السبت، 28 مايو 2016

السيسي بقرار أهدر 385 مليار . فيديو



وكأن مستقبل مصر أصبح 
 وجهة نظر لرجل واحد أوحد يعبث به كيفما يشاء!




(في إحدى الأسر الفقيرة التي تتكون من خمسة أفراد، أب وأم وولدين وبنت، كان متوسط دخل الأسرة ثلاثة آلاف جنيه، الأب يعمل موظفاً بالمحافظة، وراتبه ألفا جنيه، والأم تعمل خياطة في مصنع ملابس وتتقاضى ألف جنيه.. وتعيش الأسرة بالكاد، واضطر الأب إلى أن يلتحق الابن الأكبر بالتعليم الفني؛ لأنه لا يستطيع أن ينفق عليه في الثانوية العامة وسنوات الجامعة، والبنت في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية التجارية، والولد الآخر في الصف الثالث الإعدادي. سكن الأسرة كان بعيداً عن مكان عمل الأب الذي يستيقظ يومياً قبل موعد عمله بثلاث ساعات؛ ليستطيع أن يصل لمقر عمله في الموعد ويعود لبيته في المساء بعد ثلاث ساعات أيضاً من انتهاء عمله، ورغم كل هذه المعاناة ومشقة المواصلات العامة، ينفق الأب شهرياً خمسمائة جنيه على تلك المواصلات المرهقة، والأم تنفق مائتي جنيه على المواصلات أيضاً، وبالكاد يعيشون بما تبقى من جنيهات).
 في بلد منهك تماماً في كل شيء ويفتقد للحد الأدنى من المعايير، سواء كان في التعليم أو الصحة أو الحالة الاجتماعية، وخرج من ثورة ثار فيها الشعب على كل هذا التردي، من الطبيعي والمنطقي أن يقوم ببناء المنظومة التعليمية والصحية من جديد مستثمراً كل الفرص للنهوض بتلك المنظومتين التي يبنى عليهما أي تقدم اقتصادي، مثلما حدث في جميع الدول التي استطاعت أن تنهض بنفسها من التردي إلى مصاف الدول العظمى؛ حيث كل الأبحاث والتجارب تشير إلى أن التعليم والصحة هي اللبنة الأولى لأي تحول تنموي في أي دولة. (بعد مناقشات طويلة مع الأسرة قرروا أن يشتري الأب دراجة بخارية بالقسط، وقيمة القسط ستكون سبعمائة جنيه هي قيمة ما ينفقه الأب والأم في المواصلات على أن يصطحب الأب الأم معه في الصباح للعمل ويجلبها معه إلى البيت، ووجدت الأسرة بهذا القرار راحة نفسية وبدنية كبيرة، خاصة أن الأسرة لم تتكبد عناء مالياً إضافياً ومرت الأيام والشهور على هذا الحال). 
 في الرابع من يونيو/حزيران 2015 صرح "جو كايسر"، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة "سيمنس" عن توقيعها لعقود بقيمة 8 مليارات يورو من أجل بناء محطات طاقة كهربائية عالية الكفاءة تعتمد على الغاز الطبيعي إلى جانب محطات تعمل بطاقة الرياح، وهو ما سيؤدي إلى تعزيز قدرات مصر لتوليد الطاقة الكهربائية بأكثر من 40?‏، وذلك مقارنة بقاعدة البلاد من القدرات الكهربائية المُثبّتة حالياً على الشبكة.. وستضيف المشروعات الجديدة نحو 16.4 جيجاوات إضافية إلى الشبكة القومية للكهرباء التي تنتج الآن 28 جيجاوات بزيادة 3 جيجا وات عن الاحتياجات الحالية التي تبلغ 25 جيجاوات، وذلك بهدف دعم النمو الاقتصادي للبلاد الذي ينمو بوتيرة سريعة، فضلاً عن تلبية الطلب المتزايد للمواطنين على الطاقة في ظل النمو السكاني، أي أنه من المفترض أن يكون في مصر الفترة القادمة 19 جيجاوات زائدة عن الاستهلاك الحالي.
 (من دون أي مقدمات تفاجأت الأم وهي تنتظر الأب يمر عليها في مكان عملها ليصطحبها للبيت بسيارة تقف أمامها وصوت الأب يطلب منها الركوب.. فالأب قرر فجأة أن يستغل عرض أحد البنوك عليه بأن يشتري سيارة بالتقسيط البنكي بضمان الوظيفة بعد أن دفع 30?‏ من قيمتها كمقدم لعقد السيارة كانت هي ما ادخره السنة التي خرج فيها إعارة لإحدى الدول الخليجية قبل خمسة أعوام، وقرر أن يسدد كل شهر ألفاً وخمسمائة جنيه هي نصف دخل الأسرة الشهري، وقرر أن تعيش الأسرة بما تبقى.. هذا فقط لأنه شعر أن هذا العرض فرصة جيدة يتمناها أي موظف.. وعندما حاولت الأسرة الاعتراض على هذا القرار، كان الأب حازماً برد قوي، وهو أنه رب الأسرة والآمر الناهي فيها، ولن يسمح لأحد بمناقشته).
 في 19 مايو 2016 وافق رئيس الجمهورية على اتفاقية قرض بقيمة 25 مليار دولار من الحكومة الروسية لتمويل المشروع النووي، ونقلت الجريدة الرسمية أن روسيا ستقدم قرض تصدير حكومياً لصالح مصر بقيمة 25 مليار دولار من أجل تمويل الأعمال والخدمات الخاصة بمعدات الإنشاء والتشغيل، والوحدات الخاصة بمحطة الطاقة النووية المصرية.. ويستخدم القرض لتمويل 85?‏ من قيمة كل عقد لصالح تنفيذ الأعمال والخدمات والشحنات بالمعدات الخاصة بالمشروع، على أن يسدد الجانب المصري القيمة المتبقية من التمويل البالغة 15?‏ في أقساط، إما بالدولار أو بالجنيه، لصالح المؤسسات الروسية المفوضة بما يتوافق مع العقود في صورة دفعة سداد مقدمة أو أية مدفوعات بعد تنفيذ الأعمال والخدمات وتسليم التوريدات.. ويبلغ أجل القرض 13 عاماً خلال المدة الزمنية من 2016 وحتى 2018 بفائدة 3?‏ سنوياً.. والتي من خلالها تستطيع المحطة توليد كهرباء قدرها 4.8 جيجاوات.
 (الابن الذي سيتخرج من المرحلة الإعدادية بعد شهرين، وهو دائماً متفوق دراسياً يريد أن يصبح طبيباً، ولكن الأب ليس لديه القدرة المالية على الإنفاق الدراسي في الثانوية العامة والجامعة، والبنت على وشك التخرج من الدراسة ومن ثم فهي على وشك الزواج، والأب بدلاً من أن يفكر في التضحية أكثر بسبب التفوق الدراسي لابنه تارة وسترة البنت تارة أخرى.. أنفق القليل الذي ادخره كدفعة مقدمة لسيارة ليس في حاجة ماسة لها، وأيضاً اقتطع نصف الدخل الشهري الذي لا يكفي لدفع أقساط السيارة.. بداعي أنه هو رب البيت والآمر الناهي في مستقبل الأسرة البائسة).
 في دولة تنفق على الصحة 54 مليار جنيه بنسبة 5.4?‏ من الإنفاق السنوي، وعلى التعليم 94 مليار جنيه بنسبة 12? يقوم رئيس الجمهورية وحده باتخاذ قرار منفرد باقتراض 25 مليار دولار بنسبة فائدة 3?‏ على ثلاثة عشر عاماً، أي يصبح الإجمالي 35 مليار دولار، وهو ما يوازي في الوقت الحالي 385 مليار جنيه مصري، أي 36?‏ من الإنفاق السنوي على جميع القطاعات في مصر، الذي يقدر بـ930 مليار جنيه ، وهذا فقط من أجل 4.8 جيجاوات من الكهرباء التي لا تحتاجها مصر الآن وليست من الضرورات الملحة، ولست بحاجة هنا لأشير إلى مدى تردي منظومتي التعليم والصحة في مصر، اللتين من المفترض وإن كان هناك اقتراض يجب أن يوجه لهاتين المنظومتين.. بدلاً من الإنفاق العبثي يومياً في مشروعات لا جدوى منها لم يكن آخرها التفريعة الجديدة لقناة السويس التي لم أجد أي نفع منها على مصر. الحقيقة المريبة الآن هي أني لم أجد رئيس دولة منتخباً في أي مكان بالعالم اتخذ قراراً باقتراض مبلغ يساوي ثلث الموازنة العامة لدولته بقرار فردي في وجود مؤسسة تشريعية.. ويتفاجأ الجميع بين عشية وضحاها بقرار كهذا.. وكأن مستقبل مصر أصبح وجهة نظر لرجل واحد أوحد يعبث به كيفما يشاء!



جمهورية أبو زكيبة للاستثمار العقاري.



حنفــــي زكيبــــة للاستثمار العقاري




يجلس حنفي زكيبة على كرسي قديم وأمامه طاولة متهالكة وفوقه مظلة مهترئة، على طريق مصر اسكندرية الصحراوي، غير بعيد من الكارتة.
المنديل الذي وضعه حول قفاه غرق في العرق.
 من حين لآخر يهش الذباب الذي يحوم حول وجهه، المظلة لم تنجح في حمايته من أشعة الشمس فغطى رأسه بجريدة. 
 على يمينه لافتة تعلوها كلمات ( زكيبة أبو الرز لتجارة الأراضي .. جزر – بلاجات – فنادق - أراضي صحراوية .. خير أجناد الأرض ). 
 مد يده يعدل وضع اللافتة المغروزة في الأرض، ثم سكب على وجهه نصف زجاجة المياه لعلها تخفف حرارة الشمس قليلا، وعدل وضع الجريدة على رأسه. 
هناك موكب من العربات السوداء الفخمة يقترب على الطريق، منحه هذا بعض الأمل. 
 قال لنفسه: ربما كانوا زبائن. أسرع لينزع المنديل المبتل بالعرق وربط البابيون حول رقبة القميص. 
 بصق على يديه ومد يده يصفف ما تبقى من شعر رأسه الأصلع. 
 اقتربت السيارات أكثر وأبطأت، فتهلل وجهه، توقفت سيارة سوداء فخمة من ماركة لا يعرفها ونزل من الباب الأمامي حارس خاص يرتدي حلة فاخرة، فتح الباب الخلفي فنزل منه شخص تبدو عليه علامات الثراء، يرتدي الزي المميز لأهل الخليج. 
 تحرك الرجل في تؤدة ناظرا باتجاه حنفي زكيبة، ثم أشار إليه دون أن يتكلم. 
 هب حنفي زكيبة من مقعده وركض إلى السيارة، ثم انحنى وقبل يده قائلا: ده إيه النور ده كله.. نورت شركتنا المتواضعة طال عمرك .. الكارتة نورت. 
 اصطف عدد من ضباط الكارتة بزيهم العسكري، ومن مكان ما عزفت الموسيقى السلام الوطني لشركة زكيبة للاستثمار العقاري.
 زكيبة يسير بجانب الثري الخليجي، وما إن انتهت مراسم الاستقبال، حتى التفت إليه الثري الخليجي:بكم متر الأرض يا ولد؟
 من غير فلوس خالص حضرتك، المهم تبقى راضي عننا. الثري الخليجي كان يعلم مثل تلك الألاعيب التي يمارسها الباعة الجائلون، فتشاغل عنه بمكالمة هاتفية ثم التفت إليه في ملل قائلا: كم يا ولد؟ .. هذه المرة لم يراوغ حنفي، ولم يطل الأمر حتى تم توقيع العقد. 
 قام الثري الخليجي من مقعده، فأشار إليه زكيبة أن ينتظر، لسه فخامتك فيه قرار جمهوري بمعاملة فخامتك معاملة الماسريين.
 وما إن قدم له القرار وربت على الحقيبة المملتئة بالدولارات، حتى تهللت أساريره وقال: فخامتك عندنا كمان أرض في العتبة والأزهر والغورية.
 انصرف الرجل بعد أن وعد زكيبة بالتفكير في الأمر. 
 هذا ما صارت إليه مصر بعد الانقلاب، عصابة من العسكر تبيع أراضي الشعب بالقطعة، ثم بعد أن يمارسوا خياناتهم في الغرف المغلقة، ينشرون عددا من قطعان الخبراء الاستراتيجيين إياهم ليحدثوا المساكين عن الفائدة الاستراتيجية التي ستعود على مصر من بيع أرض على طريق مصر اسكندرية الصحراوي، وكيف تحايل جيش حلاوة المولد على القرارات الدولية ليوهم الدول المتربصة بمصر أن الأرض بيعت ليُقام عليها مشروع تجاري، بينما ستقيم مصر تحت الأرض سلسلة من المفاعلات الذرية التي تعمل بالأشعة (تحت السمسمية) .. إلى آخر تلك المناخوليا التي تقرؤها في منشوراتهم التي يكتبونها للمساكين على الفيسبوك. ولا تستبعد أن يخرج خبيرهم الاستراتيجي الأول صاحب نظرية منظومة نقار الخشب، التي أسقطت الطائرة المصرية والموجودة في ألاسكا حسبما قال، ليصرح أن جيش حلاوة المولد سوف يبني مدافع تطلع أشعة التحكم في الطقس، للتغلب على منظومات حروب الجيل الرابع والخامس. 
 وكأنما لا يكفي مصر كل تلك الخيانات حتى يغلفوها بتلك "المناخوليا"، وكأنما تحولت مصر بهؤلاء الخبراء الاستراتيجيين وجمهورهم إلى فقاعة معزولة في فجوة زمنية في عصر من عصور ما قبل التاريخ.




لماذا يمتلك السيسي رغبة مجنونة في الانتقام من المصريين؟.



... نحتاج أن نفهم ...
لماذا لا يشعر السيسي بالانتماء لمصر؟!
 هل يمتلك أحـد الإجـابة "يا ماسريين" ؟!




علقت الكاتبة والصحفية "شرين عرفة" على تصريح وزير الري الذي أكد فيه على رغبة مصر في معالجة مياه الصرف الصحي من أجل الشرب والاستخدامات المنزلية ، فكتبت على حسابها بموقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" قائلة : وزير الري : معالجة مياه الصرف تشمل الشرب وليس فقط الزراعة ، تصريح وزاري صادر الثلاثاء 24 مايو ،وهو ثالث تأكيد حكومي أننا المرحلة القادمة حتما سنشرب مياه الصرف بدعوى معالجتها، أول مرة قالها السيسي كان خلال افتتاحه لعدد من الوحدات السكنية بمدينة 6 أكتوبر، في السادس من فبراير هذا العام ، وللمفارقة هو نفس اليوم الذي مشت فيه عجلات سيارته على عدة كيلو مترات من السجاد الأحمر ، ويومها قال أن المعالجة الثلاثية لمياه الصرف ستجعلها صالحة للشرب ، وأنها ستكلف 23 مليارا ، تخيلوا هذا المبلغ الخيالي لتنقية مياه الصرف القادم من حمامتنا لكي نشرب منها ، ووقتها دافع عنه السيساوية ومراحيض إعلامه ، بكونه مجرد مثال بيضربه ، أي انه بيقول لن تكون المياه المعالجة صالحه فقط لري الاراضي بل للشرب ايضا ، إلا أنه عاد واتكلم مرة تانية عنها في خطبته بتاريخ 6 مايو ، خطبة الأوهام والخيالات المريضة ، حينما تحدث عن الاتوبيس النقل العام الذي قابله في الاسكندرية وقاله ماتخافش،
 - عجيب فعلا أن نتجه لمعالجة مياه المجاري بتكلفة مالية باهظة ومخاطر صحية ونفسية لا يحتملها شعبنا، الذي يتصدر دول العالم أساسا في أمراض السرطان والفشل الكلوي وأمراض الكبد ونحن نشرب مياه النيل ، فمابالكم بالمجاري ، بل والملفت في الأمر أنه حتى لو نقص مياه النيل بسبب تنازل السيسي الكارثي عن حصتنا في المياه بتوقيعه على اتفاقية أثيوبيا ، فلا يعقل أن يتجه التفكير مباشرة في مياه المجاري كأول حل ، فهناك حلول أخرى أقل بكثير في التكلفة المالية والصحية كحفر الآبار مثلا ، وهو المنطقي في حالتنا ونحن لدينا مخزون مياه جوفية هائلة ، أو تحلية مياه البحار ،ونحن لدينا 2500 كيلومتر سواحل على بحرين ، بحر أحمر وبحر متوسط ، بخلاف عدد من البحيرات المالحة والعذبة ، ومصر رقم 48 على العالم في طول السواحل .. فلماذا الإصرار على شرب مياه المجاري؟!
 بل وجعلها قدرا لا مفر منه كما روجت بعض الصحف الموالية للإنقلاب كجريدة الوفد مثلا وذلك على الرغم من تأكيدات خبراء المياه والري بأن القوانين الدولية للمياه في العالم كله تمنع استخدام المياه المعالجة للشرب في المنازل أو المطابخ أو الحمامات، نظرا لأن مصدرها مياه مجاري أو صرف صناعي بداخلها سموم، وبالتالي القانون الدولي للمياه يلزم الدول التي تعالج المياه باستخدامها فقط في القطاعين الزراعي والصناعي وعدم استخدامها منزليا تحت كل الظروف ، حتى أن معالجة مياه الصرف الصحي لا تسمح بزراعة كل شيء ، بل بعض المحاصيل الزراعية فقط مثل الغابات وبعض أنواع الفاكهة، وكذلك بعض المحاصيل الغذائية، وليس كل أنواع الأشجار لأن بها سموم وأضرار، ويلزم لأن تكون مياه الصرف الصحي قابلة لزراعة جميع الغابات الشجرية وتكون صالحة للشرب، أن يكون هناك مراحل متقدمة من المعالجة كالسداسية أو السباعية.
 وأضافت : هناك دول خليجية لا تمتلك من الأصل أنهارا ولا بحيرات عذبة مثلنا ولم تفكر مطلقا في معالجة مياه الصرف، بل أنشاوا محطات لتحلية مياه البحار ، تخيلوا في مصر هبة النيل ، السيسي يريد ان يسقي المصريين مياه مجاري معالجة ثلاثيا فقط ،وبتكلفة خيالية لا يمكن ان تحتملها ميزانية الدولة اساسا، السؤال هنا : لماذا؟! .. لماذا هذا الإصرار العجيب على حل فاشل سيقضي على ميزانية الدولة وسيقتل الشعب حرفيا ، وسيتسبب ليس في مزيد من الأمراض نتصدر فيها قوائم العالم أصلا ، بل في الموت الحتمي، بالرغم من كوننا نمتلك حلولا أخرى آمنة وأقل تكلفة، لا أرى تفسيرا منطقيا واحدا لهذا سوى رغبة السيسي الجامحة في الانتقام من الشعب المصري ، لم يعد الأمر مقتصرا على تخريب متعمد للبلاد وبيع متعجل لكل ما تطاله يديه من ثروات وأراضي، السيسي يريد أن يقتلنا ويدمر أي أمل في مستقبل منظور ، مرة بمفاعل نووي تكلفته المالية قرض خيالي ستسدده الاجيال القادمة، ومخاطره تهدد بفناء الدولة بأكملها ، ومرة بمياه صرف صحي ستقضي على من بقي من المصريين .
 لا أعلم حقيقة لماذا كل تلك الكراهية التي يكنها السيسي للشعب المصري ، لكن ما أثق فيه انه يشعر من داخله بعدم انتمائه لهذه الدولة، والدليل قوله الفريد من نوعه الذي لم نرى رئيسا من قبل تحدث به وهو جملته العجيبة الملازمة له "يا مصريين" والتي دوما ما يخاطب بها الشعب وكأنه ليس منهم ، والطبيعي والمنطقي ان يخاطبهم بقوله : أيها الإخوة المواطنون ، أيها الإخوة والأخوات ، كما اعتاد كل الرؤساء من قبل ، لكن ان يصفهم بقوله "يا مصريين" ناهيك عن نطقه الفاحش والمبتذل للغة العربية فينطقها هكذا "يا ماسريين"، امر فعلا يستحق الدراسة ، نحتاج ان نفهم لماذا لا يشعر السيسي بالانتماء لمصر؟! ولماذا كل تلك الرغبة المجنونة في الانتقام من الشعب المصري؟! هل يمتلك أحد الإجابة؟!



الجمعة، 27 مايو 2016

نحن لم نهزم..ولكننا نتفنن في تأخير النصر..فيديو



رسالتي إلى كل المحبطين 
نحن لم نهزم، ولكننا نتفنن في تأخير النصر! 
... نحن لا نستحق الهزيمة ... 
ولكننا إذا استمرت فرقتنا لا نستحق النصر!



ثورة يناير والربيع العربي كله لم يهزم، نحن في نهاية شوط من أشواط المباراة، وما زالت أمامنا أشواط أخرى. الهزيمة لا يمكن تأكيدها إلا مع صافرة الحكم في نهاية المباراة، وهذا أمر ما زال بيننا وبينه وقت طويل. لو هزمنا في يوم ما سأقول: هُزمنا لا لأننا نستحق الهزيمة ... بل لأننا لا نستحق النصر!
كلما اقترب سقوط الطاغية التافه تبرع بعض المشاهير من سائر التيارات بنفخ النار في رماد الخلافات لكي تشتعل نار الفرقة من جديد، وكأننا مجرد عرائس مارونيت يحركها ضباط المخابرات. لا أتهم أحدا بالعمالة، ولكن ما يحدث يفوق قدرة العقل على التحليل، نحن – من جميع التيارات – أعداء أنفسنا، تجمعنا الزنازين، وتعصرنا المنافي، وتطحننا القوانين الاستثنائية، وتدوسنا تجديدات الحبس الاحتياطي بلا سبب... ولكننا نأبى أن نتوحد، ونرفض أن نفهم المعادلة البسيطة، الواضحة، تلك المعادلة التي يفهمها الخونة الذين يسيطرون على مقاليد الأمور بسلاح فرقتنا قبل سلاح المعونة الأمريكية، والمعونات العربية، والدبلوماسية الإسرائيلية.
إنهم يفهمون المعادلة ... نحن في خير ما دام الثوار متفرقين، وحين يتوحدون سنرحل مثلما رحل مبارك، بل ستكون النهاية أسوأ! الساحة الآن مهيأة لتوحيد الجهود، ولكن هناك مجموعة من الأشخاص والكيانات التي نذرت طاقاتها لتخوين كل من يقوم بأي محاولة لذلك، تراهم في سائر التيارات، توقف بهم الزمن عند لحظة معينة، وأصبحت مشاعرهم الشخصية تتحكم في عقولهم بطريقة مرضية. أوهامنا تحول الممكن إلى مستحيل، وتحول المستحيلات إلى ممكنات، نتعاطى آمالا زائفة لأنها على مزاجنا، ونتجاهل ما هو ممكن لأن أيدلوجياتنا الفاسدة تعمينا عما هو ماثل أمامنا. نرى الحياة بالأبيض والأسود، ونتجاهل ملايين الدرجات اللونية التي تشكل الكون الحقيقي، نبرر أحقر التصرفات لأنفسنا، وإذا ارتكبها من يختلف معنا نراها جرائم مكتملة. لعن الله أيدلوجياتنا الفاسدة، كلها فاسدة، كل فكرة تبرر للإنسان أن يتحول إلى حيوان ملعونة. -الأيديولوجيا... تقتل، وتسحل، وتغتصب، وتسجن، وتعذب، وتسرق، وتنهب.
- الأيديولوجيا... تبرر لك كل ما سبق، وتحولك إلى حيوان سياسي، يستطيع التعايش مع سائر الموبقات بشرط الحصول على ما يرضي أيديولوجيتك.
- الأيديولوجيا... حجة كثير من الانتهازيين، من أجل الوصول للمال والشهرة والسلطة... نتظاهر بأننا متدينون هدفنا رضى الله أو الخلافة، أو وطنيون هدفنا الحفاظ على الدولة، أو يساريون هدفنا إنصاف الفقراء...!
- الأيديولوجيا... باسمها ستقتل معارضيك وتسحلهم وتصادر أموالهم، والطرف الآخر سيعتبر أنه مظلوم، وسبب تعرضه للظلم... أنه يدافع عن شرع الله، أو عن بقاء الدولة، أو عن حقوق الفقراء.
 لن يرى أحد من المظلومين أن سبب تعرضه للظلم هو تحكم الانتهازيين في المشهد، واستغلالهم لأديولوجياتنا! لن يرى أحد صراع المصالح الواضح، ذلك الصراع الذي يغرق الطيبين في الأيديولجيا، لكي يتمكن مجموعة من السماسرة من جني أرباح لا أول لها ولا آخر من حقوق الشعوب.
أول من باع الإسلام وتطبيق الشريعة... كان مجموعة من الناس الذين لا خلاق لهم، ولكن لحاهم أطول من أيادينا القصيرة في نصرة الحق.
وأول من فرط في التراب الوطني... كان الحاصلون على النياشين والأوسمة والرتب المزعومة.
وأول من أهدر حقوق الفقراء ... كان الذين صدعونا بالحد الأدنى والأعلى للأجور وغير ذلك من الشعارات الفارغة.
وأول من صفق لانتهاك الحريات وبارك القمع ... كان الذين أذلونا بفصل الحريات في أعظم دساتير الدنيا. الأيديولوجيا... تستطيع أن تحولك إلى أعمى، لا يرى أي جريمة إذا ارتكبت في حق الآخرين، وأصم لا يسمع أنات المظلومين إذا اختلف معهم، وإلى أخرس يخاف أن ينطق بالحق مهما كان جليا واضحا لأنه حق المخالفين له لا المؤيدين! لكل هذه الأسباب... لا خلاص لنا إلا برمي الأيديولوجيا جانبا... ولنبدأ بداية جديدة كتلك التي بدأنا بها في 25 يناير 2011 ... عيش ... حرية ... عدالة اجتماعية ... كرامة إنسانية! لنا في هذه الأهداف متسع، ولنا في المتفق عليه ملاذ، والإصرار على استحضار أجنداتنا الأيديولوجية هو الوسيلة الوحيدة لاستمرار حكم العسكر.
لقد أثبت شهر أبريل 2016 عدة أشياء، أولها أننا أمام عدو خائن خائف، وأن قدرته على إطلاق الرصاص أصبحت محدودة، لذلك يتوسع في إجراءات القمع (الاستباقية)، لكي لا يضطر إلى أن يطلق الرصاص على المتظاهرين.
 ثانيا: لقد ثبت أننا نستطيع أن نعمل سويا رغم لعنة الأيديولوجيا، وثبت أن ما يجمعنا من أهداف، وما يوحدنا من تحديات أكبر من خلافاتنا بكثير.
 ثالثا: أن تربة الثورة ما زالت خصبة، وأن الصمود في الشارع لعدة ساعات سيتبعه نزول آلاف يتبعها آلاف، ولكن بعد أن يتلقى الأبطال صدمة المواجهة الأولى (كما حدث في 25 يناير 2011، وفي جمعة الغضب، وفي معركة الجمل)، فكل صمود في الشارع يتبعه انضمام أكبر وأوسع من طبقات الشعب المختلفة.
 رابعا: أننا أمام جبهة تفككت، وتخشى يوم الحساب، وليس أدل على ذلك من أن رأس النظام "سيسي" كان في يومي 15 و25 أبريل خارج القاهرة، وتواترت الأخبار أن تجهيزات الهرب كانت معدة تحسبا لصمود الثوار في الشوارع.
خامسا: أن المعارضين في الخارج لهم دور كبير، ولكنهم – للأسف الشديد – لم يقوموا ولو بجزء بسيط مما ينبغي عليهم أن يقوموا به.
 رسالتي إلى كل المحبطين ... نحن لم نهزم، ولكننا نتفنن في تأخير النصر! نحن لا نستحق الهزيمة... ولكننا – إذا استمرت فرقتنا – لا نستحق النصر! إما أن نتحد... وإما سيتأخر النصر، حتى يأتي من يستحقه! عاشت مصر للمصريين وبالمصريين...


مصر في الزمان والمكان - الثورة الجزء1


مصر في الزمان والمكان...طبائع الإستبداد



؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛





كارثة تنتظر مصر.. إثيوبيا تتعاقد رسميًا على بناء سد "كويشا".


"النهضة وكويشا"
 إثيوبيا الانتهاء من 70 تقريبًا من سد النهضة 
ومَن سيتضرر ليست مشكلتنا



قال وزير الإعلام والاتصالات الإثيوبي جيتاشو رضا، إن حكومة بلاده توشك على إكمال 70 في المائة من بناء "سد النهضة". 
وأضاف الوزير، في حوار أجرته معه صحيفة "الشرق الأوسط"، ونشرته اليوم الجمعة، أن ما تم إنجازه يتضمن الأعمال الإنشائية والهندسة المدنية، وتركيب التوربينات وعمليات هندسة المياه، مشيرًا إلى أن الأعمال الكاملة قد تنتهي في أي وقت. وتعليقًا على تقارير مصرية بأن بلاده تعمل على كسب الوقت بانتظار اكتمال دراسات المكاتب الاستشارية، أوضح جيتاشو رضا أن "عمل اللجان لا علاقة له بإنشاء السد، بل على معرفة مدى إضراره بمصالح شركاء الحوض؛ لأن السد قائم ولن يتأثر بناؤه بتقاريرها. أما إذا كان هناك من يرى بعد إعداد الدراسات، أنه سيتضرر، فهذه ليست مشكلتنا في إثيوبيا".
●● تخطت إثيوبيا التفكير مرحلة الانتهاء من بناء سد النهضة، وبدأت فعليًا مرحلة التعاقد النهائى مع شركة "ساليني" الإيطالية لتنقل معداتها إلى مكان بناء السد الجديد على النيل الأزرق "كويشا". وقالت إثيوبيا، إن السد الجديد المعتزم البدء فيه مع حلول عام 2017، يستهدف إنتاج طاقة كهربائية تُقدر بنحو 2200 ميجاوات، فيما تبلغ تكلفة إنشائه الإجمالية نحو 2.5 مليار يورو. يأتى ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه مصادر داخل وزارة الري، عن ترقب شديد للاتفاق الذى تم بين إثيوبيا والشركة الإيطالية، خصوصًا وأن الاتفاق كان على تشييد سد ارتفاعه 170 متراً، ويبلغ تخزين المياه فى بحيرته نحو 6000 مليون متر مكعب. 
واتخذت إثيوبيا الخطوة بقوة، رغم وجود قضية بينها وبين مصر بخصوص سد النهضة، اعتمادًا على مبدأ "الطرق على الحديد ساخنًا"، ما يعنى أن وجود سدين "النهضة وكويشا" وكلاهما على أحد منابع النيل، سيُسبب كارثة لمصر. واعتبر الدكتور مغاورى شحاتة، خبير المياه ورئيس جامعة المنوفية السابق، أن إثيوبيا تتعامل بمبدأ "خشن" مع مصر، مطالبًا القيادة السياسية بالتحرك تجاه هذه الأفعال ومردودها. وأوضح شحاتة، أن مصر لازالت تعانى تبعات بناء سد النهضة، والذى سيكتمل بناؤه فى عام 2017، مشيرًا إلى أن نقص المياه سيكون ملاحظًا جدًا فى منتصف العام المقبل، متسائلاً: كيف ستكون الأمور مع بناء سد جديد؟.
وتلعب إثيوبيا على مشاعر المصريين، بعدما تأكدت من إحكام سيطرتها وقبضتها على قضية سد النهضة، وضمنت اعترافًا مصريًا رسميًا بشرعية السد، وهو ما جعلها تبدأ فورًا فى بناء سد جديد على النيل. واعترض الدكتور أحمد الشناوي، أستاذ السدود بالأمم المتحدة، على وصف القيادة السياسية المصرية لما تفعله إثيوبيا بـ"الطبيعي"، مؤكدًا أن مستقبل الأجيال القادمة فى يد المسئولين الحاليين، والذين يتعاملون مع القضية باستهتار، بحسب وصفه.




الخميس، 26 مايو 2016

السيسي يدير مصر بخطة السيطرة التوراتية .. فيديو



.. خطة السيطرة التوراتية .. 
باحث ألماني يرد على ضلالات "السيسي" 
وافترائه على الإسلام والمسلمين


النزعة الصهيونية قديمة تاريخيا، ومرت بتطورات وأدوار مختلفة، وآخر الأطوار لها ظهورا جاء في العصر الحديث على يد المسيحيين البروتستانت. 
ثم بدأت طوائف وفئات دينية أخرى ومع بدايات الهجرات اليهودية لفلسطين تتأثر بتلك النزعة، وتميل للمعتقد البروتستانتي نحو اليهود. 
النزعة الصهيونية: حالة عقلية ونفسية ترى قيام دولة إسرائيل وإقامة الهيكل محل المسجد الأقصى ضرورة حتمية، للمجيء الثاني للمسيح، مستندة على معتقدات توراتية، تراها بمثابة نبوءات عن أحداث آخر الزمان. 
ومن ثم فالدفاع عن الدولة اليهودية وحماية أمنها ودعمها تعجيلا بمجيء المسيح، واجب ديني عندهم. بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني حاليا؛ في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1985 حين كان سفيرا لديها، يقول: "إن كتابات المسيحيين الصهيونيين من الإنجليز والأمريكان، أثرت بصورة مباشرة على تفكير قادة تاريخيين مثل لوي جورج، وآرثر بلفور، وودرو ويلسون، في مطلع هذا القرن. 
إن حلم اللقاء العظيم أضاء شعلة خيال هؤلاء الرجال، الذين لعبوا دورا رئيسا في إرساء القواعد السياسية والدولية لإحياء الدولة اليهودية". 
وأضاف: "لقد كان هناك شوق قديم في تقاليدنا اليهودية للعودة إلى أرض إسرائيل، هذا الحلم الذي يراودنا منذ أكثر من ألفي سنة، تفجر من خلال المسيحيين الصهيونيين". 
أما ظهور النزاعة الصهيونية لدى مجموعات لا تنتسب دينيا للمسيحية، أمر يحتاج بحث ودراسة. فمثلا المفتي الأسبق علي جمعة معروف أنه صاحب هوى صوفي، وقد رآه الجميع يوجه النصح للصهاينة في محاضرة بالمعهد الأمريكي للسلام. الفيلسوف يوسف زيدان المتخصص في المخطوطات العربية، وصاحب الميل الصوفي، له محاضرة شهيرة سعى خلالها لمحو تاريخ المسلمين في فلسطين، زاعما أن المسجد الأقصى وهم مخترع، لا وجود له بأرض فلسطين. 
إذ اتفق مع السيسي أن حل المشكلة مع اليهود، يتم بمحو الارتباط العقدي بالقدس (أورشاليم). وزير الخارجية سامح شكري يصرح منذ ما يقرب من عامين بأن علاقة مصر بحماس متوترة نتيجة توجهها العقائدي، وأن المشكلة تكمن بـ"ارتباط حماس بفكر عقائدي يجعل نقطة تلاقيها مع مصر شبه مستحيلة". 
* محـور الشـر .. على حسب تعبير جورج بوش
 هي قوى الشر في قول إيهود أولمرت، وأهل الشر عند السيسي 

تعبير يطلقه مفسرو العهد القديم على القوى التي تهدد وجود إسرائيل والتي ستتحالف مع يأجوج ومأجوج لقتال إسرائيل في معركة "هرمجدو" الشهيرة عندهم، والتي يأتي في خاتمتها المسيح ... على حسب زعمهم. 
التعبير مبهم وغامض، يسمح باستخراج الإشارات من نصوص التوراة للدلالة على أي دولة أو مجموعة مستهدفة؛ بإدخالها في محور الشر وأهله. 
أصحاب تلك النزعة الصهيونية (الصهيونية السياسية) وبخاصة البروتستانت يرون ضرورة تدخلهم لصناعة وتحقيق النبوءات، ولو باختلاق الحدث. 
 فإن قال سفر الرؤيا: "رأيت ملاكا نازلا من السماء، له سلطان عظيم، وصاح بأعلى صوته: سقطت بابل العظمى"، فإن بوش يحلق بالطائرة ويهبط من السماء فوق حاملة الطائرات الرابضة على مياه الخليج معلنا بأعلى صوته: سقطت بغداد (بابل).
 لم يعلن إمبراطور واشنطن النصر من البيت الأبيض، أو من قلب بغداد عبر قيادته العسكرية؛ فتنفيذ ما جاء في الأسفار التوراتية حرفيا على الشعوب المقهورة هدف مقدس لديهم، فهم يد الرب - على حسب زعمهم - التي تحقق وعده. 
 *** ومن ثم اختار السيسي أسيوط ( وسط مصر ) ليقيم بها خيمة الاجتماع ليقدم مبادرته للصهاينة. 
فهو يدير البلاد وفق خطة أشعياء.. والتي جاءت كالتالي:
أهيـج مصريين على مصـريين
 فيحـارب كـل واحــد أخــاه والرجــل صديقه
... خطة الحرب الأهلية التي كان حريصا عليها ...
تهيج الشعب على بعضه وتقسمه لشعبين تمهيدا لحكمه. 
...على الحجار - احنا شعب وانتوا شعب ...
إحنا شعب وإنتو شعب
واللى هز القلب منا
عمره ماهزلكو قلب
رغم إن الرب واحد..
لينا رب ... وليكو رب


تكملــة الخطــة:
أغلق على المصريين في يد مولى قاس فيتسلط عليهم ملك عزيز
فهو حاكم عنيف قاس، تابع في قراره السياسي، فهو مولى، عبد متسلط، أتي قهرا على خلاف رغبة المصريين. 
أما تخريب مصر اقتصاديا، والتفريط في ثرواتها وفي مياه النيل وتدمير الزراعة والصناعة ونشر البؤس، فتحكيه خطة أشعياء هكذا: "تنشف المياه من البحر ويجف النهر وييبس وتنتن الأنهار ... وكل مزرعة على النيل تيبس وتتبدد ولا تكون، الصيادون يئنون ... وكل الذين يبسطون شبكة على وجه المياه يحزنون".
وتمضي تتحدث عن الصناعة فتقول: "ويخزي الذين يعملون الكتان الممشط، والذين يحيكون الأنسجة، وتكون عمدها مسحوقة، وكل العاملين بالأجرة مكتئبي النفس". 
 أما عن مستشاري الرئيس، والخبراء الاستراتيجيين فهم: "أغبياء مشورتهم بهيمية". 
 أما النخبة وأصحاب الرأي: "أضل مصر وجوه أسباطها" والنتيجة: "فأضلوا مصر في جميع أعملها كترنح السكران في قيئه". 
 والمراد أن "تكون مصر كالنساء، ترتعد وترجف"، وأن تصبح "أرض يهوذا رعبا لمصر. 
كل من تذكرها يرتعب". 
 ثم ماذا؟ "في ذلك اليوم يكون في أرض مصر خمس مدن تتكلم بلغة كنعان"، وهم يفترضون أن لغة كنعان هي العبرية. 
وربما عدلت الخطة، ولهذا يرون تهجير الشعب الفلسطيني لمصر، باعتبارهم حملة لغة كنعان. 
 وتمضي خطة السيطرة التوراتية بـ"مذبح للرب في وسط أرض مصر" وسط مصر (أسيوط) التي أقيمت بها خيمة بألوان علم الكيان الصهيوني، ومنها خرج خطاب الاعتراف باستقلال الدولة التي على تخوم مصر (وعمود للرب عند تخمها).
 ختاما: وبعيدا عن صحة نسبة السفر لأشعياء، وثبوته كوحي أم لا، فما جاء في مطلعه: "وأهيج مصريين على مصريين يحارب كل واحد أخاه... مدينة مدينة ومملكة مملكة"، قد وقع في عام 750 قبل الميلاد، وكانت مصر مقسمة إلى 18 مملكة، أي أن ما ذكره أشعياء لم يكن نبوءة وإنما إخبارا بما جرى في زمنه. 
 أما لو سرنا مع كونها نبوءة مستقبلية فهي تتحدث عن أمور وقعت منذ أزمان بعيدة أيضا، بحسب الشواهد الكثيرة بالسفر ذاته. 
 فإن أصر ذوو النزعة الصهيونية على أنها تتحدث عن أحداث قائمة في الوقت الحالي، فالسفر يخبر أن أولئك الذين في العنت "يصرخون إلى الرب بسبب المضايقين"، والمضيق عليهم بمصر الآن هم المسلمون بصفة خاصة، وهؤلاء سيتوبون إلى الله، "فيرسل لهم مخلصا ومحاميا وينقذهم" من الملك القاسي العنيف ومستشاريه الأغبياء (المضايقين). 
ولذلك أقول لهم: إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره. 
 إن بروز النزعة الصهيونية (الصهيونية السياسية) بين منتسبين للإسلام أمر يحتاج لدراسة، وكشف انتمائهم السياسي وتنحيتهم عن المجال العام ضروري للنهوض بالأمة حتى تتمكن من المواجهة.
"الصهيونية السياسية"
إنشاء دولة يهودية في فلسطين



من أطلق النار على عمر سليمان؟
 ولماذا قيل لأبو الغيط "إذهب إلى جمال مبارك"؟
 ... لغــز الأيــام الأخـــيرة ...




؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



صحيفة أمريكية تكشف أسباب سعادة السيسي بـ"الكوارث المصرية".



زيادة المساعدات العسكرية لدعم السيسي




أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن السيسي أبرز المستفيدين من الكوارث الجوية التي تعرضت لها مصر مؤخرا بعكس ما يبدو، فى ظل استثمار قائد الانقلاب فى الإرهاب لرفع قيمة المساعدات الدولية المقدمة لعصابة العسكر والتعتيم على انهيار حقوق الإنسان فى دولة الفاشية. وأشارت الصحيفة - في تقرير لها - اليوم الأربعاء، إلى أنه بعد عامين من العلاقات الباردة بين الولايات المتحدة ومصر، أثار الهجوم الإرهابي على الطائرة الروسية التي سقطت فوق شبه جزيرة سيناء أكتوبر الماضي، موجة من زيارات المسؤولين الامريكيين، الذين طالبوا بزيادة المساعدات العسكرية لدعم السيسي.
 ونقل التقرير عن دبلوماسي أمريكي أن حادث مثل سقوط طائرة مصر للطيران، يأتي في أعقاب كارثة طيران أخرى، يسرع دائما التعاون في مجال الأمن حتى إذا كان السبب غير واضح، وهو الأمر الذي يصب فى صالح السيسي ويرسخ مكانته على رأس السلطة وأشار الخبير المصري في مؤسسة "القرن" مايكل حنا إلى أنه بغض النظر عن سبب تحطم الطائرة المصرية القادمة من باريس، فإن زيارات المسئولين الإمريكيين تشير إلى أن واشنطن ستسعى لزيادة الدعم نظام السيسي رغم المخاوف العميقة حول سجل حقوق الإنسان.
 وأضاف حنا: "الهدف من ذلك تجنب وقوع اضطرابات في مصر -الحليف الرئيسي للولايات المتحدة منذ فترة طويلة- والسقوط في دوامة العنف مثل العراق وسوريا وليبيا، حيث استغل الإرهابيون الفراغ الإمني خلال السنوات الأخيرة".
 وألمح التقرير إلى أنه خلال الأشهر الأخيرة، استقبل السيسي ثلاثة وفود من الكونجرس الأمريكي، ووزير الخارجية جون كيري، وكبار القادة العسكريين الأمريكيين، مشيرا إلى أن السيناتور ليندسي جراهام الذى زار مصر بعد وقت قصير من انقلاب 2013، وحث إدارة أوباما على قطع التمويل عن الجيش المصري، تغيرت لهجته سريعا وطالب واشنطن بضخ تمويل طارئ لـ السيسي للسيطرة على الأوضاع. وعزز التقرير من استفادة السيسي من تلك الكوارث بزيادة المساعدات الاقتصادية، حيث أعلنت موسكو في يوم تحطم طائرة مصر للطيران، اتفاقا تحصل مصر بمقتضاه على قرض بقيمة 25 مليار دولار لبناء أول محطة للطاقة النووية، رغم أن موسكو تحافظ على الحظر المفروض على الرحلات الجوية لمصر منذ تفجير الطائرة الروسية في أكتوبر الماضي.
 واعتبر أن السيسي استثمر عمق العنف الذي تعيشه سيناء من المحنة الاقتصادية التي تضرب مصر منذ ثورة 2011، من أجل تبرير حملة على الآلاف من المعارضة، وهو الأمر الذى يؤكد أن تلك الحواث لا تمثل ضغط على العسكر بقدر ما تدعم حظوظه فى البقاء رغم الانتقادات.
 واختتم التقرير بالإشارة إلى أن حال الطائرة المنكوبة لا يختلف كثيرا عن الوضع المتردي فى سيناء الذى يتاجر به السيسي لتحقيق مكاسب بالجملة رعم حملات الإبادة التى يمارسها هناك، حيث أرسلت الولايات المتحدة 762 مركبة عسكرية مصممة لمقاومة المتفجرات كجزء من برنامج وزارة الدفاع الأمريكية لتقديم مساعدات عسكرية لمصر، وهي أول شحنة من المركبات المصممة لتحمل أنواع القنابل التي أصبحت الأكثر فتكا للجيش في سيناء.


قصّة ابونا آدم و أَُُمّنا حوّاء..فيديو



... أبونـــا آدم وأُمّنـــا حـــــوّاء ...
 كيف عـاش آدم وحـواء 
وكيف كان يتزوج اولادهــم ؟
 وكيــف شـعروا برغبـــة الزواج ؟



في البِداية قَبلَ ملايينِ السِّنين خَلَقَ اللهُ العالَم.. 
الكواكبَ والنجومَ والسماواتِ.. وخَلقَ اللهُ الملائكةَ مِن نور..
 وخَلقَ الجِنَّ من نار.. وخَلقَ اللهُ الأرض.



لَم تَكُن الأرضُ مِثلَما هي علَيها اليَوم.. كانت مَليئةً بالبِحار، وكانت الأمواجُ ثائرة، والرِّياحُ تَعصِفُ بشدّة.. والبَراكينُ مُشتَعلة، والنَّيازِكُ الضَّخمةُ والشُّهُبُ تُهاجِمُ الأرض. ولَم تكن هناك من حياةٍ على الأرض.. لا في البحارِ ولا في البَراري. 
وقبلَ مَلايينِ السِّنين، ظَهَرت في البحرِ أنواعٌ صغيرةٌ من الأسماك، وظَهَرت في البَرِّ نباتاتٌ بسيطة. ثُمّ تَطوَّرت الحياةُ شيئاً فشيئاً؛ وظَهَرت على سطحِ الأرض حَيواناتٌ كالزَّواحِف، والبَرْمائيّات. وظَهَرت الدِّيناصُورات بأشكالِها المُتعدّدةِ وأنواعِها المُختلفة. 
وبينَ فترةٍ وأُخرى كانت الثُّلوجُ تُغَطّي الأرضَ، فتَموتُ النباتاتُ وتَموتُ الحَيواناتُ وتَنقَرِض، وتَظهَرُ بَدَلها أنواعٌ جديدة.. وبينَ فترةٍ وأُخرى تَذوبُ الثُّلوجُ وتَعودُ الحياةُ في الأرضِ مرّةً أُخرى. في تلك الأزمنةِ السَّحيقة.. وما تَزالُ الأرضُ لَم تَهدأ بَعدُ مِن البَراكينِ والزَّلازلِ .. والعَواصفِ العاتية والأمواجِ الثائرة.. ولَم تَكُن الثُّلوجُ قد ذابَت بَعدُ.. في تلكَ الأزمنةِ البعيدةِ أخذَ اللهُ من الأرضِ تُراباً.. مِن المُرتَفعاتِ، ومن السُّهولِ، ومن الأرض السَّبْخةِ المالِحة، ومن الأرضِ الخِصبةِ العَذبة.. مُزِجَت التُّربةُ بالماءِ، وأصبَحت طِيناً مُتماسِكَ الجُزئيّات. خَلَق اللهُ سبحانه من ذلك الطِّينِ ما يُشبِهُ هَيئةَ الإنسان؛ رأسٌ وعَيْنانِ، ولسانٌ وشَفَتانِ، وأنفٌ وأُذُنانِ، وقلبٌ ويَدانِ، وصَدرٌ وقَدَمان. تَبَخّر الماءُ وجَمَد التِّمثالُ البَشَري، أصبَحَ الطينُ حَجَراً صَلْداً يابِساً إذا هَبّت الرِّيحُ يُسمَعُ منه صَوتٌ يَنِمُّ عن تَماسُكِه. وعلى هذهِ الحالةِ.. ظَلَّ التِّمثالُ نائماً إلى أمَدٍ طويلٍ لا يَعَلمُ مَداهُ إلاّ اللهُ سبحانه.
 ● الأرض وفي تلك الفَترةِ من الزمنِ.. هَدَأتِ الأرضُ، هَدَأ الأمواجُ في البحارِ، وهَدأتِ العَواصِفُ، وانطَفأ كثيرٌ مِن البَراكين... ونَمَت الغاباتُ.. أصبحت كثيفةً، وامتَلأت بالحيواناتِ والطُّيور، وتَفَجّرت يَنابيعُ المِياهِ العَذبة، وجَرَت الأنهار. 
أمّا المَناطقُ التي انعَدَمَ فيها الماءُ فقد كانَتِ الرِّياحُ الطَّيِّبةُ تَحمِلُ لها الغيوم، وهناك تَهطِلُ الأمطارُ لِتُحيي الصَّحراءَ الخاليةَ من الأنهارِ والنَّبات. 
وعندما يُسافِرُ المَرءُ في الفضاءِ يُشاهِدُ الأرضَ مِن بَعيدٍ كُرةً تَدورُ في الفضاءِ حولَ الشمسِ فتَنشَأ الفُصول. صَيفٌ يُعقِبهُ خَريف، وخَريفٌ يُعقِبهُ شِتاء، وبَعد الشتاءِ يأتي الربيع. فتَزادادُ الأرضُ خُضرةً، وتُصبِحُ النَّباتاتُ والغاباتُ أكثَرَ بهجةً. 
وتَتَدفَّقُ الأنهارُ بالمِياهِ العَذبة، وتَفورُ الينابيعُ بالمِياهِ الصافيةِ الباردة. وتَدورُ الأرضُ حولَ نفسِها، فيَنشأُ الليلُ والنهار.في النهارِ.. تَستَيقِظُ الطُّيورُ فَتَطيرُ باحِثَةً عن رِزقِها، وتَستَيقظُ الحيواناتُ تَبحَثُ عن طَعامِها. الغِزْلان تَركُضُ في الغابات، والوُعُولُ فوقَ سُفوحِ الجِبال، والفَراشات تَدورُ في الحَدائقِ تَبحَثُ عن الأزهار والرَّحيق، والحَيوانات المُفتَرِسَةُ تَزأَرُ في الغابات. 
كلُّ شيءٍ في الأرضِ يَنمو ويَتَكاثَرُ، فالأرضُ تَمتلئ بالحياةِ والبهجة. الأشجارُ تَحمِلُ الثِّمار، والخِرافُ والماعِزُ تأوي إلى الكُهوفِ تَبحَثُ عن مأوى يَحميها مِن الحيواناتِ الكاسِرة. 
كلُّ شيءٍ يَمضي في طَريقهِ كما خَلَقَهُ اللهُ سبحانه وتعالى. أصبَحَتِ الأرضُ جَميلةً جدّاً... أصبَحَت مُلَوّنة.. زُرَقةُ البِحار.. وخُضرَةُ الغاباتِ والتِّلالِ التي تَكْسُوها الأعشاب، وسُمرَةُ الصَّحاري.. وبَياضُ الثُّلوج.. وأشِعّةُ الشمسِ الحَمراءِ في الشُّروق. امتَلأتِ الأرضُ بالحَياة.. طُيورٌ وحَيواناتٌ، وغاباتٌ ونَباتاتٌ وأزهارٌ وفَراشات... امّا الإنسانُ فلَم يَكُن له وجودٌ بَعدُ.

 ● آدمُ .. الإنسانُ الأوّل .. وفي لَحظةٍ من لَحظاتِ الرَّحمةِ واللُّطفِ الإلهيّ؛ نَفَخَ اللهُ في تِمثالِ الصَّلْصالِ مِن رُوحهِ، عَطَسَ وقال: الحمدُ لله. نَهَضَ آدمُ.. دَبَّتْ فيه الرُّوحُ وأصبح بَشَراً سَوِيّاً، يَتَنفّسُ ويُجِيلُ نَظَرَهُ.. أصبَحَ يُفكّرُ ويَتأمّل.. يُحرِّكُ يَدَيهِ ويَمشي.. يَعرِفُ الجَميلَ ويُدرِكُ القَبيح.. يَعرِفُ الحَقَّ ويُدرِكُ الباطلَ.. الخيرَ والشَّرَ؛ السعادةَ والشَّقاء. أمَرَ اللهُ المَلائكةَ أن تَسجُدَ لآدم.. أن تَسجُدَ لِما خَلَقَهُ الله. سَجَدَ المَلائكةُ جميعاً.. المَلائكةُ لا تَعرِفُ شيئاً سِوى طاعةِ الله.. إنّها تُسبِّحُ اللهَ دائماً... خاشعةٌ للهِ في كلِّ وقت... سَجَدَت للإنسانِ؛ لأنّ الله اختارَهُ خَليفةً له في الأرض. لأنّ اللهَ جَعَلَهُ خليفةً.. إنّه أرفَعُ مَنزلةً مِن الملائكة. ولكنْ هُناكَ مَخلوقٌ آخَرُ لَم يَسجُدْ!! كانَ هناك جِنيٌّ خَلَقَهُ اللهُ قبلَ أن يَخلُقَ أبانا آدمَ بستّةِ آلافِ عام.. لا يَعلَمُ أحدٌ أهذِه الأعوامُ كانت مِن أعوامِ الأرضِ أم مِن أعوامِ كواكبَ أخرى لا نَعرِفُها. الجِنُّ خَلَقَهُ اللهُ مِن النار.. إبليسُ لَم يسَجُد، لآدم.. لَم يُطِع اللهَ.
قالَ في نفسِه: إنّه أفضَلُ مِن آدم؛ لأنّ أصلَهُ مِن النار.. تَكبَّرَ إبليس.. واستَنكَفَ أن يَسجُدَ لآدمَ المَخلوقِ من الطِّين.. كانَ الملائكةُ جميعاً ساجِدين.. الملائكةُ جميعاً يُطيعونَ الله، يُسبِّحونَ اسمَهُ ويُقدِّسونَ ذاتَه.. أمّا إبليسُ فقد كانَ مِن الجِنِّ فعَصى أمرَ اللهِ ولَم يَسجُدْ لآدم. قالَ اللهُ سبحانه: لماذا لا تَسجُدُ لآدمَ يا إبليس ؟ قال إبليسُ: أنا أفضَلُ منه.. لَقَد خَلَقتَني من النار، أمّا آدمُ فمَخلوقٌ من الطين.. النارُ أفضَلُ من الطين. طَرَدَ اللهُ إبليسَ المُتَكبِّرَ مِن حَضرَتهِ.. طَرَدَهُ من رَحمَتِه.. ومِن ذلكَ الوقتِ حَقَدَ إبليسُ على آدم. حَسَدَهُ أوّلاً ثم حَقَدَ عليه.. إبليسُ مَخلوقٌ مُتكبّرٌ حَسُودٌ وحاقِد.. لا يُحِبُّ أحَداً سِوى نفسِه. أصبَحَ شُغلُه وهَمُّه كيفَ يَقْضي على آدم.. كيف يَغُرُّهُ لِيُضلّه. طَرَدَ الله إبليسَ مِن رحمتِه.. قالَ له: أُخْرُجْ فإنّكَ رَجيم.. وإنّ عليكَ لَعنتي إلى يومِ الدِّين. 
قال إبليسُ: أمهِلْني يا رَبِّ إلى يومِ الدِّين.. قالَ اللهُ سبحانه: إنّكَ مِن المُنظَرينَ إلى يومِ الدين.. إلى وقتٍ مَعلوم. قالَ إبليسُ: رَبِّ بِما أغَوَيْتَني لأقْعُدَنَّ لَهمُ صِراطَكَ المُستقيمَ لأُغويَنَّهُم أجمعين.. كَمْ هُو مَلعونٌ إبليس.. كَم هو مُكابِرٌ وكَذّاب.. إنّه يَتَّهِمُ اللهَ سبحانه بأنّه هو الذي أغواه.. لَم يُلْقِ اللَّومَ على نفسِه لِمعصيتِه.. لم يَقُل إنّه حَسَدَ آدمَ وحَقَدَ عليه، وإنّه تَكبَّر فلم يَسجُد ولَم يُطِعِ الله! وهكذا كَفَرَ إبليس.. استَكبَرَ ثمّ كفَرَ.. ظَنَّ نفسَهُ أفضَلَ مِن آدمَ لأنّه مَخلوقٌ من نارٍ وآدمُ أصلُه طينٌ وتُراب. إبليسُ أنانيّ.. نَسِيَ أن الله خَلَقَهُ وهو يأمرُهُ، وعليه أن يُطيعَ الله..

 ● حَوّاء خَلَق الله آدمَ وَحيداً.. ثُمّ خَلَق مِن أجلهِ حَوّاء. فَرِحَ آدمُ بزوجهِ، وهي أيضاً فَرِحَت بِلقائه. أسكَنَ اللهُ سبحانه أبانا آدمَ وأُمَّنا حوّاءَ الجنّة. الجَنّةُ مكانٌ جَميل.. جَميلٌ جدّاً.. أنهارٌ كثيرة.. وأشجارٌ خَضراءُ خالدة. رَبيعٌ دائم.. ليس في الجنّةِ حَرٌّ ولا بَرد.. نَفَحاتٌ طيّبة. عندما يَملأُ المرءُ صَدرَهُ منها يَشعُرُ بالسعادة.. قالَ اللهُ ربُّنا لآدم: أُسكُنْ أنتَ وزَوجُكَ الجنّةَ وكُلا منها حَيثُ شِئتُما.. أُسكُنْ فيها حيثُ تُحِبُّ، وكُلْ فيها ما تُحِبّ.. ستَكونُ سعيداً فيها، فليسَ في الجنّةِ تَعَبٌ ولا جُوعٌ ولا عُرْي.. ولكنْ إيّاكَ أن تَقتَرِبَ من هذهِ الشجرة.. إيّاكَ أن تَسمَعَ كلامَ إبليسَ، فيَخدَعَك. إنّه عَدوٌّ لك ولزوجِك.. إنّه يَحسُدُكَ يا آدم، يُضمِرُ لكَ الشَّرّ.  إنطَلَقَ آدمُ وزوجُه حوّاءُ في الجنّةِ يَنعُمانِ بظِلالِها، ويأكُلانِ من ثِمارِها.. كانَ آدمُ سعيداً وكانت حوّاءُ سعيدة.. كانا سَعيدَين جدّاً.. لقد خَلَقَهُما الله بيدِه.. ورَزَقَهُما من كلِّ شيء، وكانت الملائكةُ تُحبُّهما، لأنّ الله خَلَقَهُما ويُحبّهما.. آدمُ وحوّاءُ يَنطَلقانِ في الجنّةِ هنا وهناك، يَقتَطِفانِ من ثِمارها ويَجلِسانِ على شَواطئ أنهارِها. شَواطئُ ساحِرَةٌ جَميلةٌ مِن الياقوتِ والعَقيقِ، والمياهُ الصافيةُ العذبةُ تَغسِلُ أقدامَهُما.. وهناك أنهارٌ من عَسَلٍ طيّبٍ ولذيذ، وأنهارٌ من لَبَن، وطُيورٌ وزُهور.. لا حُدودَ لسعادةِ آدمَ وحوّاءَ. كلُّ شيءٍ في الجنّةِ لهما.. أشجارُها وثِمارُها.. كانا يأكُلانِ من كلِّ الثِّمار.. ثِمارٌ مُختلفةُ الشَّكلِ واللَّونِ والرائِحةِ، ولكنّها جيمعاً شَهيّة.. وفي كلِّ مرّةٍ كانا يُصادِفانِ شَجَرةً في وسطِ الجنّة.. شجرةً جميلةَ المنظرِ تَتَدلّى ثمارُها.. كانا يَنظُرانِ إليها فقط.. لأنّ الله نَهاهُما عن الاقتِرابِ منها وتَناوُلِ ثِمارِها. إبليسُ عدوُّ الإنسان طُرِدَ إبليسُ من صُفوف الملائكة.. لقد ظَهَرت حقيقتُه في أولِ امتحان.. ظَهَرت أنانيّتُه.. وتَكبُّره.. أصبَحَ مَلعوناً رَجيماً.. لم يَعُد له مكانٌ بين الملائكة.. إبليسُ يَمتلئُ حِقداً وحَسَداً لآدمَ وزوجهِ.. أصبَحَ شُغلُه الشاغلُ كيفَ يَخدَعُ آدمَ وحوّاءَ ويُخرِجُهما من الجنّة! قالَ في نفسِه: أنا أعرِفُ كيفَ أخدَعُهُما. أنا أعرفُ أنّهما سَيُصغِيانِ إلى وَسْوَسَتي.. سَأدعُوهُما لأن يأكُلا من تلكَ الشجرة.. وعندَها سَيَشْقى آدم.. سيُصبحُ شَقيّاً مِثلي .. سوفَ يَطرُدُه الله من الجنّة؛ حَوّاءُ هي الأخرى ستَشْقى.
تعرف كيف عاش آدم وحواء وكيف كان يتزوج اولادهم ؟ 
وكيف شعرو برغبة الزواج ؟


● الشجرة جاءَ إبليسُ إلى آدَمَ وحَوّاء.. جاءَ لِيُوَسْوِسَ لَهُما.. لِيَخدَعَهُما، قالَ لَهُما: هَل رأيتُما أشجارَ الجنّةِ كلَّها ؟ 
قال آدمُ: نَعَم، لقد رَأيناها جَميعاً.. وأكَلنا ثِمارَها. 
قال إبليسُ: ما فائدةُ ذلك.. وأنتُما لم تَأكُلا من شجرةِ الخُلْد.. إنّها شَجَرةُ المُلكِ الدائمِ والحياةِ الخالدة.. عندما تأكُلانِ من ثِمارِها تُصبِحانِ مَلَكَينِ في الجنّة.. 
قالت حَوّاءُ: تَعالَ لِنأكُلَ من شجرةِ الخُلود. 
قالَ آدمُ: لقد نَهانا ربُّنا عن الاقترابِ منها.. 
قالَ إبليسُ وهو يَخدَعُهُما: لَو لَم تَكُن شجَرةَ الخُلودِ لَما نَهاكُما عنها.. لَو لَم تُصبِحا مَلَكَينِ لَما قالَ لَكُما ربُّكما: لا تَقْرَبا هذهِ الشَّجرةَ.
 إنني أنصَحُكُما أن تأكُلاها.. وعندها سوف تَصيرا مَلَكين ولن تَموتا أبداً.. ستَصيرا خالدَينِ تَنعُمانِ في هذهِ الجنّةِ إلى الأبد. 
قالَ آدمُ لزوجهِ: كيف أعصي رَبِّي ؟!.. لا.. لا. 
قالَ إبليسُ: هَيّا لأدُلُّكما عليها، إنها هناكَ في وسطِ الجنّةِ. ذَهَب إبليسُ وتَبِعَهُ آدمُ وحوّاء.. كانَ إبليسُ يَمشي مُتكبّراً مَغروراً. 
قالَ وهو يُشيرُ إلى الشجرة: هذهِ هي الشجرة.. أُنظُرا كَم هي جميلة! انظُرا إلى ثمارها كم هي شَهيّة! نَظَرَت حوّاءُ.. ونَظَرَ آدمُ.. حَقّاً إنّها جَذّابة.. شهيّةُ الثِّمار.. شَجَرةٌ تُشبِهُ شجرةَ القَمح.. ولكنْ فيها ثِمارٌ مختلفةٌ وتُفّاح وعِنَب.. 
قالَ إبليسُ: لماذا لا تَأكُلانِ منها.. أُقسِمُ لَكُما بأني ناصِح.. أنصَحُكما أن تَتَناوَلا ثِمارَها.. أقسَمَ إبليسُ أمامَ آدمَ وحَوّاءَ أنّه يُريدُ لَهُما الخيرَ والخُلود! وفي تلكَ اللحظةِ الرَّهيبةِ.. 
نَسِيَ آدَمُ ربَّهُ.. نَسِيَ المِيثاقَ الذي أخَذَهُ اللهُ عليه.. فَكّر في نفسِه أنّه يَستطيعُ أن يَبقى ذاكراً للهِ وفي نفسِ الوقتِ يَعيشُ حياةَ الخُلود.. في تلك اللحظاتِ المُثيرة.. مَدَّت حَوّاءُ يَدَها واقتَطَفَت من ثمارِ الشجرةِ.. أكَلَت منها.. إنها حَقّاً شهيّة. أعطَتْ آدمَ منها.. نَسِيَ آدمُ المِيثاقَ فأكَلَ منها.. وهنا فَرّ إبليس.. راحَ يُقَهقِهُ بصوتٍ شَيطاني .. لقد نَجَحَ في إغواءِ آدمَ وحَوّاء.
 الهُــبوط عـلى الأرض 
وفي تلك اللحظةِ التي أكَلَ فيها آدمُ وحوّاءُ من ثمارِ الشجرةِ.. حَدَثَ شيءٌ عجيب.. تَساقَطَت عنهما ثِيابُ الجنّةِ، أصبَحا عريانَين.. بَدَت لَهُما سَوْآتُهما.. كانت هناكَ شجرةُ تينٍ وشجرةُ مَوزٍ عريضةُ الأوراق، لَجأ إليها آدمُ وحَوّاء.. كانا يَشعُرانِ بالخَجَلِ مِن نَفسَيهِما.. راحا يَخصِفانِ مِن وَرَقِ التِّينِ والمَوزِ، لِيَصنَعا لَهُما ثوباً يَستُرُ ما بدا من سَوآتِهما .
شَعرا بالنَّدمِ والخَوفِ والخَجَل.. لقد ارتَكَبا المَعصية.. لم يَسمَعا كلامَ الله، سَمِعا كلامَ الشيطان.. الذي فَرّ بعيداً وتَرَكهما لوحدهما.. سَمِعَ آدمُ وحوّاءُ صَوتاً يُناديهما.. كانَ صوتُ اللهِ سبحانه، قال: ألَم أنْهَكُما عَن هذهِ الشجرة ؟! 
ألَم أقُلْ لَكُما إنّ الشيطانَ عَدوٌّ لَكُما فلا يَخْدَعْكُما ؟! 
بكى آدمُ بسببِ خطيئته.. وبَكَت حوّاء.. لَيتَهُما لم يَسمَعا كلامَ الشيطان.. قالا وهما يَركعانِ لله في نَدَم: نَتُوبُ إليكَ يا ربَّنا.. فاقبَلْ تَوبتَنا.. تجاوَزْ عن خَطيئتِنا، ربَّنا ظَلَمْنا أنفُسَنا وإنْ لَم تَغفِرْ لنَا وتَرحَمْنا لَنكونَنَّ مِن الخاسِرين. 
كانَ آدمُ قد تَعلّم من قبلُ أن المغفرةَ والتوبةَ والندمَ تَغسِلُ الخَطايا.. لهذا تاب.. وأنابَ إلى الله.. اللهُ ربّنا رحيمٌ بمخلوقاتهِ فتابَ عليه، ولكنّ مَن يأكُل من هذهِ الشجرة ومَن يعصي الله؛ عليه أن يَخرُجَ من الجنّةِ، عليه أن يَتطَهَّر من خَطيئتِه.. 
قالَ اللهُ سبحانه: اهبِطوا إلى الأرض.. اهبِطا أنتما وإبليسُ إلى الأرض.. ستَستَمرّ العداوةُ بينكما وبينه.. سوف يَستمرّ في خداعهِ لكما.. ولكنّ مَن يَتّبعُ أمري.. مَن يتّبعُ كلماتي فسأُعيده إلى الجنّة.. أمّا من يُكذّب ويَكفُر فسيكون مَصيرُه مثلَ مصيرِ الشيطان. 
قالَ الله سبحانه: اهبِطُوا بعضُكم لبعضٍ عَدُوّ، ولَكُم في الأرضِ مُستقرٌّ ومَتاعٌ إلى حين.. وفيها تَحْيَونَ وفيها تَموتونَ ومنها تُخرَجون. 
اهبِطا منها جميعاً، فإمّا يَأتِينَّكُم مني هُدىً فمَن تَبِعَ هُدايَ فلا يَضِلُّ ولا يَشْقى، ومَن أعرَضَ عن ذِكري، فإنّ له مَعيشةً ضَنْكاً ونَحشُرهُ يوم القيامةِ أعمى. 
أصبَحَ آدمُ وحوّاءُ مُؤهَّلَينِ للحياةِ في كوكبِ الأرض.. لقد اكتَشَفَ آدمُ سَوءاتهِ.. أصبَح جاهزاً لأن يكونَ خليفةَ الله في الأرضِ يُعمّرها.. ويَسكنُها.. ولا يُفسِدُ فيها. لهذا سَجَد له الملائكة.. تَصوَّرت الملائكةُ أن آدمُ سوف يُفسِد في الأرض ويَسفِكُ الدِّماء.. ولكنّ آدم يَعرِفُ أشياءَ لا تَعرفها الملائكة، يَعرِفُ الأسماءَ كُلَّها، يعرف حقائق مهمّة. 
الملائكةُ لا تَعرِفُ الحرّية والإرادة، ولا تَعرِفُ التَّوبة.. لا تَعرفُ الخَطيبئة.
لا تَعرفُ أن الذي يُخطئ يَعرفُ كيف يُصحِّحُ خطأه ويَتُوب. مِن أجلِ هذا خَلَقَ اللهُ آدمَ ليكونَ له خليفةً في الأرض. فجأةً وبقدرةِ الله المُطلَقة.. هبَطَ آدمُ وحوّاء.. وهَبَط إبليس. 
كلُّ واحدٍ منهم هَبَط في مكانٍ من الأرض هَبَط آدمُ فوق قمّةِ جبلٍ في جزيرةِ سَرندِيب ، وهَبَطت حوّاء فوقَ جبلِ المَرْوةِ في أرض مكّة.. أمّا ابليسُ فهبَطَ في أخفَضِ نقطةٍ من اليابسة.. هَبَط في وادٍ مالحٍ في البصرةِ قريباً من مِياهِ الخليج. 

وهكذا بَدَأت الحياةُ الإنسانيةُ فوقَ سطحِ الأرض، وبدأ الصِّراع.. الصِّراعُ بينَ الشيطانِ والإنسان.. عندما هَبَط أبونا آدمُ وأُمّنا حوّاءُ على سطحِ الأرضِ كانت هناكَ حيواناتٌ كثيرةٌ تعيش.. غيرَ أنها لم تُقاوِم الثلجَ المُتراكَم منذ آلافِ السنين، فماتَت وانقَرَضَت.. كانَ حيوانٌ يُدعى « المامُوث » وهو يُشبِهُ الفيلَ، ولكنّ جِلدَهُ كان مُغطّى بالصُّوف. 
كان هذا الحيوان يَجُوب سِيبريا.. وكانَ حيوانٌ آخرُ يُشبه وحيدَ القَرن ولكنّه كان مُغطّى بالصّوف أيضاً.. هو الآخرُ لم يُقاوِمِ الثلوجَ والبَرد، فماتَت أنواعُه وانقَرَضَت.. وكانت هناك طيورٌ عجيبة.. طيورٌ عملاقة ماتَت ولم يَبقَ لها مِن أثر. وشاء الله سبحانه أن تذوبَ الثلوجُ وينتهي البردُ الشديدُ في الأرض ويعودَ الدفءُ شيئاً فشيئاً. وشاء الله أن يَهبِطَ آدمُ وحوّاءُ ليكونَ الإنسانُ خليفةً في الأرض.. يَزرَعُ ويَبْني ويُعمّرُ هذا الكوكبَ الجميل.
 ● اللقاء الملائكةُ كانت تُحبُّ آدم.. تُحبّه لأنّ الله خلَقَه بيده.. وتُحبّه لأنّه خَلَقه وجَعَله أسمى مرتبةً من الملائكة.. الملائكةُ سَجَدت لآدم، لأنّ الله أمرَها بالسُّجود له.. وعندما عصى آدمُ ربَّه وأكلَ من تلك الشجرة.. نَدِمَ وتابَ وأنابَ إلى الله.. اللهُ ربّنا رحيم، قَبِلَ تَوبتَه.. وأهبطَه إلى الأرض ليكونَ خليفتَه.. الأرضُ امتحانٌ للإنسان: هل يَعبُدُ الله أم يَتَّبِعُ الشيطان ؟ 
الملائكةُ تُحبّ آدمَ وتُحبّ له الخيرَ والسعادة.. تُريد له أن يَعودَ إلى الجنّة، أمّا الشيطانُ فهو يَكرَهُ آدمَ. وهو يَكرَهُ الإنسانَ ويَحقِدُ عليه، لهذا حَسَدَهُ ولم يَسجُدْ له.. استَكبَر على الله.. لهذا أغوى آدمَ وأزلَّه فأكَلَ من الشجرة.. الشيطانُ يكره الإنسانَ، يُضمِرُ له العداوةَ، يُريدُ له الشَّقاء.. يُريدُ له الذَّهابَ إلى الجَحيم. هَبَط آدمُ على الأرض.. وظَّلَ ساجداً للهِ. كانَ يَشعُرُ بالنَّدِم العميقِ لخطيئته.. تابَ اللهُ عليه.. واجتَباه.. وأصبَحَ آدمُ طاهراً من الخَطيئة.. تَذكّر آدمُ زوجتَهُ حوّاءَ.. آدمُ يُحبّها كثيراً. كانَ سعيداً بها، ولكنْ لا يَدري أينَ هي الآن.. عليه أن يَبحَثَ لَعلّه يَعثَرُ عليها. راحَ آدمُ يَضرِبُ في الأرضِ وَحيداً يَبحَثُ عن زوجتهِ حوّاء. 
جاء أحدُ الملائكة.. أخبَرَهُ أن حوّاء في مكانٍ بعيد من هذه الأرض.. إنها تَنتظرُك.. هي خائفةٌ وتَبحثُ عنك.. قال له: إذا سِرتَ في هذا الاتّجاه فإنك سَتَعثرُ عليها.. شَعَر آدمُ بالأمل.. وانطَلَق يَبحثُ عن حوّاء.. قطَعَ مسافاتٍ شاسعةً وهو يَمشي.. كان يَمشي حافيَ القَدَمين. إذا جاعَ تناولَ شيئاً من النباتاتِ البرّية، وعندما تَغيب الشمسُ ويَغمُر الظلامُ الأرضَ؛ كانَ يَشعْر بالوَحشةِ فينام في مكانٍ مناسب.. وكان يَسمع أصواتَ الحيواناتِ تأتي من بعيد.. سارَ آدمُ أيّاماً ولياليَ.. إلى أن وصَلَ إلى أرضِ « مكّة »؛ في قلبهِ شعورٌ أنه سيجدُ حوّاء في هذا المكان.. ربّما خَلفَ هذا الجبلِ أو ذاك.. كانت حوّاءُ تَنتظر، تَصعَدُ هذا الجبلَ وتنَظُر في الآفاق.. ولكنْ لا شيء.. وتَذهَبُ إلى ذلك الجبلِ وتَصعَدهُ لِتَنظُر.. ذاتَ يومٍ رأت حوّاءُ وهي تَنظُر.. رأت شَبَحاً قادِماً مِن بَعيد.. عَرَفت أنّه آدمُ. إنّه يُشبهها.. هَبَطت حوّاءُ من الجبل.. رَكضَت إليه، كانت تَشعُر بالفَرحةِ والأمل.. آدمُ لَمَحها من بعيد.. أسرَعَ إليها، رَكض باتّجاهِ حوّاءَ. وحوّاءُ هي الأخرى كانت تَركضُ باتّجاه آدم. وفي ظِلال جَبَلٍ يُدعى « عَرَفات » حَدَث اللقاء.. بَكَت حوّاء مِن فَرحَتِها، وبكى آدمُ أيضاً.. ونَظَرا جميعاً إلى السماءِ الصافية.. وشكرا الله سبحانه الذي جَمَع شَمْلَهُما مرّةً أخرى.



 ● العَمَلُ والحياة لم تكن الحياة في الأرض سهلة. إنّها ليست مِثلَ الجنّة.. الأرضُ كوكبٌ يَدورُ في الفضاء.. تَتَغيّر فيه الفصول.. شتاءٌ باردٌ حيثُ تَنهمِرُ الثُّلوجُ فتُغطّي السُّهولَ والجِبال.. وصيفٌ لاهِبٌ حارٌّ.. وخريفٌ تَتَساقطُ فيه الأوراق.. وتُصبِحُ الأشجارُ مِثلَ الأعوادِ الجافّة.. ثمّ يأتي الربيعُ.. فَتبتَهِجُ الأرض، وتَغْدو خَضراء.. ويَتَذكّرُ آدمُ حياةَ الجنّةِ الطيبّة فيَبكي.. يَحِنُّ للعَودةِ إلى الجنّة وإلى الحياة الطيّبة هناك. اختارَ آدمُ وزوجتُه بقُعةً جميلةً من الأرضِ، لِيَعيشا فيها. كانت بعضُ النباتاتِ البرّيّةِ قد نَبَتَت فيها، وأشجارٌ مختلفةُ الشكلِ والثَّمَر.. مَضَت أيامُ السعادةِ في الجنّة.. حَيثُ لا حَرٌّ ولا بَردٌ ولا جُوعٌ ولا تَعَب. 
عليهما الآنَ أن يَكِدّا ويَعمَلا.. عليهما أن يَستَعدّا للشتاءِ القادمِ والرياحِ الباردة.. أن يناما في الغارِ قبلَ أن يَنتَهيا من بناءِ كوخٍ لهما مِن خَشَب الأشجار. كانَ آدمُ يعملُ ويعملُ ويَشْقى.. كانَ يَتصَبّبُ عَرَقاً كلَّ يومٍ وهو يعمل. فحتّى لا يَموتا جُوعاً، علَيهما أن يَزرعا ويَحصِدا ويَطَحنا ويَعجِنا ثُمّ يَخبزا لَهُما رَغيفَين. كانا يَتذكّرانِ أيامَ السعادةِ ويَحنّانِ للعودةِ إلى الجنّةِ قُربَ اللهِ الذي خَلَقَهُما. 
وكانا يَتذكّرانِ خَطيئتَهُما فيَبكيانِ ويَستَغفران. وهكذا مَضَت حياتُهما بينَ العملِ والعبادةِ وبينَ التفكير في مُستقبلِ أولادِهما. وتَمضي الأيامُ تِلْوَ الأيامِ.. وانجَبَت حوّاءُ وَلَداً وبِنتاً.. ثُمّ أنجَبَت وَلَداً وبِنتاً. 
أصبَحَ عددُ سكّانِ الأرضِ من البشرِ سِتّةَ أفراد. فَرِحَ آدمُ وحوّاءُ بأبنائهِما، كانُوا يَكبُرونَ يوماً بعدَ يوم.. أصبحوا شُبّاناً.. قابيلُ وأخوهُ هابيلُ كانا يَذهبانِ مع أبيهما آدمَ يتعلّمانِ منه العملَ؛ حِراثَةَ الأرضِ ورَعيَ الماشية.. أمّا اقليما ولوزا فكانَتا تُساعِدانِ أُمّهُما في أعمالِ المنزل.. الطَّبخِ.. الكَنسِ.. الحِياكة ... الحياةُ تتطلّبُ العملَ والنشاطَ والسعيَ.. وتَمُرّ الأيامُ والأعوام..

 ● قابيل وهابيل نَشأ قابيلُ قاسياً شَرِسَ الأخلاقِ عَنيفَ الطِّباع، بعكسِ هابيلَ الهادئِ الوَديعِ المُسالِم. 
كانَ قابيلُ يُؤذي أخاهُ دائماً.. يُريدُ منه أن يُصبِحَ لَهُ عَبداً يَخدِمهُ من الصباحِ إلى المساء.. يَحرِثُ له الأرضَ، إضافةً إلى عملهِ في رَعيِ الماشية.. حتى يَنصرِفَ هو إلى كَسَلهِ وإمضاءِ وقتِه في اللهوِ واللعبِ. كم ضَرَبَ قابيلُ أخاه!! وكانَ هابيلُ يتَحمّلُ ويَصبِرُ؛ لأنّ قابيلَ أخوه وشقيقُه.. كانَ يَدعو الله أن يَهدي أخاهُ قابيلَ ويُصبِحَ إنساناً طَيّباً. 
كانَ آدمُ يتألّم.. وربّما نَصَحَ ابنَه قابيلَ ألاّ يكونَ شِرِّيراً.. قالَ له مرّةً: ـ كُن طيِّباً يا قابيلُ.. مِثلَ أخيك.. ومرّةً قال له: ـ لا تَكُن شرِّيراً يا قابيلُ.. إن اللهَ لا يُحبّ الأشرار. كانَ قابيلُ لا يَسَمعُ نَصائحَ والدِه.. كانَ يَظُنُّ أنّه أفضلُ من هابيل.. فهو أقوى بكثيرٍ من أخيه.. عَضَلاتُه قوّيةٌ جدّاً، ورأسُه أكبَرُ من رأسِ هابيلَ.. وأطولُ منه قَدّاً.. وكانَ آدمُ يقولُ لابنهِ: ـ 
إنّ التَّقيَّ هو الأفضَل.. أن اللهَ ينظرُ إلى القلوبِ يا قابيل.. الإنسانُ الأفضلُ.. هو الإنسانُ الأتقى. كانَ قابيلُ عَنيداً.. كانَ يَصرُخ: ـ لا.. لا.. لا أنا أفضلُ منه.. أنا الأقوى.. والأضخَم. ذاتَ يومٍ صَفَعَ قابيلُ أخاهُ هابيلَ.. صفَعَهُ بقَسوةٍ. لَمَ يَفعَلْ هابيلُ شيئاً. كانَ يتَحمّلُ أخاه.. هابيلُ قلبُه طيّبٌ يُحبّ أخاه.. يَعرِفُ أنّه جاهل.. هابيلُ يخافُ الله.. لا يُريد أن يكونَ شرِّيراً مِثلَ أخيه. 
أرادَ الأبُ أن يَضَعَ حدّاً لشرورِ قابيل.. أرادَ أن يُفهِمَهُ أن اللهَ يُحبّ الطيِّبين.. إنّ الله لا يُحبّ الاشرار، قال لهما: 
ـ لِيُقدّمْ كلٌّ مِنكُما قُرباناً إلى الله.. فمَن يَتقَبَّلُ اللهُ قُربانَهُ فهو الأفضَل.. لأنّ الله يَتقبّلُ مِن المتَّقين. إنطلَقَ قابيلُ إلى حُقولِ القَمح.. جَمَعَ كُوماً مِن السَّنابِلِ كانت ما تَزال طَريّةً لَم تَنضجْ بَعد.. ومضى هابيلُ إلى قَطيعِ الماشية.. فاختارَ كَبشاً سليماً مِن كلِّ عَيب.. اختارَ كبشاً جميلاً وسَميناً.. لأنّه سيُهديهِ إلى الربّ.. قالَ آدمُ لابنَيه: ـ إذهَبا إلى هذهِ التِّلال.. وَضَعَ قابيلُ كومَ القمحِ تحتَ إبطهِ، ومضى إلى التِّلال. وراحَ هابيلُ يَسُوقَ كَبشَهُ الجميلَ إلى هناك.. تَرَكَ هابيلُ كبشَهُ فوقَ التلّ، وألقى قابيلُ كومَ القمحِ قريباً منه.. سَجَدَ هابيلُ لله.. بكى خشيةً منه.. نَظَرَ إلى السماءِ الصافيةِ ودعا اللهَ أن يَتقبّلَ قُربانَه. 
أمّا قابيلُ فكانَ عَصبيّاً جدّاً.. يَنظُر هنا وهناك كأنّهُ يَبحَث.. كانَ يُريدُ أن يَرى الله.. تُرى ماذا سيكون شَكلُه ؟!

مَضَت ساعاتٌ طويلة.. لم يَحدُثْ شيء.. هابيلُ جالسٌ بِوَداعةٍ يَنظُر إلى السماءِ وقد ظَهَرَت بعضُ الغُيوم.. امتَلأت السماءُ بالسُّحُب.. سَكَنَ الهواء. كان هابيلُ يَدعو اللهَ.. وكانَ قابيلُ يُمسِكُ بصَخرةٍ ويَقذِفُها بعصبيّةٍ فتَتَكسّرُ فوقَ الصُّخور.. كانَ عَصبيّاً لا يَدري ماذا يفعل.. فجأةً لَمَعَ البَرقُ في السماء.. ودَوّى الرَّعدُ.. شَعَرَ قابيلُ بالخَوف.. أمّا هابيلُ فكانَ يَدعو الله. انهَمَرَ المطرُ.. غَسَلَ وجهَ هابيلَ.. غَسَلَ دُموعَهُ.. اختَبأ قابيلُ تحتَ سِنّ صَخريّ.. لَمَع البرقُ مرّةً أخرى وأخرى.. فجأةً انقَضَّتْ صاعقةٌ كالأعصار.. أصابَت الكَبشَ وحَمَلَتُه بعيداً. ابتهَجَ قلبُ هابيل.. بكى فَرَحاً.. لقد تُقبِّل قُربانُه.. إنّ الله يُحِبُّ هابيلَ لأنّ هابيلَ يُحِبُّ الله.. أمّا قابيلُ فقد امتلأ قلبُه بالحِقِد والحَسَدِ.. لم يَتَحمّلْ مَنظرَ كومِ القمحِ وقد بَعثَرتهُ الرِّيحُ.. أمسَكَ بحجرٍ صَخريٍّ وصَرَخَ بأخيه: ـ لأقتُلَنَّك..! قالَ هابيلُ بهدوء: ـ 
يا قابيلُ يا أخي.. إنّما يَتقَبّلُ اللهُ مِن المتَّقين. 
صَرَخَ قابيلُ مرّةً أخرى وهو يُلوِّحُ بِقَبضَتهِ: ـ 
سأقتُلُك.. إنّني أكرَهُك! شَعَر هابيلُ بالحزنِ.. لماذا يَكرَههُ أخوه ؟! ماذا فَعلَ لكي يَحقِدَ عليه ؟! 
قالَ بمرارةٍ وألم: ـ لَئن بَسَطتَ إلَيّ يَدَكَ لَتقتُلَني ما أنا بِباسِطٍ يَديَ إليكَ لأِقتُلَك.. إنّي أخافُ اللهَ ربَّ العالَمين.. انتَ تَظلِمُني يا قابيلُ.. وإذا ما قَتَلتَني فسوفَ يكونُ مَصيرُك النارَ. قابيلُ يُفكّرُ بطريقةٍ وحشيّة.. فما دام هو الأقوى فمِن حقِّه أن يُسيطرَ على أخيه.. أن يَستَعبِدَه.. أن يُسَخِّرَهُ كما يُسخِّرُ الحيواناتِ الأُخرى.. انصَرَفَ هابيلُ إلى عَمَلِه يَرعى ماشِيَتَه.. نَسِيَ تهديداتِ أخيه.. كانَ يَرعى الماشيةَ في التِّلالِ والوِديانِ الخضراءِ الفَسيحةِ، يَتأمّلُ ما حوله بِحُبّ.. يملأ الإيمانُ قلبَه بالسلام.. ينظرُ إلى خِرافهِ وهي تَرعى في المُروج.. كلُّ شيء هادئ.. منَظرُ الشمسِ في الأصيلِ جميلٌ.. الأُفقُ الازرقُ الصافي.. وخَريرُ الجَدولِ وهو يَجري في الوادي الفَسيح.. والطيورُ البيضاءُ وهي تُحلّقُ في الفضاء الأزرق.. كلُّ شيءٍ جميل.. ومَحبوب..وهناك خَلفَ التِّلال كانَ قابيلُ يُسرِع نحوَ أرضِه.. كان عصبيّاً، وزادَ مِن عصبيّتهِ أنه كانَ جائعاً.. رأى مِن بعيدٍ أرنباً فركضَ فطارَدَه.. قَذَفهُ بحجرٍ، تَعثّرَ الأرنبُ.. انكسَرَت رِجلُه.. لَم يَعُد قادراً على الفِرارِ والنَّجاة.. أمسكَ قابيلُ به.. قَتَلَهُ.. وأكَلَه.. رمى بالباقي فوقَ الأرض.. هَبَطَت بعضُ النُّسورِ وراحَت تَتناولُ من الفَريسةِ.. قابيلُ فكّر في نفسِه.. لو كان ضَعيفاً.. لأكَلَتهُ النُّسور.. لماذا لا تأكُلني هذه الطيورُ المُخيفة.. لأنني قويّ.. القويُّ هو الذي يَستحقُّ الحياة.. وعلى الضُّعفاءِ أن يموتوا!

مرّةً أخرى فكّر قابيل بطريقةٍ وحشيّة.. إنّه لا يَعرِفُ الحقَّ والباطلَ، أن يكون الإنسان طيّباً أفضلُ من أن يكون شرّيراً. مرّة أخرى شَعَر بالحِقِد والحَسَدِ لأخيه.. تركَ أرضَهُ وحُقولَهُ ومضى نحو التِّلال.. راحَ ينظُر إلى أخيه هابيلَ في السُّفوحِ الخضراء.. والماشيةُ ترعى بسلام.. كانَ هابيلُ مُستَلقياً فوقَ العُشبِ الأخضر.. ربّما كانَ نائماً.. هكذا خَطَر في بالِ قابيلَ. اشتَعَل الحِقدُ في نفسِه أكثَر.. اشتَعلَ الغَدرُ في قلبِه.. انحنى ليَلتَقِط حَجَراً مُسَنَّناً. ربّما فَكَّر أنّها فرصةٌ لِقَتلِ هابيل.. لِلتخلّصِ من أخيهِ إلى الأبد.
انحدَرَ قابيلُ من التلّ.. اقتَربَ من أخيه.. كانَ حَذِرا جدّاً مثلَ نَمرٍ شَرِس.. عَيناهُ تَبرقانِ بالجَريمةِ والغَدر.. كانَ هابيلُ غافياً.. شَعَر بالتّعبِ من كثرةِ ما دار في المراعي.. لهذا وَضَع رأسَه على صخرةٍ مَلساء وتَمدّدَ فوقَ العشُب ونام.. في وجههِ ابتسامةٌ وأمل.. كانَ نومُه هادئاً؛ لأنه يعرفُ أن هذا الوادي لا تَرتادُه الذِّئابُ ولا الخنازير، لهذا تَرَك ماشيتَه ترعى بسلام. لم يَخطرْ في بالهِ أنّ هُناك مَخلوقاً آخرَ أكثرَ فَتْكاً من الذئاب.. قابيلُ شقيقُه الوحيدُ في هذه الدنيا الواسعة! أصبحَ قابيلُ قريباً منه.. وَقَع ظِلَّهُ على وجهِ أخيهِ النائم.. فَتَحَ هابيلُ عَينَيهِ، ابتسَمَ لأخيه.. ولكنّ قابيلَ كانَ قد تَحوّل إلى وحش.. أصبَح مِثلَ الذئبِ، بل أكثرَ قَسوَة.. انقَضَّ على أخيه بالحَجَرِ وضَرَب جَبهتَه.. سالَت الدماءُ على عينَي هابيل.. فَقَدَ وَعيَه.. وكانَ قابيلُ يُواصِلُ الضَّرب.. إلى أن سَكَنَت حركةُ هابيلَ تماماً. لَم يَعُد هابيلُ يتحرّك.. لَم يَعُد يَفتَحُ عَينَيه الواسعتين.. لم يَعُد يتَحدّث ولا يَبتسم.. إنه لا يَستطيعُ العَودةَ إلى كوخِه.. بَقِيَت ماشيتُه دونَ راعٍ.. سَتَتيه في هذه التلالِ والوِديانِ.. سَتفترسُها الذئاب.. كانَ قابيلُ يَنظرُ إلى أخيه.. وكانَت الدِّماءُ ما تزالُ تَنزِفُ من جبهِته. تَوقّفَ نَزفُ الدم.. ظَهَرت في السماء نُسورٌ راحت تَحُوم..
حارَ قابيلُ ماذا يَفعل ؟..
حَمَلَ جَسدَ أخيهِ وراحَ يَمشي.. لا يَدري أين يَذهَبُ بهِ، كيف يُبعِده عن هذه النُّسورِ الجائعة ؟!
شَعَر بالتَّعب.. الشمسُ تَجنَحُ نحوَ الغُروب.. وضَعَ جسدَ أخيه فوق الأرض.. وجلسَ ليستريح.. فجأةً حَطّ غُرابٌ بالقربِ منه.. كانَ يَنعَبُ بشدّةٍ يصيحُ: غاق.. غاق.. غاق.. ربّما كان يقول له: ماذا فَعَلتَ بأخيكَ يا قابيل ؟! لماذا قَتَلتَ أخاك يا قابيل ؟! راحَ قابيلُ يُراقبُ حركاتِ الغُراب.. الغُرابُ كانَ يَبحثُ في الأرض.. يَنبشُ التراب.. صَنَع فيها حفرةً صغيرة.. التقَطَ بمنقارهِ ثمرةً من الثمارِ الجافّة وألقاها في الحفرة.. راحَ يُهيلُ عليها التراب.. شَعَر قابيلُ بأنه اكتَشَف شيئاً مهمّاً.. عرَفَ كيف يُواري أخاه.. يَحفَظُه من النُّسور والذئاب.. أمسكَ بعظمٍ ربّما كان فَكَّ حمارٍ ميّتٍ أو حصانٍ أو حيوانٍ آخر. راحَ يَحفرُ في الأرض.. كانَ يَتصبّبُ عَرَقاً، صَنَع حُفرةً مناسبة.. لا يُمكنُ للنسورِ ولا للحيوانات أن تَنبشَها.
حَملَ جسدَ أخيه ووضعَهُ في الحفرةِ، وراح يُهيلُ عليه التراب.. بكى قابيلُ كثيراً.. بكى لأنّه قتَلَ أخاه.. وبكى لأنه كان عاجزاً عن فعلِ شيء.. الغرابُ هو الذي علّمه كيف يُواري سَوْءةَ أخيه.. إنّه مخلوقٌ جاهلٌ لا يعرفُ شيئاً.. يتعلّمُ من الغُراب! نَظَر قابيلُ إلى كفَّيه، نفَضَ منهما التراب. ماذا فعلتَ بنفسكَ يا قابيل ؟!
كيف طَوَّعَت لكَ نفسُك قَتْلَ أخيك.. ماذا كَسَبت ؟!
ماذا حَصَدتَ من عملِك سوى النَّدم والألم ؟!
غابت الشمس.. خَيَّم المساء.. وملأ الظلامُ الوادي، وعاد قابيلُ إلى كوخه.. مِن بعيدٍ وقبل أن يَصِل إلى الكوخِ رأى ناراً.. ناراً متأجّجة.. خافَ قابيلُ.. أصبحَ يخشى النار.. النارَ التي أخذَتْ قُربانَ أخيه ورَفَضَت قُربانَه.. أراد أن يَفِرّ.. ولكن إلى أين ؟
رأى أباهُ آدمَ ينتظرُ.. كانَ ينَتظرُ عودةَ ابنَيه.. عادَ قابيلُ وحيداً.. شَعَر آدم بالحُزنِ والقلقِ.. سألَ ابنَه: ـ أينَ أخوك يا قابيل ؟
قال قابيلُ بعصبيّة: ـ وهل أرسلتَني راعياً لابنِك ؟!
أدرك الأبُ أن شيئاً ما قد حَصَل. قالَ لقابيل: ـ أين فَقَدتَه ؟
قالَ قابيلُ: ـ هناكَ في تلك التلال.
قال الأب: ـ خُذْني إلى ذلك المكان.
قابيلُ أشار إلى المكان.. وراحَ يَمشي وأبوه يمشي وراءه.. سَمِعا من بعيدٍ ثُغاءَ الأغنامِ والماعزِ، ورأى آدمُ الماشيةَ مُبعثرَةً في الوادي.. صاح: ـ هابيل.. أين أنتَ يا هابيل ؟!
لكنّ أحداً لم يُجِب.. تَحت ضوء القمرِ رأى آدمُ شيئاً يَلمَعُ فوقَ الصخور.. فوقَ الأرض.. شمَّ رائحةً غريبة.. أدرك آدمُ كلَّ شيء.. عرفَ أن قابيلَ قد قَتلَ أخاه، هتَفَ بغضب: ـ اللعنةُ عليك يا قابيل.. لماذا قتلتَ أخاك ؟!
لم يَخلُقْكَ اللهُ لِتُفسِدَ في الأرضِ وتَسفِكَ الدماء.. اللعنةُ عليك.. فَرّ قابيلُ.. تاهَ في الأرض.. راحَ يَعدو مثلَ المجنون.. ينامُ في المَغارات، يَركَعُ للنار.. يَسجُد لها. أصبَحَ يخافُ منها.. أصبَحَت حياتُه عذاباً وندماً.
وعادَ آدمُ إلى الكوخ حزيناً يبكي من أجل ابنهِ هابيل.. هابيل الطيّب التقيّ.. هابيل المظلوم.. بكى آدمُ أربعينَ يوماً.. وبَكَت حوّاءُ من أجل وَلَدَيها.. وأوحى الله إلى آدم أنه سَيَرزقُه وَلداً آخر.. ولداً طيّباً مثل هابيل.. ومَضَت تسعةُ أشهر.. وأنجَبَت حوّاءُ ولداً جَميلاً وجهُه يُضيء كالقمر.. فَرِحَ آدمُ.. ملأت البهجةُ قلبَه.. لقد عَوّضه الله عن هابيلَ بولدٍ مثلِه.. سبعةُ أيام وآدمُ يفكّر في اسمٍ لولده.. وفي اليومِ السابع قال لزوجته: ـ نُسمّيه شيث.. هبةَ الله.. لأن الله قد أهداه لنا.. وتمضي الأيامُ والأعوام.. وكَبُر شيث، وأصبحَ آدمُ شيخاً كبيراً.. وأصبحت حوّاء إمرأةً عجوزاً.. وكان آدمُ راضياً.. لقد كَبرَ ابناؤه وأصبح له أحفادٌ وذرّية.. يَعملونَ ويَزرعونَ.. ويَبنونَ.. ويَعبُدونَ الله.. وهناك في مكانٍ ما يعيشُ قابيل.. هو الآخَرُ أصبحَ له ذرّيةٌ في الأرض.
 وذاتَ يومٍ قال آدمُ لولده شيث: ـ أشتَهي عِنَباً يا ولدي.. نَهضَ شيث وانطلَقَ إلى البساتينِ الواسعةِ حيث تَنبُتُ الكُروم.. اقتَطَفَ بعضَ العناقيدِ الناضجةِ وعادَ إلى أبيه.. ولكنّ آدمَ قد تُوفّي.. عادَ إلى الجنّة.. بعد أن عاشَ في الأرض ألفَ سنة..

 بسم الله الرحمن الرحيم 
 واتلُ عليهم نبأ ابنَي آدمَ بالحقِّ إذْ قرّبا قُربانا فُتُقِبّلَ مِن أحدِهما ولم يُتَقبَّل مِنَ الآخرِ قالَ لأقتُلنّك قال إنّما يتقبّلُ اللهُ مِن المتّقينِ 
* لئن بسطتَ إليّ يدَك لِتقتلَني ما أنا بباسطٍ يديَ إليكَ لأقتلَك إنّي أخافُ اللهَ ربَّ العالمين 
* إنّي أُريدُ أن تبوءَ بإثمي وإثمِك فتكونَ مِن أصحابِ النّارِ وذلك جزاءُ الظّالمين 
* فطوّعَتْ له نفسُه قَتْلَ أخيه فقتَلَه فأصبحَ مِن الخاسرين 
* فبعَثَ اللهُ غُراباً يَبحثُ في الأرضِ لِيُريَه كيف يُواري سَوءةَ أخيه قال يا وَيلتى أعَجَزْتُ أن أكونَ مِثْلَ هذا الغرابِ فأُواريَ سَوءةَ أخي فأصبحَ من النّادمين (2). 

 بسم الله الرحمن الرحيم
 وإذْ قالَ ربُّك للملائكةِ إنّي جاعلٌ في الأرضِ خليفةً قالوا أتجعَلُ فيها مَن يُفسِدُ فيها ويَسفِكُ الدّماءَ ونحنُ نُسبِّحُ بحمدِكَ ونُقدّسُ لكَ قالَ إنّي أعلَمُ ما لا تَعلمون 
* وعلّم آدمَ الأسماءَ كلَّها ثمّ عَرَضَهُم على الملائكةِ فقالَ أنبِئوني بأسماءِ هؤلاءِ إن كُنتُم صادِقين 
* قالوا سبحانَك لا عِلمَ لنا إلاّ ما عَلّمتَنا إنكَ أنتَ العليمُ الحكيمُ 
* قالَ يا آدمُ أنْبِئهُمْ بأسمائِهِم فلمّا أنبأهُم بأسمائِهم قالَ ألَمْ أقُلْ لَكُم إنّي أعلَمُ غَيبَ السّماواتِ والأرضِ وأعلَمُ ما تُبْدُونَ وما كُنتم تَكتُمونَ * وإذْ قُلنا للملائكةِ اسجُدوا لآدمَ فَسَجدوا إلاّ إبليسَ أبى واستَكبَر وكانَ مِن الكافرين 
* وقُلنا يا آدمُ اسكُنْ أنتَ وزَوجُكَ الجنّةَ وكُلا مِنها رَغَداً حَيثُ شِئتُما ولا تَقْرَبا هذهِ الشّجرةَ فتَكونا مِن الظّالمينَ 
* فأزَلَّهُما الشّيطانُ عنها فأخرَجَهُما مِمّا كانا فيهِ وقُلنا اهبِطوا بعَضُكُم لبعضٍ عَدُوٌّ ولَكُم في الأرضِ مُستَقَرٌّ ومَتاعٌ إلى حِينِ 
* فَتَلقّى آدمُ مِن ربِّه كلماتٍ فتابَ عليهِ إنّه هُوَ التَّوّابُ الرّحيمُ 
* قُلنا اهبِطوا مِنها جَميعاً فإمّا يأتينّكُم مِنّي هُدىً فمَن تَبِعَ هُدايَ فلا خَوفٌ عَلَيهِم ولا هُم يَحزَنُون (3).


▬▬▬▬▬▬▬ ●●●ஜ۩۞۩ஜ●●● ▬▬▬▬▬▬▬▬




؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



الأربعاء، 25 مايو 2016

الشيعة وداعش أسباب الحرب على الفلوجة العراقية.



الشيعة وداعش حليفان وشريكان، 
يتقاسمان لحمنا العربي، برعاية أميركية، وتواطؤ أممي


قال الكاتب الصحفي وائل قنديل، إن العرب وقفت تحت الحصار الشعوبي المليشياوي الطائفي، بمدينة الفلوجة، متفرّجين، مذكرا بما حدث في فالوجة فلسطين، قبل 68 عاماً، حينما كانت العروبة، أرضاً وشعباً، تحت حصار العصابات الصهيونية، المدجّجة بالأسطورة الدينية والحلم الاستعماري العتيق، و كان العرب أيضا بين متواطئ بالصمت والعجز وتغييب الكفاءة ومتورطٍ في المشروع الجديد لتقسيم الأراضي العربية.


وأضاف قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الأربعاء، أن الأحدث تتشابه من "عراق المنشية" في فالوجة فلسطين إلى "عراق الفلوجة"، وإن اختلف الفاعل الرئيسي أو الوجوه، غير أن الممارسات تكاد تتطابق، فما فعلته عصابات المستعمرين الصهاينة بأصحاب الأرض والحق، العرب الفلسطينيين، في العام 1948، لا يختلف كثيراً عما تقوم به مليشيات الحشد الطائفي "الشيعية"، في أهل المدينة الصامدة الباسلة، العرب العراقيين، فالدافع في الحالتين واحد، وكذلك، وبالضرورة، المنهج واحد: استئصال السكان الأصليين، وتغيير الطبيعة الديموغرافية للمكان، والعبث بالتاريخ والجغرافيا، معاً. وأشار إلى نكبة فالوجة فلسطين 1948، حينما أعلن ديفيد بن غوريون قيام (دولة إسرائيل) على شطر من أرض فلسطين العربية، وشكّل حكومةً مؤقتة لها. وسارعت الولايات المتحدة الأميركية إلى الاعتراف بها، وتلاها الاتحاد السوفييتي، ثم توالت بقية الاعترافات من الدول الأخرى المؤيدة للصهيونية، فيما كان العرب يتظاهرون أمام شعوبهم بالتصدّي لقرار تقسيم فلسطين، ويسيّرون الجيوش للقتال، ويمدّون المقاومين بالسلاح، حتى انتهى الأمر بجمال عبد الناصر واقعاً في أسر العصابات الصهيونية.


وتابع: "هذه المرة، يقف قاسم سليماني، قائد الحرس الفارسي، ليستعرض غطرسته على حدود المدينة العراقية، ويتفقد جنود الطائفة والعرق، ويشحذ طاقات الإبادة والمحو، حتى آخر عربي مقاوم في مدينة المساجد، بينما لا عرب يجرؤون على التظاهر أمام شعوبهم بالعمل على التصدّي للهجمة الطائفية المدعومة إيرانياً، لابتلاع عروبة الفلوجة العراقية".
وأكد قنديل أن الشيعة وداعش حليفان وشريكان، يتقاسمان لحمنا العربي، برعاية أميركية، وتواطؤ أممي، موضحا أنهم جاؤوا ا للانتقام من تلك المدينة التي استعصت على الغزاة العابرين إلى شرفنا العربي المستباح من البوابة الإيرانية، الفارسية و واشنطن وتل أبيب، لتأديب المدينة التي بقيت ترفع أعلام العراق العربي القديم، لا العراق الشرق أوسطي الجديد.
 وتابع: "داعش" هنا هي الشجرة التي تخفي وراءها الغابة الكثيفة، أو الغاية الأهم، وهي الإجهاز على آخر ما تبقى نابضاً بمقاومة المشروع الإيراني، في العراق، بتكرارٍ سخيفٍ ومملٍّ للعبة الوضيعة التي تدور فصولها في سورية. وفي الحالين، هم الذين زرعوا شجرة "داعش" ورعوها ورووها، حتى ارتفعت وتغوّلت، وبدت، في عيون المخدوعين، هدفاً ثميناً للحطابين والصيادين، لكن الواقع يقول إنها ليست أكثر من أداة للصيد ووسيلة للقنص، والانقضاض على الهدف المطلوب".











تلمـــود 30 يونيــو مؤامرة على مصر.اسمها " السيسي" فيديو



تلمـــود 30 يونيــو 
 .. بالفعل، هناك مؤامرة شريرة .. 
هذه المؤامرة اسمها "عبد الفتاح السيسي" ونظامه.



بالفعل، تتعرّض مصر لمؤامرة كونية، تشارك فيها قوى دولية وإقليمية، وأطراف محلية. ولا يستطيع أحد أن ينكر أن "أهل" الشرّ متربصون بها، يضمرون لها النيات الشريرة، والرغبات المسعورة في نهشها وافتراسها. لم يكذب الجنرال البائس وهو يردد، غير مرة، قصة "أهل الشر" الذين لا يريدون لمصر أن تتعافى وتتحرك وتنطلق.
هو صادقٌ في مخاوفه وتحذيراته، المبنية على واقعٍ لا تخطئه عين متابع منصف، لأن المؤامرة واضحة وثابتة، وتجلياتها ماثلة للعيان. المؤامرة كانت حاضرةً في ملف مياه النيل وسد النهضة، تقودها أطراف شتى، بذلت جهداً خرافياً لتعطيش مصر وتركيعها، وإصابة نيلها العفي بالشحوب والهزال، حتى يكاد لا يستطيع الركض في مجراه، متسلقاً خارطة مصر من الجنوب إلى شمال الدلتا.
المؤامرة متحققة في مأساة سيناء، الأرض والشعب، والتي تتمدّد على المائدة، ذبيحة مشوية، على نار الحرب على الإرهاب، بعد أن عصف بها الجنون من الجهتين، تنظيم الدولة، ودولة التنظيم، في ظل حفاوةٍ صهيونيةٍ بالحريق، ورعايةٍ كاملة له، بتنا نسمع ونقرأ معها عن أهوال جحيم التهجير القسري، والقتل بالجملة والمفرد، بقصف الطائرات، وتوحش الجرافات والمدرعات.
المؤامرة واضحة في كارثة "تصحير" مستقبل مصر الاجتماعي، من خلال عمليات "ترانسفير" لا تتوقف، تقذف بثروة مصر الشبابية والعلمية، إلى عتمة الزنازين، وظلام القبور. أيهما أقرب وأسرع، كما جرى في ما عرفت بقضية "حرق ترام النزهة"، والتي نال فيها واحدٌ من علماء الطب الأفذاذ عقوبتين، السجن والقتل بالإهمال الطبي، ثم بعد استشهاده بعامين، تأتي محكمة النقض، وتصدر حكمها ببراءته، وجميع المتهمين في القضية، من دون أن يهتز للعدالة رمش، أو يستشعر القضاء الخجل من استخدامه على هذا النحو المشين، من مؤسسة الأمن والنظام السياسي. المؤامرة ثابتة بالأفعال والأقوال، في موضوع الاحتلال الصهيوني الكامل لرأس النظام ومصادرة قراره السياسي، وحركته الدبلوماسية، حتى وصلنا إلى حالة أنه لو امتنعت إسرائيل عن التصويت على قرار أممي لمصلحة إسرائيل سوف تناضل "قاهرة السيسي" لإقناع الجميع بالتصويت لصالح "تل أبيب".
المؤامرة أكثر وضوحاً مع انتشار أعضاء تنظيم "الخبراء الاستراتيجيين" في الصحف والفضائيات، يفترسون ما تبقى من سلامة مصر العقلية واتزانها النفسي، مقدمين وجهاً مجنوناً مخيفاً لها، في كل محنةٍ تتعرّض لها، من كوارث الطيران، إلى فواجع الاكتشافات والاختراعات العلمية، حتى بدا الوطن وكأنه غابة مزروعة بأشجار الجنون والدجل والخرافة. المؤامرة على مصر تتجلى في اجتثاث كل أشجار الكفاءة، وإعدام كل بذور التفوق والنبوغ، من أجل التوسع في محاصيل الرداءة والبلادة، وغرس ثقافة قلة القيمة، ورفع شعار "الطاعة قبل النجاعة" ومطاردة كل من تسوّل له نفسه ارتكاب خطيئة الفهم والمناقشة والاختلاف والتمرّد على نصوص "تلمود 30 يونيو"، واعتبار كل انتقاد خيانة للوطن، أو على الأقل شماتة فيه. نعم هي مؤامرة على مصر.. وهل هناك أكثر تآمراً على مصر من أن يعبر نظامها السياسي عن ارتياحه بأن ترجح كفة احتمالات العمل الإرهابي في إسقاط طائرة الشركة المصرية؟ هل قابلت حكومة تكرّس وقتها كله لكي تثبت للعالم أنها حكومة دولة غير آمنة، يضربها الإرهاب جواً وبحراً وأرضاً، فتقول هل من مزيد، لمواصلة لعبة الابتزاز، وكأنها تحذّر سكان العالم من زيارتها، وتكتب شهادة وفاة رسمية للنشاط السياحي بها؟.
ضع نفسك مكان أي شخصٍ يفكر في المجيء إلى مصر سائحاً، فيقرأ على لسان مسؤوليها أن منظومتها الأمنية تحولت إلى "ملطشة للإرهاب"، يضربها في أي وقت يشاء، هل ستتخذ قرارك بالحضور؟ لم يكذب السيسي وحواريوه، حين صرخوا "إنها مؤامرة"، لأنه، ولأنهم، التجسيد الكامل لمشروع المؤامرة على مصر، وكما قلت سابقاً، أنت بصدد نظام هو حصيلة كل نوازع ورغبات التربص الشرير، بما أنتجته ثورة المصريين في يناير/ كانون ثاني 2011، هو عصارة مؤامرات كل الأطراف الكارهة لتغيير ديمقراطي في مصر، يحرّر قرارها السياسي من الإملاءات والرغبات الإسرائيلية، والضغوط القادمة من دولٍ، أخذت على عاتقها، منذ اليوم الأول للربيع العربي، أن تجهضه. منذ البداية، يدرك أصحاب العقل أن انقلاب عبد الفتاح السيسي على الحكم الديمقراطي المنتخب في مصر هو الابن السفاح لمؤامرة إقليمية ودولية، وأظن أن كل التحركات الداخلية والخارجية لحواضن الانقلاب الدولية والإقليمية، لتحقيق الغاية الشريرة لا تزال مدوّنة ومحفوظة في ذاكرة "غوغل".
 بالفعل، هناك مؤامرة شريرة .. هذه المؤامرة اسمها "عبد الفتاح السيسي" ونظامه.



الاثنين، 23 مايو 2016

السيسي يعلنها صراحة ..إنه في مهمة لتخريب مصر.



السبسى أنا في مهمة لتخريب مصر 
وإفقار شعبها وقتل شبابها وتدمير مستقبلها 
.. على المدى البعيـد ..



بكل وضوح وبمنتهى البساطة ، وعلى بلاطة نحن أمام واقع يقرأه الأعمى ولا ينكره سوى مجنون أو مشارك في صنعه أو منتفع منه، واقع يؤكد أمرا واحدا لا جدال فيه وهو أن السيسي في مهمة لتخريب مصر والقضاء عليها ، بل وإنهاء أي أمل في إصلاحها مستقبلا، كل يوم يمر على السيسي في الحكم يعني سنوات قادمة سيقضيها أبنائنا واحفادنا في محاولة إصلاح ما خربه السيسي ونظامه في البلاد ، لن أتحدث اليوم عن السيسي ابن حارة اليهود وعلاقته المشبوهة بإسرائيل .. والتي قتلت بحثا وكلاما منذ 2013 وإلى الآن وقدمت عليها انا وغيري عشرات الأدلة الدامغة على وجود علاقة مريبة تصل بالسيسي إلى هذا الغزل الغير عفيف له بحق الكيان الصهيوني وقادته ودعوته لإقامة سلام دافيء معهم ، وصولا إلى حد تنصيبه بطلا قوميا ليهود العالم (وهو ما لم يحدث من قبل في التاريخ مع شخصية من المفترض أنها مصرية وعربية فضلا عن كونها مسلمة وكانت تقود جيش مصر وقتها) ..
ولن أتحدث اليوم عن مجازر السيسي ومذابحه التي لم يفعلها احد قبله في تاريخ مصر ولا حتى الإحتلال البريطاني والفرنسي ، ولن أتحدث عن القمع الذي وصفته منظمات حقوقية بأنه يفوق بأضعاف مضاعفة ما شهدته مصر في عهد مبارك ، ولن اتحدث حتى عن حربه على الدين الإسلامي الذي وصلت به إلى اتهامه لمسلمي العالم المليار ونصف أنهم سبب الإرهاب ، وهو ما لم يجرؤ على قوله "جورج بوش" صاحب تصريح الحرب الصليبية على بلاد الإسلام .
 ولن أتحدث عن ثورته الدينية التي أغلقت المساجد لأول مرة في مصر ومنعت الاعتكاف في شهر رمضان إلا بشروط مجحفه ووضعت غرامات على من يدعون للصلاة على الرسول (صلى الله عليه وسلم) في الملصقات ، وهي أمور لم يكن ليفعلها حتى الاحتلال الإسرائيلي نفسه لو كان تمكن من مصر، لن أتحدث عن كل هذا ، فقد قررت اليوم أن اتحدث فقط عن واقع مخيف ومرعب ، يراه مؤيدو السيسي قبل معارضيه، واقع يصرخ بقوة لكل من لديه ذرة عقل :
 السيسي في مهمة لتخريب مصر، لا يهمني هنا أن أعرف لصالح من يعمل السيسي ، لإسرائيل أم لأهل المريخ والكواكب المحيطة ، أو حتى لصالح نفسه ومزاجه ، رغبة منه مثلا في الانتقام من المصريين لتاريخ خاص به لا نعلمه، ففي النهاية سواء كان السيسي وطنيا مخلصا او يعمل لحساب الصهاينة فتخريبه للبلاد لن تستفد منه دولة في العالم كما ستستفد منه إسرائيل، وسواء كان يهوديا (كما قال كيفين باريت المحلل العسكري الأمريكي في مجلة فيترانس العسكرية) أو مسلما أفضل مني ومن كل شيوخ الدنيا ،تبقى حربه على الإسلام واقعا لا شك فيه، وما يهمني الآن هو الواقع وليس الأسباب والتحليلات ، الواقع الذي تكشف عنه تقارير واخبار حكومية نشرتها الصحف الموالية للسيسي ولنظامه ، فالإجراءات الإقتصادية القاسية برفع الدعم وزيادة الضرائب على كاهل المواطن، ثم انهيار سعر الجنيه وفقدانه ما يقرب من نصف قيمته في 3 سنوات ،ثم ما تبعه من زيادات مهولة في الأسعار ، مع الإحجام عن أي إصلاحات تذكر أو تطبيق للحد الأدنى والأعلى للأجور ،مما تسبب في زيادة معدلات الفقر والبطالة، مع تخبط حكومي وكوارث تسببت في إنهيار قطاع السياحة (بدء من ضرب السياح المكسيكيين بالأباتشي إلى قتل ريجيني إلى سقوط الطائرة الروسية) إلى مشاريع أثبتت فشلها كمشروع تفريعة قناة السويس الجديدة ، والتي تسببت في ازمة حادة في العملات الأجنبية ،ثم إنهيار في إيرادات القناة لأول مرة وإستدانتها ،وما تبع ذلك من انهيار شبه تام لإقتصاد مصر أعقبه بيع لمقدراتها والتنازل عن أرضها ،ثم إحراق مبانيها وأحيائها وثرواتها بل والتغطية على ذلك كله بإحراق وثائقها وصكوك ملكيتها وتاريخها ،بحريق غرفة تخطيط القاهرة ، التي أثبتت التحقيقات انها بفعل فاعل ،ولم تكشف لنا حتى الآن من هو الفاعل؟! ..
كل هذا واقع يعترف به الجميع، ولا أدل على تعمد السيسي تدمير مصر من مسارعته في تغيير خريطتها الجغرافية، وتوقيع وثائق إعادة ترسيم الحدود ، وبعيدا عن التخوين أواتهامه بالعمالة لدول معادية، يبدو الفعل غريبا وغير منطقي .. فالسيسي يتعامل مع مصر _أول دولة في التاريخ- وكأنها جزيرة في المحيط الهادي تم اكتشافها حديثا ، وشغال اتفاقيات إعادة ترسيم حدود ، مرة حدودنا الشرقية مع السعودية ليتنازل بموجبها عن جزيرتين لم تطالب بهم السعودية، بل وتقر مناهجها الدراسية على كونهما يتبعان مصر (وارجعوا لكتب الدراسات الإجتماعية في المدارس السعودية) ثم إعادة ترسيم للحدود البحرية مع اليونان ليتنازل بموجبها عن حقول نفطية من حق مصر في البحر المتوسط ، بدعوى أن الراجل حقاني وبيرجع الحقوق لاصحابها حتى من غير ما يطلبوها ، وهنا .. نحن أمام أمرين لا ثالث لهم إما نشكك في نوايا السيسي أو نشكك في قدراته العقلية، وحينما يتنازل السيسي بمحض إرادته عن حصة مصر في مياه النيل ويوقع لأثيوبيا على اتفاقية يقر بموجبها بناء سد النهضة الكارثي ، ويتعمد فيها إغفال أي ذكر لحصتنا التاريخية في مياه النيل ، ثم يؤكد الواقع و الأخبار الحكومية على انخفاض كبير بمستوى مياهه ،أدت لجفاف في بعض المناطق، وبوار أكثر من 10 آلاف فدان في الشرقية الأسابيع المنصرمة ، وخروج السد العالي من خدمة شبكة الكهرباء ، ثم حديث متكرر للسيسي عن نيته تكرير مياه الصرف واستخدامها في شرب المواطنين، هل يمكن وصف هذا الفعل بأي وصف في الدنيا سوى تعمد تخريب مصر وتضييع أهم ثروة تمتلكها وهي الثروة المائية؟! 
 وحينما يوقع السيسي على أكبر قرض في تاريخ البلاد بقيمة 25 مليار دولار ، بالسعر الرسمي للدولار اليوم حوالي 225 مليار جنيه أي ما يقرب من ربع تريليون جنيه ،وبفائدة 3% سنويا على أصل القرض على أساس يومي، وبشروط مجحفه كأننا في عصور الاحتلال ، تنص على أنه في حالة عدم سداد أي من الفوئد المذكورة خلال 10أيام (10 أيام فقط) يحتسب متأخرات ويخضع المبلغ لـ 150% من معدل الفائدة الأساسي ،(وارجعوا للاتفاقية المنشورة في الصحف الحكومية) كل هذا لبناء محطة نووية في وقت بدأت دول العالم بأكمله في تفكيك محطاتها النووية لخطورتها على الأمن القومي ، دولة بتنهار فيها الكباري بعد أسابيع من إنشائها ، دولة بتتصدر قائمة دول العالم في الفساد وفي ذيل قائمة دول العالم في الشفافية والمحاسبة ، دولة بتضيع منها الأقمار الصناعية في الفضاء ، وفي خلال خمس سنوات ضاع منها قمرين صناعيين هما إيجبت سات 1" و "إيجبت سات 2" ، دولة حينما قررت مواجهة أمراضها المتفشية التي تتصدر دول العالم فيها كالسرطان والفشل الكلوي قررت تحاربهم بالكفتة ، دولة تمتلك أفشل منظومة في الأمن والصيانة بالمنشآت ، وفشلت في إدارة مطاراتها والسكك الحديدية بها ،
وأسندت مهمة إدارتهم لشركات أجنبية ، هذه الدولة المبجلة بقيادة السيسي قررت إنشاء محطة نووية!! في الوقت الذي نجد فيه دولة يطلق عليها اسم كوكب اليابان ، تعد الأولى في العالم في التقدم والتطور والإنضباط ، ويفصل بيننا وبينها حضاريا عشرات السنين الضوئية ، حدث لديها إنفجار بسيط في أحد محطاتها النووية "فوكوشيما" مازالت تعاني من آثاره الكارثية إلى الآن، الأدهى والأمر ..
ليس فقط في إنشاء محطة نووية ، بل أنها ستكلفنا 25 مليار دولار ، سيدفعهم ابنائنا وأحفادنا كديون مستحقة بدء من عام 2029 ، اي بعد زوال حكم السيسي وربما زواله هو نفسه من الدنيا، 25 مليار دولار لتوليد 4800 ميجاوات كهرباء، في الوقت الذي وقع مبارك في 2008 على اتفاقية تعاون نووي مع روسيا لإنتاج نفس الـ 4800 ميجاوات ولكن بتكلفة أقل من 2 مليار دولار، وفي عام 2015 حينما زار السيسي موسكو وناقش إنشاء المفاعل ،اتفق معهم على تنفيذه بتكلفة 6 مليار دولار أمريكي، ثم صحونا في نوفمبر 2015 وعقب سقوط الطائرة الروسية في مصر بشهر واحد ، على إعلان موافقة المجلس العسكري برئاسة السيسي على التوقيع على عقد الضبعة بتكاليف تعادل 10 مليار دولار أمريكي ، ثم ينتهي بنا الحال وأثناء إنشغالنا بحادث سقوط الطائرة المصرية القادمة من باريس لنكتشف أن التكاليف التي هي ديون سيدفعها ابنائنا وأحفادنا قد تضاعفت لتصبح 25 مليار دولار ، ولا تنتهي الكوارث والفضائح عند هذا الحد ، إذا علمنا أن السيسي قد تعاقد من قبل في 2015 مع شركة سيمنز الألمانية لإنشاء محطة غازية تنتج لنا نفس الـ4800 ميجاوات وبدون مخاطر المفاعل النووي و بتكلفة 2.5 مليار دولار فقط ، أي أن السيسي سيكبل البلاد بديون مستقبلية تبلغ ربع تريليون جنيه من أجل إنشاء محطة نووية قد تتسبب في تدمير البلد بأكملها، وبلا أي فائدة تذكر ،ويمكن استبدالها بمحطات أخرى تتكلف واحد على عشرة من تلك التكلفة؟! 
 فهذه المحطة النووية وإن لم تتسبب في تدمير مصر المشتعلة أساسا بالحرائق اليومية، فمن المؤكد أنها ستجعلها تعلن إفلاسها قريبا جدا، ونضطر حينها لبيع الأصول وبثمن بخس، فالدين المحلى قد قفز من تريليون و687 مع بداية الانقلاب في 2013 إلى 2.368 تريليون جنيه بنهاية عام 2015 ،مع توقعات حكومية لتخطيه حاجز الـ2.6 تريليون جنيه نهاية يونيو المقبل. أي أنه قد تضاعف في 3 سنوات فقط على يد السيسي، وارتفع الدين الخارجي على يديه بنهاية ديسمبر 2015 إلى 47.8 مليار دولار. 
 وذلك على الرغم من حصوله على 60 مليار دولار مساعدات خليجية وعربية، ثم يأتينا هذا القرض التاريخي والإفلاس الحكومي المرتقب ، الذي تنبأ به عدد كبير من خبراء الإقتصاد ، بعد إقرار السيسي لقوانين تتيح بيع الاراضى المصرية للأجانب و قوانين اخري تتيح ان يتولى العرب والاجانب الوظائف الحكومية في مصر ، وهى القوانين التى تمهد لعودة الوزارات والمحاكم المختلطة التى اتبعتها القوى الغربية مع الخديوى سعيد واسماعيل و انتهت برهن قناة السويس ثم الاحتلال العسكري البريطانى لمصر في 1882 ميلادية ، ليؤكد لنا ببساطة، بالإضافة لكل ما تم ذكره ،وأكثر منه لم يتسع الوقت لذكره ، أن السيسي يعلنها صراحة : أنا في مهمة لتخريب مصر وإفقار شعبها وقتل شبابها وتدمير مستقبلها على المدى البعيد.
..






؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛