الاثنين، 31 ديسمبر 2018

عملية السيسي الشاملة فى سيناء..هدم وتخريب وتهجير وتجويع.فيديو



 الجيش وآلياته العســكرية
وتدمير منـازل المواطنين بمنـاطق وسـط وجنـوب سينـاء



رغم مزاعم وحملات الكذب التي يطلقها قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي ونظامه عن التنمية في سيناء، إلا أن الأوضاع في محافظة شمال سيناء- بالتزامن مع حملات الجيش مثل نسر 1 ونسر 2 والعملية الشاملة- شهدت مستوى غير مسبوق من تدهور الأحوال المعيشية والخدمات خلال عام 2018، حيث شهد هذا العام تهجير ما تبقى من سكان مدينة رفح، ولم يتبق إلا جزء من منطقة جنوب رفح لم يتم تهجيره بعد، وتجاوزت أعمال التهجير القسري حدود المنطقة العازلة وفق تقارير متعددة، منها تقرير لمنظمة “هيومان رايتس ووتش”.
وهدمت قوات الجيش 3,600 بناية في الفترة من 15 يناير 2018 إلى 14 أبريل 2018، وجرّفت مئات الفدادين من الأراضي الزراعية في مساحة 12 كم على امتداد الحدود مع غزة، فضلا عن جيوب صغيرة من الهدم لأكثر من 100 بناية شمال مطار العريش، هذا بالإضافة إلى هدم منازل العشرات من المواطنين بشكل غير قانوني بتهمة أن لديهم أقارب مطلوبين أمنيا، يأتي هذا في ظل حصار تام تم فرضه على سيناء كان من آثاره التالي:
قامت عمليات الجيش بتجريف جميع الأراضي الزراعية في مدينتي رفح والشيخ زويد، بالإضافة إلى مدينة العريش، منها 25 ألف فدان مزروعة بالزيتون، مع الإبقاء على ما يقارب الـ10% من الأراضي بشكل عام، وفق تصريح الدكتور عاطف عبيد، مدير مديرية الزراعة واستصلاح الأراضي بمحافظة شمال سيناء.
وتجاوزت خسائر المزارعين في محافظة شمال سيناء مبلغ المليار جنيه، نتيجة تجريف قوات الجيش المصري مزارعهم، وهذا ما تم حصره حتى شهر أغسطس فقط وليس بشكل إجمالي.


... خطــوط الكهــــرباء ...
وكشف المعهد المصري للدراسات- في تقرير عن حقيقة الأوضاع في سيناء- أنه تم تدمير خطوط الكهرباء المغذية لمدن شمال شرق سيناء من قبل طيران الجيش المصري، مما يؤدي إلى انقطاع الكهرباء عن المدنيين ودفعهم لترك منازلهم، واعترف اتحاد قبائل سيناء الموالي لقوات الجيش بأن أسباب قطع خطوط الكهرباء الموصلة لمدينتي الشيخ زويد ورفح يرجع إلى قيام مقاتلات سلاح الجو والمدفعية المصرية بقصف خط الكهرباء بمناطق السبيل والمسمى جنوب مدينة العريش، تحت مزاعم استهداف أوكار وتحركات العناصر المسلحة.
وسجلت تقارير المتابعة في المحافظة نفاد مخزون المواطنين من الطعام، وهو ما أدى في شهر مارس 2018 إلى أن يتحرك 1300 مواطن من سكان قرية الماسورة قبل إخلائها في مدينة رفح، متجهين سيرا على الإقدام باتجاه كمين الجيش بقرية الماسورة للحصول على أربعة كيلو دقيق، حيث تشهد المناطق المحيطة برفح حصارا خانقا تسبب في مجاعة ومقتل طفل بسبب نقص الأدوية المعوضة.
... أهــل شمــال سيناء ...
دلل على هذا الواقع رسميا ما قدمه النائب رحمي بكير، عضو برلمان العسكر، عن محافظة شمال سيناء، من مذكرة لمساعد وزير الدفاع للشئون الدستورية والقانونية، تحدث فيها عن بعض معاناة أهل شمال سيناء، ومنها عدم السماح للعالقين خارج وداخل المحافظة بالدخول والخروج، وخصوصا الحالات التي ليس لها علاج داخل مستشفيات العريش، وعدم السماح لأصحاب عقود العمل بالسفر للخارج من أبناء المحافظة، والمطالبة بزيادة كميات الحبوب والخضراوات والفاكهة بمدينة العريش؛ نظرا للكثافة السكانية بالعريش، والنقص الشديد فيها، ما أدى إلى وفاة أحد المواطنين، وطالب القوات المسلحة بأن توزع كراتين السلع الغذائية عن طريق بطاقات التموين، بحيث يكون لكل 3 أفراد كرتونة، حتى تصل للجميع، والسماح بتوزيع 30 لتر بنزين لكل مواطن يوميا ممن يحتاجون للبنزين لسد احتياجاتهم، وزيادة حصة أنابيب البوتاجاز بالعريش نظرا للنقص الشديد فيها.
ورصدت المذكرة ارتفاع أسعار المحروقات نتيجة غلق محطات التموين، حيث وصل سعر لتر البنزين في مدينة العريش إلى 35 جنيها، وسعر جركن البنزين في بعض مناطق رفح إلى 2000 جنيه.
... 480 أســـرة ...
وخلال عمليات التهجير تم تشريد ما يقرب من 480 أسرة عامل من عمال محافظة شمال سيناء، وهذا بعد إزالة مصانع تعود ملكيتها إلى النائب حسام الرفاعي عضو البرلمان عن دائرة العريش، والمهندس محمد حسن درغام أحد رجال الأعمال في محافظة شمال سيناء، وذلك لوقوعها في محيط المنطقة العازلة في محيط مطار العريش.
وأدى انهيار الأوضاع في سيناء إلى عدم قدرة التجار على دفع إيجارات محالهم؛ نتيجة الحصار الاقتصادي وتوقف حركة البيع والشراء، بالإضافة إلى توقف جميع الورش والمصانع بكافه أشكالها وأنواعها حتى اليدوي، وتوقف حركة الصيد وصناعة المراكب والقوارب والشباك؛ لعدم السماح للصيادين بالصيد، مما أدى ببعض الأسر إلى بيع قطع من أثاث بيتها، ولعل أشد ما يعبر عن هذه الأزمة ما أعلن عنه من بيع الخبز بالمجان على بطاقة التموين للحالات الإنسانية من العمال والحرفيين والسائقين والصيادين.
كما قامت عمليات الجيش وآلياته العسكرية بتدمير منازل المواطنين بمناطق وسط وجنوب سيناء، حيث تم تدمير أكثر من 200 منزل بالكامل في قرية خريزة، وأكثر من 100 منزل بقرية “رأس بدا”، أما في محافظة جنوب سيناء فقامت قوات الأمن بهدم منازل المواطنين بمنطقة الرويسات شرم الشيخ وعدة مناطق، بالمخالفة لقانون لتقنين الأوضاع.
... انقطـــاع الميـــاه ...
ولم يحصل المواطنون على قطرة مياه بعد انقطاع المياه بشكل مستمر عن مناطق العريش (1) (2) بشكل عام، ومدينة الشيخ الزويد ورفح بشكل خاص، من انقطاع المياه بشكل مستمر رغم إنفاق مليار و366 مليون على مشروعات المياه، وفق الأرقام الرسمية المعلنة من قبل محافظة شمال سيناء عن مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي.
كما استمر قطع شبكات الاتصالات المحمولة في مدينتي الشيخ زويد ورفح، منذ أكثر من عامين، مع وعود من المسئولين كل فترة بقرب إصلاحها، بالإضافة إلى عدم عدالة صرف المستحقات لسكان المنطقة العازلة، حيث استغاث أصحاب التعويضات من السكان المرحلين من المنطقة العازلة في رفح، من صرف تعويض هزلية لمساكنهم بمبالغ أقل من قيمتها ولا يكفي للحصول على شقة بديلة، وأيضا استغاث مزارعو قرى الظهير والشلاق وأبو العراج، من عدم معاينة مزارعهم ومنازلهم المتضررة جراء الأحداث كي يستطيعوا تقاضي التعويضات المعلنة، وهذا رغم التصريحات الرسمية بأنه جرى صرف مبلغ مليار و813 مليونًا و410 آلاف جنيه كإعانات وتعويضات للمضارين جراء الأحداث التي تشهدها المحافظة، حيث تم صرف مبلغ مليار و244 مليون جنيه، لتعويض المضارين جراء إزالة المباني والمساكن بالمنطقة العازلة بمدينة رفح.
... حمـــلة تأييد كــاذبة ...
وروج نظام الانقلاب لحملة تأييد كاذبة من قبل أهالي محافظة شمال سيناء، بزعم الإقبال على التصويت في انتخابات السيسي، وعدم تأثر نسب التصويت بالعملية العسكرية الشاملة سيناء 2018، ونظهر في هذا الجزء حقيقة إقبال المواطنين على التصويت وفق البيانات الرسمية المعلنة، حيث إنه وفق السعة السكانية الخاصة بالجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، يبلغ عدد سكان محافظة شمال سيناء، يوم الجمعة 30 مارس 2018، نحو 458 ألفا و123 نسمة، ويبلغ من يحق لهم التصويت داخل محافظة شمال سيناء 250 ألفا و605 مواطنين، يصوتون في 61 لجنة فرعية تشرف عليها 11 لجنة عامة و49 مركزا انتخابيا، والأصوات مقسمة كالتالي (111846 بالعريش، 56844 ببئر العبد، 30794 بالشيخ زويد، 34750 برفح، 13004 بالحسنة، 3367 بنخل).
وأتمّت قوات الجيش، بتاريخ 25 مارس، انتشارها لتأمين المقار “الانتخابية” ومقرات استراحات القضاة داخل المحافظة، حيث سبق وأن هدد تنظيم الدولة في إصدار مرئي له بعنوان حماة الشريعة باستهداف العملية “الانتخابية” والمشرفين عليها، حيث له سابقة في استهداف القضاة في انتخابات عام 2014، حيث قتل عددا منهم، ولتحفيز المواطنين على المشاركة قامت محافظة شمال سيناء بالإعلان عن توفير أتوبيسات لنقل الناخبين من أهالي الشيخ زويد ورفح المقيمين في مدينة العريش لنقلهم طوال ايام الانتخابات مجانا من العريش حتى مدينة الشيخ زويد مقر لجانهم.
... عمليـــة التصـــويت ...
إلا أن عملية التصويت شهدت إقبالا ضعيفا من المواطنين، وظهر ذلك بوضوح من خلال قيام قوات الجيش والشرطة في بعض المناطق بمركز بئر العبد باعتقال عدد كبير من أبناء القرى، وإجبارهم على الذهاب إلى اللجان للتصويت، وأظهر فيديو لمحافظ شمال سيناء اللواء عبد الفتاح حرحور، ومدير الأمن اللواء رضا سويلم، قلة عدد الناخبين، أثناء تفقدهم العملية الانتخابية بالمحافظة. 
في حين استمرت أجهزة الإعلام الرسمية في تصوير الأمر على خلاف ذلك، مثلما فعلت في تغطيتها للعملية “الانتخابية” في جميع محافظات مصر.
وذكرت جريدة الوطن، أن نسب التصويت في محافظة شمال سيناء قريبة من الـ40%، ولكن الصحيفة نفسها وفي تقرير آخر ذكرت أن إجمالي عدد الذين أدلوا بأصواتهم في محافظة شمال سيناء بلغ 41769 ناخبا، من إجمالي 250 ألفًا و605 ناخبين، وهو ما يعني أن نسبة من أدلوا بأصواتهم يقارب الـ 16.6% فقط.
كما أن الصور التي تم تداولها حول ازدحام المقار الانتخابية في منطقة الشيخ زويد، فإنها لا تعكس واقع إقبال المواطنين على المشاركة في عملية التصويت، خصوصا إذا علمنا أنه تم نقل ما يقارب الـ1300 ناخب من أبناء الشيخ زويد ورفح المقيمين بالعريش للإدلاء بأصواتهم وفق جريدة اليوم السابع.
وقالت الصحيفة، إن إجمالي الأصوات التي تم فرزها في لجان رفح والشيخ زويد 5372 صوتا حتى تاريخ 29 مارس، وهو رقم ضعيف جدا لا يعكس كثافة تصويتية إذا علمنا أن إجمالي من لهم حق التصويت في منطقتي الشيخ زويد ورفح يبلغ 65 ألفا 544 صوتا انتخابيا.





؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



ماذا يفعل الدستور في بلد ضايع..؟!!


بلد يحكمه عصابة لا تعترف بشىء اسمه دستور 
تعديل الدساتير فى الدول المحترمة والأمم الراقية
 يكون بإرادة الشعب وليس لرغبة حاكم




يقود عدد من المثقفين هذه الأيام ما يشبه الحملة لمنع تعديل الدستور الذى ألمح إليه إعلام النظام ودهاقنته لمدِّ فترة الرئاسة.
 وشكر الله سعى هؤلاء المثقفين فقد أدّوا ما عليهم وزادوا، لكن ألم يسألوا أنفسهم ماذا فعل الدستور الحالى الذى يصرّون على عدم تعديله؟ لقد ديس الدستور والقانون، وانتُهكت القواعد والأعراف، ووالله لو كنا قبيلة عراة فى السافانا الإفريقية ما جرى لنا مثلما جرى منذ انقلاب 2013 وحتى الآن.
يا سادة!! ماذا يفعل الدستور، عُدِّل أم لم يُعدَّل، فى بلد يحكمه عصابة لا تعترف بشىء اسمه دستور، وهى كما نسفته فى 3/7 واستهانت بإرادة مائة مليون مواطن، لا حرج الآن وهى على رأس السلطة أن تنسفه مرة أخرى وثالثة ورابعة؟
 إن الذى لا يعترف بأهمية التعليم ويقلل من ضرورة دراسات الجدوى للمشروعات الحكومية الجديدة لا يعرف معنى الدولة ولا النظام ولا السياسة ولا الحكومات، ومن باب أولى لا يعرف قيمة الدستور والقانون، وهذا ما دفعه لارتكاب ما ارتكب من جرائم القتل الجماعى والاغتصاب والتعذيب ومصادرة الأموال، وتلك منهيات الدستور والقانون، ولو علم أن فى هذا الدستور مواد تعاقب مرتكب هذه الأفعال ما ارتكبها، لكنه يجهل كل ذلك؛ ليس لعمى فى بصره وعجز عن القراءة ولكن استهانة واستخفافًا بمن يحكمهم.
الحقيقة أننا بلد ليس له دستور، ولا يحكمه قانون، سوى قانون العسكر، وهو قانون غاب، الغلبة فيه لمن يحمل السلاح ويمتلك القوة ولا حرج أمامه فى قتل من يشاء وترك من يشاء، وما الدستور عندهم إلا خدعة يسكتون بها (التيارات المدنية)، يقولون لهم: تريدون دستورًا؟ ها هو الدستور، ثم يتناجون فيما بينهم: (خليهم يتسلوا)، وهكذا يدَعون الموهومين منشغلين بالدستور ومواده، وينفذون هم ما تمليه عليهم ضمائرهم الخربة ونفوسهم المريضة من الفتك بالملايين، وتهيئة الظروف والملابسات –على طريقتهم- لمنع الخروج عليهم أو المطالبة بإبعادهم عن السلطة.
تعديل الدساتير فى الدول المحترمة والأمم الراقية يكون بإرادة الشعب وليس لرغبة حاكم، ويكون لمصلحة عامة وليست خاصة، ويهدف إلى التوسعة على الناس فى معاشهم وحرياتهم وتنقلاتهم، أما عند العسكر فيكون نسفًا لما تبقى من حريات، ووأدًا لحقوق المواطنين، وتقنينًا للديكتاتورية والاستبداد، وما أسهل أن ينسفوا دستورًا ويأتوا بآخر أسوأ منه، هذا ديدنهم وتلك صناعتهم؛ فما دخل العسكر بلدًا إلا أفسدوا ماءه وهواءه، وما حلوا بقرية إلا جعلوا أعزة أهلها أذلة.
وأبشركم بأنه ستنظم الحملات المأجورة خلال الفترة المقبلة التى تدعو إلى ضرورة وحتمية وأهمية تمديد ولاية (الرئيس) وإلا أصبحنا مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن؛ فهو من أنقذ مصر من الضياع، وقد وضع روحه على كفه، وخاطر بنفسه، وكان عُرضة للموت فى أية لحظة، ثم إن ثمانى سنوات ليس كافية لاستكمال مسيرته البهية فى النهوض والإصلاح؛ فهو بحاجة إلى مثلها ليخرجنا من الظلمات إلى النور، ومن الغم إلى الحبور.. ثم تبادر الأصنام التى فى البرلمان بإقرار المادة التى تعدل الدستور بالإجماع، وتثنى على من سيُعَدَّل له الدستور، يقولون لولاه ما كنا ولا عشنا ولا صرنا.
سيان إذًا أن يُعدَّل الدستور أو لا يُعدَّل، أو يتم إلغاؤه من الأساس ونظل بدون دستور؛ فهذا دستور ميِّت، وقوانين ليست لها قيمة، ولو كان لها قيمة ما تعطلت هيئات الدولة ومؤسساتها القضائية فى مصر المحروسة وخضعت خضوعًا تامًا للحاكم العسكرى، وما سُجن عشرات الألوف دون تهم، وما قُتل نحو عشرة آلاف شخص إلا أن يقولوا ربى الله دون أن يقتص من القتلة. هؤلاء طائفة لا يستحيون من الله وهو معهم، ويستحيون من (ترامب) و(نتنياهو) وأؤكد: السبب الوحيد الذى يمكن أن يؤخر التعديل أو يمنعه هو عدم رغبة الراعى الأمريكى أو الأخ الصهيونى، وخلاف هذين فهؤلاء لا يشغلهم أحد، ولولا سخرية يخشونها لأوقفوا الدستور نهائيًا ولقالوا: ماذ يفعل الدستور فى (بلد ضايع).





هلاك العرب في آخر الزمان..رؤيا نبى الله إبراهيم عليه السلام..فيديو



ويل للعـرب .. من شـر قـد اقترب
هـلاك العرب في آخر الزمان.
رؤيا نبى الله إبراهيم عليه السلام


لم يكن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو أول نبي يرى رؤيا عن هلاك العرب
 آخر الزمان ، و قبيل خروج الدجال .. فهناك رؤية ابو الأنبياء إبراهيم عليه السلام .
 التي رأى فيهــا أنه يذبــح ابنــه اسماعيل عليه الســلام .
"يا بني ..إني أرى في المنـام أني أذبحـك "
 هذه الرؤية فيها الكثير من الرموز و المعاني 
.. و احــد معانيهــا ..التضحية بالعــرب ..
كان لإبراهيم عليه السلام ابنان : 
اسحق عليه السلام و هو جد بنو اسرائيل ، 
و اسماعيل عليه السلام هو جد العرب كما هو معلوم. 
. و كأنهــا اشـــارة إلى أن ذريــة اسماعيل .. أي العــرب. 
... ستتعرض الى مذبحة كبيرة في آخر الزمان ...
 ولكن من هم العرب الذين سيضحى بهم في المذبحة الأخيرة ؟


هل هم فقط سكان الجزيرة العربية
 ام انه سيطال بقية شعوب الوطن العربي ؟
بمعنى آخر من هم ذرية اسماعيل عليه السلام ؟
ـــــــــــــــــــــــ
اسماعيل عليه السلام مولود في بلاد الشام 
أبوه هو ابراهيم والذي ولد في أور في العراق
...  قبل ان يطلب الله منه الهجرة الى بلاد الشام ... 
(ونجيناه ولوطا الى الأرض التي باركنا فيها للعالمين)
أما أمه فهي هــاجر المصـــرية
عندما كان رضيعا تركه ابوه ابرهيم مع أمه هاجر في واد غير ذي زرع في الحجاز من ارض الجزيرة ، و هناك عاش حتى شب و تزوج من قبيلة جرهم اليمنية ومنها جاء العرب
اي بأختصار : جد العرب مولود في الشام ، من اب عراقي ، و أم مصرية ، عاش في الحجاز ، و من زوجتة اليمنية جاء العرب.
فالعرب تشمل جميع شعوب هذه البلدان و المناطق ..اما المغرب العربي و السودان والقرن الأفريقي فقد استعربت في وقت لاحق وإن كانت باستمرار باحتكاك مع شعوب المشرق العربي من قديم الأزل .. ولاسيما الهجرات الفينقية المتعاقبة من الساحل الشامي و التي انشأت مدن في دول المغرب العربي كله كمملكة قرطاج .
وكذلك الهجرات اليمنية و العمانية إلى القرن الافريقي و الساحل الشرقي لإفريقيا والتي فيها تداخل ديموغرافي كبير مع شعوب هاتين المنطقتين منذ قديم الزمان ...
هلاك العرب في آخر الزمان..رؤيا نبى الله إبراهيم عليه السلام..


.. حديث نبوي .. سالت ربي ثلاثا ..
هلاك الامة العربية الاسلامية بالخلافات والفتن
... و سيكون بأسهم بينهم شديد ...



فهل سيفتدينا الله من المذبحة القادمة التي تعد لنا 
( بما يشبه الكبش العظيم ) 
الذي سبق أن افتدى به جدنا اسماعيل ؟
ام أن سنة الله انطبقت علينا و سنواجه مصير العرب البائدة
... كعـــاد و ثمـــود ؟..
آخــر جيــل من العــرب ؟
كان في بيت زوجته زينب بنت جحش رضي الله عنها ..
 أدركه النعاس فدخل لينام ... لكن لم تمض الا برهة قصيرة حتى استيقظ فجأة من نومه و قد ضاق صدره بحمل ثقيل .. نهض من فراشه فزعا .. و هو يقول: لا إله الا الله... "ويل للعرب من شر قد اقترب..ويل للعرب من شر قد اقترب !"
ارتجف قلب زينب و لاحقت عيناها وجهه الكريم .. كان محمرا .. و العرق يتصبب من جبينه ... نظر اليها لبرهة .. و التقت عيناه بعينيها الحائرتين .. لكنه تابع قائلا :- 
" اليوم فتح من ردم يأجوج و مأجوج مثل هذه .." وعمل حلقة صغيرة باصبعيه الإبهام والتي تليها .. ما هو هذا الشيئ الفظيع الذي رآه في نومه .. و ما هو هذا الشر المرعب الذي سيطال العرب قريبا ..  متى سيحدث بالضبط ، وكيف ؟ 
وما علاقة يأجوج ومأجوج بذلك ... ومن هم يأجوج و مأجوج ... و لماذا العرب؟ 
عشرات و عشرات الأسئلة الحائرة تبحث لها عن اجابة ... لكن زينب لم تسأله أيا من تلك الأسئلة الكثيرة .. فهمت عليه و كأنها رأت معه ذلك الحلم المرعب ..
السيدة زينب لم تجادل ، ولم تناقش لأنها تعرف أن رؤيا الأنبياء حق ... و كان كل ما يشغل بالها في ذلك الوقت هو سؤال واحد فقط ... قالت زينب : يا رسول الله ، أنهلك و فينا الصالحون ؟
اي هل يعقل ان نهلك نحن العرب فيما لا يزال يوجد بيننا ناس على صلاح و هدى ...ألا يمكن ان يرفع الله بلاؤه عن العرب كرامة لهؤلاء الصالحين فيهم ؟
هذا ما كان ما يجول في خاطرها ..
أنهلكُ و فينا الصالحون ؟
فقال لها النبي : نعم .. ثم ذكر لها - صلى الله عليه و سلم - السبب الحقيقي لهذا الهلاك الجماعي , و حدد لها موعده و زمان حدوثه ... 
قال ... في جملة واحدة :- (( .. إذا كَـثرُ الخَبثُ.. ))
هل سمعتم ؟ ................................................إذا كثر الخبث. 
لأنه سيأتي زمان على أمة العرب يكثر فيه الخَبث .. و بسببه سيهلكون ...
و ما أدراكِ ما الخَبثُ يا زينب ؟.........................إنه زمانٌ يكون فيه أمراءهم ظلمة ، و وزراءهم فســـقـة ، و قضــاتهم خــونة ، وفقهـــاءهم كـــذبة .
زمانٌ تعلو فيه التحوت .. و يكون زعيم القوم أرذلهم و يسود القبيلة فاسقها .
زمانٌ يأتي على أمة العرب يمالئ فيه قراءها أمراءها ، و يزكي صلحاءها فجارها و يعظم أبرارها فجارها .. ويداهن خيارها أشرارهـا.
سيأتي زمان يا زينب يكون فيه رجالٌ يلبسون للناس جلود الضأن من اللين ، و قلوبهم قلوب الذئاب... سيأتي زمن يصاب فيه شباب العرب بوباء معدي اسمه عقدة الخواجة ...يسري في نفوس جيل تافه ... 
يحوله الى شمبانزي مقلد ..سيتكلمون مثلهم ..و يلبسون مثلهم و يحتفلون برأس السنة مثلهم و يسكرون مثلهم ... 
سترينهم يا زينب يتبعوهم خطوة خطوة ... حتى اذا دخلوا جحر ضب لدخلوا ورائهم .
سيأتي زمن يا زينب يكون فيه الولد غيظا ..والمطر قيظا .. ويفيض اللئام فيضا ...ويغيض الكرام غيضا .
سياتي زمن يصيبهم الوهن ..تتداعى عليهم الأمم وتحاصرهم الذئاب الجائعة ..
هم يومئذ كثير ...لكنهم كغثاء السيل .
في ذلك الزمان .. سترين يا زينب أعراب الخليج الحفاة رعاة الشاة العالة يتطاولون بالبنيان ... بينما تتطاول طوابير الجياع في الشام 
في ذلك الزمن يستحل بيت الله الحرام من قبل أهله ... و إذا استحلوه فلا تسألي عن هلكة العرب ..
في ذلك الزمن ستكون فتنة تستنظف العرب اللسان فيها أشد من وقع السيف ... و بعدها ... سيفك الدجال آخر سلاسله ...ويعربد في ارض العرب ... و لَيَفِرَّنَّ النَّاسُ مِنَ الدَّجَّالِ فِي الْجِبَالِ
وأين العرب يومئذ يا رسول الله ؟ 
قال : هم يومئذ قليل .
قليل ؟ ..و نحن الآن كثير ...
نعم ... يومئذ يكون قد هلك معظم العرب ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما كيف سيهلكون و من سيهلكهم و كم سيدوم ذلك ؟ 
------------------------------------------------
لا تكترث لأحد فنحن المنصورون 
هذا ماوعد الرحمن وصدق المرسلون
فلا الطغاة باقون 
ولا أتباعهم خالدون
في قريش كان الكاهن يقول لعابدي الصنم : إن الصنم يطلب منكم بقرة حتى يلبي طلبكم !!!
وطبعا الصنم لا يتكلم، ومن يريد البقرة ويستفيد منها هو الكاهن !!
ولو قال الكاهن للناس أريد بقرة لي لما أعطاه إياها أحد، لذلك تكون الحيلة بإيجاد صنم يعبده الناس ويقدسونه ويموتون في سبيله ويعظمونه ...
ثم يتصدر الكاهن الحديث باسم الصنم .. ويدعو الناس لتقديس الصنم وتعظيمه .. 
حتى إذا طلب من عابدي الصنم شيئا باسم الصنم، دفعوه للكاهن وهم فرحون بل ينتظرون من الكاهن ان يخبرهم بأن الصنم قد تقبل عطاءهم !!!
قبل الحرب العالمية الثانية .. وفي خطاب لهتلر قال إنه سيصنع للألمان إلها يعبدونه في الأرض بدل الله !! إنه الوطن الألماني .. في سبيله يموتون ومن أجل عزته ورفعته يضحون !!!
طبعا الوطن وثن معبود كالصنم .. لا ينطق. ومن يتحدث باسم الوطن هم السياسيون الذين يمثلون الكهان بالنسبة للصنم ...
وعندما يطلبون من الناس التضحية للوطن فهم إنما يطلبون من الناس التضحية من أجلهم ومن أجل بقاء سلطانهم أسيادا على بسطاء الناس ... 
والناس العابدة للوطن فرحة .. 
تموت في سبيل الوطن فيلقي عليهم السادة اسم (شهيد الوطن) ..، بينما السادة لايموتون في سبيل الوطن ولا يجعلون أبناءهم يموتون في سبيل الوطن .. 
لأنهم هم الوطن .. 
ومن أجلهم يموت عابدو الوطن ..
تسمع دائما كلمات ضخمة مثل (خزانة الدولة - ممتلكات الدولة - أراضي الدولة - ھیبة الدولة – رئیس الدولة ) 
ویموت الجمیع كي لا تسقط الدولة .. الدولة .. الدولة .. الدولة .
ولا یوجد أحد یسأل نفسه: ما ھي الدولة ؟!!! .. ما ھذا (المسمى الاعتباري) المقدس الذي تنسبون إلیه كل شيء ؟ 
ومن حقه أیضا أن یسلب منكم كل شيء : دینكم .. أرواحكم .. كرامتكم .. لقمة عیشكم !! 
ما هو ھذا الوثن المقدس الذي تطلبون من الناس أن تجوع لیشبع ھو؟ 
وتتقشف لینعم هو ؟؟ 
وتموت لیعیش هو ؟؟ 
وتُھان من أجل أن یحفظ ھیبته ؟
في الحقیقة:
الدولة ھي"وثن وھمي"، لا تعني عندھم في الحقيقة إلا "سلطتهم" ومراكز قوتهم !! ..
وحتى یتقبل الناس فكرة الخضوع والإذعان لھم فھم یدّعون دائما : أن كل ما یفعلونه لیس لأنفسھم واسرهم، بل من أجل الدولة ومصلحة الوطن ".
یأخذون أموالك ویسرقون حقوقك ثم یدعون أنھم أخذوھا لأجل أن یوفروا أموالا للدولة ومصلحة الوطن، 
یھینونك شر إھانة ویستحلون دمك ثم یدعون أنھم یفعلون ذلك حفاظا على ھیبة الدولة ومصلحة الوطن،
یستغلون الجنود في حفظ كراسیھم وسلطتھم ویزجون بھم في مواطن الموت ثم یدعون أنھم یحمون الدولة والوطن !! 

** ويل للعرب .. من شر قد اقترب هلاك العرب الأعظم قريب وحال الأمة في اخر الزمان موثق بالآيات والأحاديث الشريفه هذا حديث صحيح، دخل النبي ﷺ ذات يوم في بيته بيت زينب وهو يقول ﷺ: ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا؛ وحلق بين إصبعيه قالت له زينب: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث يعني: إذا كثرت الشرور والمعاصي، فكثرة المعاصي والشرور من أسباب الهلاك كما قال ﷺ في الحديث الآخر: إن الناس إذا رءوا المنكر فلم يغيروه؛ أوشك أن يعمهم الله بعقابه. فالواجب إنكار المنكر بالفعل، فإن عجز فبالقول، فإن عجز فبالقلب، والله يقول : لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ۝ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ[المائدة:78-79].. فالواجب على المسلمين إنكار المنكر، وعلى ولاة الأمور يلزم إنكاره، وعلى الإنسان في بيته مع أهله، مع زوجته، مع أولاده، وعلى أهل الحسبة المعينين لهذا الأمر عليهم أن ينكروا المنكر، ولهذا يقول جل وعلا في كتابه العظيم: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ[التوبة:71].

فــإذا كثر الخبث والمعــاصي صــار هــذا من أسباب هـــلاك الأمــة،
 ولا حــول ولا قــوة إلا بالله إذا لم تنــكر... نعــــم.



؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛


فى مصر عصابة تنهب المليارات وتطالب المنهوبين بالصبر


تجميل صــورة الفقــر في نظـــام السيسي


كشفت مؤشرات مبدئية لبحوث الدخل والإنفاق للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في حكومة الانقلاب، عن ارتفاع نسبة الفقر إلى 30.2% مقارنة بالنسبة السابقة 27.8% في 2015، مع توقعات بارتفاع النسبة درجة أو درجتين عند إعلان النسبة بشكل نهائي في فبراير المقبل.
وفي الوقت الذي ظهر الإعلامي عمرو أديب على الهواء يأكل جمبري وسبيط واستاكوزا وسمك، ويطالب المصريين بالصبر على الفقر، اتهم الخبير الاقتصادي أشرف دوابة، حكومة الانقلاب بالتلاعب بالأرقام من أجل إصدار بيانات اقتصادية، على خلاف الواقع، الهدف منها هو تجميل صورة الفقر في مصر أمام المؤسسات المالية الدولية، والصناديق والبنوك الدولية المانحة.
تزوير في أوراق الفقر!
وأكد دوابة أنه وفق رؤيته فإن “نسبة الفقر في مصر لا تقل عن 50% الآن، وليست كما زعم جهاز الإحصاء أنها 30% وقد تزيد درجة أو درجتين؛ نتيجة تعويم الجنيه الذي فقد الكثير من قيمته وقوته الشرائية، وارتفاع معدلات التضخم بشكل غير مسبوق”.
ويرى أن :”تحديد الحد الأدنى لخط الفقر عند 700 أو 800 جنيه فقط، يخالف ما استقر عليه البنك الدولي الذي حدد خط الفقر عند 1.9 دولار، أي نحو 1050 جنيه شهريا أي بزيادة 30%”، لافتا إلى أن النسب الجديدة هي “لتجميل صورة الفقر في نظام السيسي”.
وفي الوقت الذي يسابق السيسي الزمن لبيع أصول مصر، والمصريون يتسابقون للانتحار هربًا من الفقر، يقول الناشط سعيد محمود:” مادام الشعب مات وعشق الذل والاستكانة،يبقي يكل علي قفاة علشان رضي بالمهانة نخب معرصة وإعلاميين بتطبل، والشعب قدام اللجان واقف بيهلل انسي مصر خالص ما هي راحت، في الديون غرقت وكرامتها ماتت قال صحيح يا مصريين انت نور عيني، الشعب كله يموت والسلاح بينكو وبيني وسلام لـ ٦ تريليون جنيه دين عام”.


كان الجهاز المركزي قد رفع خط الفقر إلى ما يتراوح بين 700-800 جنيه للفرد مقابل 482 جنيها في عام 2015، وهي أقل من النسبة العالمية عند 1.9 دولار في اليوم للفرد أي ما يقدر بنحو 1100 جنيه، في الوقت الذي شكك خبراء ومحللون اقتصاد في حقيقة بيانات المؤشرات المبدئية لبحوث الدخل والإنفاق التي يجريها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بشأن معدلات الفقر الجديدة التي يعتزم إعلانها للمرة الأولى منذ 2016.
وفند خبراء مراجعة جهاز الإحصاء الجديدة لخط الفقر ورفعه ليتراوح بين 700 و800 جنيه شهريا نحو 40 دولارا فقط بعد أن كان 482 جنيها في عام 2016، دون النسبة العالمية التي حددها البنك الدولي لخط الفقر، ووفق تقديرات الجهاز، فإن معدل الفقر في مصر بلغ نحو 30.2% دون الأخذ في الاعتبار العينة الكاملة للأسر التي سيجرى عليها المسح في فبراير المقبل مع احتمال زيادة النسبة بنقطة أو نقطتين عند ظهور النتائج النهائية مقارنة بـ 27.8% في تقديرات عام 2015.
وأظهرت آخر إحصاءات أجريت في عام 2015 ارتفاع معدلات الفقر إلى 27.8 في المائة، ووقوع 30 مليون مصري على الأقل تحت خط الفقر المدقع، أكثرهم في محافظات الصعيد حيث وصلت نسبة الفقر 50%، وتجاوزت 66% في بعض المحافظات.
أورجــانيك للفقـــراء!
وقال الباحث الاقتصادي، عبدالحافظ الصاوي، “بخصوص الأرقام المبدئية للفقر بمصر لابد أن نأخذ في عين الاعتبار أنها تقديرات أولية، وأن النتائج النهائية في فبراير المقبل، وإن كان مضمون الخبر أكد أن هامش الفرق سيكون بمقدار نقطة أو نقطتين في المئة، وعند مقارنته بما كان عليه في القراءة السابقة كان 28% في 2015 بنسبة زيادة 5% فقط ، والحقيقة أن هذه المعدلات تقع في ضوء تلوين البيانات أي توظيفها لأغراض مختلفة على رأسها التوظيف السياسي”.


وأضاف الصاوي: “في مصر كل ثروات ومدخرات المصريين بعد قرار التعويم في نهاية 2016 انخفضت بمعدل 50% وبالتالي ستكون معدلات الفقر أكثر من النسبة التي ستعلن، فضلا عن أن معدلات التضخم في تموز يوليو 2017 قفزت إلى 35% وليس من المعقول انخفاض قيمة الثروة 50% وزيادة التضخم إلى 35% أن تكون الآثار السلبية على معدل الفقر في حدود 5%!”.
وأوضح أن “الأرقام الحقيقية هي أكثر من النسبة المزمع إعلانها بكثير، ونحتاج إلى بيانات غير ملونة للوقوف على حقيقة الوضع الاقتصادي في مصر”، مشيرا إلى أنه “ليس من المقبول توظيف البيانات سياسيا وترك المواطنين يعانون اقتصاديا ما يؤدي إلى الكثير من المشكلات من خلال اتجاه الشباب للمخدرات وارتفاع معدلات الطلاق.. الخ”.
وفيما يتعلق بتعديل معدل خط الفقر عند 700 جنيه، قال: “أرى أن الرقم الأصوب والأقرب للواقع هي تقدير البنك الدولي البالغ 1.9 دولار للفرد في اليوم بمعنى أن يكون دخل الفرد نحو 1100 جنيه شهريا أن الأسرة تحتاج إلى قرابة 4500 كحد أدنى عند خط الفقر، نحن هنا لا نتحدث عن معدل الكفاية أو الغنى أو الانتقال من حد الفقر لبداية شريحة محدودي الدخل بل خط الفقر فقط”.
وفي الوقت الذي يعد السيسي المصريين بالطعام الأورجانيك، يمضي في تخديرهم بالقول:”بيعايرونا بفقرنا …بيعايرونا بفقرنا….طيب انا ينفع اسكت لالالا .لا والله انا بطمن اهلينا ان شاء الله مصر حيبقالها شان تانى وانا من عادتى الصدق مع الله ثم مع الناس ثم مع نفسى اكتر حاجه بتحزنى الفقر والعوز انا بطمن الناس كل الناس اننا سنصنع لهم حياة افضل وغدا مشرق”، على حد كذبه.
وفي الأخير يبقى قول رجل الشارع لو كان الاستبداد رجلاً، 
وأراد أن ينتسب، لقال:
 أنا الشر، وأبي الظلم، وأمي الإساءة، وأخي الغدر، وأختي المسكنة، وعمي الضر، وخالي الذل،
 وابني الفقر، وابنتي البطالة، ووطني الخراب، وعشيرتي العسكر 
وولي عهدي  قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.









سر قطع السيسي لبث كلمة مبارك عن مرسي علي الهواء 




“مجلس خطف مصر”.. من كان بلا طبلة فليرمِ ياسر رزق بحجر..فيديو



... خسئت وخســرت أنت وأمثــالك ...


مع بداية رأس السنة الجديدة 2019 يشتد التطبيل لتعديل دستور الانقلاب من أجل التمديد للسيسي، ورغم درجة البرودة جراء شتاء قارس في القاهرة، إلا أن الصحفي المفضل لدى العسكر ياسر رزق، شمر عن يديه ورجليه وخاض في مياه بركة التطبيل، وتفتق ذهن رزق عن تطبيله سبق بها المنافسين من حوله أمثال عمرو أديب وأحمد موسى ومصطفى بكري، ودعا إلى إنشاء مجلس “حماية الدولة” برئاسة رئيس عصابة 30 يونيو.
ومن المعروف أنه لا “ياسر رزق” ولا غيره ينطقون عن الهوى، إن هو إلا أمر من المخابرات الحربية التي يعملون جميعا تحت إمرتها ورهن إشارتها، وعلى أي حال يقترح “رزق” في مقاله المنشور على موقع “أخبار اليوم”، أمس السبت، وتفوح منه رائحة جوارب اللواء “عباس كامل”، محددا مصير السفيه عبد الفتاح السيسي بعد انتهاء فترة استيلائه على السلطة التي بدأت منذ عام 2014 وتنتهي في 2022، بعد إنتاج مسرحية انتخابات رئاسية مرتين متتاليتين.
وكان اللواء أحمد شعبان، الرجل الثالث وظل عباس كامل، قد اجتمع مع مجموعة من شباب البرنامج الرئاسي وبعض المقريبن في قاعة خاصة على هامش منتدى الشباب، وأبلغهم أن “الدستور كده كده هيتعدل لكن الحديث مدة أم مدتين؟”، وأن موعد التعديل وفق حديث اللواء سيكون في مارس 2019 وبداية حملة التمهيد في يناير.
... مجـــلس اختطـــاف ...
كما اقترح رزق، الذي أجرى أول حوار مع السفيه السيسي حين كان يشغل منصب وزير الدفاع عام 2013، أن يشمل تعديل دستور النوايا الحسنة العمل على تدشين “مجلس الشيوخ” إلى جانب برلمان الدم الحالي المختص بتفصيل وحياكة القوانين على مقاس العسكر.
وقال رزق أو عباس كامل لا فرق، في مقاله الذي خصصه للتطبيل: “إذا سارت الأمور في اتجاه الاكتفاء بزيادة سنوات المدة الرئاسية كنص انتقالي إلى 6 سنوات، وعدم توسعة مدد الولاية عن مدتين، أو حتى إذا رُئي وهو ما أستبعده الإبقاء على النص الحالي، فإنني أرى أن المصلحة العليا للبلاد التي أحسبها مهددة اعتباراً من شتاء 2021/ 2022، تقتضى إضافة مادة إلى الدستور تنص على إنشاء مجلس انتقالي مدته 5 سنوات تبدأ مع انتهاء فترة رئاسة السيسي، هو مجلس حماية الدولة وأهداف الثورة”.
وأضاف: “على أن يترأس المجلس عبدالفتاح السيسي بوصفه مؤسس نظام 30 يونيو ومطلق بيان الثالث من يوليو، ويضم المجلس في عضويته الرئيسين السابق والتالي على السيسي، ورئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الشيوخ (إذا أنشئ المجلس)، ورئيس مجلس الوزراء، ورئيس المحكمة الدستورية العليا، والقائد العام للقوات المسلحة، ورئيس المخابرات العامة، ورؤساء المجالس المعنية بالمرأة والإعلام وحقوق الإنسان”.
وحددت المخابرات الحربية على لسان رزق اختصاص المجلس، بقولها إنه: “يتولى المجلس كمهمة رئيسية له اتخاذ التدابير الضرورية عند تعرض الدولة لمخاطر تستهدف تقويضها أو الخروج على مبادئ ثورة 30 يونيو”، واعتبرت أنه “في كل الأحوال.. ليست بدعة تنفرد بها مصر إذا استحدثت مادة جديدة، أو أضيفت فقرة إلى المادة 200 الخاصة بمهام القوات المسلحة، تنص على أنها هي الحارس على مبادئ ثورة الثلاثين من يونيو وأهداف بيان الثالث من يوليو “.
وكان اللواء أحمد شعبان، الرجل الثالث وظل عباس كامل، قد اجتمع مع مجموعة من شباب البرنامج الرئاسي وبعض المقريبن في قاعة خاصة على هامش منتدى الشباب، وأبلغهم أن “الدستور كده كده هيتعدل لكن الحديث مدة أم مدتين؟”، وأن موعد التعديل وفق حديث اللواء سيكون في مارس 2019 وبداية حملة التمهيد في يناير.
كما اقترح رزق، الذي أجرى أول حوار مع السفيه السيسي حين كان يشغل منصب وزير الدفاع عام 2013، أن يشمل تعديل دستور النوايا الحسنة العمل على تدشين “مجلس الشيوخ” إلى جانب برلمان الدم الحالي المختص بتفصيل وحياكة القوانين على مقاس العسكر.
وقال رزق أو عباس كامل لا فرق، في مقاله الذي خصصه للتطبيل: “إذا سارت الأمور في اتجاه الاكتفاء بزيادة سنوات المدة الرئاسية كنص انتقالي إلى 6 سنوات، وعدم توسعة مدد الولاية عن مدتين، أو حتى إذا رُئي وهو ما أستبعده الإبقاء على النص الحالي، فإنني أرى أن المصلحة العليا للبلاد التي أحسبها مهددة اعتباراً من شتاء 2021/ 2022، تقتضى إضافة مادة إلى الدستور تنص على إنشاء مجلس انتقالي مدته 5 سنوات تبدأ مع انتهاء فترة رئاسة السيسي، هو مجلس حماية الدولة وأهداف الثورة”.
وأضاف: “على أن يترأس المجلس عبدالفتاح السيسي بوصفه مؤسس نظام 30 يونيو ومطلق بيان الثالث من يوليو، ويضم المجلس في عضويته الرئيسين السابق والتالي على السيسي، ورئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الشيوخ (إذا أنشئ المجلس)، ورئيس مجلس الوزراء، ورئيس المحكمة الدستورية العليا، والقائد العام للقوات المسلحة، ورئيس المخابرات العامة، ورؤساء المجالس المعنية بالمرأة والإعلام وحقوق الإنسان”.
وحددت المخابرات الحربية على لسان رزق اختصاص المجلس، بقولها إنه: “يتولى المجلس كمهمة رئيسية له اتخاذ التدابير الضرورية عند تعرض الدولة لمخاطر تستهدف تقويضها أو الخروج على مبادئ ثورة 30 يونيو”، واعتبرت أنه “في كل الأحوال.. ليست بدعة تنفرد بها مصر إذا استحدثت مادة جديدة، أو أضيفت فقرة إلى المادة 200 الخاصة بمهام القوات المسلحة، تنص على أنها هي الحارس على مبادئ ثورة الثلاثين من يونيو وأهداف بيان الثالث من يوليو “.
... ديكتـــاتور للأبـــد ...
واختتمت المخابرات الحربية ما تريد قوله للمصريين، بأنه “هذا العام، إذا نظرنا إلى مسألة الإصلاح السياسي بالجدية الواجبة، سيكون الباب الذي ندلف منه إلى عملية تتكامل فيها التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع البناء السياسي في إطار المشروع الوطني لبناء الدولة الديمقراطية الحديثة”.
يأتي مقال “رزق” في وقت أكد فيه سياسيون ومراقبون أنه بات من المؤكد للإدارة الأمريكية، أن السيسي، يسعى إلى إنجاز مشروعيه الكبيرين على قدم وساق؛ وهما التعديلات الدستورية، والانتهاء من العاصمة الإدارية الجديدة، أو “المنطقة الخضراء” كما أطلقت عليها الباحثة الأمريكية في مركز كارنيغي للسلام، ميشيل دون في مقالها الأخير تحت عنوان “السيسي يبني منطقة خضراء بمصر”.
ورأت الباحثة الأمريكية أن المشروع السياسي الكبير الذي يحث السيسي الخطى لإتمامه وتنفس الصعداء، هو التعديلات الدستورية؛ لإلغاء عدد مرات المدد التي يحددها الدستور الحالي للرئاسة بمدتين فقط، ليحكم إلى الأبد من خلال المنطقة الخضراء بعد عام 2020 أو قبلها، بعيدا عن أي حشود جماهيرية غاضبة في المستقبل.
يقول الناشط السياسي أحمد الأزهري:”ياسر رزق بلغ به التعريص مداه ، فهو يحلل لقائد الانقلاب ما يحرم علي غيره ،والسبب انه يري ان مصالح البلاد العليا مهدده .. خسئت وخسرت انت وامثالك”.

 



العطش قادم.. هل يودع المصريون “القُلل” وسبيل أم عباس؟


تعمـــد مستمر من العســـكر
 على استغبــاء الشعب المصـــري وخـــداعه
... والتواطؤ على إفقـاره وتجويعـــه ...





انقلاب الفاشي جمال عبد الناصر وحتى وقت قريب استخدم المصريون منتجات الفخار مثل القُلة والزير في حفظ وتبريد المياه وسقاية أهل السبيل، حتى أُطلق عليهما “ثلاجة الفقراء”, فلم يكن هناك ناصية شارع أو ميدان يخلو من القلل، بينما كان الزير هو ملاذ العطشى في الشوارع، فقد كانت الأزيار تنتشر في الطرقات، من فرط الحرص على عمل صدقة جارية، بما يسمى بـ”السبيل” ومنها الأثر المشهور سبيل أم عباس, لسقاية عابرى السبيل العطشى وهو في أغلب الأحيان يكون كصدقة على روح المتوفى.
إلا أن موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أبلغ المصريين بان يجمعوا قللهم وأزيارهم وحتى المبردات –الكولديرات- التي تعمل بالكهرباء، وذلك في تقرير تحدث فيه عن تأثيرات مشروع سد النهضة الإثيوبي الذي شارفت أشغال بنائه على الانتهاء؛ حيث من المنتظر أن يعيد تشكيل السياسات المائية المعقدة بين دول حوض النيل، وسيكون المصريون أكبر الخاسرين بعد دخوله حيز الاستغلال.
.... نظـــرة قــلق ....
وقال الموقع، في تقريره، إن عدة تقارير تحدثت عن الصعوبات التي واجهها هذا المشروع بسبب شبهات الفساد وارتفاع تكاليفه، إلا أن سد النهضة الإثيوبي الكبير الذي انطلقت أعمال تشييده سنة 2011، شارف الآن على الانتهاء، وفي القاهرة، على بعد حوالي 2500 كيلومتر نحو الشمال، ينظر المصريون بقلق كل خطوة في اتجاه اكتمال هذا السد الكهرومائي، الذي يعد الأكبر من نوعه في أفريقيا.


وأوضح الموقع أن مصر تعاني من أزمة مياه بسبب الارتفاع السريع في الطلب على المياه، في ظل سوء إدارة سلطات الانقلاب للموارد المائية، وغياب الاستثمار في البنية التحتية في هذا القطاع؛ وهو ما جعلها حاليا واحدة من أكثر الدول في العالم تخوفا من مستقبل المياه، وطبقا لنسق الاستهلاك الحالي، فإن الأمم المتحدة تحذر من أن مصر يمكن أن تواجه شحا في المياه بحلول سنة 2025، ومن المؤكد أن سد النهضة الإثيوبي سوف يعمق من هذا النقص الحاد.
وأشار الموقع إلى أن النيل الأزرق، الذي ينبع من إثيوبيا، يلتقي مع النيل الأبيض في السودان، ثم يتدفق نحو مصر. ويمثل هذا النهر شريان الحياة بالنسبة للشعب المصري، الذي يعتمد أكثر من 90 % منه على مياه النيل للشرب وريّ المحاصيل الزراعية.
حيــاة أو مـوت
وذكر الموقع أن مصر ظلت لسنوات تعتبر نهر النيل ملكا لها، وفي إحدى المراحل تحدث السياسيون المصريون عن إمكانية قصف سد النهضة الإثيوبي، من أجل الحفاظ على ما يعتبرونه حقهم في مياه هذا النهر. كما صرح عبد الفتاح السيسي في وقت سابق بأنه “لا أحد يمكنه المساس من مياه النيل الخاصة بالمصريين، وهذه مسألة حياة أو موت”.


وعلى الرغم من هذه التصريحات القوية، تعلم عصابة الانقلاب جيدا أن سد النهضة الإثيوبي سوف يصبح أمرا واقعا في المستقبل القريب، ويقول بعض المطلعين على سير المشروع، إنه سيمثل نقلة عميقة في توازنات القوى في حوض النيل، ونوه الموقع بأن أكبر المخاوف المصرية، نابعة من مرحلة البدء بملء الخزان الضخم في هذا السد، والفترة التي ستستغرقها هذه العملية.
وأكد الموقع أن تراجع منسوب مياه النيل سوف يؤدي إلى نقص في الكهرباء في مصر، بما أنه سيؤثر على إنتاج السد الكهرومائي الموجود في أسوان، لذلك ترغب القاهرة في أن يتم ملء الخزان بشكل تدريجي خلال مدة تتراوح ما بين 10 و20 عاما، ولكن إثيوبيا التي استثمرت أموالا ضخمة في هذا المشروع العملاق، ترغب في البدء بجني عائداته في أسرع وقت ممكن، من خلال إنتاج الكهرباء للاستهلاك المحلي، وبيع الفائض لدول أخرى.
وذكر الموقع أن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي التقى برئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي في القاهرة خلال شهر يونيو الماضي، حيث طلب من ضيفه أن يقسم بالله أمام المصريين على عدم المساس بحصتهم من مياه النيل، وهو ما وافق عليه رئيس الوزراء الإثيوبي، في تعمد مستمر من العسكر على استغباء الشعب المصري وخداعه والتواطؤ على إفقاره وتجويعه.




ولاة مصر العثمانيون 19 جيدون و26 سيئون و90 طراطير



. 142 واليا حكموا مصر . تم اعدام وقتل 12 منهم .
العثمانيون أقــاموا نظــام الشورى الانكشارية العســكرية



الدَّوْلَةُ العُثمَانِيَّة، أو الدَّوْلَةُ العَلِيَّةُ العُثمَانِيَّة أو الخِلَافَةُ العُثمَانِيَّة،
 هي إمبراطورية إسلامية أسسها عثمان الأول بن أرطغرل، واستمرت قائمة لما يقرب من 600 سنة،
 وبالتحديد من 27 يوليو 1299م حتى 29 أكتوبر 1923م.
رغم أنه يبدو أنني اتمادى في " الفلاش باك " بالعودة إلى النظام العثماني في مصر والعراق والشام في القرن 18 لعقد مقارنة مع عهد محمد علي . 
إلا أن الموضوع أكبر وأهم وأخطر من هذه المقارنة . فنحن نريد أن نعطي صورة دقيقة عن الحكم العثماني الاسلامي لأن هذا يمس جوهر قضيتنا الآن في مطلع القرن الواحد والعشرين .
 ماهي الدولة الاسلامية التي نستهدفها ؟ ماشكل الحكم فيها ؟ ماهي الضوابط الشرعية لها بحيث لا تتحول إلى حق إلهي في يد البشر؟ 



والحقيقة فهذا هو جوهر هذه الدراسة . فهي ليست دراسة تاريخية أو جغرافية أو استراتيجية مجردة وإن انطوت على كل هذه الأبعاد . 
حقاً المستطيل القرآني تعبير جغرافي ولكننا نبرهن طول الوقت على ضرورة قيام دولة عربية إسلامية على أرضه (المستطيل) قابلة للتوسع شرقاً وغرباً عربياً وإسلامياً باعتبار أن المستطيل هو قلب العروبة والاسلام . 
وإذا لم نقم بذلك فسنظل محط الأطماع العالمية وسنظل عبيداً لأي قوى عظمى تأت لتحتل المستطيل باعتباره مركز العالم الذي لاغنى عنه. وهذه الدولة العظمى الإقليمية لن تكون إلا عربية إسلامية بحكم تكوين شعوب المنطقة وثقافتها ودينها .
 لذلك من المهم أن يكون تصورنا عن آخر دولة إسلامية ( العثمانية) صحيحاً ومنصفاً ودقيقاً للإستفادة من هذه التجربة حتى نقيم دولة راشدة جديدة . 
والذين يدافعون عن الدولة العثمانية بحماس التدين لن يساعدونا في تجنب مواطن الذلل . فبعد مرحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي (مرحلة التشريع) وبعد مرحلة الخلفاء الراشدين لاتوجد تجربة إسلامية كاملة للحكم ، يصح أن نعتبرها نبراساً لنا بدون رؤية نقدية: الدولة الأموية – العباسية – الايربية – دولة المماليك ومن بين هؤلاء دولة السلاجقة وغيرها من الدول الاسلامية عبر 14 قرنا. يجب دراسة تجاربها ووضعها تحت المجهر الإسلامي لنبين حقيقة مالها وماعليها . ورغم أننا تناولنا فيما سبق نشأة الدولة العثمانية وبدايات دخولها للمستطيل القرآني ( الشرق الأوسط ) إلا أن ذلك كان سريعاً بالتأكيد أما هذه المرة فلا نستهدف مجرد إضافة لمزيد من التفاصيل بل محاولة تبين ..
 ( على طريقة تم التوقف والتبين ) خصائص النموذج العثماني بعد وضعه على المعيار الاسلامي النظري النقي ( القرآن والسنة – مبادئ حكم الخلافة الراشدة وحتى الخلافة الراشدة ، ورغم أنها مثل أعلى فلابد أن نميز بينها وبين السيرة النبوية باعتبار الأخيرة – كما ذكرنا – تشريعاً ومبادئ نظرية لاخلاف عليها .



كما أننا سنركز في هذا التقييم على تجربة الحكم الاسلامي العثماني في المستطيل القرآني خاصة مصر التي بحثت فيها أكثر من غيرها وهي بلا شك أهم دول المستطيل بل هي التي امتدت للشام وجزيرة العرب واليمن . 
بحيث لم يبق بعيداً عن مصر محمد علي سوي العراق وبعض امارات الخليج ضمن دول المستطيل وسننظر إلى القرون 16 و17 و18 معاً بالإضافة لمطلع القرن 19 . 
وقد كان تركيزي مؤخراً على القرن 18 ليس في صالح الدولة العثمانية . 
لأنها كانت تتدهور قرناً بعد قرن بينما لا أستهدف الهجوم عليها كما ذكرت وإنما النقد الموضوعي الصريح .وهذا لمصلحة الأمة ولمصلحة القضيةالاسلامية ونموذجها السياسي المرتجى . 
أي أننا لن نعود إلى التقييم الشامل للتجربة العثمانية التي استمرت أكثر من 6 قرون وعلى رأس ذلك ماكان يجري مركزياً في استانبول ثم الأناضول ثم الروميللي (تركيا الأوروبية ) ثم مناطق في شرق أوروبا التي كانت في حضن الدولة العثمانية والأكثر قرباً لاهتماماتها لأن هذا سيكون فعلاً خروجا عن مقتضيات وحدود دراستنا ولكن نذكر في هذا الصدد أننا أشرنا إلى فكرة أساسية عند الحديث عن الدولة العثمانية .
هي أن التجربة العثمانية غلب عليها البعد الجهادي العسكري . 
ثم البعد العسكري عموماً بشكل غير متوازن مع البعد الدعوي والفقهي والعلمي الشرعي بدليل أن هذه التجربة العظيمة والممتدة عبر الزمن لم تخرج لنا جامعة بوزن الأزهر أو الزيتونة أو مساجد العراق  أو المسجد الأموي . 
ولانقول ان هذا البعد الدعوي – الفقهي – العلمي لم يكن موجوداً ولكن لم يكن بالقدر الكافي والمتوازن مع الاعداد العسكري . 
ورغم التطور الإداري في المركز التركي والذي لايمكن نكرانه إلا أنه لم ينعكس في أطراف الدولة خاصة المستطيل . 
ومرة أخرى فإن الدولة العثمانية لم تقدر المستطيل القرآني حق قدره واكتفت بمجرد ضمه والحفاظ على سيادتها الشكلية عليه دون أن تدرك ثقله في الصراع العالمي . 
رغم أنها تصبح دولة خلافة إسلامية تستحق هذا الاسم إلا بضم هذا المستطيل . ولم تهزم ويقضى عليها نهائياً إلا في المستطيل ( احتلال مصر – ثم مايسمى الثورة العربية خلال الحرب العالمية الأولى التي تحالفت مع بريطانيا ضد تركيا. وماتوافق مع ذلك من سايكسن ......ووعد بلفور والمشروع الاستيطاني اليهودي في فلسطين ) ولاشك أن من أهم المنابع الدعوية والفكرية للدولة العثمانية تتمثل في بعض الطرق الصوفية . وإن كنا لا ننكرالطابع الجهادي لهذه الطرق . 
كما هو حال بعضها في إفريقيا . وماتمثله من منابع روحية تغذي العقيدة بالدماء الحارة إلا أنها لاتخلو من مغالاة وخروج من بعضها عن العقيدة القويمة. 
كما أنها لاتمثل طبعاً عصفاً للفقه الاسلامي أو العلم الشرعي عموماً، كذلك فإن الإهتمام بالمستطيل القرآني مسألة إستراتيجية مركبة على رأسها الإهتمام الفائق باللغة العربية. الاهتمام بتطوير المراكز العلمية في العواصم العربية والشرقية ومصر وجزيرة العرب باعتبارها هي المؤهلة بحكم امتلاك اللغة العربية للقيام بالدور الفقهي الأساسي . 
كذلك الإهتمام بالقوة العسكرية المسلحة في مصر والشام والعراق وسائر الجزيرة العربية وهذا مالم يحدث فقد كانت القوة المسلحة التابعة للمركز العثماني في مصر تافهة في مواجهة أي خطر خارجي وهذا ماظهر خلال الحملة الفرنسية بل ظل الاعتماد على ايفاد قوات من المركز عند الأزمات مثل مواجهة الدولة الصفوية في العراق . أما اليمن والهند فتم الاعتماد على مصر . 
ولكن القوة المسلحة العثمانية في مصر ظلت تضمحل وسريعاً مع الأيام وبمجرد انتهاء القرن 16 كان لابد إذاً من تجنيد شعوب المنطقة في الجيش العثماني المركزي وإقامة الصناعة الحربية وعدم الاكتفاء باستانبول . 
والاهتمام بالاقتصاد عموماً وهو أمر كان غفلاً لدى معظم الولاة العثمانيين ولم تكن ثمة خطة مركزية في هذا الصدد . فالاقتصاد عندهم لم يزد عن متابعة التجارة . 
وجمع الخراج من الأرض الزراعية..دون أي إهتمام كاف بتطوير العمل الزراعي والصناعي والحرفي ... حتى عندما جاءت الثورة الصناعية لم يدرك أهميتها العثمانيون كما أدرك محمد علي كذلك تحولت القيادة العثمانية للمنطقة إلى قيادة بيروقراطية ولاتهتم بكل مناحي الحياة الثقافية والسياسية والأدبية وعدم الاهتمام بمعيار الكفاءة والاعتماد على معيار الثقة أساساً. مع تغييب الشورى إلى حد إعتبارها نوعاً من إساءة الأدب مع الباب العالي والموافقة على قراراتها تحت الضغط وبصورة مؤقتة لحين الانقضاض عليها ... كذلك ضعف الاهتمام بالعدل الاجتماعي .. ..
وعدم إعطاء الفقراء والمساكين الأهمية الواجبة التي طالما حث عليها القرآن الكريم كذلك غياب الشورى بالنسبة للشعوب الاسلامية على المستوى المركزي وهو الأمر الذي تم الالتفات له بعد فوات الآوان في الهزيع الأخير من عمر الدولة . 
والآن لنبدأ عملية جرد قمنا بها لولاية مصر مع ملاحظة أن الأوضاع في الشام والعراق واليمن كانت أسوأ . 
فقد كان السلاطين فعلاً يدركون أهمية مصر ولكن ذلك ظل عادة في الاطار البيروقراطي لذا سنرى ما الذي جرى في مصر على مدار 3 قرون . 
الآن نقدم وثيقة تاريخية غير مسبوقة . 
قمنا بصناعتها بأنفسنا من خلال الإعتماد على مختلف المصادر التاريخية الموثوقة ( مصرية – تركية – عالمية ) وستقرأون إحصاءات لم يقم بها أحد من قبل في حدود علمنا . وهي متعلقة بمصر وحدها وهي عينة ممثلة للمنطقة بصورة جيدة لأن استانبول كانت تضع مصر في مقدمة اهتماماتها .


عدد الولاة الذين حكموا مصر خلال 3 قرون :142 واليا
 في القرن 16 ... 25 والي 
( 83 سنة فقط من القرن بدءاً من 1517)
  في القرن 17 ..  54 والـي 
 في القـرن 18.. 56 والـــي 
في القرن 19...7 ولاة 

 في ست سنوات فقط 
بسبب استيلاء محمد علي وأسرته على الحكم منذ 1805


كثرة الولاه في حد ذاته معيار خطير على سوء الإدارة لأن الفترة القصيرة جداً للوالي لاتتيح له أن يفهم الأوضاع ثم يبدأ في العمل والتطوير فهو لم يكد يبدأ يفهم حتى يطاح به . وسنجد تدهور حتى في هذا المعدل . ففي القرن 16 كان المعدل 3 سنوات للوالي الواحد ثم تحول إلى أقل من سنتين للوالي الواحد في القرنين 17 و18 أما في مطلع القرن 19 فقد وصل لأقل من عام واحد للوالي الواحد وهذه مهزلة في حد ذاتها لاتقبل عادة لمدرب فريق لكرة القدم أو رئاسة شركة . 
الوالي بهذا الأسلوب لا يمكن ان يكون قائداً حقيقياً بل يتحول إلى مجرد رمز للسيادة المركزية ومدة الولاة أقل من ذلك بكثير ففي القرن 16 استمر اثنان من الولاة 20 سنة ( 11 سنة و9 سنين ) وهذا يوضح أن الباقيين استمروا أقل من 3 سنوات .
وفي القرن 17 استمر والي واحد 25 سنة في موقعه ( متوسط الكفاءة !!) وهذا يعني بقاء باقي الولاه أقل من سنتين بكثير!!
والآن ننتقل إلى تصنيف آخر للولاة من حيث الكفاءة إلى ثلاثة انواع :
1- ولاة جيدون
2-  سيئون
3- بلا سلطات إطلاقاً لهيمنة المماليك عليهم .

 وحتى لانزيد في الاحصاءات فلابد أن يكون واضحاً أن كل قرن كان أسوأ من الذي كان قبله بمعنى أن عدد الولاة الجيدين في تناقص مستمر لحساب عدد الولاة السيئين والمعدومي السلطة والأخيرون سيزيدون جداً في المرحلة الأخيرة ومن الطريف ان نؤكد أن الوالي الجيد قد يكون حسن الأخلاق ولكن ضعيف إدارياً وإلا لتناقص عددهم بشكل خطير . أما الوالي السئ فهو ليس مجرد سئ بل مجرم سفاك للدماء ونهاب للمال . 
حتى لقد وصل الأمر عند المؤرخين إلى مدح بعض الولاة فيقولون ( لم يكن سفاكاً للدماء !! وكأن سفك الدماء هو الأصل ) . 
ولقد وضعنا في هذه الخانة ( السوء ) من حاول أن يضبط انفلات العسكر فغلب على أمره أو قتل لأن هذا يعني أنه فاشل أو أن من عينه لم يعطه القوة التي تساعده على مواجهة انحراف العسكر العثماني والمماليك . أما الخانة الثالثة ( بلا سلطات ) فتعني الولاة الطراطير الذين كانوا مجرد دمية في يد المماليك أو سجناء في القلعة . وقد ازداد عددهم مع مرور الأيام
وكانوا معظم الولاة في القرنين 17 و18 !!
ولاة جيدون      19
ولاة سيئون      26
ولاة بلا سلطات  90
المجموع =      135
وذكرنا أن عدد الولاة كان 142 وهذا الفارق المحدود بسبب أن بعض الولاة تكرر تعيينهم كما تولى ولاة مؤقتون للمنصب لحين مجئ الوالي الرسمي ( قائم مقام ) وهؤلاء كانوا يستمرون لفترات غير قصيرة جداً.
إحصاء ثالث :
 من بين هؤلاء الولاة انتهي حكم 12 منهم بالقتل أو الإعدام ، 5 منهم ماتوا بالقتل بأمر من السلطان أو المماليك أو الانكشارية أو الجمهور !! 7 منهم ماتوا بالاعدام الرسمي في استانبول بسبب نهبهم للأموال غالباً وليس بسبب سفكهم لدماء الرعية !!
ويدخل في النهب فرض ضرائب إضافية على الرعية بدون إذن رسمي . ومع ذلك يدخل إعدام هؤلاء في خانة الإيجابية ولكن مع الأسف فإن الإعدامات لم توقف مسلسل جرائم الولاة لأن آليات التعيين وقصر المدة تساعد على الانحراف .
هذا هو العمود الفقري للمعلومات التي تتحدث بنفسها عن سوء الأحوال ولكن لابد ان يكسو هذا العمود الفقري ببعض اللحم والشحم والدم لتصبح الأمور أكثر وضوحاً وأكثر إنصافاً .
التنظيم الإداري لسليم الأول :
قبل أن يغادر مصر بعد فتحها وضع السلطان سليم الأول نظاماً إدارياً لمصر يكفل دوام تبعيتها للعثمانيين وضمان عدم خروج ولاتها عن الطاعة وذلك بتقسيم السلطة فيها إلى ثلاث قوى يقف كل منها للآخر بالمرصاد وهذه القوى الثلاثة هي :

* قوة الباشا الحاكم وواجبه إبلاغ الأوامر السلطانية لرجال الحكومة والشعب ومراقبة تنفيذها .
* قوة الجيش ( الوجاقات ) : وقد عين للإقامة في القاهرة والمراكز الرئيسية بالبلاد ستة آلاف فارس وستة آلاف جندي من المشاه مقسمين إلى ستة وجاقات أي ستة فرق وهي: - وجاق المتصرفة - وهو مؤلف من نخبة الحرس السلطاني .
- وجاق الجاويشية – وهو مؤلف من صف ضباط الجيش السلطان سليم وعهد إليه جباية الخراج . ( لاحظ أننا نستعمل هذا التعبير حتى الآن الجاويش أو الشاويش لصف الضباط في الجيش و الشرطة )
- وجاق الهجانة – لحراسة الحدود .
- وجاق التفقجية أي حملة البنادق .
- وجاق الانكشارية وهو أهم الوجاقات فالانكشارية كانوا هم القوة المحاربة الأولى في الجيش العثماني ومهمتهم الرئيسية المحافظة على البلاد .
- وجاق الغرب
وكان على رأس كل وجاق ضابط يلقب بالأغا يساعده الكخيا ( أي النائب ) والباش اختيار الدفتردار والخازندار والروزمانجي ومن اجتماع هؤلاء الضباط من سائر الوجاقات يتألف مجلس شورى الباشا أو الديوان الذي لايقضي الباشا أمراً إلا بمصادقتهم – ولهم أن يوقفوه عن اتخاذ أي إجراء وأن يستأنفوا قراراته إلى ديوان السلطان باستانبول ولهم أيضاً أن يطلبوا عزله إذا اشتبهوا في تصرفاته ومقاصده .
(3) قوة المماليك :
رأى السلطان سليم الأول في وجود المماليك إلى جوار القوتين السابقتين مايحفظ التوازن بين الباشا والوجاقات. 
وكان قد عرض على طومان باي حاكم مصر المملوكي بعد مصرع قنصوه الغوري أن يبقى على رأس مصر في مقابل إعترافه بتبعيته وسيادة العثمانيين في مصر ولكنه رفض وهذا يحسب إيجابياً للسلطان سليم حيث كان حكم المماليك في تلك الآونه امتداداً لعهودهم الزاهرة وإن طرأ عليهم الضعف بالمقارنة مع العثمانيين ولكنهم كانوا يحاربون البرتغال دفاعاً عن الأراضي المقدسة في الحجاز وفي البحر الأحمر والمحيط الهندي . 
وأيضاً تأكيداً لمعنى اندماج نظامين اسلاميين وليس مسألة استعمار من تركيا للشام أو مصر ... ولكن طومان باي قاتل حتى قتل..
أصدر سليم الأول أمره بإيقاف عملية القتل في المماليك بعد أن بلغ عدد قتلاهم عشرة آلاف ونودي عليهم بالأمان ودعوا للظهور للإضطلاع بدورهم في الحياة الجديدة حيث عهد إليهم بإدارة مصر لحساب الحكم العثماني فقسمت مصر إلى 24 وحدة إدارية ( سنجقية والأصغر كاشفية ) على ان يكون السناجق والكشاف من المماليك . وجعل مهمتهم جمع أموال الخراج والمحافظة على الأمن ومنح السنجق رتبة بك .
على كل مافي هذا التوجه من إستنارة وإعتماد على عناصر قيادية إسلامية من داخل البلد فالمماليك أصبحوا مصريين أصلاء وكانوا قادة البلاد لأكثر من قرنين من الزمان إلا أن هذا الترتيب الإداري وإن كان قوياً في المدى القصير وربما على مدار ماتبقى من القرن السادس عشر . 
إلا أنه حمل بذرة فنائه منذ البداية .نلاحظ منذ البداية الأولى مايلي :
*أن مهمة الوالي مجرد ابلاغ أوامر السلطات ومراقبة تنفيذها فهو ليس لديه أي نوع من الصلاحيات المحلية أو الصلاحيات العامة المحدودة وهذا يؤكد أن شخصية الوالي لابد أن تكون بعيدة عن المبادرة والمعروف أن النظم الإتحادية حتى الفيدرالية لابد أن تعطي مساحة من المبادرة الخاصة والصلاحيات في حدود الإقليم أو الولاية . 
فهل كان يمكن الأندلس أن تدار من دمشق بهذه المركزية أم لابد أن تأخذ اللامركزية مساحتها المنطقية ( نقول هذا في عهد الدولة الأموية على سبيل المثال ) .
*ومايترتب على السلطة التنفيذية يسري على السلطة التشريعية فلابد لأي ولاية أن يكون لها مساحة للتشريع المحلي المرتبط بالظروف الخاصة وبالذات حين نتحدث عن بلاد أصيلة ومركبة مثل مصر والشام أو العراق . 
وإن كان ذلك في إطار الشريعة الاسلامية التي يتسع حكمها وتتسع معاييرها لكل أشكال التنوع البشري والمتغيرات .
*نلاحظ العسكرة في النظام السياسي حتى تحولت الشورى إلى شورى عسكرية مع قادة الوجاقات ( الوحدات العسكرية ) بل أصبحت هذه الشورى ملزمة للوالي أو على الأقل تملك حق الطعن والفيتو ورفع الأمر للآستانة . وهذه شورى ممتازة إذا كانت بين أولي الأمر من العلماء والقادة وأهل الرأي والفكر ( العقدة والحل ) ولكننا رأينا أنها شورى عسكرية.

حقاً إن العسكر خاصة الانكشارية كانوا يربون تربية عقائدية ولكنها ليست هي التربية المؤهلة للقيادة السياسية الشاملة . فبدلاً من الدعاة أو الحزب الاسلامي المركزي أو خريجي معاهد خاصة لإعداد القادة نجد هذه الروح العسكرية والتي كانت مرشحة للتدهور السريع بحكم تكوينها أو طبيعتها . بل سنرى كيف تحولت الإنكشارية إلى نوع من المماليك المتخلفين وكيف ساهموا في هدم الدولة وضرب الشورى على المستوى المركزي إلى حد قتل وتصفية السلاطين وفرض سلاطين آخرين !

*الاستعانة بالمماليك كحزب إسلامي حاكم في مصر قبل مجئ العثمانيين فكرة صائبة من حيث المبدأ فالفتح الإسلامي خاصة بين بلاد إسلامية ( كما هو مع بلاد غير إسلامية لايقتضي استئصال الطبقات الحاكمة الأصلية وهذا مفهوم جديد في العلاقات الإنسانية الدولية . ورؤية إسلامية صائبة تستهدف الإستيعاب والامتصاص والإندماج الطبيعي . ولكن هذه العملية تحتاج لفرز على أساس الكفاءة والصلاحية . ولايمكن أن تؤخذ هكذا بالجملة لإراحة النفس خاصة في إطار دولة إسلامية كبرى موحدة . وفي المقابل فإن تطوير التعليم والأزهر من شأنه توفير دماء جديدة للبناء الإسلامي . وكل هذا ربما لم يرد على ذهن العثمانيين ولم يكن بمقدورهم تنفيذه لأنه ليس في إطار قدراتهم وتصوراتهم .
والآن سنقدم عرضاً تحليلياً شديد الإختصار لمرحلة حكم العثمانيين لمصر على مدار 3 قرون مع ربط ذلك بالحالة العامة المركزية للدولة العثمانية وكل ذلك بهدف شرح وتحليل الرؤية السابقة الواردة في هذا الفصل . وبهدف استشراف المعنى الصحيح للدولة الإسلامية المرتجاه بإذن الله تعالى .
تولية خاير بك ( باشا) كأول والي لمصر :
هكذا بدأ السلطان سليم وهو في مصر توليه أول والي وقد كان من قيادات المماليك حاكم حلب السابق الذي ساعده على فتح مصر وهو خاير بك الذي أصبح باشا . 
ومن أخطاء السلطان سليم أنه أبطل النقود القديمة ليضرب نقوداً جديدة تحمل إسمه دون ان يراعي انها كانت أخف من القديمة بمقدار الثلث فخسر الناس في ذلك ثلث أموالهم والمعروف الذي درسناه في المدارس ان السلطان سليم أخذ معه لإستانبول عدداً كبيراً من أرباب الصنائع، المهندسين والبناءين والنجارين والمرخمين والمبلطين وطائفة من الفعلة وقد ترتب على هذه العملية تعطل خمسين صناعة في مصر على مايقول إبن إياس وهو المؤرخ المصري الذي لم يحمل كثيراً من الود تجاه العثمانيين ! ولكن هذه الواقعة صحيحة ( نقل الحرفيين ) ولكن لابد من الإشارة إلى أن خلفه سليمان القانوني وكان أكثر رجاحة في العقل والحكمة، خّيرهم بعد سنوات بين البقاء في اسطنبول أو العودة لمصر ولكن حتى إن عادوا فلا شك إن الحرف في مصر اختل عملها بسبب هذا النقص المفاجئ للخبرة لعدة سنوات . ويواصل ابن إياس غضبه على السلطان سليم الأول ولوعته من أجل مصر فيقول أن السلطان خرج (متجهاً إلى حرب الصفويين ) محملاً بما غنمه والذي احتاج لحمله ألف جمل . 
حملت كلها بالذهب والفضة والتحف والأسلحة والصيني والنحاس المكفت التي وصلت إلى حد إقتلاع الأعمدة الرخامية والزخارف والنقوش وكل ماله قيمة فنية في قصور أمراء المماليك وأعيان الناس . 
كما أضاف إن ابن عثمان هتك حريم مصر ، وما خرج منها حتى غنم أموالها وقتل أبطالها ويتم أطفالها وأسر رجالها وبدد أحوالها وأظهر أهوالها فلاحول ولاقوة إلا بالله .
وبالتأكيد هذه ليست ممارسات إسلامية مع افتراض صحتها (ولابن إياس مصداقية كبيرة كمؤرخ ) وهي صحيحة بشكل عام فبين المسلمين لاتوجد مغانم ولا أسرى .
والواقعة الأخطر من نقل الحرفيين أن السلطان سليم الأول أصدر أمره بترحيل طوائف من أعيان الناس . مابين قضاة ونواب قضاة وأكابر من المسلمين والمسيحيين واليهود والتجار والوراقين إلى اسطنبول ليقيموا بها إقامة إجبارية فيكونوا أشبه بالرهائن ( وهذا هو الأسلوب العسكري ) من ناحية ولكي يألفوا الحياة العثمانية في عاصمة الدولة  من ناحية أخرى ولابأس من ذلك ولكن ليس بالإجبار .
السلطان سليمان القانوني ومصر :
بعد فتح مصر بـ 3 سنوات مات سليم الأول وتولى ابنه سليمان الحكم عام 1530 وعمره 28 عاماً وحكم خمسين سنة بلغت الدولة العثمانية اوج مايمكن أن تصل إليه دولة من العظمة والذي سيلقبه الأوروبيون بسليمان العظيم . 
أما رعايا دولته فيطلقون عليه سليمان القانوني لكثرة ماوضع من أنظمة قانونية توخى من ورائها تحقيق العدل من خلال سيادة القانون .
أي حاكم عثماني رشيد لابد أن يضع مصر في قمة أولوياته لأهميتها الاستراتيجية وهذا مافعله السلطان سليمان منذ البداية حيث أطلق سراح الخليفة المتوكل ( آخر خليفة عباسي وكان يعيش في القاهرة في آخر عهد المماليك وكان أبوه سليم الأول قد نفاه خارج إسطنبول واعتقله فأعاده إلى اسطنبول ورتب له نفقة شهرية ثم أعاده إلى مصر كما سمح – كما قلنا – لكل المصريين ( حرفيين أو علماء ) الذين فرض أبوه عليهم الإقامة الجبرية في اسطنبول أن يعودوا إلى مصر وأجرى تعديلاً للنظام الإداري في مصر بحيث يجعل المماليك جزءاً مؤسسياً وغير متفلت من الإدارة فأنشأ وجاقاً سابعاً لهم . 
وبهذا أصبحت عدة الجنود في مصر عشرين ألفاً . ولكن ظل وجاق الانكشارية هو أهم الوجاقات السبعة وقائده هو المقدم والرئيس على سائر الوجاقات الأخرى .
كما أعاد تنظيم الديوان الكبير وانشأ إلى جواره ديواناً آخر دائماً . 
فأما الديوان الكبير الذي كان يتألف من قادة الوجاقات الستة فقد أضيف إليهم قادة الوجاق السبع المملوكي يضاف إليهم أمير الحج والقاضي الأكبر والمفتيون الأربعة والأئمة الأربعة ورؤساء المشايخ والأشراف. (موسوعة تاريخ مصر – أحمد حسين – دار الشعب – القاهرة – 1973)
وأصبح من حق هذا الديوان إصدار كل القرارات التي لايتعلق صدورها بالباب العالي ولايملك الباشا الوالي إلا ان يصدق على هذه القرارات . على أن هذا الديوان لم يكن ينعقد إلا بدعوة من الباشا ويمكن أن يوصف هذا الديوان بأنه مجلس شورى وإن زادت فيه الجرعة المدنية ظلت تغلب عليه الصفة العسكرية .
أما الديوان الصغير الدائم الذي ينعقد يومياً فكان يتألف من كتخدا الباشا ( نائبه) والدفتردار والروزنامجي ومندوب من كل وجاق . ولكن ماهي وظائف هذه المناصب ؟!


.

الجمعة، 28 ديسمبر 2018

أول ظهور للسيسي في السينما.. طفل يبحث عن “الفكة”..


.. أول ظهور للسيسي في السينما ..
 طفـل يبحــث عن “الفكــــة”
.. إختشي يا واد يا بلحة ..


من فيلم سينمائي “أبيض وأسود” يظهر فيه السيسى وهو طفل.
المشهد الذى لم يستغرق دقائق، ظهر فيه “السيسي” وهو يردد في المشهد تلك العبارة: “اديني الحلاوة بقي يا خالتي أم محمد، أهو سي محمد جه تحت، فترد عليه الممثلة: “من عنيا الاتنين”، في حين ترد ممثلة ثالثة على اعتبار أنها والدته: اختشى يا واد يا بلحة يلا على البيت أنا جيه وراك”.
وسبق أن ظهر المنقلب في مشهد سينمائي آخر، وهو في مرحلة الشباب، حيث تواجد الممثل الانقلابي في فيلم “الوفاء العظيم” والذي مثل فيه مع الفنان محمود ياسين، نجلاء فتحي، كمال الشناوي، سمير صبري، ويظهر السيسي في دور ضابط بالجيش.
سر تسمية “بلحة”
وحول تسمية عبد الفتاح السيسي باسم “بلحة” أكد ناشطون أن تسمية “بلحة” عندما يرون أنه قام بما عليه تجاه الشعب في ظل المعاناة التي يعانيها فهو بذلك يذكرنا جميعا بشخصية “بلحة” المريض النفسي الذي طالما هرب من مستشفى الأمراض العقلية مُصرًّا على أنه في حالة عقلية جيدة.
نشرت صفحة تلفزيون “وطن” على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” مقطعا صغيرا من فيلم سينمائي “أبيض وأسود” يظهر فيه عبدالفتاح السيسى وهو طفل.
المشهد الذى لم يستغرق دقائق، ظهر فيه “السيسي” وهو يردد في المشهد تلك العبارة: “اديني الحلاوة بقي يا خالتي أم محمد، أهو سي محمد جه تحت، فترد عليه الممثلة: “من عنيا الاتنين”، في حين ترد ممثلة ثالثة على اعتبار أنها والدته: اختشى يا واد يا بلحة يلا على البيت أنا جيه وراك”.


وسبق أن ظهر المنقلب في مشهد سينمائي آخر، وهو في مرحلة الشباب، حيث تواجد الممثل الانقلابي في فيلم “الوفاء العظيم” والذي مثل فيه مع الفنان محمود ياسين، نجلاء فتحي، كمال الشناوي، سمير صبري، ويظهر السيسي في دور ضابط بالجيش.
سر تسمية “بلحـــة”
وحول تسمية عبد الفتاح السيسي باسم “بلحة” أكد ناشطون أن تسمية “بلحة” عندما يرون أنه قام بما عليه تجاه الشعب في ظل المعاناة التي يعانيها فهو بذلك يذكرنا جميعا بشخصية “بلحة” المريض النفسي الذي طالما هرب من مستشفى الأمراض العقلية مُصرًّا على أنه في حالة عقلية جيدة.
وتفاعل النشطاء مؤخرا مع اعتماد شركة “تويتر” لقب “بلحة” كرمز لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
وأظهر “تويتر” الحساب الرسمي لعبدالفتاح السيسي كنتيجة أولية لعملية البحث عن لفظة “بلحه” أو “بلحة” وجاء ذلك بعد فترة طويلة من استخدام النشطاء بشكل مكثف كلمة “بلحة” للدلالة على “السيسي”.
ويطلق المصريون لقب “بلحة” على من لا يفقه شيئًا ويفتقر للخبرة والمعرفة، وتعود خلفية اللقب عند المصريين إلى مشهد من الفيلم السينمائي “الدنيا على جناح يمامه” بطولة النجم الراحل محمود عبد العزيز، والذي جرى إنتاجه 1989.



كان المغني رامي عصام قد أنتج قبل أقل من شهر أغنية باسم “بلحه” كنوع من أساليب المعارضة السياسية عبر الغناء والفن، ولاقت الأغنية رواجا كبيرا بين المصريين، حيث تجاوز عدد مشاهديها على موقع “يوتيوب” أكثر من ثلاثة ملايين خلال أيام.
وعرض مقدم البرنامج الساخر يوسف حسين على تلفزيون العربي مقطع فيديو عبارة عن لقاءات مع عدد من المصريين في الشارع وبمجرد سؤالهم عن هوية بلحة يصرحون أنه السيسي.
وتعددت القاب السيسي مثل: الخسيسي، الانقلابي، العجلة، السفاح، بلحة، ومنها ما أطلقته عليه الصحافة الغربية والعالمية مثل الأخرق، وأخرى أطلقها السيسي على نفسه كطبيب الفلاسفة، النتن، أوميجا.


لماذا تتصاعد المطالب في اليمن لإعادة إحياء اللغة اليمنية القديمة ؟



ما لغة حمير وأقاصي اليمن بلغتنا، ولا عربيتهم كعربيتنا
(أبو عمر بن العلاء)


أيقظ استيلاء الحوثيين في اليمن على السلطة في ربيع العام 2014 نعرات عديدة كانت نائمة، مذهبيا، وسُلاليا، ومناطقيا، فتركيبة وبنية الحركة الحوثية تقوم على الادعاء بالانتماء إلى السلالة الهاشمية العدنانية والزعم بأحقية الاصطفاء الإلهي في الحكم والولاية دون غيرهم. ادعاء لا يُعد مستحدثا أو منقطعا عن سياقاته التاريخية، حيث تكرر استدعاء هذا الحق كثيرا في التاريخ اليمني، وفي الحين الذي تعود معه هذه الدعوة الدينية لتسلم زمام السلطة، تظهر على إثرها ردة فعل معاكسة عنيفة، تتمثّل هذه المرة في تيار القومية اليمنية "أقيال"، التيار الشبابي الذي يقود مسألة إحياء القومية اليمنية القحطانية، وينادي بإعادة استحضارها ومآثرها ورموزها وتقويمها السنوي ولغتها الخاصة.
  ولذلك، يمكن القول إن ثمة حربا أخرى تعيشها اليمن اليوم، مساحتها ليس الميدان السياسي، بل مساحة التفاعل الاجتماعي بما يتبعه من امتدادات على مواقع التواصل، وهي بذلك يمكن وصفها باعتبارها حربا هوياتية يقودها "أقيال" اليمن، تهدف في المقام الأول إلى مواجهة ما يصفونه بالاستعلاء الهاشمي، وسعيهم للاستئثار بالسلطة السياسية والاجتماعية. 
دعوة "أقيال" ترتكز في جوهرها على الافتخار بالتاريخ اليمني وإرثه الحضاري، بما في ذلك مسألة إحياء اللغة اليمنية القديمة (الجنوبية) التي تعرضت لطمس وتهميش أدى إلى موتها في مقابل صعود العربية الفصحى (الشمالية)، وهي الثنائية التي ما زالت ترسم ملامح الصراع في صيغته السياسية بين الشمال والجنوب، وما يلحقها من مطالبات بالاستقلال، الهوياتي قبل تمثّله بالصيغة السياسية.
اللغة اليمنية القديمة
تُشير العديد من الكتابات اللغوية المتخصصة إلى أن اللغة اليمنية القديمة من أقدم اللغات السامية، فاليمن أقدم موطن للغات السامية، وقد وصلت إلينا هذه اللغة بواسطة النقوش الكثيرة المدونة على الصخور والنقود وجدران الهياكل والمذابح، ومعظم هذه النقوش ظهرت في بلاد اليمن، إضافة إلى أجزاء من شمال بلاد الحجاز وبعضها في المناطق الشمالية لبلاد كنعان[1]. 
ويُطلق علماء اللغة على اليمنية القديمة اسم العربية الجنوبية أو القحطانية، كما يُطلقون عليها أسماء تنتسب إلى لهجاتها المنطوقة، سواء كانت الحميرية أو السبئية. 
وتختلف هذه اللهجات اختلافا كثيرا عن العربية سواء تعلق الأمر بمظاهر الصوت أو الدلالة ووصولا للقواعد والأساليب، وبالاطلاع على مجموعة من النقوش المكتشفة تتضح الفوارق بينها وبقية اللغات واللهجات.




ظلت اللغة اليمنية القديمة تعتمد خط المسند، وهو خط حميري يمكن ملاحظته بكثرة على الحجارة والقصور، وهناك العديد من الصور التي تُبيّن استخداماته. تتضمن أبجدية الخط العربي الجنوبي "المسند" 28 -29 حرفا، وتكتب حروف المسند من اليمين إلى الشمال مع إمكانية كتابتها بطريقة معاكسة، إلا أن الأفضلية تتجه نحو كتابتها من اليمين لليسار. يعتبر عدد من الباحثين خط المسند من أبرز وأقدم الأقلام السامية، فقد استعمله المعينيون أولا ثم السبئيون الذين تفننوا فيه وبفضله حفظت الكتابات السبئية أعمالهم خاصة في المعابد والجدران والنصب. 
كما انتقل هذا الخط لشمالي الجزيرة العربية ومناطق المستعمرات المعينية والسبئية بانتقال الجنوبيين تحت تأثير الهجرات والتجارة وغيرها[2]،
وقد كان للحاميات المعينية والسبئية التي كانت تجوب شبه الجزيرة العربية لحماية طرق التجارة والقوافل التجارية أثرها البالغ في انتشار اللغة اليمنية وخط المستند، حيث انتقلت كتابة المستند مع التجار والمهاجرين إلى مناطق شتى وانتشرت في بقاع مختلفة، فأثّرت في الكتابات واللغات الشمالية الأخرى كالثمودية واللحيانية وغيرها.
وعلى الرغم من انتشارها وتوسعها في تلك الفترة، فإنها اندثرت بعد تسرب عربية الشمال قبيل ظهور الإسلام، حيث يرجع ذلك إلى عوامل يتداخل فيها الديني مع الاجتماعي بالجغرافي والسياسي، حيث كُتب النصر في الأخير للهجة قريش الفصحى، فطغت على جميع اللهجات واستأثرت بميادين الأدب والشعر والخطابة بين القبائل العربية، وقد تم لها ذلك قبل بعثة النبي محمد..

اللغة اليمنية القديمة واللغة العربية الفصحى.أي علاقة؟
إن العلاقة بين اللغة اليمنية القديمة والعربية الفصحى هي مثار جدل وخلاف، ولم تكن منحصرة في صفحات التاريخ، بل ما زالت رحاها دائرة حتى يومنا كما أشرنا في بداية التقرير، ولعل النقاش الذي يدور اليوم في الفضاء الاجتماعي والثقافي اليمني حول إعادة إحياء اليمنية القديمة وانفصالها عن العربية الفصحى يعطينا انطباعا بعدم هامشية هذه القضية، بل باعتبارها متجذرة في الأذهان، حيث ما تلبث أن تخفت حدة حضورها على الساحة، حتى تدفع التغيرات السياسية والصراعات وما يتصل بعلاقات الهيمنة لإعادة بعثها كأداة تعريف هوياتي في مقابل الآخر.
ساد في تاريخ العرب القديم تداخلات لغوية عديدة تتضح لنا من خلال الكثير من الدراسات؛ حيث يتحدث بعضهم حول الصراع اللغوي الذي يؤدي في معظم الأحيان إلى انتصار لغة على أخرى، وبالتالي هيمنتها الثقافية، وهو ما تجلّى مثلا في لغة قريش بتغلّبها على بقية اللهجات، بحيث أصبحت هي اللغة الفصحى لاعتبارات متعددة من قبيل قربهم من البيت العتيق بجوار السلطة الروحية والدينية، وكذلك احتكاكها في تلك الفترة مع بقية اللهجات، إضافة إلى اعتبار قبائل العرب في تلك الفترة أفصح العرب وأصفاهم، لتحصل بذلك الغلبة للعربية، والتي وصلت أوجها مع بداية الرسالة واعتمادها لغة للوحي والقرآن..
وفق ما سبق، يبرز لنا اتجاهان منفصلان يتناولان العلاقة بين اللغتين وعلاقات التأثر والتأثير بينهما، فهناك من يعتبر اليمنية القديمة لهجة من لهجات العربية الكثيرة وجزءا منها، وهناك من يعتبرها لغة لا تمت للعربية بصلة، وهي لغة منفصلة بحد ذاتها تعرضت للابتلاع من العربية الفصحى لأسباب تتعلق بعلاقات القوى والهيمنة التي كانت سائدة في تلك الفترة، وما تحمله من صلات دينية.


يعتبر الاتجاه الأول اللغة اليمنية القديمة لهجة من لهجات العربية، حيث إن العربية بحسب هذا الاتجاه مرت بتطور إلى أن أصبحت عربية فصيحة بصيغتها التي طغت، أي إنها وإن قامت في مرحلة تكوينها على أساس لهجة قريش، فإنها استمدت كثيرا من خصائصها من اللهجات العربية المختلفة ومنها اليمنية القديمة، واستمرت على هذا الوجه تنمو وتزدهر إلى أن تكّون إطارها العام وأصبح لها كيان مستقل يعيش إلى جانب اللهجات المختلفة..
ويعد أهم من تبنى هذا الرأي المؤرخ العراقي المعروف جواد علي صاحب كتاب "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام"، حيث يعتقد جواد علي أن كل لغات العرب عربية وإن اختلفت وتباينت، وما اللغة التي نزل بها القرآن الكريم إلا لغة واحدة من تلك اللغات، ميزت من غيرها واكتسبت شرف التقدم والتصدر بفضل الإسلام وبفضل نزول الكتاب بها، فصارت اللغة العربية الفصحى ولغة العرب أجمعين، مقسما إياها إلى ثلاث مجموعات حسب أداة التعريف المستخدمة، المجموعة الأولى هي مجموعة "أل" وتشمل ما اصطلح على تسميته العربية الشمالية، أداة التعريف في أول الاسم، والمجموعة الثانية هي مجموعة "ن" أو "ان" وتشمل ما اصطلح على تسميته العربية الجنوبية، أداة التعريف في آخر الاسم، والمجموعة الثالثة هي مجموعة "ه" أو "ها" وتشمل ما اصطلح على تسميته اللحيانية والثمودية والصفوية، أداة التعريف في أول الاسم..
وبحسب جعفر دك الباب في بحثه عن أسرار اللسان العربي، فإن هناك اختلافات في نمط البنية القواعدية والصرفية والنحوية لهذه المجموعات اللغوية الثلاث من اللسان العربي، كما أن هذه الاختلافات تعكس بالضرورة أطوارا مختلفة من مسار التطور التاريخي للسان العربي الواحد في أحقاب زمنية متباعدة، فمجموعة اللهجات العربية الجنوبية التي استخدمت أداة التعريف "ان" تُمثّل الطور القديم الأول من أطوار اللسان العربي، بينما تُمثّل أداة التعريف "أل" الطور الثالث وهو الأكثر فصاحة وإبانة. وبالتالي فإن لغة القرآن ليست في الواقع لغة لهجة واحدة، بل هي عبارة عن مجموعة اللغات اللهجات العربية..
وهذا الاتجاه اليوم لا يُمثّله فقط متخصصو اللغة كما سبق تناوله، بل الكثير من معارضي تيار القومية اليمنية اليوم، ذلك على اعتبار أن القول بعدم عربية اللغة اليمنية القديمة أو إخراجها من سياق تطور اللسان العربي معناه نفي صفة العروبة ونفي للمعتقد السائد حول اعتبار اليمن موطن العرب الأول لا سيما مع إجماع الكثير من المراجع التاريخية حول هذا الأمر، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يصل بمعارضي القومية اليمنية إلى القول إن مسألة إعادة إحياء هذه اللغة وعرض مظلوميتها بهذا الشكل الغرض منه هو معاداة اللغة العربية ولغة الوحي والقرآن، وقد وصل ببعضهم إلى وصمهم بالملحدين والمراهقين.
أما الاتجاه الآخر الذي يتبنى منطق اختلاف اليمنية عن العربية، فهو ينطلق من واقع النقوش المكتشفة والتي يتضح من خلالها عدم قدرتنا على فهم الألفاظ والتراكيب بمقارنتها مع العربية، وهو ما يعني انقطاعا عن العربية، فضلا عن كونها مجرد نقوش كتابية لا يمكن الاستدلال بلغتها المنطوقة الأدبية وعملية تطورها. وهناك مجموعة من التناولات التي تشير إلى أن اللغات اليمنية القديمة تختلف كثيرا عن اللغة العربية الشمالية، وأنها مستقلة عنها، حيث إن اللغة اليمنية القديمة تؤلف مع اللغة الحبشية الشُعبة السامية الجنوبية، فصلات القرابة التي تربط بين هذين الفرعين أقوى بكثير من صلات القرابة التي تربطها بشعبة اللغات السامية الشمالية كما يبدو من الموازنة بينها في أصول الكلمات والأصوات والقواعد[8].
ولعل أبرز من يتفقون مع هذا الاتجاه طه حسين، حيث يرى أن هناك خلافا جوهريا وقويا بين لغة حمير (العاربة) ولغة عدنان (المستعربة) من خلال النقوش والنصوص، وبشكل قد مكن من إثبات هذا الخلاف في اللفظ والقواعد والنحو والتصريف[9].
وبخصوص البدايات الأولى لهذا التباين وظهوره، فإن للدوافع السياسية التي كانت سائدة أيام الدولة الأموية والعباسية دورها في بعث مسألة الصراع القبلي (الأنساب) بين اليمنية (القحطانية) والمضرية (العدنانية) والتي بدورها جعلت التنافس بين الفريقين في كل شيء حتى تعداه إلى إنكار عربية كل طرف للآخر واحتكارها لنفسه مقسمين العرب إلى عرب عاربة وعرب مستعربة[10].



ومسألة العرب العاربة والعرب المستعربة القحطانية والعدنانية تعود اليوم من جديد في النقاش الدائر، فالهاشميون في اليمن يفخرون بانتسابهم إلى الهاشمية والنسب العدناني، ويستخدمونها في إضفاء طابع خاص بهم لتحقيق مكاسب سياسية واجتماعية كمسألة الانتساب إلى آل البيت، في الوقت الذي يحاول القوميون اليمنيون إبراز انتسابهم وافتخارهم بالقحطانية باعتبارها الأصل والفصل في مواجهة النزعة الهاشمية العدنانية، ووفقا لهذا المنطق، فإن إحياء القحطانية بكل ما يتعلق بها من تاريخ ولغة خاصة هي عودة إلى الذات اليمنية لاستئناف عملية النشاط الوطني التاريخي عبر مشروع وطني ليس إحياء اللغة اليمنية القديمة سوى أحد أركان هذا المشروع.
لغات ومفردات يمانية تقاوم الفناء
تُصنّف اللغة اليمنية القديمة اليوم ضمن اللغات الميتة التي دخلت في صراع مع اللغات واللهجات الأخرى وتم القضاء عليها، حيث أخذت تتخلى عن مكانتها بالتدريج على المستوى الرسمي لمصلحة اللغة العربية الفصحى وذلك مع أواخر القرن السادس الميلادي. ومع دخول اليمنيين الإسلام أصبحت اللغة العربية هي اللغة الرسمية، وتحوّلت اليمنية القديمة لتُستخدم كلغة ضمن اللهجات العامية، وهو الأمر الذي ما زال يمكن ملاحظته ورصده كمادة لغوية قديمة تستخدم حتى اليوم، محافظة على بنائها الصوتي والدلالي كما كانت عليه من قبل، وفي المقابل أيضا يمكن إيجاد مادة لغوية قديمة غزيرة في لهجات اليمن دخلت على اللغة العربية بدليل الإشارات الكثيرة في مصادر التراث العربي التي تحيل مجموعة من الكلمات والألفاظ إلى أصلها بقولهم إنها من لغة أهل اليمن أو لغة يمانية أو من لغة حمير للدلالة على ما عُرف عن أهل اليمن..
وقياسا على ذلك، يمكننا القول إن اللغة اليمنية القديمة ما زالت حية في بعض جوانبها، فاللغة المهرية والسقطرية هما امتداد باقٍ للغة اليمنية القديمة وما زالت تسود في مناطق المهرة وجزيرة سقطرى في جنوب اليمن وبعض المناطق المجاورة لليمن، محافظة على بنيتها ولغتها ومفرداتها المتداولة شفاهيا، وتزخر المنتديات العديدة فيها بإلقاء القصائد الشعرية واستخدام مفرداتها وكلماتها، مما يشير إلى حيويتها وإمكانية كتابتها بأبجدية مقننة خاصة بها، لو توفر الاهتمام اللازم.


كما أن الكثير من الكلمات والقواعد النحوية الخاصة باللغة اليمنية القديمة ما زالت متداولة وموجودة اليوم في اليمن، فلفظة (أن) لا تزال تستخدم كأداة للتعريف في لهجة منطقة جبل رازح في مدينة صعدة وهي تقابل (أل) أداة التعريف في اللغة العربية الفصحى، أيضا ما زالت العديد من المناطق اليمنية تستخدم أداة التعريف (أم) الواردة في كتب التراث العربي كأداة تعريف خاصة بلغة أهل اليمن وقد وردت في العديد من النقوش اليمانية القديمة. 
بالإضافة إلى ذلك، فما زال هناك استخدام مجموعة من الأفعال في المناطق اليمنية مثل فعل "بسل أو يبسل" الذي يعني نضج أو ينضج، كما أن كلمة محوى التي تعني القرية المؤلفة من مجموعة من مساكن القش المحاطة بحاجز من أغصان الأشجار المشوكة لحمايتها ما زالت تستخدم حتى اليوم، فهذا المصطلح وإن كان مشتقا من أصل مشترك بين العربية الفصحى وعربية أهل اليمن فأصحاب المعاجم العربية يذكرون أن محوى بهذا المدلول من لغة أهل اليمن..، وهناك أيضا مفردات حافظت على استخدامها مثل: درب (رمى)، ربخ (استراح)، رزم (ضغط)، أسى (وجد)، همس (ضغط)، نكف (دعوة القبائل للنصرة)، فيد (نهب حق الغير).
لقد عُني العديد من الباحثين والمهتمين بدراسة اللغة اليمنية القديمة وتفكيك نقوش خط المسند، ولعل أبرز من اهتم بذلك هو مطهر علي الإرياني صاحب "المعجم اليمني في اللغة والتراث"، حيث حرص في هذا المعجم على جمع المفردات اللغوية الخاصة مما هو غير موجود في القواميس العربية، مع الشرح، والمقارنة اللغوية، وإضافة بعض الاستطرادات التراثية، ويُعد هذا الكتاب مساهمة أولية ودعوة سابقة في عملية إعادة النظر إلى التراث اليمني، وهو ينطلق من نقطة تتعلق بأن العربية الفصحى هي امتداد للغة اليمنية القديمة.




اللغة اليمنية القديمة والقرآن الكريم
عُني جزء آخر من الباحثين بمحاولة إثبات استفادة وتأثر العربية الفصحى من اليمنية القديمة، حيث يشير بعضهم إلى أن القرآن الذي نزل بالعربية الفصحى قد أخذ الكثير من الألفاظ اليمنية واللغة القديمة، فيرصد مثلا إبراهيم أنيس في كتابه "اللهجات العربية" مئة وسبعة وستين لفظا اعتمد في نقلها من اللسان، كما أجرى الباحث السامرائي بحثا عن اللغة اليمانية في القرآن، فأورد ألفاظا للغة اليمانية وردت في القـرآن الكريم كما عند السيوطي في "الإتقان" وعددها اثنا عشر لفظـا، هـي: "سـامدون"، "الأرائك"، "ولو ألقى معاذيره"، "لا وزر"، "وزوجناهم بحور"، "لو أردنا أن نتخذ لهوًا"، "أتدعون بعلًا"، "المرجان"، "الصواع"، "فنقبوا"، "سيل العرم"، "مسطورا".
وساق القاضي الأكوع ما يقرب من خمسين لفظا من القرآن الكريم باعتبارها من اللغة اليمنية القديمة، إذ يلاحظ من خلال تتبع الكثير من الألفاظ المذكورة في القرآن الكريم بأنها تنتمي أكثر إلى المناطق الجنوبية الغربية في اليمن (قتبانية ثم أشعرية) في صيغها وتراكيبـها ودلالتها ومعانيها وأصالتها، مثل: "كُبّار"، "كِذّاب"، "زحزح"، "يرتع"، "عرجون"، "تثريب"، "خرّ"، "فتح"، "عقم"، "صبغ"، "مرج"، "صريم"، "تني"، "زهد"، "عقر"، "زجى"، "باد"، "تل"، "دع"، "روح"، "سرح"، "رتق"، "فتق"، "ذرع"، "كر"، إلخ[13]. كما أن عملية رسم المصحف الشريف من قِبل الصحابة قد اعتمدت على القاعدة الحميرية في النقوش والخاصة بحذف حروف العلة في وسط الاسم مثل الرحمن والسموات وإسحق وغيرها الكثير..



وهكذا، فإن اللغة اليمنية كما يبدو هي لغة لها لهجاتها ومفرداتها المختلفة، لكن ذلك لا يعني بأي حال غياب التأثير والتواصل بين اللغات واللهجات، خصوصا حين يتعلق الأمر باللغات السامية التي تتقارب في مستويات عدة، ويبقى السؤال المهم في هذا السياق هو: هل هناك إمكانية لإعادة إحياء اللغة اليمنية القديمة من جديد في سياق لغوي هوياتي، أم أن ما يدور في هذه الأثناء هو تنفيس في وجه الظرف السياسي الذي تعيشه اليمن اليوم، ومحاولة لتوظيف اللغة كإحدى أدوات الصراع، لا باعتبارها إرثا حضاريا ثريا؟