الاثنين، 29 مايو 2017

السنة والشيعة وخفايا الخطة الأمريكية الروسية .فيديو



في الوطن العربي نستسيغ مضغ الذل بكل عنفوان 
 بل ونحتفي ونبارك زيارة جلادينا 
منصات القتل بأسم الطائفة وزيارة ترامب لن تكن الاخيرة 
هل دونالد ترامب مخول للدفاع عن المسلمين
 وأرساء حالة الأستقرار في دولهـم ؟؟   
هل تنجح الخطة الأمريكية الروسية الجديدة في سوريا؟


لعل القراء العرب قد عاصروا في العقود القليلة الماضية نموذجين فقط من الكتاب السياسيين العرب . 
النموذح الأول وهو الجناح السني وأتباعه ، والنموذج الثاني يدافع عن الجناح الشيعي وحلفائه . 
مع ضرورة الأشارة إلى وجود نموذج ثالث يحارب من قبل المعسكرين ، وهو القلم العربي الحر الذي يفضح الدول بعينها بغض النظر عن أعتناقها لمذهب طائفي معين من قبل الطبقة الحاكمة ، وهؤلاء الكتاب يتواجدون في المنافي أو خلف قضبان السجون لما يشكلونه من خطر جسيم يكشف زيف الشعارات لتلك الدول الطائفية  .
كما تمارس الدول المعنية بتأجيج الصراع بين الطائفتين أسوء أنواع العمالة والخضوع للقوى الدولية ، مقابل تلقي المساعدات وفتح خزائن الدولة أمام تلك القوى مقابل القضاء على المعسكر الأخر .
ففي حين أصبحت الدول العربية والإسلامية فى الشرق الأوسط مقسمة على أساس طائفى بحت . 
ومابين الموقفين يقف المواطن العربي قاب قوسين أو أدنى من مصيره المحتوم وهو الموت فداء الطائفة ، وتلك الرياح هي ماتشهيها سفن الأسلحة الغربية .
كما لم تعد القضية الفلسطينية قضية جوهرية في أذهان المواطنين العرب !! خاصة في ضوء تصعيد لهجة العداء بين المعسكر الشيعي والسني برعاية الدول الكبرى والتي تتلقف تلك الدول بحسب شعارها الطائفي . 
فواشنطن تقف موقف الحليف بجانب الفريق السني متجسدا بالسعودية وأتباعها ، في حين تتواجد موسكو على الضفة الشيعية متمثلة بدول العراق وسوريا ولبنان تحت لواء الجمهورية الإيرانية .



ولكن من المستفيد من حرب اللحى والعمائم في الشرق الأوسط ؟؟
الجواب : الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا !! 
ففي علم البحث الجنائي يتم البحث دائما عن المستفيد من الجرم ، ومن سوى واشنطن وموسكو يحصدان ثمار تلك الحرب الضروس ؟؟
تتجه أنظار العالم الأن إلى زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية ، معلنا عن فتح صفحة جديدة في سجل العلاقات بين الدولتين ، وبالأخص عقب أنقسام الآراء في هذا الأمر في عهد أوباما . 
حيث أتضح في تلك الفترة بأن شهر العسل التاريخي بين الولايات المتحدة والسعودية أوشك على الأنتهاء ، بالتزامن مع أعلان قانون (جاستا) لمحاسبة السعودية ، وتطبيق الأتفاق النووي مع إيران (وقيام أوباما في حينها بالأتصال بقادة الدول الخليجية  ماعدا السعودية ليطلعهم على ماتم التوصل إليه مع إيران بشأن ملفها النووي) ، بالأضافة أن الولايات المتحدة في عهد أوباما لم تعد تعتنق الرؤية السعودية في المنطقة وباتت تتجه بعربتها إلى طهران بعيدا عن الرياض .



ليأتي ترامب اليوم ويقلب الطاولة بوجه طهران ويعيد رسم أفق جديد مع الرياض بعد تشكل حالة خوف قصوى نحو نوايا الولايات المتحدة ، مما دفع السعودية لفتح أبواب خزائنها على مصراعيها لتغير أتجاه العربة الأمريكية .
وبما أن علاقات الدول تبنى على المصالح فقط ، فقد أغدقت المملكة بكرمها على الزائر الجديد وقامت بدفع الجزية أضعافا مضاعفة .
 فقد تجاوزت قيمة الصفقات  110 مليارات دولار ، وتشمل الأتفاقات الموقعة صفقات عسكرية مستقبلية أيضاً تتخطى قيمتها الإجمالية 350 مليار دولار على مدى الأعوام العشرة المقبلة .
كما عبر ترامب عن أمتنانه للبذخ السعودي حيث صرح  ترامب: "نشكر السعودية على الأستثمارات الضخمة و الأتفاقيات الحيوية " ، كما وكشف تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي أن الأستثمارات المباشرة في السعودية ستساعد أميركا على إيجاد الوظائف !!
وأعلن الجبير أن البلدين وقعا "سلسلة اتفاقات  قيمتها الإجمالية أكثر من 380 مليار دولار"، متوقعا أن "تؤدي هذه الاستثمارات على مدى السنوات العشر المقبلة الى خلق مئات آلاف الوظائف في الولايات المتحدة والمملكة السعودية .
وبعيدا عن مهرجان التصريحات والتعاون المشترك لتحقيق الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط ، تسعى السعودية من خلال توقيع تلك الأتفاقيات إلى محاصرة المعسكر الشيعي وتقويض مساعيه التوسعية في المنطقة ، وذلك من باب (الدفاع عن النفس ) كما يمارس المعسكر الشيعي ذات الذريعة ولكن بنكهة روسية .
حيث أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير في الرياض السبت، أن الأتفاقات العسكرية بين الولايات المتحدة والسعودية موجهة ضد "التأثير الإيراني السيء" في الشرق الأوسط ، كما قال تيلرسون إن "الصفقة تدعم أمن المملكة والخليج في مواجهة التأثير الإيراني السيء والتهديدات الإيرانية على طول الحدود السعودية .
وهنا يتضح لنا حقيقة زيارة ترامب للمملكة ، كما ينجلي أمام أعيننا ضباب الشعارات الرنانة المرفقة بعناوين الصفقات الخيالية والتي أصابت جنبات الولايات المتحدة بالرعشة لما حققه ترامب من أنتصار تجاري يسد عجز الخزينة الأمريكية .
ويجدر الأشارة هنا بأن زيارة ترامب للسعودية تطرح مؤشر جديد على أحتدام المنافسة بين المعسكر الشيعي والسني !! حيث ستسارع طهران وحلفائها لتقديم فروض الطاعة مجددا للكرملين مقابل تقوية الجبهة المضادة للدرع السني الوليد بقيادة السعودية وبمباركة واشنطن .
بيد أن رجل الأطفاء مهووس بأشعال الحرائق ، كذلك تقوم الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا بتوزيع الأدوار فيما بينها،  من أجل خلق شعور الذعر لدى قادة المعسكرين من أجل زيادة الضغط نحو مزيد من الأنصياع لأوامر تلك القوى الأستعمارية .
وفي قمة أخرى، يوم الأحد يجتمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي مع الرئيس الأميركي لمناقشة التهديدات التي تواجه الأمن والأستقرار في المنطقة، والعمل على بناء علاقات تجارية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون.
فضلا عن ذلك، يجري ترامب قمة عربية إسلامية مع 55 من قادة وممثلي الدول الإسلامية في العالم يوم الأحد، لبحث سبل بناء شراكات أمنية أكثر قوة وفاعلية من أجل مكافحة ومنع التهديدات الدولية المتزايدة بسبب الإرهاب والتطرف والعمل على تعزيز قيم التسامح والأعتدال !!!!!

... لماذا الخلاف بين السنة والشيعة؟ ...



والسؤال المطروح هنا ، هل دونالد ترامب مخول للدفاع عن المسلمين وأرساء حالة الأستقرار في دولهم ؟؟
وللأجابة عن هذا السؤال يجب تذكر بعض تصريحات ترامب ضد المسلمين ..
فقد سبق وأعرب ترامب خلال مقابلة له مع قناة "فوكس بيزنس نيوز" عن رغبته في إطلاق مبادرات مماثلة لتلك التي تطلقها الحكومة البريطانية في إطار محاربة داعش تشمل إغلاق بعض المساجد ( بينما أتهم ترامب خلال حملته الأنتخابية الرئيس باراك أوباما ومنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بتأسيس تنظيم الدولة الإسلامية ) ، كما جاء التسريب الصوتي لجون كيري وزير الخارجية الأمريكي الأسبق خلال محادثات مغلقة أجراها مع نشطاء سوريين في الجمعية العامة للأمم المتحدة أواخر سبتمبر/أيلول عام 2015  ليؤكد الحقيقة نفسها: أمريكا هي من أوجدت داعش !! وعبر عن ذلك بقوله أن توسع "داعش" في سوريا قبل تدخل روسيا ومساعدتها لدمشق في قتال التنظيم كان سيجبر الرئيس السوري بشار الأسد على التفاوض مع واشنطن .

كما تتناقص حفاوة أستقبال المملكة العربية السعودية والتي تعد رأس الهرم في العالم الأسلامي لكاره الأسلام دونالد ترامب ؟؟ ولألقاء مزيد من الضوء على التوجه العنصري لترامب وعمله الدؤوب في تغذية ظاهرة الأسلاموفوبيا في الدول الغربية ، ينبغي علينا سرد بعض تعليقاته العنصرية ضد المسلمين ..
ومن معرض حديثه العنصري نذكر مايلي ..
- فلنخرج جميع المسلمين من البلاد ولنبني حاجزا بيننا وبينهم .
- كما دعا إلى وقف كامل وكلي لدخول المسلمين إلى الولايات المتحدة وأضاف ليس لدينا أي خيار أخر
- وقال ترامب أن أستطلاع للرأي يظهر بأن المسلمين يكرهون الأمريكيين وهو مايشمل خطرا على البلاد ، وأن الحدود يجب أن تبقى مغلقة أمام المسلمين حتى فهم أسباب كرههم لنا .
فهل يعول على شخص متطرف كترامب بأن يمحو مثلث برمودا العنصري تجاه المسلمين في العالم ، وهو من يساعد في رسم ملامحه ؟؟؟
أترك الأجابة لك عزيزي القارىء !!!
وللأستفاضة بالحديث عن القمة التاريخية ، فقد هيمنت القضايا الإقليمية ، والنشاطات الإيرانية وضرورة إلتزام إيران بتطبيق نصوص الأتفاق النووي على مجريات القمة . 
كما غفل مؤسسي هذه القمة والمشاركون فيها عن بعض القضايا ( الثانوية ) والتي لاتشكل بالنسبة لهم أولوية ذات أهمية . 
ومن تلك القضايا ، أوضاع المسلمين المتدهورة في الدول الغربية ، دخول مسلمين بورما دوامة الجحيم مع تفشي حالة صمت غربي مستهجن تجاههم ، تردي حالة الأسرى الفلسطينين والبالغ عددهم ١٦٠٠ أسير عقب بدءهم في حالة أضراب مفتوح في وجه حالات الأستبداد الصهيوني . 
فهل تعمد السعودية في عقد الأتفاقات الخيالية يندمج تحت إطار التهور الغير معقول توازيا مع أمتناعها عن طرح القضايا المصيرية التي تحيط بالعالم الأسلامي ؟؟ وكما يقال في زمن الحروب لاوقت للعواطف ، ومن هذا المنظور الضيق مارست السعودية عرضها الدوبلوماسي بما يتلائم مع مخاوفها المتزايدة تجاه إيران وحلفائها . 
فكلما زاد الضغط الشيعي تجاه المعسكر الأخر قلة الخيارات ، والعكس صحيح . 
 في ليلة الأمس أحتشدت الأخبار والتطورات ، ولاسيما عقب بيان للخارجية الأميركية بأن التجهيزات والخدمات العسكرية التي ستحصل عليها السعودية بموجب الأتفاقيات ستضمن أمن السعودية والخليج على المدى البعيد في مواجهة التهديدات الإيرانية ، كما ستقوم الولايات المتحدة بتدريبات مكثفة للقوات السعودية . 
مما ينذر بأتون حرب شعواء بين المعسكرين الشيعي والسني يصب في الدرجة الأولى في مصلحة إسرائيل والدول الأستعمارية .
 وبدل أن نكشف عن تلك النوايا العدائية ضد المسلمين ونتحد فيما بيننا سنة وشيعة أمام الغزو الصهيوأمريكي ، نقوم بتقبيل أيادي جلادينا ونطلب منهم العون في سبيل تحقيق الفوز على الجانب الأخر . 
 ومن باب التآخي والمحبة ينبثق العتاب !! فهل يستحق ترامب كل هذا العناء والأستعداد وفتح خزائن البلاد ؟؟ 
كما لم ننسى بعد تصريحاته ضد السعودية حيث صرح ( أن آل سعود يشكلون البقرة الحلوب لبلاده، ومتى ما جف ضرع هذه البقرة ولم يعد يعطي الدولارات والذهب عند ذلك نأمر بذبحها أو نطلب من غيرنا بذبحها أو نساعد مجموعة أخرى على ذبحها ) !! 
ومن جملة الضغوطات التي مورست بحق السعودية لينتهي بها المطاف في حظيرة الولايات المتحدة ، كما يتواجد من ناحية أخرى المعسكر الشيعي في الحظيرة الروسية ، هو سلاح النفط !! وما يطرح ألاف أشارات الأستفهام كيف تحارب الدول بسلاحها بينما يجب أن تحارب به ؟؟ 
وكان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قد هدد في وقت سابق بأنه إذا تم أنتخابه فأنه قد يوقف واردات النفط من السعودية ودول عربية أخرى إذا لم تشارك بقوات برية لمحاربة "داعش"، أو على الأقل دفع بدل مادي للولايات المتحدة مقابل جهود محاربة الجماعة الإرهابية . 
وجاء رد المملكة حينها وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية الثلاثاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني، بأن السعودية حذرت الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن وقف أستيراد النفط من الخارج (وتستورد واشنطن ثلث هذه الكمية من النفط ما يعادل 1.1 مليون برميل، من السعودية ما يجعل المملكة ثاني أكبر مصدر للنفط إلى الولايات المتحدة بعد كندا ) . 
 ففي هذه الحالة من يضع الشروط المسبقة لأساسيات التعامل ، المصدر أم المستورد ؟؟ وأخيرا قلد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود يوم السبت الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوسام الملك عبد العزيز وهو أعلى وسام مدني في المملكة ، كما بادر ترامب من ناحيته بالتعبير عن أمتنانه بحفاوة الأستقبال في تغريدة على تويتر، "إنه من العظيم أن أكون في الرياض " . 
وبادر الأخير بالمشاركة في رقصة العرضة السعودية ، حيث يرقص ترامب منتشيا بتحقيق أنتصارات تجارية تتجاوز ٤٥٠ مليار دولار مما يدعم موقفه المترنح في الولايات المتحدة بعد دعوات عديدة بتنحيته عن منصبه . في الوطن العربي نستسيغ مضغ الذل بكل عنفوان ، بل ونحتفي ونبارك زيارة جلادينا منصات القتل بأسم الطائفة . ولن تكون زيارة ترامب هي الأخيرة ، كما لن يكون سقوطنا في أحضان أعدائنا له نهاية معلنة !!!! 
محمد فخري جلبي

؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛