وبيعملوا زعرورة»..
• خاضت فى شرف المغربيات فثار شعب المغرب ضدها وحرقوا صورها وداسوها بالأحذية حتى اعتذرت الخارجية ...
• الخياط اخترعت «آيات قرآنية».. ومنحت نبى الله موسى الجنسية المصرية..
بجهد بسيط وبحث غير متعمق فى المعاجم العربية، يجد الباحث ضالته فى كلمة من ثلاثة حروف «فَحَشَ»، تعبر بجلاء عن وصف يليق بـ «الخالة بامبة».
وبالإبحار فى مشتقات وتصريفات لفعل الـ «تفحش»، تنهمر المعانى، فمعنى « تَفَحَشَ عَلَيْهِ»: أَسَمَعَهُ القَبِيحَ مِنَ القَوْلِ، ويقال تفحَش فى كلامه: تكلم بالقبيح من القول، وفَحَشَ بالشىءِ: شَنَعَ. كل تلك المعانى تنطبق بلا ريب على «الخالة بامبة»، تلك القابلة «الداية» التى تركتها خلفى فى قريتنا القابعة فى أعماق الصعيد.
«خالتى بامبة» التى واراها التراب منذ عقود لم تمت، فقد تحولت – دون إرادتها ــ إلى فكرة، وتطورت الفكرة بمرور السنين، فباتت منهجا وموروثا وعقيدة، وبعد أن كانت مجرد «داية»، تطورت وأصبحت «أستاذا وأستاذة»، وبعد أن كان مجالها «المصاطب والموائد»، صار محيطها الفضاء، لتصبح المصاطب قنوات فضائية، والموائد برامج، وبين عشية وضحاها، يصير «الفحش «شطارة، و«التفحش» أسلوب.
«الخالة بامبة» تظهر بدرجات متفاوتة فى إعلاميين يملأون الدنيا ضجيجا، ويبلغ حد الصراخ والعويل والسباب فى أشباه إعلاميين، اتخذوا من افكار الجماعة الإرهابية عباءة، ومن تشويه الدولة المصرية هدفا، ومن الشماتة فى دماء شهدائها الأبرار تسرية عن نفوسهم، وهؤلاء كثيرون.
ولعل بعض «الهفوات» التى يقع فيها إعلاميون «ساروا فى ركب ثورة 25 يناير» وتفانوا فى إخلاصهم لثورة 30 يونيو، تمنحهم فرصة من ذهب، لإشاعة تلك الأباطيل والدعاية المغرضة، مثلما هو الحال مع الإعلامية أمانى الخياط.
والمتابع لمسيرة الاعلامية «المخضرمة»، أمانى الخياط، يلحظ كونها «نجمة كل المراحل»، فهى المقربة من دوائر صنع الأخبار فى قادة قطاع الاخبار، فى أواخر عصر مبارك، حيث لم يلمع إلا القليل «من الموهوبين»، ولم يصعد بتلك السرعة «سوى من نال الرضا»، لترتقى بسرعة الصاروخ من معدة فى القنوات المتخصصة، إلى كادر فى قطاع الأخبار، ثم مراسل للتليفزيون المصرى من تل أبيب.
أمانى الخياط التى «يشنع بها أعداء الثورة» ينطبق عليها المثل الشعبى القائل «الحلو ما يكملش» لأن المتتبع لرحلة صعودها، يلحظ بدون مجهود أنها ربما كانت تعانى من «النسيان السريع» وهى صفة لا يتمتع بها «سوى الأفذاذ»، فالخياط صاحبة المقولة الشهيرة «اللى ما يعرفش يثبت على موقفه.. شخص بايع دماغة للشيطان»، كثيرا ما تنسى، فتبدو للمتربصين بها وكأنها «تبدل موقفها»، فبعدما وقفت تخطب بين «شباب التحرير» فى بدايات ثورة يناير، تهتف بينهم، وتوعيهم، تعود بعد سنوات قليلة لتحذر منهم، وتقول عنهم: «هنملك الجرأة ان احنا نقول للعيال دى.. انتو بتبيعوا نفسكم لأى حصان جامح»، وتصفهم بأنهم «الشباب اللى بيقدروا يلبسوا البنطلون (اللو ويست) واللى بيطولوا شعرهم.. واللى يقدر يعمله ( زعرورة) »، دون أن تشرح لنا ولخصومها معنى تلك الـ ( زعرورة).
الاعلامية الكبيرة التى قالت عن نفسها فى حوار قبل الثورة «كنت ومازلت أنتمى للفكر اليسارى»، قبل أن تنسى وتهاجم اليسار وقياداته «التى شاخت وعجزت وتحاول ركوب الموجة واستغلال الشباب»، تمنح خصومها «أعداء الثورة»، الفرصة تلو الأخرى بنسيانها لمواقفها، فبعدما وقفت بين شباب التحرير (أبو زعرورة)، وأنجلت من فوق إحدى منصات الميدان، لتحذر الثوار من ضباط الجيش، تعود وتتخذ مواقف على النقيض تماما من خطابها العظيم المسجل بالصوت والصورة.
ففى 2011، قالت أمانى الخياط بالنص: «عايزة انبهكوا لنقطة مهمة .. عشان دى شغلتى وأنا عارفاها.. لما ييجى قائد للجيش ويقولنا كلام.. مخنا يشتغل.. قال إيه.. إيه آخر كلمة قالهالكو.. لازم تفضلوا تحافظوا على مصر... مين اللى خربها انتوا ولا هما.. مين اللى بوظ حياتنا انتو ولا هما».. وتلتهب أكف المحيطين بها من التصفيق لهجومها على الجيش.
وتظل أمانى محافظة على موقف – فى مرة نادرة – إذ يظهرها تصوير فيديو فى أحد المحافل، وقد جلست تحت لافتة، كتب عليها شعار الإخوان الأثير «يسقط حكم العسكر»، مطالبة بعدم التصويت للفريق أحمد شفيق، المرشح فى مواجهة الرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسى فى جولة الإعادة، لتقول فى حماس: «لو وصل شفيق لرئاسة الجمهورية .. ده هيصدر حجم إحباط هيفوق اللى عمله مبارك فى الـ 30 سنة اللى حكم فيهم».
وعلى ذكر مبارك، يجدر التنويه فى هذا المقام إلى «الرحمة التى تحلت بها» قبل صدور حكم بات فى القضايا المتهم فيها، حيث تؤكد أن المخلوع «نال جزاءه الكافى بتركه الحكم رغما عنه» وكأن جرائم 30 عاما، ودماء شهداء وإفساد مجتمع، جرائم يكفى عقابه عليها بخلعه من حكم مصر.
خصوم أمانى – سيئى النيةــ يستغلون ضعف ذاكرتها، وعدم مراجعتها لما تقوله من حين لحين، ويمسكون عليها قولها الشهير، قبيل ترشح الرئيس عبدالفتاح السيسى للرئاسة، حين قالت:
«المعركة تتطلب قائدا عسكريا.. وليس رئيسا بالمعنى التقليدى»، ليدللوا – بالباطل على تغير مواقفها وفقا للمتغيرات على الساحة، ويقارنون ذلك القول، بما صرخت به من قبل: «لا نريد لمصر فى هذا التوقيت ولا فى المستقبل دولة ذات طابع دينى أو حكومة بمنطق عسكرى».
أعداء أمانى – الأشرار – يحاولون أن ينالوا من ثورة 30 يونيو فى شخصها، حين يتهمونها بـ «عدم المسئولية» مستشهدين بالأزمة المهينة، التى نجمت عن «ذلة لسان غير مقصودة»، حين أهانت – بدون قصد – شعب المملكة المغربية الشقيق وعاهلها، بادعائها أن اقتصاد المملكة «يقوم على الدعارة، وأنها معروفة بارتفاع نسبة المصابين بمرض الإيدز بين مواطنيها» على حد قولها. 
متهمة كذلك، ملك المغرب محمد السادس بـ«التآمر مع الإسلاميين وإشراكهم فى الحكم خوفا من وصول الثورات إلى بلاده وتهديد عرشه».
المتربصون بها «يشمتون» بعرض الفيديوهات التى صورت ثورة الغضب فى المدن المغربية، والمظاهرات التى اندلعت خصيصا لسبها والتقليل من شأنها ونعتها» بأقذع السباب» وحرق صورها بعدما داسوها بأحذيتهم، لتتدخل وزارة الخارجية المصرية، وتتقدم باعتذار رسمى، ويجبر مالك القناة، رجل الاعمال نجيب ساويرس، أمانى الخياط، على الظهور للمرة الأخيرة على شاشة قناته «اون تى فى» لتعتذر وتطلب الصفح والغفران» من الأشقاء المغاربة، والذين لم يقبلوا اعتذارها آنذاك، قبل أن يطيح بها ساويرس من القناة.
«وبحسن النية» المعهود فى «الشاويش أمانى» كما يصفها أعداؤها وأعداء الصورة – بحسب قولها – تمنح الخياط فرصة جديدة للإخوان حتى يفسدوا العلاقة بين مصر والسعودية، متهمينها بأنه باتت «تخصص أزمات دبلوماسية»، وذلك على خلفية مهاجمتها فى حلقات برنامجها، حيث وجهت انتقادا للسعودية وقالت إنها «الممول الحالى لحركة حماس فى غزة» وهى التصريحات التى لم يفتها إعلاميو ومواقع الإخوان، إذ استغلوا الفيديو الذى تقول فيه الخياط «حماس تقدم أوراق اعتمادها لممولها الجديد اللى هى السعودية»، ليملأوا الدنيا ضجيجا مستخدمين شعارات «الإعلام المصرى ينقلب على السعودية».
الخياط التى لا يمكن أن نلومها على «السهو والنسيان» وإن كانا يوحيان ــ لمن فى قلبه مرض – بأنها تتحول وتبدل من مواقفها وفقا للمتغيرات وتسير بحسب الموجة السائدة، لا يمكن أن نؤاخذها كذلك على بساطتها وتبسطها مع جمهورها، حتى وإن كان ذلك يوحى بأنها « تخترع قرآنا جديدا»، لأن نبل غايتها فى بث الطمئنية فى نفوس المشاهدين دفعها ذات مرة ــ على سبيل المثال لا الحصر – أن تقول نصا: «أنا قدام عينى طول الوقت، أن اللحظة دى تلت أرباعها بتاع ربنا.. ليه؟.. لأن هو اللى قال على لسانه فى كتابه المقدس.. فى القرآن الكريم.. إن البلد دى فى رباط إلى يوم الدين».. ورغم أن «الصائدين فى الماء العكر» تهكموا عليها ونشروا الفيديو وهم يتساءلون «عن اسم السورة ورقم الآية» إلا أن «سقطة كوميدية كتلك» لا يعول عليها لإثبات أن هناك «خللا فى ثقافتها».
حتى وإن كانت «بساطتها» قد ساقتها إلى «تبسيط كوميدى آخر»، حيث تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى تتحدث فيه عن نبى الله موسى بطريقة ــ هم يرون أنها ــ غير لائقة.
وقالت الخياط وهى تحاول التدليل على سوء بعض صفات المصريين: «عودوا لقراءة قصة سيدنا موسى وكل علاقته بالله لأنه الرسول الوحيد المصرى الذى يشبه طبائعنا وشخصياتنا وكيف ظل يجادل أنه عايز وعايز وعايز».
وأضافت: قال «خلى هارون أخى يساعدنى» وهو الرسول الوحيد الذى طلب المساعدة من أهله فخد أخوه كرمه.
وتابعت: هو الرسول الوحيد اللى قال «كلمنى».. قاله أنا ربنا أكلمك؟ قاله كلمنى زيكم كدة بالظبط فقال له «انظر إلى الجبل».
ولا يقتصر النقد الموجة للخياط على أعداء الثورة، بل يمتد لأنصار الثورة، ويصل إلى حد السخرية من وجهات نظرها – التى قد تكون خطأ يحتمل الصواب – بحسب الإمام الشافعى، حتى إن ساويرس الذى عملت فى محطته الفضائية – قبل أن يطردها، استهان بوجهة نظرها الاقتصادية السياسية، حين طالبت بقانون «يحدد هامش ربح ثابت على جميع السلع، لضمان السيطرة على الأسعار».
سقطات الخياط كثيرة ومنها الفيديو الشهير مع الناشط الفلسطينى راجى الصورانى، مدير المركز الفلسطينى لحقوق الإنسان، والذى طلبت منه أن يحدثها عن الوضع الإنسانى فى قطاع غزة، مفسرة هذا الوضع الإنسانى بـ «تفاصيل العمليات الحربية وطبيعة النصر الذى حققته حماس»، لينفعل عليها الناشط، ويغلق الهاتف فى وجهها.
وكذلك السياسى السعودى الذى ناقشته فى الوضع السورى، فطلب منها أن تراجع معلوماتها، وعاد ليسألها مستنكرا: «مين اللى قالك ها الكلام»، وعاد ليسألها: «أى أرض اللى بتتكلمى عليها»، وقال لها: «أنا لا أعلم عن هذا الكلام.. ادينى مصر هذا الكلام.. انتى بتلبسينى» فتضطر الخياط لإنهاء المكالمة بشكل «محرج».

المذيعــة السيساوية .. الشــاويش أماني الخيـــاط ..
.. تدعوا المصريين لعـدم الزواج والانجــاب ..



... شنتوفـــة الهبـــــلة ...




؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛




صور قبيلة إفريقية تحوّل القمامة إلى إكسسوارات.


مجموعة من الصور لقبيلة في وادي أومو بالقرب من الحدود الكينية



في الوقت الذي يحاول كل منا إعادة تدوير مخلفاته لتحقيق أقصى استفادة ممكنة منها، تلجأ قبيلة "داسانيش" الإفريقية في إثيوبيا لاستخدام القمامة القيمة في التجميل.
ونشر موقع "الدايلي ميل" البريطاني مجموعة من الصور لأفراد من القبيلة المبتكرة، والتي تستخدم بطاقات SIM وأغطية المشروبات الغازية والقطع الحديدية والساعات القديمة في صنع مجموعة من الإكسسوارات الرائعة.
والتقط المصور الفرنسي "إريك افورج" مجموعة من الصور للقبيلة في وادي أومو بالقرب من الحدود الكينية، والتي توضح كيفية قيام "داسانيش" بإعادة تدوير المخلفات بطريقة مبتكرة.
وقال "أفورج"، 51 عاما: "أحب الذهاب إلى أماكن التسوق حيث تأتي كل قبيلة بأشياءها المفضلة لبيعها للآخرين، وأصبحت هذه المدينة الإثيوبية أرضًا للعمال الذين يقومون بإعادة تدوير المخلفات وبيعها مرة أخرى".
القلائد التقليدية وإكسسوارات الشعر والأساور المصنوعة من الخرز وغيرها، يقوم أفراد قبيلة "داسانيش" بصنعها بأنفسهم واستخدامها في الزينة أو بيعها إلى الآخرين.














لا فيهـــا حـــاتم ولا حتى حــــاكم.



هل ستعود مصر دولة؟


عبد الفتاح السيسي متجه بأقصى سرعة إلى القاع؟
نعم هذا مؤكد، وربما يكون على نحو أسرع مما يتوقع، أو يتمنى، الجميع.
هذه المرحلة ستنتهي بقبحها وظلمها وفسادها وانحطاطها؟
نعم، سيكون ذلك، على المستويين السياسي والاقتصادي.
هل ستعود مصر دولة؟
نعم ستعود دولة، ولا توجد مشكلات كبيرة في ذلك، لكن المعضلة الأكبر، والسؤال الأهم هنا:
 كيف يمكن استعادة المجتمع المصري؟.
تشغل النخب السياسية نفسها كثيرا بشكل الحكم القادم، وهندسة علاقات القوى السياسية والكتل الحزبية، مع إفراط في الحديث عن ضمانات الدولة المدنية، ومتطلباتها، وكل هذا جيد ولا غبار عليه، مطلقا، لكن المشكلة الحقيقية، هنا، أن هذا الجدل يقفز على القضية الأهم قبل كل ذلك، وهي: كيف يمكن أن تتحدث عن دولة، من دون مجتمع إنساني؟
الكارثة الحقيقية في مصر، بعد انقلاب السيسي، أن الهوس بوهم بناء الدولة قضى على مكونات المجتمع البشري وملامحه، بحيث بات الناس يحيون، بعيداً عن ضوابط القانون، ومحددات القيم الإنسانية، ليرتد نمط الحياة إلى تلك الحالة الطبيعية، السابقة على صياغة مفهوم "العقد الاجتماعي" واختراع القوانين.
المأساة الإنسانية في منطقة "الدرب الأحمر" بالقاهرة تُجسد، بشكل كامل، انتحار مفهوم الدولة في مصر، جريمة قتل راح ضحيتها مواطن تمرد على جبروت أمين الشرطة، فأطلق عليه الرصاص. هنا المواطن ضحية أمين الشرطة، والأمين ضحية نظام حكم يكرس في ذهنه طوال الوقت أن "الجيش والشرطة" عادا الصنمين المقدسين، على المواطن، لكي يكون صالحاً، ألا يغضبهما، أو يراجعهما، أو يجادل بشأنهما.
في الخلفية، هناك جيش من الإعلاميين والسياسيين يؤدون أدوار الكهنة في معابد "جيشنا وشرطتنا"، ليس إيمانا كاملا بهما، وإنما استثماراً في التزلف، وتربحاً من تجارة الأيقونات وتماثيل الآلهة. ولذلك، كانت الصدمة مروعة، حين تجرأ الأطباء، وأقدموا على تحطيم صنم الداخلية، ولم يصدق "أمين الشرطة المقدسة" نفسه، وهو يرى مواطناً يرفض تقديم فروض الولاء والطاعة له، فقتله.
لا تستطيع "آلهة الوطن" أن تستوعب هذا التغير في عقيدة العباد المحكومين بالحديد والنار والخرافة، ونزوعهم إلى تحطيم الأصنام التي ثبت أنها لا تقدر على سد جوعهم، أو تأمينهم من الخوف، فتكرّرت مظاهر التمرد والارتداد.
الأكثر إثارة للفزع مما هو قادم أن أهالي قتيل "الدرب الأحمر" أرادوا الثأر في التو واللحظة، بأيديهم، لا بالقانون، في تعبير صارخ عن يقينهم بأنه لا توجد دولة في مصر، وتلك هي الكارثة. وبالتالي، لا يوجد "حاكم" ولا حتى "حاتم"، حيث يتندر المصريون على بطش إمبراطورية الضباط بالقول "مفيش حاتم بيتحاكم" في بلادٍ تغرق في آبار الخوف والدجل، يقودها شخص واحد، بالكرباج وتمائم الشعوذة.
وصل الجنون في مصر إلى الحد الذي صارت معه عبارة "جزاك الله خيراً" دليلاً مادياً لاتهام قائلها بالإرهاب، كما جرى في مدينة بنها حين ارتاد أربعة شباب مقهى للفرجة على مباراة، فسألهم النادل عن نوعية دخان الشيشة الذي يريدونه، فكان ردهم "جزاك الله خير نحن لا ندخن" وما هي إلا دقائق، حتى كانت قوات الشرطة قد حضرت للقبض على الإرهابيين الأربعة الذين أبلغ عنهم النادل النذل.
أكرّر هنا التأكيد على ما قلته مراراً إن مصر تستطيع أن تتعافى من مرضها السياسي، وتتخلص، بعد حين، من كل هذه الفيروسات القاتلة للديمقراطية والمعطلة للتطور السياسي.
لكن، كيف لها أن تشفى من نزيفها الإنساني والأخلاقي؟ من أين لها بروافع حضارية، تنتشلها من تحت أنقاض سقوطها الإنساني، واستقرارها في قاع العطن المجتمعي، حيث يسلّم الأب ولده للشرطة، ويحصل على المكافأة، ويبلّغ الموظف عن زميله، وينال الترقية، ويتحوّل الطالب إلى مرشد في أروقة جامعة، لا يصل إلى رئاستها إلا من تختاره أجهزة الأمن؟ ويرى الأستاذ زميله يموت تعذيبا فيصمت مذعوراً، أو يدخل في عمق الحائط، لا يجرؤ حتى على السير بجانبه؟
كيف لمجتمعٍ أن يعود إنسانياً، وقد زرعوا فيه بذور قيم سامة، وأعرافاً وتقاليد جديدة موغلة في الخسة والدناءة، واتخذت المسميات مفاهيم غريبة، جعلت أشياء، مثل العيش المشترك والجيرة والتكافل والتضامن، مفردات بالية وعملاتٍ لا تصلح للتداول في مجتمعٍ، يقوم على مبدأ الافتراس وعقيدة النهش والقنص والخطف.
كيف يمكن أن يوصف بأنه مجتمع بشري، هذا المكان الذي يعيش وفق قاعدة "الكل بريء ما عدا الإخوان"، ويكرّس مبدأ الترقي الاجتماعي والوظيفي، تبعاً لمستوى كراهية الفرد "الإخوان المسلمين"، وحسب ما يقوم به من أدوار لمساعدة السلطة في قمعهم؟
أغمض عينيك، وافترض أن سلطة الانقلاب العسكري رحلت غداً، وتخيل شكل مجتمع أمضى سنوات من عمره يتغذّى على أعشاب الكراهية، كيف يمكن أن يعيش أفراده في وضعٍ يليق بالبشر، بعد أن فرضوا عليه الحياة بمنطق الضواري والوحوش الجائعة؟




الجمعة، 19 فبراير 2016

سايب الحضانة وبتقتحـم مبنى المخـابرات.. يا وغـد . فيديو



... فى زمن العهر والمسخرة ...
 أمر اعتقال بحق الطفل محمد زين الماجد "فلسطينى" 
"أحمد منصور قرني " مصرى عمره 4 سنوات


ضمن حملة الاعتقالات المسعورة التي تنفذها السلطات الإسرائيلية بحق الأطفال المقدسيين، داهمت الأسبوع الماضي منزل المواطن زين الماجد في حارة السعدية، بالقدس القديمة، لاعتقال نجله محمد البالغ من العمر 4 سنوات.
ويقول والده لمركز معلومات وادي حلوة:” لقد داهمت قوة كبيرة منزلنا فجر الخميس، وطلبت مني اسماء اولادي، فأخبرتهم، فقالوا لي:” لدينا أمرا باعتقال محمد”!! لقد استغربت كثيرا وقلت لأحدهم هل انت متأكد؟؟
محمد عمره 4 سنوات فقط!!!، لكن الضابط لم يقتنع وطلب مني ايقاظه من النوم، وبعد رؤيته تراجع عن تنفيذ أمر الاعتقال.”
وأضاف:” لقد قلت للضابط” تريد اعتقاله هل أرفق معه الحليب والحفاظات، لحاجته لهم.”
وأوضح ان الضابط قام بتوجيه عدة اسئلة له عن ابنه واصدقائه، واذا كان يتردد الى الحارة، بدعوى التسبب باصابة مستوطن إسرائيلي، وهدد باستدعاء الطفل والتحقيق معه، في حال ثبتت عليه التهمة.
وأشار ان القوات اعتقلت الاربعاء الماضي كل من أحمد دحبور 9 سنوات، وفادي غفاري11 سنة، وشقيقه محمد 10 سنوات، ومحمد حزينة 16 عاما، وعبد الرحمن حجازي.

الطـفل المصـرى المعتقــل أحمــد منصــور قرني


تمخض جناب "الباشا" الجنرال قاضي محكمة غرب القاهرة العسكرية، آمرًا بالسجن المؤبد على 116 متهمًا، بينهم طفل عمره أربع سنوات، يدعى أحمد منصور قرني، تدل شهادة ميلاده التي قدمها محاموه أنه في سن "الحضانة"، إلا أن القاضي تجاهل شهادة الميلاد وأخذ بتحريات  ضباط "الأمن الوطني"، الذين راقبوا باب الحضانة عن كثب، والتقطوا صورًا لـ"قرني" وهو يتحول إلى "سوبر مان" ويطير في الهواء قاصدًا مبنى المخابرات المنيع، مطلقًا أشعة أيونية من عينيه، وصواريخ ليزر من قبضته الصغيرة!
الأمر الذي جعل صحيفة «تيليجراف» البريطانية، تؤكد أن "قرني" لن يكون الطفل الأول والأخير، فالانقلاب في مِصْر اعتقل الآلاف بتهم غير واضحة، منذ الإطاحة بالرئيس المدني المنتخب محمد مرسي، موضحة أنه "تم اعتقال أكثر من 300 طفل في الأشهر الـ7 الماضية، وبات أمر الأطفال حتى سن 14 عاما- عاديا في مصر، حسب ما أفاد تقرير منظمة العفو الدولية».
وتعقيبًَا على ذلك، قالت الحقوقية نيفين ملك في تدوينة لها: "نعم هى فوضى.. وصدق أو لا تصدق.. فى واقع فاق خيال مؤلفي الكوميديا السوداء.. الحكم غيابيا على الطفل أحمد منصور قرني 4 سنوات بالمؤبد ضمن 116 آخرين من خلال محاكمة عسكرية.. القرار الأعمى".
وقال المحامي محمد أبو هريرة: "مساء القهر والجنان يا مصر، الحكم على طفل عنده أربع سنوات بالمؤبد؛ اسمه أحمد منصور قرني والتهم إحداث شغب وتعدٍّ على الممتلكات وقتل، والحكم صادر ضد الطفل أنه هارب.. مصر ميزان العدالة فيها مش مقلوب، مصر مفيهاش عدالة أصلا، مصر مفيهاش منطق، المنطق انتحر من زمان، مصر اتجننت بجد اه والله أتجننت، مصر بيحكمها مجموعة من المجانين".
وعبر أستاذ العلوم السياسية سيف عبد الفتاح عن استغرابه؛ قائلا: "أربع سنوات يا ظلمة!!".
... قمــع الطفـــولة ...
وقالت «هبة» -إحدى المعتقلات- للصحيفة: «يتم إجبار هؤلاء المعتقلين على الجلوس مكدسين في زنزانة السجن الخانقة، وعلى تناول طعام مليء بالحشرات، ويسمح لهم بالخروج لمدة 5 دقائق فقط في كل مرة، وهذا الوضع مماثل بالنسبة لآلاف المعتقلين الآخرين».
وأوضحت الصحيفة أن «منظمة العفو الدولية وثقت الشهادات التي جمعتها ممن تم الإفراج عنهم، بأن هناك نسقًا ممنهجًا من الاعتداء الجسدي والعاطفي، فضلا عن انتهاكات لا تعد ولا تحصى في حقوق المعتقلين».
وترى أن «الكثير من المراهقين والأطفال يجري اعتقالهم كجزء من سلسلة بعيدة المدى من الانتقام ضد مؤيدي مرسي، وكذلك ضد الأصوات المعارضة الأخرى، كما أنهم يواجهون تهمًا ملفقة، بما في ذلك حيازة الأسلحة أو التحريض على العنف».
وأشارت إلى أنه «تم حرمان هؤلاء القصر من حقوقهم القانونية والدستورية، والعديد من احتجزوا في سجون ومراكز احتجاز البالغين».
ولفتت إلى أن «الحجم الهائل من الاعتقالات قد طغى على سعة احتمال النيابة المصرية، فتم محاكمة العديد من المعتقلين في السجون ومعسكرات الشرطة مكافحة الشغب، وغالبا دون السماح لهم بالاتصال بمحامين».
وأضافت «هبة» أنه «تم التحرش بالمعتقلين، وخاصة الفتيات في أثناء التفتيش، وتم احتجاز القاصرين جنبًا إلى جنب مع السجناء البالغين، في زنزانة مساحتها خمسة في خمسة أمتار».
نزيف في الشــرج ؟!!
فى وطن يعج بكل أشكال انتهاكات وامتهان حقوق الإنسان، لا تتعجب إن وجدت طفلًا لم تتخط خبراته فى هذه الحياة 4 سنوات قضاهم كأغلب من فى سنه بلا وعى بين محاولات الزحف وصدمات السقوط من أجل الوقوف وتعلم السير على قدميه اللبنتين، واستجماع حروفًا ما زال عاجزًا عن نطقها، ليشكل من خلالها مجموعة كلمات بسيطة لا يتقن نطقها بشكل صحيح، حتى يدرك بها فقط مسميات الأشياء حوله، يحكم عليه بالمؤبد.
ونقلت الصحيفة عن حسام، 17 عامًا، وهو أحد الشباب الذي سبق اعتقاله، شهادته أنه «يتم منع المعتقلين من استخدام المرحاض، أو مضايقتهم في قضاء حاجاتهم»، مضيفًا أنه «واحد من الأولاد الذين اعتقلوا خلال مظاهرة مؤيدة لمرسي، لم يقض حاجته لمدة 12 يومًا، ما أدى في النهاية لإصابته بنزيف في الشرج».
وأضاف أن «زملاءه السجناء تعرضوا للتعذيب الجنسي من قبل قادة العنبر، الأمر الذي غض الطرف عنه الاختصاصيون الاجتماعيون وحراس السجن».
... وطــن بلا تعـــذيب ...
هذا هو الحلم الذى رسم على أنسجة "تيشيرت" الطالب في الصف الثاني بالثانوية العامة، محمود محمد، الذي تمنى بكل أمل ونشوى مستقبل أفضل لوطنه، فى ذكرى الحرية والكرامة، ثورة 25 يناير، وبالتحديد يوم ذكراها الثالثة عام 2014، ليقترن الحلم باسمه داخل ظلمات السجن ويتحول لـ"معتقل التيشيرت".
تغييرات طرأت على طفولته قبل احتجاب النور عن نموها، ونضوجه حتى أصبح شابًا داخل جدران الظلم؛ تحولت فيهما نظراته الطفولية الخجولة إلى الحدة والعناد وكأنه فى موضع القوة، وابتسامته الصافية أصبحت ذات معان وتحمل رسالات مملوءة بالسخرية من الظلم والتحدي وثقة الانتصار، وإن طال الزمن داخل أنسجة تعذيب الحرية، الذى طالما رفض كافة أشكاله عبر "تيشيرته" قبل أن يذوق مرارته ويزداد إيمانه بحلمه لوطنه.
... 3200 طفــل معتقـــل ...
فى إحصائية ذكرها تقرير فريق الاعتقال التعسفي بالأمم المتحدة، نشرت منتصف العام الماضى، قالت إن الاعتقال فى مصر ممنهج وواسع الانتشار، مشيرًة الي أن عدد الاطفال المعتقلين منذ 30 يونيو 2013 حتي نهاية مايو 2015، أكثر من 3200 طفل تحت سن 18 عامًا، تعرضوا للتعذيب والضرب المبرح داخل مراكز الاحتجاز المختلفة.
ورصدت منظمات حقوقية ومحامون، مؤخرًا، عدد الأطفال المعتقلين، الذى بلغ 642 طفلًا، أعمارهم ما بين 12 : 18 عامًا، وجهت لهم العديد من التهم، أبرزها التظاهر دون ترخيص، والتحريض على العنف والكراهية، وتهديد السلم والأمن العام، والاعتداء على قوات الجيش والشرطة.
بعد رصد قصتين وأرقامًا حول وقائع قد يكون بينها ما هو أكثر ألمًا وانتهاكًا للقانون والدستور، فى ظل أحاديث عن تعذيب ممنهج بحق الكثير من هؤلاء الأطفال، مثلهم مثل أى زائر وضعه قدره بالخطأ فى "زنازين الظلم"، أو حتى المحبوسين على ذمة قضايا جنائية، تبقى بعض الأسئلة..
- لماذا يصمت الانقلاب بكل مؤسساته ومسئوليه على مثل تلك الحالات التي أصبح صداها الدولي محرج لوضع مصر؟
- ولماذا لا يرأف قائد الانقلاب بمستقبل هؤلاء الأطفال الذين حتمًا ستربى فيهم السجون الكره والوحشية تجاه المجتمع وربما الوطن، ويصدر لهم قرارات بالعفو؟
- أو لماذا لا يضغط بتعجيل محاكماتهم حتى يتبين مدى الجرم أو الإدانة المرتكبة من أطفال الحضانة؟

الحكــم بالمــؤبد علي طفـل عمـرة 4 سنوات



>



"نهاية" الشرق الأوسط وسقوط العالم العربي.



حاضر الأمة العربية ومستقبلها


فى تحليل أزمة حاضر الأمة ومستقبلها 
نحن أحوج ما نكون إلى البدء بمراجعة بنية المجتمعات العربية وأن نكف عن حديث المؤامرة 
الذى يرفــع شعـار "الحق على الطليان"

🔴 قبل أكثر من ثلاثين عاما (عام ١٩٨٣) أصدر الدكتور جمال حمدان كتابه «استراتيجية الاستعمار والتحرير». أورد فيه خريطة لما اعتبره «مراكز القوة الطبيعية فى العالم العربى والشرق الأوسط». 
وتحت الخريطة ذكر ما يلى: لاحظ مثلث القوة المحلى فى كل من المشرق والمغرب العربى. إذ يضم المثلث فى المشرق كلا من العراق وسوريا والسعودية. أما فى المغرب فإنه يضم المغرب والجزائر وتونس. وبين الاثنين تبرز مصر باعتبارها قطب القوة الإقليمى الأساسى فى العالم العربى. لاحظ أيضا أن مصر بدورها تمثل أحد رؤوس مثلث القوة الإقليمى فى الشرق الأوسط الذى يضم إلى جانب مصر تركيا وإيران. وهو ما وصف فى بعض الكتابات بالمثلث الذهبى.
قبل سنتين من صدور كتاب أستاذ الجغرافيا السياسية الأشهر كان الدكتور حمدان قد أصدر الجزء الثانى من مؤلفه الموسوعى «شخصية مصر».
وفى فصل خصصه لشخصية مصر الاستراتيجية ذكر أن لها خاصية مميزة هى أنها كانت دائما قطب قوة وقلب إقليم. «فحتى وهى مستعمرة محتلة، ومهما كانت أوضاعها الداخلية، فقد كانت مصر ــ للغرابة والدهشة ــ مركز دائرة ما وليست على هامش دائرة أخرى.. ولاشك أن هذه الصفة الجوهرية ترتد إلى جذور جغرافية أصيلة وكامنة». وفى تحليله فإن الدكتور حمدان أرجع الدور القيادى لمصر إلى موقعها الجغرافى الذى تكامل فيه الموضع مع الموقع. وفى موضع آخر من الكتاب ذكر أن مصر «أصبحت مفتاح العالم العربى، إن سقطت سقط، وإذا فتحت فتح. 
ولذا كان الاستعمار يركز دائما ضربته الأولى والقصوى على مصر، ثم ما بعدها فسهل أمره. وهو ما أدركته وفشلت فيه الصليبيات وتعلمه الاستعمار الحديث. 
فكان وقوع مصر ١٨٨٢ (تاريخ الاحتلال البريطانى) بداية النهاية لاستقلال العالم العربى. بينما جاء تحرر مصر الثورة بداية النهاية للاستعمار الغربى فى المنطقة بل وفى العالم الثالث جميعا.
🔴 فى مقابل هذه الرؤية المصرية فإن العقل الاستراتيجى الإسرائيلى رأى العالم العربى من منظور مختلف. 
ففى كتاب «إسرائيل وحركة تحرير جنوب السودان» الذى أصدره فى عام ٢٠٠٣ مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط وأفريقيا التابع لجامعة تل أبيب، ذكر مؤلفه العميد متقاعد موشى فرجى ما يلى: إن الاستراتيجية الإسرائيلية إزاء المنطقة العربية انطلقت من رفض فكرة انتماء المنطقة العربية إلى وحدة ثقافية وحضارية واحدة. والتعامل معها باعتبارها خليطا متنوعا من الثقافات والتعدد اللغوى والدينى والإثنى. إذ اعتادت على تصويرها على أنها فسيفساء تضم بين ظهرانيها شبكة معقدة من أشكال التعدد اللغوى والدينى والقومى ما بين عرب وفرس وأتراك أرمن وإسرائيليين وأكراد وبهائيين ودروز ويهود وبروتستانت وكاثوليك وعلويين وصابئة وشيعة وسنة وموارنة وشركس وتركمان وآشوريين!
بالتالى ــ أضاف المؤلف ــ فإن المنطقة ما هى إلا مجموعة أقليات ولا يوجد تاريخ موحد يجمعها. ومن ثم يصبح التاريخ الحقيقى هو تاريخ كل أقلية على حدى. والغاية من ذلك تحقيق هدفين أساسيين هما: رفض مفهوم القومية العربية والدعوة إلى الوحدة العربية، واعتبار القومية العربية فكرة يحيطها الغموض وغير ذات موضوع ــ الهدف الثانى هو تبرير شرعية الوجود الإسرائيلى الصهيونى فى المنطقة. إذ ما دامت تضم خليطا من القوميات والشعوب والقوميات التى لا سبيل لقيام وحدة بينها، فمن الطبيعى أن تكون لكل قومية دولتها الخاصة. وهو ما يضفى شرعية على وجود إسرائيل باعتبارها إحدى الدول القومية فى المنطقة.
- استشهد المؤلف فى ذلك بكتابات أبا إيبان (وزير خارجية إسرائيل الأسبق) فى مؤلفه «صوت إسرائيل» الذى اعترض فيها على فكرة أن الشرق الأوسط يمثل وحدة ثقافية، وذكر أن العرب عاشوا دائما فى فرقة عن بعضهم، وأن فترات الوحدة القصيرة كانت تتم بقوة السلاح، ومن ثم فإن التجزئة السياسية لم يحدثها الاستعمار، لأن الروابط الثقافية والتراث التى تجمع البلاد العربية لا يمكن أن تضع الأساس للوحدة السياسية والتنظيمية.
🔴 قرأت عرضا لكتاب بعنوان «نهاية الشرق الأوسط الذى نعرفه»، للباحث الألمانى فولكر بيرتس المتخصص فى شئون الشرق الأوسط، (عين أخيرا مساعدا للمبعوث الدولى لسوريا ستيفان دى ميتسورا) ووجدت أن عنوانه يعبر عن حقيقة بات الجميع لا يختلفون عليها، وربما اختلفوا على ما بعدها. أعنى أن ثمة اتفاقا على أن خريطة سايكس بيكو التى استمرت نحو مائة عام تخضع للتغيير الآن، والسؤال الذى تتعدد الإجابة عنه هو: كيف يكون شكل ذلك التغيير؟
ما فهمته من عرض الكتاب أن المؤلف يعتبر أنه لم يعد فى العالم العربى دولة كبرى بالمفهوم السياسى، وأن نفوذ إيران فى العالم العربى أصبح أقوى من نفوذ أى دولة فيه. وإزاء الهشاشة والضعف المهيمنين عليه فمن الصعب استمرار سياسة عدم التدخل الخارجى فى شئونه، (من جانب الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبى) وبعدما خرجت الأوضاع فى سوريا والعراق عن السيطرة فلم يعد هناك مفر من تدخل تلك القوى ووضع أسس نظام سياسى جديد يفضى إلى الاستقرار فى المنطقة، فإن المؤلف أراد أن يقول إنه أما وقد تكفل العالم العربى بتشويه حاضره وإضعافه، فإن القوى الخارجية باتت مضطرة للتدخل لصناعة مستقبله حرصا على مصالحها وتمكينها لنفوذها. ولعلى أضيف سببين آخرين للتدخل يكمن أولهما فى انزعاج الغرب الأوروبى من سيل اللاجئين القادمين من المنطقة الذى بات يتدفق على دولها، الأمر الذى اعتبره الرئيس أوباما أخيرا «تهديدا لوجود أوروبا». 
أما السبب الآخر فراجع إلى التهديدات التى بات يمثلها تنظيم «داعش» من خلال عملياته الإرهابية والانتحارية فى العواصم الأوروبية. وهى من العوامل التى تدفع باتجاه استدعاء التدخل الخارجى الذى نرى شواهده فى الوقت الراهن.
نهاية الشرق الأوسط المتعارف عليه وانهيار مثلثى القوة التى تحدث عنها الدكتور جمال حمدان لم تحدث فى السنوات الأخيرة التى شهدت تمزقات الدول العربية واتساع نطاق حروبها الأهلية. لكن لها تاريخا بدأ بتخلى مصر عن قيادة العالم العربى، الذى أعلن ضمنا فى الخروج على الإجماع العربى وتوقيع اتفاقية «السلام» مع إسرائيل فى عام ١٩٧٩. وتلك جريمة الرئيس الأسبق أنور السادات التى ارتكبها بحق مصر والعالم العربى، يسعفنى فى ذلك تحليل الدكتور جمال حمدان الذى سبقت الإشارة إليه وذكر فيه أن مصر مفتاح العالم العربى إن سقطت سقط، وهى العبارة التى تختزل الفكرة التى أدعيها وتؤيدها. وهى بالمناسبة تناقض رأيه الذى تبناه وذهب فيه إلى أن الجغرافيا عقدت لواء القيادة لمصر فى كل الأحوال، وقد تأثر فيه بتخصصه كأحد علماء الجغرافيا البارزين، الأمر الذى غيَّب عن ذهنه التاريخ وتفاعلاته.
إننا إذا أردنا أن نتصارح فى هذه النقطة فينبغى أن نعترف بأن الدور القيادى المصرى الذى أسهمت فيه الجغرافيا لا ريب، كان مستندا إلى قوتها الناعمة بالدرجة الأولى. فقد كانت قوة عسكرية فى بداية القرن التاسع عشر، إبان عصر محمد على باشا (١٨٠٥ ــ ١٨٤٨)، الذى أسس الجيش والأسطول وأرسل جيوشه إلى الجزيرة العربية واليونان والشام حتى وصلت إلى الأناضول ودخلت معاقل السلطنة العثمانية فى قونية وكوتاهية. وكما أن مصر تمتعت بالقوة السياسية فى المرحلة الناصرية (١٩٥٤ ــ ١٩٧٠) حين صارت قوة يعمل لها حساب، وفيما بين التاريخين ظلت القوة الناعمة هى الرافعة الحقيقية لدورها القيادى. 
إذ تمثلت فى علمائها ومثقفيها وفنانيها وقادة نضالها الوطنى ضد الاحتلال البريطانى. والقوة التى أعنيها تقاس بمعيارين أحدهما أو كلاهما هما القوة الذاتية السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية، وقوة التأثير والإشعاع فى المحيط. أما القيادة فترتبط بالعنصر الثانى بالدرجة الأولى، وفى الخبرة المصرية فإن قوة التأثير والإشعاع ظلت صاحبة الحصة الأكبر فى الحفاظ على دورها القيادى. إذ ظلت تجربتا محمد على وجمال عبدالناصر حالتين استثنائيتين فى المشهد المصرى خلال القرنين الأخيرين.
معاهدة السلام أفقدت مصر دورها السياسى فتراجع تأثيرها فى العالم العربى، وحين خرجت من الصراع فإنها حيدت قوتها العسكرية، ولأسباب طويلة ومفهومة فإنها كانت خارجة من ميزان القوة الاقتصادية، وتزامن ذلك مع تراجع قوتها الناعمة خصوصا على الصعيد الثقافى، الذى وجد منافسين له فى الدول العربية الشقيقة. وذلك التنافس شمل المجال الفنى الذى أبرزته وأنعشته ثورة الاتصال. 
بالتالى فلم يعد لمصر ما تنفرد به فى الوقت الراهن. 
وظلت ريادتها منسوبة إلى التاريخ بأكثر من تعبيرها عن الواقع الراهن.
الشاهد أن مصر حين لم يعد لديها ما تقدمه فإنها فقدت دورها القيادى. وظل المقعد شاغرا منذ ثمانينيات القرن الماضى. صحيح أن دور الدول النفطية برز خلال تلك الفترة متكئا على الثروة الاقتصادية بالدرجة الأولى، إلا أن ذلك لم يحل مشكلة القيادة، الأمر الذى أوصل العالم العربى إلى ما وصل إليه من تصدع وتشرذم. من ثم تحققت نبوءة الدكتور حمدان التى قال فيها إن سقوط مصر إيذان بسقوط العالم العربى بأسره.
🔴 الضعف الذى منى به العالم العربى حين تصدع وتشرذم تجاوز الأنظمة إلى المجتمعات العربية التى ظلت مهمشة طول الوقت، الأمر الذى أصاب الأمة بنقص المناعة، وكما يحدث لأى جسم يفقد مناعته وتتكالب عليه الأمراض والعلل، فإن السقوط الذى أدعيه فتح الأبواب واسعة لانفراط عقد المجتمع العربى واستدعاء الصراعات والخلافات السياسية والعرفية والفكرية والمذهبية والدينية. 
وأتاح للرهان الذى أشرت إليه فى كتاب العميد الإسرائيلى المتقاعد موشى فرجى أن يتحقق على أرض الواقع.
للباحث الإسرائيلى إسرائيل شاحاك المحلل السياسى والبارز ورئيس جمعية حقوق الإنسان فى الدولة العبرية دراسة مهمة ذكر فيها أن تفتيت العالم العربى له تاريخ يمتد لأكثر من ثلاثين عاما. إذ رصد فيها رحلة المخططات التى تناولت الموضوع منذ عام ١٩٨٢ (بعد ثلاث سنوات من توقيع مصر للمعاهدة مع إسرائيل) حين أعد الصحفى الإسرائيلى عوديد بينون وثيقة تحدثت عن تفكيك العالم العربى، نشرتها مجلة «كيفونيم» التى تصدرها المنظمة الصهيونية العالمية فى شهر فبراير من ذلك العام. وظلت الفكرة تتردد بصياغات مختلفة فى العديد من الدراسات التى ذكر تاريخها وخلاصاتها، إلى أن نشرت صحيفة نيويورك تايمز فى عام ٢٠١٣ تحليلا عرضت فيه سيناريو تحول ٥ دول عربية إلى ١٤ دولة.
🔴 أهم ما خلص إليه شاحاك ثلاثة أمور...
 * الأول.. أن مخططات التقسيم يتبناها ويروج لها اليمين الإسرائيلى واليمين الأمريكى.
 * الثانى أن تفتيت العالم العربى تم بفعل عوامل داخلية نابعة من هشاشة المجتمعات العربية وليس من خلال التدخلات الأجنبية.
 * الثالث أن انفراط عقد العالم العربى ليس سببه الربيع العربى كما يروج البعض، لأن ذلك الربيع كان ثورة من جانب الجماهير العربية على تدهور الأوضاع فى بلادها. وهى خلاصة يصعب الاختلاف معها، وليتها تكون موضع مناقشة من جانب الذين يؤرقهم حاضر الأمة العربية ومستقبلها.
فهمي هويدي





أجواء المصالحة بين تركيا ومصر ,حسابات وعقبات.فيديو



لا نرضى ســوى بإسقاط النظــام الانقــلابي
والقصاص العادل، وعودة الشرعية


رويترز: عام على كرسي الحكم أدخل محمد مرسي التاريخ وبعد مرور ثلاث سنوات، تم عزل أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في مصر ومثل للمحاكمة مرة أخرى تحت الحكم المدعوم من الجيش بتهمة ارتكاب جرائم متعددة بما في ذلك التحريض على العنف وهي تهم كافية ليقضي ما تبقى من عمره خلف القضبان إلى أن سقط مغشيا عليه في المحكمة اليوم الاثنين وتوفي عن 67 عاما…


بدَتْ إرهاصات دخول تركيا ومصر أجواء المصالحة بعد شقاق تخطى أمده العامين منذ انقلاب الثالث من يوليو على الرئيس المنتخب محمد مرسي، حيث رفضت تركيا الاعتراف بحكومة الانقلاب، ما ترتب عليه اتجاه الجانب المصري لقطع العلاقات السياسية والاقتصادية مع تركيا.
الحديث يجري الآن عن وجود وساطة سعودية لتطبيع العلاقات بين القاهرة وأنقرة، وهو ما ظهر في حديث وزير الخارجية التركي (جاويش أوغلو) خلال مؤتمر الرياض الذي جمعه ونظيره السعودي عادل الجبير، وهو ما قد يفسر الهدوء النسبي في لهجة وسائل الإعلام المصرية حيال تركيا.
الأمر يثير تساؤلات عدة حول حسابات الدول الثلاث في الدخول إلى أجواء المصالحة ومدى إمكانية تحققها، وحول تأثير المصالحة المحتملة على المسار الثوري في مصر، ومصير المعارضة المصرية التي تحظى بتأييد تركيا.
 السعودية بدأت منذ تولي سلمان الحكم في إقامة علاقات أكثر هدوءًا مع التيارات الإسلامية، وأدركت أن معركتها ليست مع تلك التيارات، واتجهت لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، خاصة بعدما رفعت الولايات المتحدة الأمريكية يدها عن إيران، وسمحت بتمرير الاتفاق النووي لصالح طهران على حساب الأمن الخليجي، في ظل اتجاه أوباما للانسحاب من منطقة الشرق الأوسط للتفرغ للعملاق الصيني في آسيا، والعبث الروسي في الشرق الأوروبي.
 السعودية التي ترتبط حاليا مع تركيا بعلاقات وطيدة، تعمل على احتواء مصر وعدم تركها للتخندُق في المعسكر الإيراني، ومن ثمّ تسعى الرياض لتطبيع العلاقات بين مصر وتركيا، وهو ما يدعم هذا الاتجاه.
* أما الحكومة التركية فتتعرض لضغوط خارجية وداخلية للتخلّي عن موقفها من الانقلاب، ويأتي ذلك في ظل أجواء التصعيد الإرهابي، وتعقّد الموقف في سوريا خاصة بعد التدخل الروسي، إضافة إلى التحديات الاقتصادية والأمنية الضخمة التي تواجهها، ولذا تسعى لتخفيف التوتر في علاقاتها الخارجية.
 ربما يدعم هذه الرؤية الخاصة بتركيا، أن المسار الثوري في مصر لإعادة الشرعية قد وصل إلى حالة ما يشبه الاكتفاء بترقب سقوط النظام وظهور فشله، إضافة إلى تدخل أطراف إقليمية ودولية للإبقاء على حكم السيسي، ومن ثمّ تفرض حسابات المصالح والمفاسد نفسها على سياسة تركيا لإبداء قدر أكبر من المرونة في التعامل مع النظام الانقلابي.
 ونعم.. النظام المصري يهمه المصالحة مع تركيا، لأنها تتضمن تثبيتا لأركانه، وإظهاره بشكل أكثر انفتاحا على المجتمع الدولي، كما أنه يسعى للاستفادة من العلاقات الاقتصادية التي يمكن عقدها مع تركيا عضو مجموعة العشرين.
وبالرغم من ذلك، فالمصالحة بين الجانبين ليست بالشيء الهين، فأمام تلك المصالحة هناك عدة عقبات.
 من هذه العقبات احتمالية رفض شعبي لتعامل الحكومة التركية مع النظام الانقلابي، حيث أن شرائح كبيرة من المجتمع التركي تتعاطف مع معارضي وضحايا الانقلاب، وتفتخر بموقف حكومة العدالة والتنمية الرافض للقفز على الديموقراطية.
ومنها استضافة تركيا للكثير من معارضي الانقلاب على أرضها، وهو ما قد يجعل تركيا في مواجهة مطالب مصرية بتسليم المعارضين، وأعتقد أن هذه القضية محسومة لدى حكومة أنقرة التي لا تلتزم بمعاهدات تسليم مع مصر، ومن ثم قد تتعثر المصالحة.
 تركيا حتما لن تترك معارضي الانقلاب لقمة سائغة للانقلاب حال إتمام المصالحة، فهذا الوضع قد يضر بسمعة الحكومة التركية التي عرفت بتقديم المبادئ على المصالح ونصرة المظلوم، ومن ناحية أخرى لن تقبل تركيا التي نجحت في إرساء نظام ديموقراطي بأن تكون داعما لنظام ديكتاتوري ضد شعبه، أو تغض الطرف عن السياسات القمعية في مصر.
ولذا لن تمرّ تلك المصالحة إلا في ظل وجود صيغة (تحفظ سمعة ومصالح) تركيا وتُنقذ ما يمكن إنقاذه من بقايا ثورة 25 يناير، وأرى أن ذلك لن يكون إلا عبر التوافق على ملفين.
● الأول: تحسين الملف الحقوقي في مصر، والإفراج عن المعتقلين.
 والثاني: إدماج القوى الثورية المعارضة للانقلاب وخاصة الإخوان المسلمين، في الحياة السياسية.

مع ذلك يبقى موقف معارضي الانقلاب لا يمكن التنبؤ به،
 فكتلة كبيرة من الصف الثوري 
لا ترضى سـوى بإسقاط النظـام الانقـلابي 
والقصاص العادل، وعودة الشرعية.
..............
اردوغان يحتقر السيسي
 (لا اعرف رئيس لمصر سوى مرسي)

اردوغان يرفض مصافحة السيسي ويتجاهله
 ويصافح بوتين ويقف بجواره في قمة العشرين بالصين






؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



الخميس، 18 فبراير 2016

إن جـاك القـرد راقصا. طبّله


الرسالة وصلت للجميع:
 أنا الرئيس هنا، وأنتم هنا مجرد ديكور!


لن أتحدث عما جاء في خطاب السيسي الطويل في البرلمان، لأن القاصي والداني يعلم أنه كاذب، فهو لم يكن يفكر قط في الفقراء والكادحين كما قال، ولم يهتم بالمرأة والشباب كما زعم، ولم يحقق أي انجاز على الأرض كما ادعى! لكن ليس أعجب من خطاب السيسي إلا موقف نوابه، الذين يدركون أنهم ورقة توت عفنة يريد النظام أن يستر بها عورته المفضوحة، ومع ذلك فهم سعداء بهذا الدور، قانعون به، وحريصون عليه! الموقف الرئيسي الذي يستحق التوقف أمامه اليوم - لأنه يختصر المشهد اختصارا غير مخل - هو مشهد هذا النائب البائس الذي تجرأ وسأل السيسي - بأدائه الأبوي الذي يقل كثيرا عن أداء مبارك التمثيلي - عن سد النهضة الإثيوبي! وليس أهمية السؤال من أهمية الموضوع فقط - من باب أن السد الإثيوبي هو أخطر قضية تهدد الأمن القومي المصري حاليا - ولكن لأن السؤال لخص العلاقة بين من يفترض أنه رئيس وبين ما يفترض أنه برلمان! لم يجب السيسي على السؤال، ولو حتى بكلام من باب المجاملة، أو حتى الكذب! اكتفى السيسي بالنظر إلى صاحب السؤال، نظرة شديدة البراعة في توصيف العلاقة التي رسمها السيسي بينه وبينهم، والتي تشير إلى المنزلة التي وضع السيسي نفسه فيها، فوق النواب وفوق المراقبة، بل فوق الشعب ذاته! لن تجد أحدا من أراجوزات الإعلام يتحدث عن ذلك الموقف المخزي، لأن السيسي سبق وقد أهان أحد الإعلاميين الذين كان يفترض بهم أنهم يناظرونه قبل حملته الانتخابية، لسؤاله عما كان يفترض أنه برنامجه الانتخابي غير الموجود! الرسالة وصلت للجميع: أنا الرئيس هنا، وأنتم هنا مجرد ديكور! ديكور باهظ الثمن قليلا، لكنه ديكور! يتلقى الواحد منهمم أجرا كبيرا، وحصانة، وأراض، ونفوذا، ووجاهة، مقابل هذا الدور، وهو دور يتمناه الكثيرون ممن سهروا ليلة 30 يونيو، وشهدوا حفلات الرقص والاغتصاب الجماعي، والحشيش في ميدان التحرير! وواضح أن هذه العلاقة قد فهمها من يفترض بهم أنهم نواب للشعب، فرضوا بهذا الدور قانعين، حامدين شاكرين، مقبّلين الأيادي والقدمين، لأنه قد أصبحوا ورق تواليت فاخر للزعيم، يبصمون على كل ما يأمر ويقول دون حتى أن يناقشوا ولو صوريا! وفي الذاكرة المصرية مثل شعبي ينطبق على هؤلاء النواب تماما، وهو: إن جاك القرد راقص طبّله! وهو مثل يختزل هو الآخر الحياة السياسية في مصر في عهد السيسي، والعلاقة بين مؤسسات دولة ما بعد 3 يوليو، وخصوصا بين السيسي والنواب. لقد أتى إليهم السيسي متخايلا راقصا، وخرج عليهم في زينته، التي لا تتناسب مع دعواته المملة للتقشف، وفي أبهة وخيلاء لا تقل عن فضيحة السجادة الحمراء، التي فرشت له لكيلومترات! وهم في المقابل، لم يقصروا، وقاموا بالواجب في المقابل؛ فطبلوا له خير تطبيل!



الخطاب الديني بين الواقع والخداع.



أصبحت دولنا العربية منبوذة دينيا وإسلاميا 
 متى سيتعظ هؤلاء الخطباء والأئمة
 إلى ما يجرى حولهم من مصائب وجرائم  
.. فاقت وتعدت كل معاني الرحمة والإنسانية ..


جميل ورائع أن تسمع وتتعظ حين يتكلم إمام المسجد في صلاة الجمعة أو في إحدى المحاضرات عن أركان الإسلام ، وأهمية الصلاة والصيام والزكاة وأهمية الأخلاق والترابط وصلة الرحم وزيارة المريض وعدم الإسراف ، حتى وفي بعض الأحيان وصل الأمر لبعض أئمة المساجد أن يخوضوا في الحديث عن تمجيد الحكام ، وإطاعة أوامرهم ، والسير ورائهم حتى لو كان هؤلاء الحكام مجرمون ، وديكتاتوريون ، وقتلة ، ولكن ألا يعلم هؤلاء الأئمة ما يحدث ويحصل في عالمنا العربي ، أم إنهم مغيبون ، وفاقدون للوعي والإحساس ، ألا يعلموا بإن إنتكاسة وضياع بعض الدول العربية من نتيجة أفعال حكامها وقادتها ، فالأمة العربية تنهار وتئن وهؤلاء الأئمة يغيبون الناس ، ويصمتون ويغلقون آذانهم عن ما يحدث ويجري في أمتنا العربية ويتركون الحديث عن القضايا المحورية والأساسية التي تمس الشعوب الإسلامية ، ألا يعلموا بأن اليمن أصبح غير سعيد ، والعراق فرقته الحروب الأهلية ، وسوريا أهلكها النظام الأسدي والتنظيمات الإرهابية كداعش وحلفائها ، وليبيا أصبحت ممزقة والإرهاب بدأ يضرب عمقها الإستراتيجي ، وفلسطين ما زالت تعاني من إرهاب وجرائم مجرمي الكيان الصهيوني .
وبالمقابل نحن ضد من يجيش شباب الأمة العربية على منابر المساجد بإستخدام مصطلحات جهادية ثأرية تتوسطها منابع الفتن والطائفية البغضاء  كالذهاب إلى الجهاد ومحاربة أعداء الأمة ، أو أن تستخدم المنابر لأصحاب الفكر المتطرف المنبوذين فكريا وإسلاميا ، وكذلك تحريض الشباب على العنف وزرع الأفكار الجهادية ، لأن هناك قوانين أمنية لابد أن يتبعها كل إنسان في بلده ، فالرقابة المعتدلة على المساجد لا تمنع توعية الناس عن ما يجري حولهم من قضايا تمس الأمة العربية والإسلامية  ، بشرط أن لا تتعدى ضوابط الفكر الإسلامي المعتدل  .
ونحن لا نريد أن يصل الأمر كما يحدث في بعض الدول العربية من رقابة أمنية متسلطة على المساجد ورجال الدين فاقت وتعدت معنى الإسلام المعتدل ، كإلغاء الإعتكاف في رمضان ، وعدم السماح بتجمعات صلاة العيد في الساحات ، وتقليص فترة خطبة الجمعة والصلوات المعتادة ، وتكميم أفواه بعض الخطباء ، وعدم السماح بإطالة اللحى ، حتى أصبحت دولنا العربية منبوذة دينيا وإسلاميا .
وأخيرا لا بد أن يكون الفكر الإسلامي المعتدل البعيد عن التطرف المبتذل ، هو الأساس والرسالة التوجيهية لتوعية مجتمعاتنا العربية والإسلامية من الإرهاب المسيس والمتسلط على كثير من رقاب شبابنا العربي ، فإذا لم يكن الأمن الوطني والعقائدي والسياسي الذي يهتم بأمر المسلمين من ضمن أولويات هؤلاء الأئمة ، فيا ترى متى سيتعظ هؤلاء الخطباء والأئمة إلى ما يجرى حولهم من مصائب وجرائم  فاقت وتعدت كل معاني الرحمة والإنسانية ..


الأربعاء، 17 فبراير 2016

دولـة أمنـاء الشرطـة.صُنعت في ورش المخابرات الأمريكية




ببساطة نعيش في منطقة محاطة بسور
 اقتطعت من دولة الخلافة
ويتولى مسؤولية حراستها مجموعة من أمناء 
الشرطة الذين عينتهم السي آي إيه



لم أتفاجأ حين علمت أن راتب أمين الشرطة يفوق راتب الطبيب، فمهمة تلك الدولة الوظيفية التي صُنعت في ورش المخابرات الأمريكية - كما كررت مرارا قبل ذلك - هي منع الشعب من الثورة، وتثبيت حكم العصابات العسكرية.
 ارجع إلى كتاب لعبة أمريكا الكبرى، وإلى كتاب لعبة الأمم الشهير الذي كتبه ضابط السي آي إيه السابق، ستجد أن طاقم المخابرات الأمريكية الذي كان مقيما في القاهرة استدعى ضابطين أمريكيين، أحدهما من شرطة نيويورك، والآخر عمل بالمباحث الفيدرالية؛ للإشراف على هيكلة الداخلية لاستكمال منظومة القمع لنظام غفيرهم عبد الناصر.
بل إن عبد الناصر نفسه، قبل تعيينه في منصب رئيس الوزراء سنة 1954، تولى منصب وزير الداخلية لمدة 118 يوما سنة 1953، وتولاه من بعده زميله زكريا محيي الدين، الذي عينه بعدها مديرا للمخابرات العامة، وهو ما يكشف لك حرص عصابة ضباط يوليو 52 على توجيه وزارة الداخلية التي تعمل خط دفاع أول ضد الشعب في منظومة الدولة الوظيفية التي أنشأها الاحتلال.
وفي حين تتماس الداخلية تماسا مباشرا مع الشعب، وتعمل على قمع أي بوادر تمرد، فمهمة الجيش الرئيسية هي حماية الحدود، وهو لا يفعل أكثر من ذلك.
نعم، لم تخطئ القراءة، فالجيش المصري يحمي الحدود فعلا، ولم يتخل عن تلك المهمة منذ إعادة هيكلته على يد اوتو سكورزيني الضابط الألماني (بالمناسبة أشرف سكورزيني هذا على هيكلة الجيش والمخابرات، ولم يكن سوى عميلا للموساد).
مهمة ذلك الجيش هي الإبقاء على الحدود التي نحتها الاحتلال البريطاني على الخريطة، والحفاظ على أمن الكيان الصهيوني، وهو ما اعترف به أكثر من مرة بعض موظفي تلك المؤسسات، فقد اعترف وكيل المخابرات العامة الأسبق مثلا أن مهمة المخابرات والجيش هي حماية أمن الكيان الصهيوني، بل اعترف بذلك شاويش الانقلاب نفسه في حديثه لصحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية قبل رحلته إلى إيطاليا.
المهمة الثانية للجيش المصري، حسب السوفتوير الأمريكي، هي العمل كقوات شرطة ضد الشعب في حالة تمرده، إن عجزت الداخلية عن مواجهته.
وهو ما بدا واضحا في أحداث 28 يناير حين حاولت بعض مدرعات الجيش الاعتداء على الثوار، فقاموا بإحراقها، وحين قامت عربات جيب تابعة للشرطة العسكرية بإمداد الشرطة بالذخيرة الحية حين نفذت ذخيرتها، اضرموا فيها النار هي الأخرى، واستولوا على دبابة حسب شهادات كثير من الشهود.
وهو ما بدا أيضا واضحا من الغارات الجوية التي تقوم بها طائرات الإف 16 على منازل المصريين في سيناء والقصف المدفعي العنيف على المدنيين على مدار الأسبوع.
مجزرة رابعة هي الأخرى توفر لمحة مهمة عن دور الجيش في كتيب التعليمات الأمريكي، حيث قامت تشكيلات من الجيش بمؤازرة عصابات الداخلية أثناء المجزرة، والتقط بعض ضباطهم صورا باسمة على سبيل التذكار بعد حرق المسجد وقتل المعتصمين وحرق جثامينهم.
ذلك الدور الذي تلعبه تلك المؤسسات الوظيفية، والذي يختفي تحت جبل من الدعاية عن الانتصارات والمعارك الوهمية، هو ما يجعل راتب أمين الشرطة يفوق راتب الطبيب.
فالصورة التي لا يدركها كثيرون حتى الآن هي أن الشعب المصري محبوس في أرضه، مطوق من جهات أربع، بحدود نحتها ضباط بريطانيون من ممتلكات الخلافة، ووضعوا في القلب منها الكيان الصهيوني، ثم قامت المخابرات الأمريكية بتعيين مجموعة جديدة من الغفر لحماية تلك الحدود ورعاية أمن الكيان الصهيوني الوليد والدفاع عنه من الشعوب المسلمة المحيطة به.
المقارنة العددية البسيطة بين عدد سكان الكيان الصهيوني وعدد سكان مصر وسوريا، ومراجعة تاريخ الهزائم والتحالفات السرية واتصالات عبد الناصر بالكيان الصهيوني، وعروض السادات لتوصيل مياه النيل إليهم عبر سيناء، وإخلائه لسيناء من السلاح، وترتيبه لتمثيلية أكتوبر، ثم من بعدها فترة حكم الكنز الاستراتيجي مبارك صديق شارون وبنيامين بن اليعازر، ثم تصريحات الوزير الصهيوني الذي اعترف أن أمين شرطة الانقلاب في مصر يغرق حدود غزة، بناء على طلبهم، تجعلك تدرك هذه الحقيقة ببساطة.
ويجعلك تدرك لماذا يزيد راتب أمين الشرطة عن راتب الطبيب؛ لأنك ببساطة تعيش في منطقة محاطة بسور اقتطعت من دولة الخلافة، ويتولى مسؤولية حراستها مجموعة من أمناء الشرطة الذين عينتهم السي آي إيه.





لمن قالوا : بنو عُثمان دنّسوا الحرم .



للشرفــاء أكتُب


هنالك في الحرم، كان الأحباش منذ ما يزيد عن 14 قرنا من الزمان، يقفون في مواجهة بيت الله الحرام استعدادا لهدمه، فأرسل الله الطير الأبابيل، أفنت جيشهم. وبعدها بحوالي تسعة قرون، وعلى وجه التحديد في القرن الـ 15 من الميلاد، عاد أعداء الحرم من جديد لاقتحامه، كانوا البرتغاليين هذه المرة، فأرسل الله لهم جنده من العثمانيين، فأوقفوا زحفهم، وحافظوا على بيت الله الحرام وصانوه عن تدنيس الغزاة، الذين أرادوا اقتحام الكعبة ونبش قبر نبينا صلى الله عليه وسلم. 
 ولئن كان السلطان صلاح الدين الأيوبي أول من لقب بخادم الحرمين، وهو اللقب الذي أورده ابن شداد في كتابه النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية، يريد به السلطان صلاح الدين، فإن السلطان العثماني سليم الأول قد لقب بـ “حامي حمى الحرمين الشريفين”.
 بعد الحملة البرتغالية التي استهدفت أرض الحرمين، اتجهت أنظار الدولة العثمانية إلى تلك البقاع لأهميتها الدينية، وتوافقت الرؤية العثمانية مع رغبة شريف مكة بركات بن محمد الحسيني في الدخول تحت الراية العثمانية، فتم تعيينه حاكما على مكة في ظل حكم العثمانيين. واستقبل السلطان سليم الأول في أثناء وجوده في مصر، وفدا حجازيا برئاسة نجل شريف مكة، يحمل رسالة من والده يعلن فيها ولاءه للحكم العثماني طواعية، وأولى العثمانيون الحرم عناية فائقة، وحرصوا على الصبغة الاستقلالية لتلك البقاع، وكلفوا ولاة مصر بتحمل نفقات أهل الحجاز. في الحرم المكي كان يقام حفل سنوي كبير بمعرفة شريف مكة، يُتلى فيه الفرمان العثماني لتجديد تسلم براءة منصبه كشريف مكة، ويعلن ولاءه للخلافة العثمانية وسلطانها، بحضور القاضي الذي يعينه السلطان العثماني في تلك البقاع، علما بأن الحجاز كانت تتبع مصر إداريا تحت راية الخلافة العثمانية.
 أعفت الدولة العثمانية أهل الحجاز من الضرائب، وأسقطت عنهم واجب الخدمة العسكرية، واعتنى سلاطينها بالحج إلى بيت الله الحرم، وقاموا بتأمين طريق الحج، وتوفير سبل الراحة والأمان لحجاج بيت الله، وقاموا بإرسال الأموال إلى بلاد الحرمين تحت حراسة الحاميات العثمانية. واهتم سلاطين الدولة العثمانية كذلك بإرسال الأموال إلى أشراف تلك البلاد وعلمائها والقائمين على خدمة الحرمين، بل تعدت تلك النفقة إلى القبائل التي تسكن بين الحرمين الشريفين، وكانت هناك قافلة الصرة ترسل من قبل السلاطين العثمانيين من العاصمة في الثاني عشر من رجب من كل عام إلى الأشراف والأعيان والفقراء ومجاوري مكة والمدينة، وهي عبارة عن هدايا مالية، فيها محصلة الأموال الموقوفة على الحرمين. وبصفة عامة كانت الحجاز تدين بالولاء والانتماء للدولة العثمانية باعتبار السلطان العثماني رمزا إسلاميا تلتف حوله الدول الإسلامية، وفي الوقت نفسه تحتل أرض الحجاز مكانة رفيعة لدى سلاطين العثمانيين، لوجود المقدسات الإسلامية فيها.
● هؤلاء بنو عثمان، الذين عُرفوا بتقديس وتعظيم الحرم، وورث الأتراك عنهم ذلك التعظيم لبيت الله الحرام، لكنهم وجدوا اليوم من يتهمهم بتدنيس الحرم.. ويا للسخف.. وجدوا من يساويهم بأبرهة.. وجدوا من يساويهم بالقرامطة الذين اقتحموا الحرم وسرقوا الحجر الأسود.
● رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو كان يؤدي العمرة أثناء زيارته للسعودية، وبعض الأتراك قد وقفوا يهتفون لرئيس حكومتهم المحبوب، تمّ ذلك بشكل عابر، فهل يُعقل أنه قد تمّ الترتيب له؟ وبالطبع كردّ فعل طبيعي وقف داود أوغلو يشير إليهم بيده مُبتسما وهو بالأصل بشوش الوجه، فكيف لا يبتسم لمن أرسلوا اليه تحية طيبة في بيت الله الحرام.
● من حق أي مسلم أن يعترض على الواقعة، فلم تُجعل المساجد لهذا، نعم هذا حقه، ولكن أن يتم استغلال الموقف للطعن في رئيس حكومة وشعب معروفين بمحبتهم وتعظيمهم للحرم، ويُتّهموا بتدنيسه، فهذا أمر جلل.
● فور الحدث، انبرى بعض الناعقين من الإعلاميين ومن يقال عنهم نشطاء داخل السعودية (كما يدّعون) وما حولها من دول التآمر الدائم والفبركات المُستمرة، لاتهام داود أوغلو بتدنيس الحرم..
* داود أوغلو حامل القرآن، الذي لا يوقّع على قرار إلا بعد أن يتوضأ وضوءه للصلاة، كما قيل عنه من المُقرّبين، ممن نقلوا عنه هذا، ولم يقولوا قال لنا انه يفعل هذا.. داود أوغلو يُتّهم بأنه شارك بتدنيس الحرم؟!
● المُثير للسخرية، إعلامي مصري سبق وأن قال إن معتصمي ميدان رابعة كانوا يُخبّئون كرة أرضية تحت المنصة، هو ذاته الذي أقام الدنيا لأن اللاعب محمد أبو تريكة أوصى بأن يُدفن معه في قبره القميص الذي كشف عنه بعد إحرازه هدفا في إحدى مبارياته ودوّن عليه “تعاطفا مع غزة”، وهو نفسه الذي علّق على ما حدث في الحرم من الأتراك، بقوله إن داود أوغلو مصاب بجنون العظمة، وكأنه أعطى أوامره لكي يهتف له الأتراك في الحرم..!!
● خليجيون ممن حرقت أكبادهم الخطوات الأولى للتحالف الميمون بين السعودية وتركيا، اصطادوا في الماء العكر، واستغلوا الحدث لتشويه صورة الأتراك وزعمائهم، وتعبئة الرأي العام السعودي ضد تركيا، لكنهم جهلوا أن عموم الشعب السعودي الواعي من الشرفاء، يدركون أهمية هذا التحالف خاصة في هذا التوقيت، ويوقنون بأن هذه الطنطنة لن تؤثر على العلاقات بين الجانبين.
● الذين قرعوا الطبول بعد هذا المشهد لم نسمع لهم أصواتا عندما كان الروافض الإيرانيون يثيرون الشغب في الحرم، ولم يرفضوا (السيلفي) مع فنانات التقط لهنّ جمهورهنّ صورا وهُنّ مبتسمات ملوّحات وحولهنّ جمهورا مُتمايلا من الذكور ما بين الصفا والمروة، لكنها فوبيا الإخوان التي أصابت كثيرا من الناس بالحماقة، فكل من كان من الإخوان، أو على صلة بالإخوان، أو فتح لهم بيته وآواهم، او رفض التلفيق والتشويه ضدّهم، كل هؤلاء يستحقون قرع الطبول والتشغيب عليهم والتُّهمة جاهزة (أنت أخواني من عبيد المرشد).
●● وإني لأتســــاءل:
** هل تعوّدتم من الأتراك على مثل هذا المشهد العابر داخل الحرم كحال الإيرانيين؟
** هل يُعقل أن يقوم داود أوغلو بزيارة هامة للسعودية كخطوة هامة على طريق التقارب في الوقت الحرج ثم يعمد إلى إثارة غضب السعوديين؟
** هل من الإنصاف والعدل أن يتم نسف فضائل الرجل وشعبه للفتة محبة توجه بها بعض الأتراك لزعيمهم جاءت بصورة غير لائقة؟ ألا يكفي استنكار الأمر فحسب؟
** هل كان بوسع الرجل أن يتجاهل الإشارة إلى شعبه الذي يحييه؟ هل أجرم بتلويحه بيده إلى أبناء بلده الطيبين؟
● وكما قلت آنفا، لست أنتقد من يستنكر الأمر ويرفضه، إنما حديثي موجه ضد من يقوم بتضخيم هذا الحدث العابر، بل ويُركّب صوت هُتافٍ في ملعب كرويّ على مشهد التحية العفوية والتلويحة التي لم تُراعي حُفرا في نفوس بعض أسوأ من عرفهم جيلنا هذا، حديثي موجّه لمن استغل ما حدث لتشويه حكومة العدالة والتنمية وشعبها لأغراض سياسية، فالحرم له إدارته، وله علماؤه، الذين يُحددون ما إذا كان الحدث يُعدّ تدنيسا للحرم أم لا. حفظ الله بلاد الحرمين وأهلها والقائمين على حمايتها وخدمة ضيوفها، وحفظ الله شرفاء أمّتي وسائر بلاد المسلمين..